انطلاق المؤتمر الدولي لتربية الأزهر بالقاهرة عن الذكاء الاصطناعي .. غدا
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
تنظم كلية التربية للبنين بجامعة الأزهر بالقاهرة مؤتمرها الدولي العاشر غدًا الأحد 8 من ديسمبر 2024 تحت عنوان: (الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية..الطموحات والمخاطر)؛ صرح بذلك الدكتور جمال فرغل الهواري، عميد الكلية رئيس المؤتمر، مشيرًا إلى أن المؤتمر يقام في مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة رئيس شرف المؤتمر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور جمال فرغل الهواري، عميد الكلية رئيس المؤتمر، والدكتور عطية السيد عبد العال، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث مقرر عام المؤتمر.
وأوضح عميد الكلية أن منظومة التربية والتعليم هي أساس تقدم الأمم ونهضتها، وهي السبيل لرسم وبناء مستقبل أفضل للأجيال الصاعدة، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يؤدي في الوقت الراهن دورًا متزايدَ الأهميةِ في تشكيل مستقبل التربية والتعليم بشكل عام، ومن المتوقع زيادة تأثير هذا الدور في الفترة القادمة.
وبيَّن عميد الكلية أن الرؤى تتباين حول آفاق استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في منظومة التربية والتعليم؛ ففي حين يرى البعض الذكاء الاصطناعي أداة قوية توفر فرصًا غير مسبوقة لأنظمة التربية والتعليم من منظور رسم السياسات التعليمية والتخطيط لتعزيز العملية التعليمية وتحقيق نتائج مبهرة، وإدارة التعليم بكفاءة وفعالية، وتمكين المعلم، وتحسين وضمان جودة التعليم، يثير البعض الآخر مخاوف ومخاطر وتحديات كبيرة بشأن الآثار والتداعيات السلبية المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في منظومة التربية والتعليم.
وذكر عميد الكلية أنه من هذا المنطلق يأتي المؤتمر الدولي العاشر للكلية تحت عنوان: «الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية: الطموحات والمخاطر»، انعكاسًا لالتزام الكلية برسالتها وأداء دورها في إعداد المعلم المتمكن والقادر على التعامل مع تحديات عصر الذكاء الاصطناعي والمخاطر الناجمة عنه؛ لافتًا أن المؤتمر يستهدف رصد إيجابيات وفوائد الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، وعلى الجانب الآخر يسعى إلى استكشاف طموحات ومخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في منظومة التربية وتطوير التعليم من خلال دعوة نخبة من خبراء التربية والتعليم والمختصين وصناع القرار لمناقشة آليات استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق مبتكرة لتعزيز فعالية منظومة التربية والتعليم، وتحقيق التكافؤ والإمكانات الفردية للطلاب، وتجنب التحديات الأخلاقية والاجتماعية والنفسية السلبية المحتملة.
وأضاف عميد الكلية أن المؤتمر يعد فرصة لتبادل المعرفة والخبرات واستعراض الممارسات الجيدة في مجال الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية والتعليم، وتحفيز الحوار البناء والتعاون بين المؤسسات التربوية محليًّا ودوليًّا (لاستخدام الذكاء الاصطناعي) بما يسهم في تطوير منظومة التربية والتعليم.
وبيَّن عميد الكلية أن المؤتمر يهدف إلى نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي بين المشاركين في العملية التعليمية، والعمل على تنمية مهارات التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجال التعليم للمشاركين في العملية التعليمية، واستشراف المشكلات التربوية والتعليمية من خلال الذكاء الاصطناعي، بجانب زيادة التواصل مع المؤسسات العالمية في المجال بما يوفره الذكاء الاصطناعي من قدرات عالية التواصل دون الحاجة إلى اللغة، وأيضًا استكشاف كيفية استفادة القطاع التربوي من الابتكارات في الذكاء الاصطناعي لتعزيز العملية التعليمية وتحسينها، وتبادل الخبرات، ونشر الممارسات الجيدة فى مجال الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية وتطوير التعليم، واستشراف آليات وطرق نشر الوعي حول إمكانات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وتحدياته في مجال التربية وتطوير التعليم لتحقيق الاستخدام الواعي لتطبيقاته، ومناقشة إمكانات الذكاء الاصطناعي في توليد المعرفة وتطوير المحتوي التعليمي، ودراسة آليات تمكين وتدريب المعلم من خلال الذكاء الاصطناعي، وبحث المخاطر والتحديات المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التربية والتعليم وسبل التغلب عليها، من خلال التواصل مع متخذي وصناع القرار والمؤسسات المهنية المرتبطة بتطوير التعليم لتعزيز وتفعيل مخرجات المؤتمر، بجانب تعزيز الشراكات والتعاون الدولي مع الأطراف المعنية للاستفادة من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وممارساته التدريسية الابتكارية الجيدة.
وأوضح الهواري أن المؤتمر يتضمن تسع محاور رئيسة:
المحور الأول: الذكاء الاصطناعي وتخطيط وإدارة التعليم، ويناقش هذا المحور دور الذكاء الاصطناعي في:
-تحليل البيانات وتحديد اتجاهات المستقبل ورسم السياسات التعليمية.
-إدارة الموارد المالية والبشرية واستثمارها بكفاءة.
-تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة العمليات التشغيلية للمؤسسات التعليمية. -تسهيل التواصل بين المؤسسات التعليمية وأصحاب المصلحة.
-تناول التحديات التنظيمية والتشريعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة مؤسسات التعليم.
-التحديات الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بتخطيط التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي.
-إدارة المرافق التعليمية.
أما المحور الثاني فيدور حول
الذكاء الاصطناعي وتمكين المعلم وتطوير التدريس، ويتناول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين:
-كفاءات التدريس.
-مهارات إعداد المحتوى التعليمي.
-مهارات إدارة مواقف التعلم.
-مهارات استخدام المنصات وأدوات التفاعل الرقمي.
-تعزيز التعاون والاتصال بين أطراف العملية التعليمية.
-برامج التنمية المهنية المستدامة للمعلم.
أما المحور الثالث فهو بعنوان:
الذكاء الاصطناعي وتطوير نظم التعليم، ويتناول دور الذكاء الاصطناعي في:
-تصميم المناهج والبرامج والمقررات التعليمية.
-إدارة المحتوى التعليمي وأوعية المعلومات، ومنصات التعليم التفاعلية.
-أدوات التقييم الذكية.
أما المحور الرابع فهو بعنوان
الذكاء الاصطناعي وتطوير البحث العلمي، ويتناول دور الذكاء الاصطناعي في:
-تحليل البيانات وتوليد الفرضيات العلمية الجديدة. -تصميم التجارب العلمية وتنفيذها.
-تحسين جودة البحث العلمي وزيادة إنتاجيته.
-نشر نتائج البحوث العلمية وتسويقها.
-التحديات الأخلاقية والاجتماعية والنفسية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي.
أما المحور الخامس فهو بعنوان: «الذكاء الاصطناعي وإدارة عمليات التقويم» ويتناول دور الذكاء الاصطناعي في:
-تصميم وتطوير أدوات التقويم. -إدارة عمليات التقويم.
-تحليل نتائج التقويم وتفسيرها.
-توفير تغذية راجعة فورية.
-بناء بنوك الأسئلة.
أما المحور السادس فهو بعنوان: «الذكاء الاصطناعي وضوابط استخدامه في القضايا الدينية»، ويتناول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في:
-القضايا الدينية: الفرص والتحديات.
-منظومة القيم، وتأمين المحتوى، ومواجهة أخطار تحريف النصوص الشرعية.
-تطبيقات تقديم الخدمات في القضايا الدينية.
أما المحور السابع فهو بعنوان: «الذكاء الاصطناعي والقضايا المجتمعية والنفسية» ويتناول:
-الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضللة ومواجهة تزييف الوعي.
-الذكاء الاصطناعي والحفاظ على الهوية.
الذكاء الاصطناعي والوالدية الرقمية.
-الذكاء الاصطناعي والصحة العقلية والنفسية.
-الذكاء الاصطناعي وتحليل السلوك البشري.
أما المحور الثامن فهو بعنوان: «الذكاء الاصطناعي وضمان جودة التعليم»، ويتناول دور الذكاء الاصطناعي في:
-تحليل البيانات وتوظيفها لتحسين جودة المنظومة التعليمية.
-إدارة نظم الجودة في المؤسسات التعليمية.
-تحسين عمليات التقييم والاعتماد، والتحديات المنهجية في تطبيق الذكاء الاصطناعي في ضمان جودة التعليم.
-تعزيز الشفافية والمساءلة في التعليم.
اما المحور التاسع والأخير فهو بعنوان: «الذكاء الاصطناعي والتوظيف ومستقبل سوق العمل»، ويتناول تأثير الذكاء الاصطناعي على:
-الوظائف في المستقبل. -تأثيرات استبدال العنصر البشري بالأنظمة الذكية في العملية التعليمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة الأزهر الذكاء الاصطناعي كلية التربية مركز الأزهر للمؤتمرات المزيد المزيد استخدام الذکاء الاصطناعی فی تطبیقات الذکاء الاصطناعی منظومة التربیة والتعلیم فی العملیة التعلیمیة أن المؤتمر من خلال
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي
حذر الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، من مخاطر الذكاء الاصطناعي، وان تكون يومًا ما معولًا في هدم الأمم عن طريق إماتة العقل وتغييبه مما يؤدي لتراجع القيم والأخلاق وضياع الهوية، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي هو طفرة في الذكاء البشري وهو من صنع الإنسان؛ جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي العاشر لكلية التربية للبنين بالقاهرة تحت عنوان: (الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية الطموحات والمخاطر) برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
رئيس جامعة الأزهر يشيد بعطاء أساتذة كليات الطب في علاج ملايين المرضى بالمجان غدا.. انطلاق المؤتمر الدولي الرابع المشترك بين كليتي طب البنين والبنات جامعة الأزهروبيَّن رئيس الجامعة أن الذكاء الاصطناعي له إيجابياته وسلبياته، وعدَّ من إيجابياته: استثمار الذكاء الاصطناعي وقت جائحة كورونا من خلال الروبوتات في تقديم الخدمات الطبية للمرضى المصابين بكورونا في الوقت الذي كان الإنسان يتخوف أن يصافح أقرب الناس إليه.
كما بيَّن أن هذا المؤتمر هو الثاني الذي يشهده عن الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبح رئيسًا للجامعة، وكان المؤتمر الأول لكلية الهندسة في فبراير الماضي 2024 بعنوان: التطبيقات الهندسية الحديثة والذكاء الاصطناعي.
ووجه رئيس الجامعة العلاقات العلمية والثقافية بالجامعة بجمع حصاد العام للمؤتمرات العلمية بجامعة الأزهر في كتاب يُنْشَرُ باللغتين العربية والإنجليزية، ويكون متضمنًا عناوين هذه المؤتمرات، وأهمَّ البحوث التي ألقيت فيها، وأهمَّ النتائج والتوصيات التي انتهت إليها، لافتًا أن طموحه يفوق جمع مؤتمرات عام واحد فقط بل لا بد من جمع وحصر كل مؤتمرات جامعة الأزهر منذ إنشائها وحتى اليوم؛ لتكون عملًا موسوعيًّا يتضمن إعداد قاعدة بيانات (ورقية - ورقمية) متضمنة موضوعات هذه المؤتمرات ومحاورها والبحوث العلمية التي ألقيت فيها والنتائج والتوصيات التي انتهت إليها، وما أهدته للعالم في شتى التخصصات المعرفية من حصاد الفكر وثمار العقل؛ ليكون عملًا موسوعيًّا.
وقال رئيس الجامعة: إن ما يدفعنا إلى البدء في هذا المشروع الطموح أن مؤتمرنا اليوم يضم (١٢٣) بحثًا علميًّا مُحَكَّما، والعبرة ليست بكثرة عدد البحوث ولكن بقيمتها العلمية.
وأشار فضيلته إلى أن كلَّ ابتكار فيها يَبْنِي لَبِنَةً جديدة في صرح المعرفة؛ لأنه مما ينفع الناس ويمكث في الأرض؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ».
لافتًا فضيلته إلى أن الذكاء الاصطناعي طفرة في الذكاء البشري في مجال علوم الحاسب الآلي يقوم على تغذية هذا العقل الصناعي بكميات كبيرة من المعلومات والبيانات والإحصائيات؛ للاستفادة منها في حل المشكلات واتخاذ القرارات.
مشيرًا فضيلته إلى أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي في العالم بدأ منذ عام 1950م، ولا يزال البحث مستمرًّا إلى يومنا هذا، حتى توصل الإنسان في ضوئه إلى صناعة طائرات دون طيارين، وصناعة إنسان آليّ يتدخل في تفجير الألغام وإزالتها، وكان له دور بارز في جائحة كورونا حين كان الاقتراب من المصاب بها أو الميت خطرًا عظيمًا، ولا تزال العقول تكتشف جديدًا كل يوم.
وأوضح رئيس الجامعة أنه قضي ليلته البارحة مع ملخصات بحوث هذا المؤتمر وقد وجد فيها تنوعًا وغزارة وحفاوة بهذا الذكاء الاصطناعي الجديد، وطموحات وثابة، وآمالًا عريضة، ومخاوف ومحاذير تتوجس خيفة من مخاطر هذا الذكاء، ورأى ما فيها من الدعوة إلى وضع الضوابط التي تكبح جماحه وتقيد التعامل معه والسباحة في بحره المحيط بما يضمن الأمانة العلمية والنزاهة من ناحية، كما يضمن الحفاظَ على الخصوصيات وحمايةَ الأفراد والأسر والمجتمعات من مخاطره من ناحية أخرى.
وأشار فضيلة رئيس الجامعة إلى أهم المحاذير والمخاطر التي يحملها الذكاء الاصطناعي؛ ومنها:
أولًا: استخدامه في التجسس على الآخرين والإضرار بهم وهتك الحرمات والخصوصيات التي تتلعق بالأفراد والأسر والجماعات وتهدد أمن الفرد والأسرة والمجتمع.
ثانيًا: ما يترتب على كثرة الاعتماد عليه والعكوف أمام منجزاته من الوقوع في براثن الإدمان الإلكتروني الذي لا يقل خطرًا عن إدمان المخدرات وبخاصة في مراحل الطفولة والشباب، وفي هذا المؤتمر بحث جيد عن الاستخدام المفرط للتطبيقات الإلكترونية وعلاقته باضرابات النوم والتسويف الأكاديمي لدى طلاب الجامعة. ولا ريب في أننا نشكو اليوم من آفات وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت بحق وسائل للتقاطع الاجتماعي والتفاخر الاجتماعي، ووسائل لضياع الوقت والعمر في كثير مما لا يفيد، وهلُمَّ جرَّا، وأصبح إثمها أكبر من نفعها، وأصبح خطرها على الأطفال والشباب أكبر من أن يحاط بوصفه، ولم يسلم من آثامها وموبقاتها الصغير ولا الكبير، وفي الذكاء الاصطناعي مخاطر مثلُ ذلك أو يزيد.
ثالثًا: ما يترتب على منجزات الذكاء الاصطناعي بتوفيره الملايين من المعلومات وحله كثيرًا من المشكلات من إخلادِ عدد غير قليل من الباحثين إليه واستسلامهم له وإلقائهم عصا البحث والنظر، وأن يتكىء كل منهم على أريكته اكتفاء بهذا العقل الصناعي الذي انبهرت به العقول، وأعطته توكيلًا عامًّا في كل أمورها، ونامت وستراحت وأخلدت إلى الأرض، ورضيت بالتبعية الذليلة لهذا الذكاء الاصطناعي، ولو لم يكن في هذا المنجز إلا هذا لكان كافيًا في وجوب توخي الحذر في التعامل معه والإخلاد إليه.
وحذر رئيس الجامعة من أن يكون يكون الذكاء الاصطناعي يومًا ما خمرًا تُسْكِرُ العقول وتُذْهِبُ عنها وعيَها ويقظتها وحريتها في التفكير والبحث والنظر والتدبر، وهذه أم الخبائث في حياة العقل البشري فيكون مكفوفًا عن الوعي واليقظة والتفكير والبحث والنظر والتدبر؛ ويقيني أن المعرفة الحقيقية هي التي تهتدي إليها العقول بكدها وكدحها ونورها، وهي الولائد التي تستهل صارخة من أرحام الأفكار وقوى العقول، ومن ذاقها يرفض أن يعيش ذليلًا تابعًا لأي ذكاء إلا ذكاءَ عقله هو، وذكاءَ قلبه هو، ونورَ فطنته هو، ورحيقَ فكره هو، فيبيتَ مسرورًا بما أنجز، كالًّا من عمل يده، وكدحِ عقله، وقدحِ زنادِ فكره؛ يستبشر بقول المعصوم صلى الله عليه وسلم : «من بات كالًّا من عمل يده بات مغفورًا له» وقوله صلى الله عليه وسلم : «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِه».
وأكد فضيلة رئيس الجامعة أن أكبر معول في هدم الأمم هو إماتة العقل وتغيبه واهماله وتنويمه، مشددًا علي أنه لا تزال الأمم بخير ما أيقظت عقولها وأيقظت ضمائرها وأيقظت شبابها وشيبها وصغارها وكبارها، وجعلت يقظة العقل شعارها ودثارها.
وقد أمَّلَ كثير من الباحثين في هذه الثورة المعرفية في عصر المعلومات أن تحقق هذه الثورة العدالة والحرية في العالم، وإشاعة المساواة والعدل في ربوعه، كما تنبأ بعضهم أن تكون هذه المعلومات متاحة للجميع كالماء والهواء لا تقبل الاحتكار، وتنبأ بعضهم عكس ذلك وهو أن تصبح المعلومات سلعة يتنافس العالم على احتكارها وتدخل الدول في حرب من أجل السيطرة على المعلومات كما حاربت في الماضي من أجل السيطرة على المستعمرات، انظر حولك وحاول أن تعرف الحقائق التي آلت إليها هذه التنؤات والآمال العريضة، ثم ارجع البصر كرتين لترى ما يحدث في غزة منذ عام؛ لترى رائحة الموت تملأ أرضها وجوها وبرها وبحرها وسماءها وهواءها، لترى الظلم الذي حطم كل المعلومات ولم يبق معه للذكاء الاصطناعي ولا لغيره من منجزات الحضارة الغربية قيمة؛ لأنه لا قيمة لشيء من ذلك ما لم يحقق العدل ويمحو الظلم ؛ إننا نتكلم والرصاص الحي يخترق القلوب، والمتفجرات تفجر الأشلاء والضحايا وتمزقهم تمزيقًا، ما يقرب من خمسين ألف شهيد، أحياء عند ربهم يرزقون، منهم أكثر من عشرة آلاف طفل دون العاشرة من العمر، ومثلهم أو أكثر من النساء.
واختتم رئيس الجامعة كلمته
بأن أعلن أن جامعة الأزهر تعمل على إنشاء كلية مستقلة للذكاء الاصطناعي؛ ليكون لها مشاركة فاعلة وإسهامًا في هذا التخصص المهم الذي فرض نفسه على الدنيا كلها، والعمل على تأسيس مركز الأزهر العالمي للذكاء الاصطناعي، لتكون رسالته حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف والتراث الإسلامي من عوادي التبديل والتحريف.