ما مواقف القوى العراقية من أحداث سوريا؟ وما مخاوفها؟
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
بغداد– في الوقت الذي تشهد فيه الساحة العراقية تباينًا في المواقف بشأن التدخل في القتال بسوريا بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، جاء تصريح الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الذي يعلن موقف التيار الصدري الرافض لأي تدخل.
وكان الصدر قد أكد في بيان رسمي نشره على حسابه بموقع إكس، الخميس، على ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعبا وكل الجهات في الشأن السوري.
pic.twitter.com/QFHOvSab68
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) December 5, 2024
دعوة لحل متوازنوفي شرح لموقف بغداد من الوضع في سوريا، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، باسم العوادي، أن بلاده ترفض بشكل قاطع أي محاولات للمساس بوحدة الأراضي السورية وتقسيمها، مشددًا على أن أية أفكار تقسيمية تشكل خطرًا على مجمل المنطقة العربية، وخاصة بالنظر إلى خصوصية سوريا "باعتبارها أحد أكبر البلدان العربية التي تواجه الكيان الإسرائيلي".
وقال العوادي في حديث لـ"الجزيرة نت"، إن العراق لا يفكر ولا يسعى إلى التدخل العسكري في سوريا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن كل ما يجري في سوريا له تأثير مباشر على الأمن القومي العراقي، مما يجعل العراق غير قادر على البقاء بعيدًا عن فهم التطورات ودراسة مدى تأثيرها عليه سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل.
إعلانوأضاف أن العراق يرفض تعريض أبناء الشعب السوري للمزيد من المعاناة والآلام بعد السنوات الطويلة من المحنة والشتات، محذرًا من المساس بالأقليات القومية والدينية في سوريا، أو محاولة إثارة النعرات المفرّقة للنسيج المجتمعي السوري، والتي قد تؤثر على الجوار العربي بشكل عام.
وتابع أن العراق يعمل بقوة على إيجاد حل سياسي متوازن للتداعيات الأخيرة في سوريا، مشيرًا إلى أن العراق لا يزال جزءًا فعالًا من التحالف الدولي لهزيمة تنظيم "الدولة" في كل من سوريا والعراق، مما يمنحه تفويضًا دوليًا للدفاع عن أمنه وسيادته إن فكّر أي طرف بالتعدي على حدوده.
وبين العوادي أن العراق يبذل حاليًا جهودًا سياسية ودبلوماسية استثنائية مع دول الجوار السوري كافة، ومع الدول الفاعلة في الساحة السورية، للوصول إلى تفاهمات تسهّل صياغة حلول سياسية متوافق عليها لإيجاد حل للأزمة في سوريا.
الصدر يحسم الجدلوفي إطار النقاش السياسي العراقي بين مؤيد للتدخل في سوريا ومعارض له، قال السياسي المقرب من التيار الصدري، مناف الموسوي، للجزيرة نت، إن الصدر معروف بمواقفه الداعمة لعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مؤكدا أن الأزمة السورية هي شأن داخلي يجب حله عبر الحوار بين الأطراف السورية.
وأضاف أن الصدر دعا إلى تجنب زج الشعب السوري في المزيد من المخاطر، وحث جميع الأطراف على الابتعاد عن التدخلات الخارجية والجلوس إلى طاولة الحوار، منوها إلى أنها كانت حاسمة في توضيح موقف التيار، حيث دعا الحكومة العراقية إلى منع أي جهة من التدخل بشكل مباشر في الأزمة السورية، حفاظا على مصالح العراق والأمن الإقليمي.
وبالحديث عن موقف رئيس الوزراء العراقي، أوضح الموسوي أن محمد شياع السوداني لم يعلن عن أي تدخل عراقي مباشر في سوريا، وإنما أكد على ضرورة حماية الحدود ومنع أي تسلل إلى العراق، لافتا إلى أن موقف الحكومة بدا متأثرا بالضغوط المتضاربة، حيث ظهر انقسام في البرلمان بين مؤيد للتدخل المباشر في سوريا وآخر لدعم الجبهة الداخلية العراقية.
إعلانوأكد الموسوي أن موقف الحكومة الحالي معقد للغاية، حيث تُحصر بين رؤية إيرانية وأخرى أميركية، منوها إلى أن هذا الموقف الصعب للحكومة قد يشكل خارطة سياسية جديدة للعراق في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.
وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري أن العراق سبق أن تضرر من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يسمح بتكرار ذلك.
القرار للحكومةيقول جمعة العطواني، رئيس مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي، إن قرار السلم والحرب دستوري وقانوني، وإن قرار التحرك لمواجهة الجماعات الإرهابية مسألة متروكة للقائد العام للقوات المسلحة والحكومة العراقية، منوها إلى أن البعض يرى أن الأحداث السورية شأن داخلي، لكن الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي في ظل الديمقراطية.
وقال العطواني في حديثه للجزيرة نت إن الحكومة العراقية والعديد من القوى السياسية ترى أن ما يحصل في سوريا هو نسخة طبق الأصل مما حدث في العراق عام 2014، ولهذا لا بد من وجود دور عراقي لوقف الحرب والمواجهات ومنع الإرهاب والحفاظ على استقرار وأمن ووحدة سوريا.
وتابع "هناك بعض القوى السياسية التي ترى أن إرسال قوات إلى سوريا ليس في مصلحة العراق خوفا من ردود أفعال إرهابية داخل العراق"، مستدركا بالقول "لكن القرار الرسمي يبقى بيد الحكومة العراقية لأنها المسؤولة عن تبعات أي انتشار للإرهاب في سوريا".
وبيّن العطواني أن المؤتمر الصحفي الذي جمع وزراء خارجية العراق وسوريا وإيران أكد على أهمية وحدة وأمن سوريا للمنطقة وضرورة التعامل مع الإرهاب بمسطرة واحدة.
وأكد العطواني أن الحراك الدبلوماسي هو الأمل في وقف الحراك العسكري، لكن إن فشل فإن العراق لن يقف مكتوف الأيدي وقد يرسل الحشد الشعبي أو قوات أمنية أخرى.
إعلانوبشأن تصريحات رئيس هيئة الحشد الشعبي، بين العطواني أن فالح الفياض حذر من إمكانية تدخل الحشد الشعبي في سوريا إذا استدعت الضرورة، ذلك لأن نتائج الأحداث في سوريا ستؤثر بشكل مباشر على العراق، مضيفا أن "تقسيم سوريا سيؤدي إلى انعكاسات سلبية على استقرار ووحدة وسيادة العراق، وهو معني أكثر من أي دولة أخرى بالحفاظ على سوريا واستقلالها".
وأكد رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض، أمس الجمعة أن الأزمة السورية "حدث داخلي"، لكن لا يمكن غض الطرف عندما تتحكم جماعات مسلحة بسوريا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحکومة العراقیة الأزمة السوریة الحشد الشعبی أن العراق فی سوریا ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
رويترز: القوى الغربية حذرت سوريا من تعيين أجانب بالجيش
قال مصدران مطلعان إن مبعوثين أميركيين وفرنسيين وألمان حذروا الإدارة السورية الجديدة من أن تعيينهم لمن وصفوهم بـ"جهاديين أجانب" في مناصب عسكرية عليا يمثل مصدر قلق أمني ويسيء لصورتهم في محاولتهم إقامة علاقات مع دول أجنبية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن التحذير الذي أصدرته الولايات المتحدة، والذي يأتي في إطار الجهود الغربية لدفع قادة سوريا الجدد لإعادة النظر في هذه الخطوة، جاء في اجتماع بين المبعوث الأميركي دانييل روبنشتاين وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يوم الأربعاء في القصر الرئاسي في دمشق.
وقال المسؤول "هذه التعيينات لن تساعدهم في الحفاظ على سمعتهم في الولايات المتحدة".
وأوضح مسؤول مطلع على المحادثات أن وزيري خارجية فرنسا وألمانيا جان نويل بارو وأنالينا بيربوك طرحا أيضا قضية المقاتلين الأجانب الذين تم تجنيدهم في الجيش خلال اجتماعهما مع الشرع في الثالث من يناير/كانون الثاني.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن في حوار مستمر مع السلطات المؤقتة في دمشق.
وأضاف المتحدث "المناقشات بناءة، وتتناول مجموعة واسعة من القضايا المحلية والدولية"، موضحا أن هناك "تقدما ملموسا بشأن أولويات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية".
إعلان "قدموا تضحيات"وقال المسؤول الأميركي ومصدر غربي إن حكومة دمشق قدمت توضيحات لتعيينات المقاتلين الأجانب بقولها إنه لا يمكن ببساطة إعادتهم إلى أوطانهم أو إبعادهم إلى الخارج حيث قد يواجهون الاضطهاد، وإنه من الأفضل الاحتفاظ بهم في سوريا.
وأضاف المسؤول الأميركي أن السلطات أوضحت أيضا أن هؤلاء الأشخاص ساعدوا في تخليص سوريا من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وأن بعضهم قضوا في البلاد أكثر من 10 سنوات، وبالتالي أصبحوا جزءا من المجتمع.
وقال مسؤولون في الإدارة السورية إن المقاتلين الأجانب قدموا تضحيات للمساعدة في الإطاحة بالأسد، وسيكون لهم مكان في سوريا، مضيفين أنهم قد يحصلون على الجنسية.
وفي أواخر العام المنصرم، ذكرت رويترز أن الإدارة السورية الجديدة أجرت نحو 50 تعيينا، بما في ذلك 6 مقاتلين أجانب على الأقل، من بينهم صينيون وإيغور من آسيا الوسطى، وتركي، ومصري، وأردني.
وقال مصدر عسكري سوري إن 3 منهم حصلوا على رتبة عميد، و3 آخرين على الأقل حصلوا على رتبة عقيد.
وقادت هيئة تحرير الشام هجوما أطاح بالأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول. ومنذ ذلك الحين، نصّبت حكومة في البلاد وحلت جيش الأسد. وتبذل هيئة تحرير الشام جهودا لإعادة تشكيل القوات المسلحة.