توجه الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية، بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على رعايته الكريمة لحفظة القرآن الكريم ودعمه المباشر اللامتناهي للمؤسسة الدينية في نشر الوعي الديني والوطني، وتعزيز المبادئ الوطنية والاعتدال داخل مصر وخارجها، سائلًا الله تبارك وتعالى أن يكلل جهوده داخل مصر وخارجها بالتوفيق والسداد، موجهًا التهنئة للأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف على نجاح وزارة الأوقاف المصرية في مساعيها الرامية نحو تكريم حفظة القرآن الكريم وتحفيزهم لبذل مزيد من النجاح والتميز.

ورحب مفتي الجمهورية، خلال كلمته في افتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم الحادية والثلاثين بمسجد مصر الكبير، بالدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، نائبًا عن معالي دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور المهندس مصطفى مدبولي، وبالأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبالسيد الوزير الدكتور إبراهيم صالح محافظ القاهرة، وبالحضور جميعًا.

وأكد المفتي أن مسابقة الأوقاف العالمية سنةٌ حسنةٌ التزمتها الدولة المصرية وجعلتها مهمةً وطنيةً قوميةً تحرص على استدامتها مهما كانت الظروف والأحوال.

وزير الأوقاف: الإلحاد ليس جديدا .. وعلينا التصدي له بفكر عقلاني متكاملوزير الأوقاف: المسابقة العالمية الـ31 تعكس مكانة مصر في خدمة القرآن

وأوضح سماحة المفتي أن القرآن الكريم يهدي البشر ويوجههم إلى الحق، ويشكل شخصية المسلم، ويكمل بناءه، فيبني الإنسان وينظم علاقته بالله وبنفسه وبمجتمعه، ويعبر به حدود الزمان والمكان، وأن الحضارة الإسلامية قامت على أسسٍ من القرآن الكريم في المجالات كافةً؛ ما جعل القرآن الكريم مصدر هدايةٍ وتقويمٍ، وتعليم العلم والمعرفة، ونتج عن ذلك إحياءُ العلم والثقافة.
وأضاف سماحته أن القرآن الكريم اهتم ببناء الفرد والمجتمع منذ أن نزل الوحي على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وقدم دستورًا متكاملًا للإنسان بصفةٍ عامةٍ، وللمسلم على وجه الخصوص، مؤكدًا أن القرآن الكريم يهذب النفس البشرية بخطابه الذي يبث الطمأنينة في النفوس الحائرة، ويمنح الأمل في أوقات الشدة، ويجعل الإنسان يعيد النظر في أهدافه وسلوكه، والأعم من ذلك فإنه يقدم نظامًا شاملًا لبناء مجتمعٍ متماسكٍ يسوده العدل والمساواة.

وأشار فضيلته إلى أن القرآن الكريم وضع القواعد التشريعية التي تنظم العلاقات الأسرية والتجارية والسياسية، وأن القرآن أكد في أكثر من موضعٍ أنّ تبنِّي هذه القواعد يسهم في بناء مجتمعاتٍ مستقرةٍ وانتظام حياة الناس بتوجيهاته على مر التاريخ.

مضيفًا أن حدث اليوم يأتي في إطارين عظيمين، الأول: تأكيد عظمة القرآن وعالميته في بناء الإنسان باعتباره أهم ركائز البناء الحضاري، والثاني: القيام بالدور الوطني الكبير المنوط بوزارة الأوقاف المصرية، التي تحرص من خلاله على جمع الأسرة المسلمة على هدف حفظ أبنائها القرآن وتلاوته وتدبره بشكلٍ وسطيٍّ معتدل، إضافةً إلى تعزيز القدوات الصالحة في المجتمع المصري من خلال النماذج التي سيتم تكريمها والاحتفاء بها، وإتاحة الفرصة لاكتشاف المواهب والنوابغ من حفظة القرآن الكريم.

كما أضاف فضيلته: إن مسجد مصر ومركزها الثقافي الإسلامي دعوةٌ ثقافيةٌ حضاريةٌ ساميةٌ، وصرحٌ فكريٌّ وإنسانيٌّ كبير، يبرز الجهود المصرية العظيمة التي تعمل على نشر الوسطية والاعتدال في ربوع العالم بعقولٍ أزهريةٍ خالصةٍ تربت في أحضان الأزهر الشريف، ومتمسكة بمنهجيته في فهم الإسلام، وتعزيز القيم الدينية والإنسانية والوطنية في المحافل الدولية والإقليمية، مؤكدًا أن دار القرآن الكريم -بفضل الرعاية الصادقة من الدولة المصرية وجهود المخلصين- ستكون منارةً قرآنيةً عالميةً تمد الشعوب والأمم برعاية القرآن الكريم وتطبيق مبادئه السامية في شتى جوانب الحياة الدينية والدنيوية.

وعبر الدكتور نظير عياد عن فخره بحملة القرآن الكريم؛ فهم أهل الله وخاصته كما في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ"، موصيًا حملة القرآن الكريم بالتخلق بأخلاق القرآن، والتحلي بصفاته، مع ضرورة الاستدامة والمواظبة على تعلم العلوم الشرعية وفق المنهج الأزهري الرشيد؛ ليكونوا رُسل أمن واستقرار وسلام في المجتمعات.

وثمن سماحة المفتي إطلاق اسم الشيخ محمد رفعت على المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم؛ اعتزازًا بالرموز المصرية التي حافظت على القرآن وأسكنته الوجدان والقلوب، وبخاصةٍ أن اسم الشيخ محفور في وجدان كل مصريٍّ من خلال قراءته للقرآن الكريم عبر أثير إذاعة القرآن الكريم قراءةً متقنةً أمتعت الناس جميعًا في ربوع العالم، ومن ثم فهو ردٌّ للجميل، واعترافٌ بالفضل لأهل الفضل، ووصلٌ لا ينقطع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيسي مفتي الجمهورية نظير محمد عياد المسابقة العالمية للقرآن الكريم الحادية والثلاثين المزيد المزيد أن القرآن الکریم للقرآن الکریم

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الخلافة في الأرض تتحقق بالعلم الذي يميز بين الحق والباطل

استقبل الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، مساء اليوم، الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وذلك على هامش مشاركته في فعاليات ملتقى قادة اتحادات طلاب جامعات الجمهورية الجديدة مصر 2030. الذي تستضيفه جامعة أسيوط، ويشهد حضور محافظ أسيوط، ونائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، وعدد من السادة رؤساء ونواب الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة وعمداء كليات جامعة أسيوط ووكلائها، وأعضاء هيئة التدريس.

وقد استهل مفتي الجمهورية، كلمته في ندوة "العلم وأثره في بناء الوعي" بتوجيه الشكر للواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، مشيدًا بعمق معرفته، والدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة، وجميع قيادات وأعضاء جامعة أسيوط، مباركًا لهم قرب حلول شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن الملتقى يُبرز أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والعلمية والدعوية، ويحقق التلاقي بين الأجيال المختلفة.

وتحدث المفتي، عن أهمية العلم في تحقيق البناء والتنمية والعمران، مستشهدًا بقصة خلق آدم وختم الوحي برسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن الخلافة في الأرض تتحقق بالعلم الذي يميز بين الحق والباطل.

وأكد أن العلم هو السبيل إلى مواجهة الأخطار، فبه نواجه خطر الشائعات مشيرًا إلى حادثة الإفك التي وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبالعلم نواجه كل فكر واتجاه منحرف كالإلحاد والتطرف، مؤكدا ضعف حجج الملحدين والمتطرفين، وبالعلم نواجه المصطلحات المطاطة كالحرية التي يقصد بها الإباحية والمثلية، ونتصدى للأفكار المغلوطة والمتشددة، داعيا إلى الوقوف أمامها بقوة وحزم.

وفي هذا السياق أشار المفتي في كلمة إلى بعض النماذج من الحضارة الإسلامية التي تؤكد أن العلم كان هو المنطلق، وأن الحضارة الإسلامية -بخلاف غيرها من الحضارات المادية- قد جمعت ووازنت بين الجانبين الروحي والمادي دون إفراط ولا تفريط.

كما دعا إلى تنمية الفكر النقدي لمواجهة الأفكار الزائفة مؤكدا أهمية التسلح بالعلم الذي يمكن الإنسان من التمييز بين الحق والباطل، واستشهد فضيلته في هذا السياق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير". كما أوضح أن الدين يحث على الخير ويحذر من كل ما يضر بالمقاصد الخمسة الكلية: الدين والنفس والعقل والمال والعرض.

وشدد على قدسية الأسرة وأهمية دورها في بناء المجتمع، محذرًا من تدهور القيم الذي يؤدي إلى انهيار الأمم، كما أكد أهمية احترام الاختلاف والتنوع باعتباره وسيلة للتعايش والتكامل بين الشعوب، مستدلا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13].

من جهته أعرب اللواء الدكتور هشام أبو النصر عن سعادته بالوقوف أمام شباب الجامعة الذين وصفهم بأنهم زهور ولآلئ تأخذ الوطن نحو القمم، مشيدًا بجهود الرئيس السيسي في نهضة البلاد. 

وأكد الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط أهمية التعاون بين الجامعات ودور الشباب في بناء الوطن، مشيدًا بحضور المفتي الذي أثرى هذا الملتقى.

وشدد الدكتور أحمد عبد المولى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، على دور الطلاب في النهضة ونصحهم بالتركيز على قضايا الوطن.

وأشارت الأستاذة الدكتورة مديحة درويش عميدة كلية الطب البيطري ومنسق ملتقى الشباب إلى أهمية هذا الملتقى في بناء شباب المستقبل.

وفي ختام الملتقى تقدم الأستاذ الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط بإهداء درع جامعة أسيوط لفضيلة المفتي تقديرًا وعرفانًا بدوره في نشر الوعي وتعزيز القيم الإنسانية والدينية لدى الشباب الجامعي.

مقالات مشابهة

  • 250 فائزًا.. الرواق الأزهري ببني عدي يكرم المشاركين بمسابقة القرآن الكريم
  • مفتي الجمهورية: اتفقت الشرائع السماوية على أصول العقيدة، والشريعة، والأخلاق
  • وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم يشهد اختبارات مسابقة "الصوت الندي"
  • مفتي الجمهورية: الخلافة في الأرض تتحقق بالعلم الذي يميز بين الحق والباطل
  • مفتي الجمهورية لطلاب أسيوط: الدين واحد منذ سيدنا آدم إلى سيدنا محمد
  • مفتي الجمهورية عن خطورة الشائعات: تدفع إلى إيذاء الآخرين
  • مفتي الجمهورية: الحروب الفكرية معاركُ بلا جيوش وميادين بلا مدافع
  • مفتي الجمهورية: الحروب الفكرية معار بلا جيوش وميادين بلا مدافع
  • مفتي الديار المصرية السابق: الاجتهاد يبدأ من زمن النبي ويستمر لتشكيل التراث
  • مفتي الجمهورية السابق: التراث ميراث فكري والاجتهاد ضرورة لمواكبة العصر