تشهد العلاقات بين دولة الاحتلال والهند، تناميا مضطردا، وتعاونا في العديد من المجالات، في ظل الزيارات السياسية رفيعة المستوى بين الجانبين وآخرها كانت، زيارة وزيرا خارجية واقتصاد الاحتلال إيلي كوهين ونير بركات، لتوثيق العلاقات.

غولي دوليف هاشيلوني الكاتبة في موقع محادثة محلية ذكرت أن "الهند وإسرائيل لا ترتبطان فقط بتجارة الأسلحة، على أهميتها، فكلاهما يتبع نهج قمع المسلمين، ويسعيان لإقامة تحالف جديد بينهما، تحقيقا لزيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الهند عام  2018 والتي اعتُبرت تاريخية".



وشكل الترحيب الحار الذي لقيه المندوبون الإسرائيليون من رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، بمثابة خطوة لتعزيز التحالف بين حكومتي اليمين المتطرف، وبتنا أمام تحالف دموي، يعتمد في المقام الأول على تجارة الأسلحة، فبين 2015-2019 زاد حجم مبيعات الأسلحة من الاحتلال إلى الهند بنسبة 175 بالمئة".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "أسباب التقارب بين الهند وإسرائيل أعمق بكثير من الاحتياجات العسكرية الفورية للدولتين العنيفتين، وكذلك الاستخدام الفعال للدين اليهودي والهندوسي، كوسيلة لتبرير كراهية المسلمين؛ بسبب التطهير العرقي الذي نشأوا عليه؛ وهذه بعض أوجه التشابه التاريخية والسياسية والأيديولوجية التي تربط الصهيونية بالقومية الهندية، مما يعزز التعاون العسكري الوثيق بين الحكومات اليمينية المتطرفة في تل أبيب ونيودلهي".

وأشارت إلى أن "الهند تحوز حاليا 50 بالمئة من إجمالي الصادرات العسكرية الإسرائيلية، ونطاق تجارة الأسلحة بينهما هائل جدا، ومؤخرا بدأت الهند بإنتاج أسلحة إسرائيلية، مما يشكل المرحلة الجديدة في هذا التحالف، حيث تساعد الهند بزيادة مبيعات الأسلحة الإسرائيلية حول العالم، وبما أن الهند تنوي تصدير أسلحة إسرائيل وممارساتها لأجزاء أخرى من العالم، فإن هذا التحالف خطير بشكل خاص، ولعل الصور المبتسمة لنارنديرا مودي وبنيامين نتنياهو حصدت أكواما من الأسلحة وحزما من المال".

وأكدت أن "العلاقة الهندية الإسرائيلية بدأت فعلا في 1962، وهي المرة الأولى التي أرسلت فيها إسرائيل أسلحة إلى الهند، عندما كانت في حرب مع الصين، دون أن تكون علاقات دبلوماسية بينهما في ذلك الوقت، لكن إسرائيل لم تتردد أبدا باستخدام تجارة الأسلحة باعتبارها وسيلة لتعزيز الدبلوماسية تحت الطاولة، ومنذ ذلك الحين تشتري الهند بانتظام أسلحة منها، ومن أواخر الستينيات تشارك أجهزة المخابرات الهندية مواد استخباراتية مع الموساد، حتى تم تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة في 1992".

وكشفت أن "المرحلة التالية في علاقاتهما بدأت بعد الهجوم على البرجين التجاريين في نيويورك، واستغلت إسرائيل والهند ما يسمى بـ"الحرب العالمية على الإرهاب"، والذعر من المسلمين، لتعميق روابطهما، وتعبئة وتخزين الأسلحة، وبعد أن أصبح مودي رئيسا للوزراء في 2014، أصبحت العلاقة شراكة استراتيجية حقيقية، وليس مجرد تحالف براغماتي، بسبب أوجه التشابه التاريخية العميقة بينهما، حتى باتتا تعتمدان على بعضهما، ولفهم علاقتهما اليوم، يمكن العودة إلى صعود حركتي الصهيونية والهندوتفا بداية القرن العشرين".



وأكدت أن "أوجه التشابه بين إسرائيل والهند على الأرض مرتبطان باحتلالهما لفلسطين وكشمير، وهما يشتركان في العديد من الخصائص المتشابهة، لأنهما ولدا من رعب التطهير العرقي، وهما تقومان بأشياء دعائية مماثلة، وينتجون تقنيات عالية مبتكرة عندما يتعلق الأمر بالزراعة وإدارة المياه، في محاولة عن عمد لإخفاء حقيقة أن إسرائيل نفسها تسرق المياه والأرض".

بعد مرور ثلاثة عقود على استئناف العلاقات الثنائية بين الهند والاحتلال، فإنها آخذة بالدفء مع مرور الوقت، وباتت تسجل نقاط تحول في علاقتهما، وبجانب تطور علاقاتهما السياسية، فإن الاتصالات التجارية تسرع نحوهما، وتجد الشركات الإسرائيلية سهولة بدخول الأسواق الهندية، مع توقيع صفقات السلاح والاستثمار بالموارد الطبيعية، وفي الجانب الدبلوماسي، تشهد العلاقات تناميا تدريجيا، عقب انفصال الهند عن انضمامها التقليدي للمعسكر المعادي للاحتلال حين امتنعت عام 2014 عن التصويت على تقرير للأمم المتحدة حول حرب غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الهند فلسطين الهند الاحتلال الإسرائيلي كشمير صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إيران تخترق بيانات إسرائيلية.. وتل أبيب تفشل في تحديد المصدر

قال تقرير إسرائيلي إن عملية اختراق وتسريب مرتبطة بإيران أدت إلى نشر بيانات حساسة عن آلاف مالكي الأسلحة الإسرائيليين على الإنترنت.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، تثير الملفات المسروقة مؤخراً، والتي يعود تاريخ بعضها إلى عام 2025، مخاوف بشأن المخاطر الأمنية، في حين تحاول السلطات تحديد مصدر الاختراق.

وقالت الصحيفة العبرية: "في أوائل فبراير (شباط)، سرب قراصنة إيرانيون عشرات الآلاف من الوثائق، التي زعموا أنها من الشرطة ووزارة الأمن القومي".
وبحسب الصحيفة، تضمنت البيانات المنشورة معلومات حساسة، بما في ذلك هويات وعناوين آلاف مالكي الأسلحة الإسرائيليين، وأضافت: "يعرّض التسريب مالكي الأسلحة لتهديدات محتملة، مما يجعلهم عرضة للمجرمين أو الجهات المعادية، التي تسعى للحصول على الأسلحة". قراصنة ومجرمون.. جيش الظل الإيراني يخوض حروباً سرية - موقع 24تشن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خارج حدودها، حروباً لا هوادة فيها ضدّ خصومها وأعدائها، عبر هجمات إلكترونية، وعملاء نفوذ، ومُجرمين وقتلة مأجورين يتم تجنيدهم من قبل تُجّار مُخدّرات إيرانيين وأوروبيين.

وتتضمن الوثائق بيانات شخصية واسعة النطاق عن أفراد الأمن المسلحين، وتفاصيل غرف تخزين الأسلحة في المؤسسات العامة، ومعلومات أخرى بشأن مكان وجود الأسلحة والذخائر.
وبعد نشر التسريب لأول مرة في بداية مارس (آذار)، سارعت الشرطة إلى نفي أن يكون التسريب قد جاء من أنظمتها الداخلية، مشيرة إلى أن "الفحص الشامل لم يجد أي وصول خارجي إلى أنظمة معلومات الشرطة"، وأنه "لم يكن هناك أي مؤشر على وجود خرق أو تسرب للبيانات من أنظمة الشرطة".
وأشارت إلى أنه لا يزال من غير الواضح كيف تم الحصول على البيانات الحساسة، لكن تحليل الملفات يكشف عن أكثر من 100 ألف وثيقة يبدو أنها تأتي من أو مرتبطة بقسم أمن الشرطة والتراخيص، أو إدارة تراخيص الأسلحة النارية التابعة لوزارة الأمن القومي، أو شركات الأمن الخاصة التي تعمل معهم.
وقالت إن "أي شخص يحتفظ بسلاح ناري في منزله أصبح الآن معرضاً لخطر أكبر".

هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟ - موقع 24رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه على مدى سنوات، عارضت إسرائيل الاتفاق النووي مع إيران، واستمرت في عرض انتهاكاتها للعالم، لكن مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عرض إجراء محادثات مع طهران، يبدو أن تغييراً قد حدث.

وأوضحت أن الملفات المسربة كلها حديثة، وتحتوي على سجلات من العامين الماضيين، بما في ذلك مئات الوثائق من عام 2025، بعضها يعود إلى نهاية يناير (كانون الثاني). وتتضمن الوثائق تفاصيل شخصية عن مالكي الأسلحة، بما في ذلك الاسم الكامل والعنوان المنزلي والصورة والخلفية العسكرية والطبية، ونوع السلاح الناري، وعدد الذخيرة، وما إذا كان السلاح مخزناً في المنزل.

وقالت إن "من بين السجلات المسربة بطاقات هوية الشرطة لضباط يرتدون الزي الرسمي، ومرخص لهم بحمل الأسلحة النارية، وتقييمات أفراد الأمن وخطابات التوصية. كما تحتوي الملفات على بيانات شخصية عن حراس الأمن المسلحين، وسجلات تدريبهم، ورخص الأسلحة النارية، والوثائق الداخلية من شركات الأمن التي توظفهم، وشهادات ميدان الرماية الرسمية للتدريب التنشيطي، كما تم العثور في التسريب على خرائط ووثائق تتعلق بمستودعات الأسلحة الصغيرة، حيث يخزن حراس الأمن أسلحتهم".

وقال خبراء الأمن السيبراني لصحيفة هآرتس إنهم "لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان الاختراق ناجماً عن اختراق فعلي لأنظمة حكومية أو شرطية، أو بالأحرى من خلال اختراق إحدى شركات الأمن الخاصة، التي يحتاج عمالها إلى اعتماد رسمي للعمل كحراس مسلحين، كما لم يتمكنوا من تأكيد ما إذا كان الاختراق قد حدث من خلال اختراق خوادم داخلية، أو من خلال استغلال وصول الموظفين".

وقالت إن "الأمر المثير للقلق هو أن القراصنة أعلنوا في ديسمبر (كانون الأول) أنهم تمكنوا من الوصول إلى هذه البيانات، بل ونشروا لقطات شاشة لبعض الوثائق. ومع ذلك، يبدو أن السلطات الإسرائيلية فشلت في منع المزيد من التسريبات".

مقالات مشابهة

  • هآرتس: «هاكرز» إيرانيون يستولون على بيانات 100 ألف إسرائيلي
  • ارتفاع واردات أسلحة أوروبا 155% في 4 سنوات
  • سائحة إسرائيلية تتعرض لاغتصاب جماعي في الهند
  • إيران تخترق بيانات إسرائيلية.. وتل أبيب تفشل في تحديد المصدر
  • تحقيق عبري: “حنظلة” الإيراني يخترق عشرات آلاف البيانات الأمنية الإسرائيلية
  • في الهند ..اغتصاب جماعي لسائحة إسرائيلية
  • اعتداء جماعي على إمرأة إسرائيلية في الهند .. تفاصيل
  • شركة أسلحة تركية ساعدت في تأجيج الحرب الأهلية الوحشية في السودان، قامت بتهريب الأسلحة سرًا إلى الجيش السوداني وفقًا للسجلات
  • معاداة المسلمين قاسم مشترك بين إسرائيل واليمين في أوروبا
  • إسرائيل تعلن استهداف مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان