اتفق خبيران في الشأن الإسرائيلي على أن تسجيلات الأسرى الإسرائيليين، التي تنشرها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وآخرها تسجيل متان تسانجاوكر، ستحدث أثرا عميقا، مؤكدين أنها أصبحت تلعب دورا متزايد الأهمية في تشكيل الرأي العام الإسرائيلي والضغط على حكومة بنيامين نتنياهو.

وفي أحدث هذه التسجيلات، ظهر الأسير متان تسانجاوكر، الذي انتقد بشكل حاد الحكومة الإسرائيلية، محملا نتنياهو المسؤولية المباشرة عن استمرار احتجاز الأسرى، كما عبر عن إحباطه مما وصفه فشل الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع قضية الأسرى، ووجه نداء إلى الإسرائيليين للتظاهر والضغط على الحكومة.

وفي تعليقه، أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى أن تأثير هذه الفيديوهات أصبح كبيرا جدا مقارنة بالسابق، لافتا إلى أن الإعلام الإسرائيلي، الذي كان يتجنب نشر هذه المواد، بات الآن يتيحها للجمهور ويحللها، مما أسهم في تعزيز النقاش العام حول قضية الأسرى.

وأضاف مصطفى أن رسالة الأسير متان، التي تضمنت دعوة إلى التظاهر ضد نتنياهو، تعكس انسجاما مع المزاج العام داخل المجتمع الإسرائيلي الذي يحمّل نتنياهو مسؤولية تأخير صفقة تبادل الأسرى.

إعلان

وأشار مصطفى إلى أن والدة متان، هي من تقود حركة الاحتجاج الإسرائيلية ضد الحكومة، ولعبت دورا محوريا في هذا السياق، وتحدث عن مواجهتها المباشرة مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، متهمة إياه بالتضحية بابنها لتحقيق أهداف سياسية.

وأوضح مصطفى أن هذا التسجيل عزز زخم حركة الاحتجاج، خاصة أن والدة متان حصلت مؤخرا على تقدير دولي لكونها من أكثر النساء تأثيرا في العالم.

رسائل القسام وتوقيت الفيديو

من جهته، قال الخبير ساري عرابي إن توقيت الفيديو يعكس إستراتيجية مدروسة من كتائب القسام لإرسال رسائل متعددة الاتجاهات.

وأوضح أن تسجيل متان يتقاطع مع تسجيل سابق للأسير عيدان، مشيرا إلى أن الرسائل الموجهة من الأسرى الشباب تستهدف كشف زيف ادعاءات نتنياهو حول وجود خطط بديلة للإفراج عنهم.

وأضاف عرابي أن تصريحات الأسير بشأن التعليمات الجديدة، التي تشمل تهديدات بقتلهم إذا اقترب جنود إسرائيليون منهم، تعكس موقف القسام الحازم تجاه محاولات الإنقاذ العسكري.

كما أشار إلى أن هذه التسجيلات تُظهر استمرار قدرة القسام على قيادة المعركة النفسية، مما يعزز موقفها التفاوضي في أي صفقة محتملة.

ويرى الخبيران أن تراكم هذه الفيديوهات يدعم المطالبات الشعبية المتزايدة بوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى، خاصة مع تصاعد الانتقادات لنتنياهو داخل إسرائيل.

وأوضح مصطفى أن التسجيل الأخير يعزز القناعة لدى قطاعات واسعة من الإسرائيليين بأن تأخير الصفقة قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر، سواء بسبب القصف أو الظروف القاسية التي يعيشها الأسرى.

أما عرابي، فأشار في هذا السياق إلى تصريحات إقليمية جديدة حول إمكانية إنجاز صفقة تبادل، معتبرا أن مثل هذه الفيديوهات تثبت استمرار سيطرة حماس وقدرتها على إيصال الرسائل، مما قد يدفع نحو تسريع الجهود لتحقيق تقدم في هذا الملف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مصطفى أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي يلتقي نتنياهو الخميس وسط توقعات بعقد صفقة خلال أيام

كشفت مصادر أمريكية، اليوم الأربعاء، أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان سيتوجه إلى إسرائيل ومصر وقطر، وسط توقعات بعقد صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين، أن سوليفان سيزور إسرائيل ومصر وقطر، في محاولة أخيرة للضغط على الزعماء في المنطقة، لإتمام صفقة الإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، قبل نهاية ولاية الرئيس جو بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل.

وأشار مسؤول كبير في البيت الأبيض إلى أن سوليفان سيتوجه إلى الشرق الأوسط اليوم، وسيلتقي نتنياهو غدا الخميس، مضيفا أنه "يخطط بعد ذلك للسفر إلى القاهرة والدوحة للقاء قادة مصر وقطر ومناقشة جهود الوساطة بينهما".

ولفتت المصادر الأمريكية إلى أن رحلة سوليفان إنه يعتزم الضغط على الإسرائيليين والقطريين والمصريين، للقيام بكل ما يلزم لإبرام الصفقة في غضون أيام والبدء في تنفيذها في أقرب وقت ممكن.

والتقى سوليفان، الثلاثاء، للمرة الخامسة عشرة مع عائلات الأسرى الأمريكيين المحتجزين في غزة وأخبرهم أن إدارة بايدن تعمل مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب وفريقه لضمان إطلاق سراح جميع الأسرى، وأكد أن "هذه قضية ذات أولوية قصوى بالنسبة للرئيس بايدن".



وكانت وسائل إعلام مصرية، قد ربطت زيارة رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار بمساعي الوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، واحتواء التصعيد في المنطقة.

وذكرت قناة القاهرة الإخبارية أن "الزيارة تأتي "في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في غزة، ودعم دخول المساعدات إلى القطاع، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة"، دون تفاصيل أكثر.

من جهتها، أفادت القناة "14" العبرية بأن بار وهاليفي "بحثا في القاهرة صفقة محتملة" لتبادل الأسرى، مضيفة أنه "جرى خلال اللقاء بحث أسماء وأعداد الأسرى الإسرائيليين بغزة الأحياء والقتلى، وأسماء وأعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن الصفقة".

ووفق القناة فإن "هناك بعض التقدم نحو التوصل إلى صفقة محتملة، والفرق عن المرات السابقة هو أن حركة حماس على ما يبدو لا تجعل وقف الحرب شرطا للصفقة"، وفق ادعائها.

وقالت إن "هاليفي كان حاضرا لأن المحادثات تناولت أيضا محور فيلادلفيا ومعبر رفح، ربما تحسبا لاحتمال نقل السيطرة عليهما إلى مصر أو إلى السلطة الفلسطينية".

ووفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، فقد تقدمت مصر بمقترح صفقة تشمل هدنة لـ60 يوما في غزة، وتبادلا للأسرى بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بعد 7 أيام من سريان الهدنة، ويسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بوجود عسكري في غزة خلال هذه الفترة.

ويتضمن المقترح، بحسب الصحيفة، إعادة فتح معبر رفح في كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وأن تتولى السلطة الفلسطينية الإشراف على الجانب الفلسطيني من المعبر بمتابعة أوروبية، ضمن رقابة إسرائيلية، مع انسحاب حركة حماس، تماما من المعبر.

مقالات مشابهة

  • ما العلاقة بين شهادة نتنياهو في المحكمة والتعجيل بصفقة تبادل الأسرى؟
  • ما الربط الإسرائيلي بين شهادة نتنياهو في المحكمة والتعجيل بصفقة تبادل الأسرى؟
  • مسؤول أمريكي يلتقي نتنياهو الخميس وسط توقعات بعقد صفقة خلال أيام
  • القسام تنشر لقطات استهداف آليات للاحتلال الإسرائيلي في رفح (شاهد)
  • صفقة التبادل في غزة.. ضغوط ترامب تضيّق خيارات نتنياهو
  • نادي الأسير الفلسطيني يكشف الأوضاع المأساوية للمعتقلين في السجون الصهيونية
  • نجل نتنياهو في قبضة حماس.. كيف ضغط أهالي الأسرى على الحكومة الاسرائيلية؟
  •  هآرتس: نتنياهو يكذب بشأن صفقة الأسرى
  • هآرتس: نتنياهو يكذب بشأن صفقة الأسرى
  • نتنياهو: الوقت موات والظروف قد نضجت للتوصل الى صفقة مع غزة