موقع النيلين:
2024-12-12@02:10:26 GMT

القيادة السودانية أمام امتحان تاريخي

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

السودان رقم صحيح في معادلة استقرار المنطقة الاقليمية ، بوابة الحرب والسلام، حاضرة دائماً في سجلات التاريخ السوداني، تصدعت جدرانها في مراحل معينة، وكثيراً ما كانت تصمد في مواجهة العواصف وتعبر بسلام.

السودان المعاصر خاض أكثر من حرب، في الوقت نفسه ما تخللها من صراعات وانقلابات، صعوداً وهبوطاً، ولكن صمد في وجه العاصفة.

منذ اللحظة الاولى لإندلاع الحرب الحالية، كان واضحاً أنَّ القيادة السودانية تريد السلام، مواقفها كانت قائمة في شقها الخارجي على إطفاء نار الصراعات وعدم جر بلادنا لنزاعات جديدة، ولكن لم تترك المليشيا وحلفاءها الدوليين سبيلاً سوى الحرب.

حتى بعد قبول القيادة السودانية الجلوس إلى التفاوض عبر وساطة سعودية_امريكية ب “جدة” ، فقد استمرت المليشيات في سفك دماء السودانيين، دمرت عمرانهم وفرضت تهجيراً جماعياً، و احتلت مدنهم وقراهم، وحرمتهم من سقفٍ يأويهم، وذاكرة التاريخ لن تنسى، اذاً لا مفر من خوض الحرب حتى الانتصار الشامل للدولة والجيش والشعب.

خوض الحرب حتى النهاية لايعنى البندقية فقط ، بل يجب أن يصاحبها قتال سياسي وتنفيذي، ولأن السودانيين يستحقون حياة آمنة ومستقرة، وهم الان أمام امتحان تاريخي لاستعادة دولتهم المخطوفة واستعادة قرارها وبسط السيادة.

إنه وضع جديد، يحتم على القيادة اتخاذ قرارات صارمة تناسب حجم الوجع المقيم ومسبباته، عبر رؤية إصلاحية تمكّنها من المساهمة في قيام حكومة كفاءات من خارج نظام المحاصصة وملوثاته، تستعيد ثقة الداخل واحترام الخارج، ليكون ممكناً حلول زمن الحل الدائم، وإعادة بناء المؤسسات وفق قواعد عقلانية تسرع من إمكانية وضع البلد على سكة التعافي انطلاقاً من محاسبة شفافة ومساءلة لا يجوز إهمالهما.

وحتى يكون ذلك متاحاً، آن اوان استعادة المواطن السوداني لدوره لاعباً يبلور يقظة شعبية ضاغطة ليكون بالإمكان الذهاب إلى إعادة تكوين سلطة حقيقية على قاعدة معركة الكرامة واهدافها وشعاراتها، بعد كارثة الفراغ السياسي والتنفيذي التي سببتها قرارات ٢٥/اكتوبر المبتورة.

التوقيت يزداد وضوحاً، الحاجة لحكومة حرب رشيقة وقوية ، تقلل الصرف البذخي على مجموعات الفاشلين والفاسدين، وتوقف تمدد المليشيات المتحالفة مع الدولة على طريق التمكين السياسي والاثني، خصوصاً أن بعض القوى الدولية تسعى لاستبدال مليشيات “الدعم السريع” التي سقط مشروعها بمليشيات اخرى لضمان استمرارية حريق السودان .
يجب أن يعلن “البرهان” حكومة حرب ، محدودة العدد مطلقة الصلاحيات ، لمجابهة مؤامرة اختراق الدولة من الداخل، يجب إلا تهتم القيادة كثيراً للضغط الدولي الذي يمارسه حلفاء التمرد عليها ، كلما أرادت أن تمد نفوذها السياسي إلى كامل الأراضي السودانية .
محبتي وأحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الصحافة العالمية: سوريا أمام منعطف تاريخي بين آمال التغيير ومخاوف المستقبل

تباينت آراء الصحف العالمية حول سقوط نظام الأسد في سوريا، بين الترحيب بنهاية "حكم وحشي" والتحذير من تداعيات التغيير المفاجئ، مع إجماع على أن المنطقة تشهد تحولًا جذريا في موازين القوى الإقليمية.

فقد رأت افتتاحية صحيفة "فايننشال تايمز" أن انهيار نظام الأسد يؤكد التحول في ميزان القوى الإقليمي، مشيرة إلى أن المسلمات القديمة في الشرق الأوسط قد تغيرت منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وحثت الصحيفة المجتمع الدولي على مساعدة سوريا للوقوف على قدميها، بعد أن خذلها العالم مرارًا حتى عندما استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.

وفي تغطية ميدانية، نقلت صحيفة "لو تومب" السويسرية مشاهد الفرح والاحتفال في دمشق حيث دوت أصوات إطلاق النار والأناشيد الدينية عبر مكبرات الصوت في المساجد، وسط ذهول العاصمة من إعلان فرار الرئيس بشار الأسد فجر الأحد.

أسباب الانهيار

غير أن صحيفة "الغارديان" حذرت، على لسان كاتبها سايمون تسلا، من أن الفرح قد يتحول سريعًا إلى دموع إذا أدى الانهيار المفاجئ للنظام إلى فوضى لا يمكن احتواؤها، محذرًا من تنافس قوى لا تهتم بالعدالة والمصالحة على ملء الفراغ السياسي والعسكري.

وفي تحليل لافت، تساءل المعلق في مجلة "بوليتيكو" جايمي ديتمر عن أسباب الانهيار السريع للنظام، مشيرًا إلى غياب المقاومة الجادة لدى قوات النظام وفشل حلفائه في إنقاذه، وأن ذلك يثير تساؤلات عن احتمال وجود تنسيق داخلي مع المعارضة.

إعلان

أما "جيروزاليم بوست" فرأت أن سقوط الأسد، رغم كونه عدوًّا لإسرائيل، يحمل مخاطر جديدة. وأضافت أن إسرائيل، وإن كانت تفضل خروج سوريا من محور المقاومة الإيراني، إلا أن تركيبة القوى المعارضة لا تبعث على الارتياح.

مقالات مشابهة

  • الأزمة السودانية: مفوضية اللاجئين تدق ناقوس الخطر بشأن أعداد الفارين من الصراع إلى جنوب السودان
  • الحرب السودانية: لماذا غابت عن الإعلام العالمي؟
  • العبث السياسي!!
  • وزارة الخارجية السودانية في بيان بشأن تطورات الأوضاع في سوريا: دعو المجتمع الدولي إلى احترام خيار الشعب السوري
  • أبوالغيط يصل بورسودان ويؤكد حرص الجامعة العربية على مواكبة الدولة السودانية في جهود استعادة السلام والاستقرار
  • الصحافة العالمية: سوريا أمام منعطف تاريخي بين آمال التغيير ومخاوف المستقبل
  • لماذا تتوارى الحرب السودانية عن الإعلام؟
  • امتحانات الشهادة السودانية… هل من وساطة وطنية لإنقاذ قوميتها؟
  • القنصل العام لجمهورية مصر العربية يقدم أوراق اعتماده لدى الخارجية السودانية
  • رقم قياسي تاريخي لـ شريف إكرامي بدوري أبطال أفريقيا