شبكة الأمة برس:
2025-05-02@09:06:43 GMT

هل تنهي مخرجات مؤتمر لندن الانقسام السياسي في ليبيا؟

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

ناقش مؤتمر لندن الأخير حول ليبيا قضية إسقاط الحكومتين الحاليتين وتشكيل حكومة مصغرة بمهام محددة، كخطوة تهدف إلى إنهاء الانقسام السياسي وتعزيز الاستقرار في البلاد، بحسب سبوتنيك.

لكن تبقى تساؤلات مفتوحة حول مدى إمكانية تحقيق هذه الخطوة على أرض الواقع، ومدى استعداد الأطراف الليبية للامتثال لمخرجات المؤتمر.

في ظل استمرار الصراع السياسي بين الأطراف المتنازعة، يثار التساؤل: إلى متى سيظل هذا الوضع قائماً، وما الآليات التي يمكن أن تضمن تنفيذ الحلول المطروحة في المؤتمر.

تفاصيل غامضة

أكد المحلل السياسي الليبي أحمد التهامي، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن هناك إشارات على تحقيق تقدم ملحوظ في العلاقات بين مصر وتركيا، وهما دولتان لهما تأثير مباشر في المشهد الليبي.

وأوضح التهامي أن الإعلان عن هذا التقدم جاء دون الكشف عن تفاصيل، مما يشير إلى أن الدولتين بحاجة إلى مزيد من الوقت لتنسيق المواقف مع حلفائها الليبيين وضمان حماية مصالحها، خاصة مع التحولات الدولية المرتبطة بالانتخابات الأمريكية المقبلة.

وأضاف التهامي: "أميل إلى الاعتقاد بوجود حاجة دولية ملحة لتنظيم الأوضاع وتهدئتها في ليبيا، وهو ما قد يمهد الطريق لتشكيل حكومة مؤقتة جديدة. لكن في الوقت ذاته، لا أرى إمكانية للتوصل إلى حل دائم وشامل للأزمة الليبية في الوقت الحالي أو في المستقبل القريب".

وأشار إلى أن غياب روسيا عن المؤتمر المرتبط بالقضية الليبية يمثل نقطة ضعف رئيسية قد تؤدي إلى تعقيد الأمور، معتبرًا أن روسيا، كدولة فاعلة ولها علاقات متينة مع الأطراف الليبية، كان ينبغي أن تكون جزءًا من هذا النقاش لتحقيق نتائج أكثر فاعلية.

تحديات دولية

قال المحلل السياسي محمد محفوظ إن المشهد الليبي الحالي يفتقر إلى قواعد واضحة للمسار السياسي، مشيرًا إلى أن كل ما يُطرح حتى الآن مجرد أفكار دون إجابات محددة على سيناريوهات الفشل أو التعنت من قبل بعض الأطراف، مما يترك الأمور غامضة ومعقدة.

وأضاف محفوظ في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن مصير بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لا يزال مجهولًا، مشيرًا إلى انتهاء تفويضها في يناير المقبل، ما لم توافق روسيا على تمديد مهمة ستيفاني خوري، وأكد أن هذه المسألة تشكل تحديًا كبيرًا في ظل التحديات القائمة.

وبخصوص المخرجات السياسية، اعتبر محفوظ أنها قد تكون مهمة لتحريك المياه الراكدة وإحداث تغيير في المشهد السياسي على المستويين الدولي والمحلي، لكنه شدد على ضرورة وجود دعم قوي لضمان تنفيذ هذه المخرجات.

وأضاف أن امتثال الأطراف الليبية لهذه المبادرات يعتمد بالدرجة الأولى على الدعم الدولي، مشيرًا إلى أن معظم الأطراف الليبية مرتهنة لقوى دولية وإقليمية.

وأكد محفوظ أن الصراع الليبي سيستمر طالما غابت القواعد الدستورية واستمرت المراحل الانتقالية والانقسام السياسي.، ورغم أن تشكيل حكومة جديدة قد لا يحدث فرقًا كبيرًا، إلا أنه يرى أن أي تغيير يظل أفضل من استمرار الوضع الحالي.

مصالح دولية

من جهته، رأى المحلل السياسي إدريس احميد أن انعقاد الاجتماعات الدولية بشأن ليبيا في ظل غياب الأطراف الليبية يعكس حالة من الوصاية الدولية على البلاد، موضحًا أن هذا الوضع استغلته الدول المجتمعة لتحقيق مصالحها المتضاربة داخل ليبيا.

وأشار إلى أن مؤتمر لندن الأخير، كغيره من المؤتمرات السابقة، قد يواجه مصير الفشل بسبب تضارب المصالح الدولية وغياب التوافق بين الأطراف الليبية.

واعتبر أن مقترح إسقاط الحكومتين وتشكيل حكومة مصغرة يتطلب فهمًا واقعيًا وجدية في التنفيذ، مشيرًا إلى أن حكومة الوحدة الوطنية ترفض تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة، مما يعوق هذا الحل.

وأضاف احميد أن الدعوات لتشكيل حكومة جديدة تعكس تناقضات المجتمع الدولي، مشددًا على أن نجاح هذا الخيار يعتمد على تفاهم ليبي-ليبي حقيقي، وهو أمر مفقود حاليًا.

وأكد أن الصراع الليبي أمام خيارين: الأول يتمثل في استعادة الثقة والتفاهم بين الأطراف الليبية لتحقيق المصلحة الوطنية، وهو ما قد تدفع إليه المطالب الشعبية. أما الخيار الثاني، فقد يتجسد في تدخل الإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة ترامب، التي قد تسعى إلى دعم أطراف محددة لتحقيق الاستقرار الأمني، خاصة مع استمرار نفوذ التشكيلات المسلحة التي تُبقي الحكومات في السلطة.

وقال إن ليبيا بحاجة إلى إرادة حقيقية تضمن انتخابات حقيقية، بعيدًا عن التشكيلات المسلحة والتجاذبات السياسية التي حالت دون الاستقرار منذ عام 2011.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الأطراف اللیبیة مشیر ا إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

الباروني: مجلس الدولة تحول إلى أداة صراع.. والحل بإبعاد المشري وتكالة

???? الباروني: انقسام مجلس الدولة أضعف التفاهمات مع النواب.. والحل في إبعاد المشري وتكالة

ليبيا – رأى المحلل السياسي والأكاديمي الليبي إلياس الباروني أن الانقسام الحاصل داخل المجلس الأعلى للدولة أضعف فعاليته السياسية وعطّل أداءه التشريعي، ما انعكس سلبًا على قدرته في التنسيق مع مجلس النواب، خاصة في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد.

???? مجلس منقسم وتشاور ضعيف ⚖️
الباروني، وفي تصريحات خاصة لوكالة سبوتنيك، أشار إلى أن حالة الانقسام التي يعيشها المجلس دفعت إلى شلل شبه كامل في عمله، حيث تمسّك كل طرف بموقفه، مشيرًا إلى أن تطبيع الأوضاع داخل المجلس يتطلب إجراء انتخابات داخلية برؤية توافقية.

???? تكالة يشترط لجان محايدة ????
أوضح الباروني أن محمد تكالة اشترط إجراء انتخابات رئاسة المجلس تحت إشراف لجان محايدة، لضمان الشفافية بين المترشحين وإنهاء الأزمة الحالية، لافتًا إلى أن الإشكالية تكمن في غياب ضمانات تحول دون تكرار سيناريو الانقسام في حال رفض أحد الأطراف النتائج.

???? الحل في إبعاد المشري وتكالة معًا ????
واعتبر أن الحل الأمثل يتمثل في إبعاد الطرفين المتخاصمين، خالد المشري ومحمد تكالة، عن الترشح مجددًا، مضيفًا أن إصرارهما على العودة إلى المشهد قد يعمّق الأزمة ويمنع تشكيل مكتب رئاسي موحد داخل المجلس.

???? أثر الانقسام على التفاهمات السياسية ????
أكد الباروني أن الانقسام ترك تأثيرًا مباشرًا على خارطة التفاهمات بين مجلسي الدولة والنواب، مشيرًا إلى أن اللجنة الاستشارية التي شكلتها البعثة الأممية قد تتأثر بضعف التنسيق بين الجسمين، ما يهدد مسارات الحل السياسي.

???? مجالس بلا شرعية وبدون حلول
أشار الباروني إلى أن الجميع يدرك أن الأجسام السياسية الحالية فقدت شرعيتها السياسية، غير أن أعضاءها يصرون على الاستمرار دون تقديم رؤية واقعية لحل الأزمة الليبية، وهو ما يقلل فرص التوصل إلى أي اختراق سياسي حقيقي.

???? الانتخابات قد تُعيد الفاعلية للمجلس ????
رأى الباروني أن انتخابات مجلس الدولة ستكون ذات أثر إيجابي فقط في حال أفرزت قيادة موحّدة قادرة على توحيد التيارات داخله، مؤكدًا أن ذلك من شأنه إحياء دور المجلس في دعم المسار السياسي والدستوري، والدفع نحو إصلاح اقتصادي حقيقي.

???? تحذير من اختزال المجلس في الصراعات ⚠️
اعتبر الباروني أن مجلس الدولة تحوّل إلى أداة في صراعات لا تعبّر عن طموحات الليبيين، مشددًا على أن المطلوب اليوم توافق شامل على كل المستويات لإنقاذ ليبيا من أزمتها، لا التمسك بأجندات ومصالح ضيقة.

مقالات مشابهة

  • الحرب السودانيه تفاهمات العودة لمنبر جدة واخفاقات مؤتمر لندن
  • هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
  • خبير اقتصادي لـ«عين ليبيا»: تقليص السفارات الليبية خطوة طال انتظارها لإنقاذ الاقتصاد
  • الباروني: مجلس الدولة تحول إلى أداة صراع.. والحل بإبعاد المشري وتكالة
  • هرتسوغ: (إسرائيل) على شفا انفجار داخلي بسبب الانقسام .. والشاباك فشل في 7 أكتوبر
  • ما تداعيات حزمة المراسيم التي اتخذها الرئاسي الليبي.. وما مصير البرلمان والأعلى؟
  • تسجيل ضعيف في الانتخابات البلدية الليبية يعكس أزمة ثقة في العمل السياسي
  • رأس الثور تنهي حياة شخص وتصيب آخر جنوبي العراق
  • الحكومة الليبية: المنفي منتحل صفة في مجلس منتهي الولاية وقراراته باطلة تُهدد وحدة ليبيا
  • كيف سيتعامل الشرع مع مخرجات مؤتمر الأكراد؟