تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد كاتدرائية نوتردام " سيدتنا مريم العذراء"، مقر أبرشية باريس، ومقر رئيس أساقفة فرنسا، وهي من أقدم وأجمل فنون العمارة القوطية في العالم ، وأكثر الرموز الحضارية والثقافية للأمَّة الفرنسية.

 تتميز عن الطراز الروماني القديم باستخدامها المبتكر للقبو في الأضلاع والدعامة الطائرة، ونوافذها الوردية الهائلة والملونة، والواقعيَّة ووفرة زخارفها النحتية.

تشمل المكونات الرئيسية التي تميزها الأورجن التاريخي الكبير وأجراسها الكنسية الهائلة.. تم بناء كاتدرائية نوتردام دو باريس بين عامي 1163 و1245 في قلب باريس على جزيرة دو لا سيتي، خلال القرون الثمانية من وجودها، ويزور كاتدرائية نوتردام دو باري 12 مليون شخص سنويًا. كانت لقرون رمزًا للملكية الفرنسية، فهي المكان التي كان يتم فيه الاحتفال بأعياد الدولة وملوك فرنسا. وشهدت تتويج نابليون بونابرت كإمبراطور فرنسا، وشهدت معمودية هنري كونت تشامبورد، وتطويب جان دارك، وتتويج هنري السادس ملكًا على إنجلترا، كذلك جنازات العديد من رؤساء الجمهورية الفرنسية.ازدهر الاهتمام الشعبي بالكاتدرائية بعد نشر رواية فيكتور هوجو بعنوان «أحدب نوتردام» في عام 1831. 

في 15 أبريل 2019، تعرضت كاتدرائية نوتردام لحريق هائل أدى إلى أضرار جسيمة في السقف وتسبب في سقوطه وجزء من برجها الرئيسي ودمر كثيرا من آثارها البارزة، مما أصاب الفرنسيين بحسرة على المعلم التاريخي. تفاعل الرئيس إيمانويل ماكرون لجذب أثرياء فرنسا والعالم عبر دعوات جمع التبرعات لترميم الكاتدرائية التاريخية وتم على جناح السرعة، جمع نحو 6 مليار أورو ساهم فيها بعض أمراء وملوك الدول العربية والإسلامية أبرزهم الشيخ محمد بن زايد وولي عهد المملكة السعودية محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد. كما سارعت البنوك الفرنسية الشهيرة وشركات الطيران الفرنسية لإعلان تبرعات لفائدة الكاتدرائية، ومؤسسات اقتصادية عالمية كبرى من بينها شركة آبل كما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أفضل الاختصاصيين والخبراء الروس في ترميم صروح التراث العالمي بما يشمل أعمال الهندسة المعمارية التي تعود إلى القرون الوسطى.

وخلال كلمة ألقاها داخل المعلمة الدينية، تحدث الرئيس ماكرون عن "بارقة أمل أصبحت قوية مثل الصدمة التي تلقيناها في حريق أبريل 2019. " وقال موجها الشكر للمساهمين في ترميمها "كانت نيران نوتردام جرحا وطنيا وأنتم كنتم دواءه من خلال الإرادة والعمل والالتزام... لقد حققتم ما كان يُعتقد أنه مستحيل". واعتبر الرئيس الفرنسي أن الكاتدرائية "باتت حتى أكثر جمالا من ذي قبل، مع استعادة حجارتها وألوان مصلياتها تألقها". ووصف بأن "ورشة القرن شكلت تحديا اعتبره كثيرون جنونيا ولكنه أنجز"، مشيرا إلى أن وعده بإعادة بناء الكاتدرائية خلال خمس سنوات قد نُفِّذ. ووصف ماكرون فتح أبواب نوتردام مجددا في 7 ديسمبر بأنه من دواعي افتخار" فرنسا إلى جانب دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها باريس خلال الصيف الماضي ". وأشاد ماكرون في كلمته خلال تفقد الكاتدرائية أمس الجمعة بالمهارة الفرنسية، وبالنجاح الجماعي". وأشار ماكرون إلى أن "هذه الزيارة الأخيرة للموقع هي فرصة لشكر" المهندسين والمخططين والحِرَفيين والبنائين والنحاتين والنجارين والعمال الذي ساهموا في ورشة ترميم المنشآت الخشبية والمعدنية والحجرية والتفاصيل الفنية ومن تولوا مهام لوجستية أو إدارية في الورشة. في حضور1300 على الأقل من نحو ألفي شخص ساهموا في ترميم الكاتدرائية خلال الزيارة التفقدية. لقد خرجت كاتدرائية نوتردام، من رمادها بفضل جهود إعادة الإعمار الضخمة. وسيتميز حفل إعادة الافتتاح بحضور القادة الدوليين الذين سيأتون للاحتفال بهذا الرمز من الصمود والتراث الثقافي.

 

افتتاح الكاتدرائية اليوم

يرى الرئيس ماكرون في إعادة فتح كاتدرائية نوتردام بأنه يمثل أكثر من مجرد احتفال، دليل مرونة فرنسا وتصميمها على الحفاظ على تراثها. وشدد على أهمية هذا الحدث ووصفه بأنه "صدمة الأمل". ولهذا عمل على أن تكون لحظة لا تُنسى.

رغم الظروف الجوية غير المواتية للغاية التي أعلنتها هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية (هبوب رياح تتراوح سرعتها بين 65 و80 كم/ساعة) ليوم السبت 7 ديسمبر في باريس، والتي تجبر السلطات على إعادة تنظيم النظام المخطط له في حفل إعادة سيدة باريس. يجمع اليوم وغدا في مقر كاتدرائية نوتردام دو باريس رؤساء الدول والحكومات من جميع أنحاء العالم (حوالي أربعين رئيس دولة وحكومة أجنبية أخرى) ، للاحتفال بإعادة ميلاد هذا النصب التذكاري الشهير بعد خمس سنوات من الترميم. حدث تاريخي تميز بالصمود والوحدة الدولية. وبموجب الاتفاق المتبادل بين أبرشية باريس ورئاسة الجمهورية، سيقام الحفل بأكمله داخل كاتدرائية نوتردام دو باريس.

ضيوف مرموقين

ومن بين ضيوف فرنسا البارزين المنتظرين لحضور حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام دو باريس، اليوم السبت 7 ديسمبر ، رئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترامب، في أول رحلة له إلى الخارج منذ انتخابه مؤخرا. تعود الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي إلى الأراضي الفرنسية، في أغسطس 2019 لحضور قمة مجموعة السبع في بياريتز، وهبط ترامب في مطار أورلي صباح اليوم، واستقبله إيمانويل ماكرون في الإليزيه قبل الحفل، كما أشار الإليزيه .

وسيتوجه إلى الكاتدرائية لحضور الحفل الرسمي المقرر في السابعة مساءً، وتشمل الشخصيات البارزة الأخرى، ملك المملكة المتحدة تشارلز الثالث، والملك المغربي محمد السادس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى جانب نحو 45 ما بين رئيس دولة أو حكومة. هذا وسوف يستقبل ماكرون وقرينته بريجيت ، رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية وأزواجهم لهذه المناسبة وفي ختام هذا الحفل، سيقام حفل استقبال للضيوف في قصر الإليزيه. كما سيحضر رئيس الدولة وعقيلته غدا الأحد 8 ديسمبر قداس تكريس الأثاث الليتورجي.

نظام أمني "استثنائي".

لضمان أمن هذا الحدث واسع النطاق، تم حشد أكثر من 6000 من أفراد الشرطة والجيش والدرك ورجال النخبة. كما تم إغلاق الطريق السريع A6 ونصف الطريق الدائري طوال مدة مرور الوفد الأمريكي ، حسبما أعلن مدير شرطة باريس، لوران نونيز، لضمان أمن الضيوف والمناطق المحيطة بكاتدرائية نوتردام طوال عطلة نهاية الأسبوع

في الولايات المتحدة، يستفيد الرئيس المنتخب من نفس مستوى الحماية الذي يتمتع به الرئيس بايدن خلال زيارته الأخيرة لفرنسا، والذي يتضمن بشكل خاص تعبئة عملاء المخابرات السرية الفرنسية والأمريكية بالإضافة إلى قوات الشرطة الفرنسية. حيث تتطلب محاولة الاغتيال التي استهدفت دونالد ترامب في يوليو الماضي، إجراءات فرنسية خاصة 

وبالتالي تم إغلاق جزيرة إيل دو لا سيتي بالكامل. بالإضافة الى التواجد لأعضاء أجهزة المخابرات داخل الكاتدرائية، ووسائل الدفاع العسكرية تفاديا لاستخدام الطائرات المسيرة بدون طيار.

وكان التنسيق بين أبرشية باريس ورئاسة الجمهورية أساسياً في تنظيم هذا اليوم التاريخي. بحيث يشكل هذا الحدث فصلاً جديدًا في تاريخ الكاتدرائية، أراده ماكرون رمز التراث الثقافي وصمود فرنسا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فرنسا كاتدرائية نوتردام

إقرأ أيضاً:

قمة للذكاء الاصطناعي تنطلق في باريس.. تناقش فرص هذه التكنولوجيا ومخاطرها

افتُتحت قمة باريس الدولية حول الذكاء الاصطناعي التي تجمع قادة سياسيين وفي مجال التكنولوجيا، الاثنين، على أن تستمر يومين وتتناول تنظيم هذه التكنولوجيا التي أحدثت ثورة سريعة في كثير من المجالات بينما تحاول كل دولة الإفادة منها.

وأكدت آن بوفيرو، المبعوثة الخاصة للرئاسة الفرنسية إلى القمة التي ترأسها الهند ممثلة برئيس وزرائها ناريندرا مودي، أنه "حان الوقت للانتقال من الخيال العلمي إلى العالم الحقيقي في ما يتعلق بتطبيق الذكاء الاصطناعي".



وأضافت في-في لي المتخصصة في مجال الكومبيوتر والباحثة في جامعة ستانفورد الأمريكية: "علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كان بإمكاننا إنشاء ذكاء اصطناعي يكون قوة من أجل الصالح العام".

وسيشارك في هذه القمة الدولية الثالثة حول الذكاء الاصطناعي، حوالي 1500 شخص، بينهم نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، ونائب رئيس الوزراء الصيني تشانغ غوتشينغ، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

كما سيحضر قادة قطاع التكنولوجيا أمثال سام ألتمان من شركة "أوبن إيه آي"، مبتكر "تشات جي بي تي"، وسوندار بيتشاي، المدير التنفيذي لشركة "غوغل"، وداريو أمودي، رئيس شركة "أنثروبيك" الأمريكية الناشئة.

وسيناقش المجتمعون فرص هذه التكنولوجيا ومخاطرها من خلال طاولات مستديرة ستتطرق إلى "الهجمات الإلكترونية وسلامة المعلومات"، و"الذكاء الاصطناعي والعلوم" و"مستقبل العمل".

كما ستبحث الجهات الفاعلة الرئيسية في القطاع مسألة الإدارة العالمية للذكاء الاصطناعي، بهدف السيطرة على التجاوزات المحتملة له، بعد ظهوره على الساحة العامة منذ عامين من دون إعاقة تطوره.

"تقدّم أسرع وأقوى"
وأعلنت تسع دول، بما فيها فرنسا، وجمعيات وشركات، الأحد إطلاق مبادرة تسمى "الذكاء الاصطناعي الحالي" (Current AI) من أجل "ذكاء اصطناعي للمصلحة العامة" باستثمار أولي مقداره 400 مليون دولار وبرعاية 11 من رواد قطاع التكنولوجيا.

ويهدف هذا المشروع إلى تطوير إمكان الوصول إلى قواعد بيانات خاصة وعامة في مجالات مثل الصحة والتعليم، وتعزيز المزيد من الشفافية والأمان في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير أنظمة لتقييم الأثر الاجتماعي والبيئي لهذه التكنولوجيا.

وفي مواجهة ظهور روبوت التخاطب الصيني "ديبسيك" الذي أذهل وادي السيليكون في كانون الثاني/ يناير بقدرته على مجاراة المنافسة الأمريكية بكلفة أقل بكثير، والقوة الضاربة للولايات المتحدة بمشروع "ستارغيت" الذي تبلغ كلفته 500 مليار دولار، فإن التحدي الذي يواجه القمة هو أيضا إظهار أن "فرنسا وأوروبا تتمتعان بالمصداقية"، وفق ما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد.

وقال ماكرون: "نريد أن نتقدم بشكل أسرع وأقوى بكثير"، كاشفا عن استثمار 109 مليارات يورو في مجال الذكاء الاصطناعي في فرنسا من جانب شركات خاصة خلال السنوات القليلة المقبلة.

وفي حين أن تفاصيل هذا المبلغ سيتم تحديدها خلال القمة، إلا أنه يتضمن الكثير من التفاصيل التي أعلِنَ عنها في الأيام الأخيرة، بما في ذلك مركز بيانات عملاق تموّله الإمارات العربية المتحدة بقيمة "30 إلى 50 مليار يورو"، بالإضافة إلى 20 مليار يورو من صندوق "بروكفيلد" الكندي لمراكز بيانات جديدة في فرنسا.

وتُظهر هذه المبالغ الكبيرة أهمية المباني العملاقة التي تخزّن البيانات وتوفّر القدرة الحاسوبية الهائلة التي يتطلبها الذكاء الاصطناعي. وقال سيلفان دورانتون، مدير وحدة التكنولوجيا في مجموعة "بي سي جي": "نحن في حاجة حقا إلى استثمار الكثير".

وشدّد أن "الأمر لا يتعلق بتدريب نماذج فحسب، بل بتدريب أشخاص وإنشاء مراكز أبحاث وبناء بنية تحتية".

ومن بين الإعلانات الأخرى المتوقعة، إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن حوالى عشرة حواسيب عملاقة واسعة النطاق مخصصة للأبحاث العامة أو مفتوحة للشركات الأوروبية الناشئة.



وهذه الحواسيب الفائقة القوة ضرورية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها.

وتُعقد، الثلاثاء، جلسة عامة يشارك فيها رؤساء دول من حوالي مئة دولة.

في نهاية هذا الاجتماع، تهدف فرنسا إلى أن يقدّم عدد كبير من اللاعبين التزامات في مجال الذكاء الاصطناعي المستدام والصديق للبيئة، لكن من دون أي إطار عمل ملزم.

مقالات مشابهة

  • ترويج المنتج الثقافي بين المفهوم والتطبيق على طاولة إعداد القادة بحلايب وشلاتين
  • قمة للذكاء الاصطناعي تنطلق في باريس.. تناقش فرص هذه التكنولوجيا ومخاطرها
  • باريس: سنرد على إعلان ترامب بشأن الرسوم الجمركية
  • رئيس وزراء فرنسا الأسبق: تحركات إيجابية لإنهاء الأزمة الجزائرية الفرنسية
  • ماكرون: فرنسا ستستثمر 109 مليارات يورو في مجال الذكاء الاصطناعي
  • باريس ترحب بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة
  • الخارجية الفرنسية: مستعدون لدعم الحكومة اللبنانية
  • ماكرون أجرى اتصالًا بعون وسلام: دعم فرنسي للبنان ودعوة للإصلاحات
  • زعيم المعارضة بساحل العاج يتخلى عن الجنسية الفرنسية
  • كوت ديفوار.. زعيم الحزب الديمقراطي يتنازل عن جنسيته الفرنسية لخوض انتخابات الرئاسة