يمانيون/ تقارير سعياً منه لضم الضفة الغربية المُحتلة لكيانه الغاصب ووأد حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.. يُسارع العدو الصهيوني خُطاه نحو تحقيق هذا الهدف الخبيث بخطوات آخرها مطالبته بإغلاق “الإدارة المدنية” الصهيونية المسؤولة عن شؤون المستوطنات في الضفة.

وفي هذا السياق كشف ما يسمى بوزير المالية، والوزير في وزارة الحرب الصهيونية، بتسلئيل سموتريتش، سلسلة إجراءات بدأ في دفعها إلى الأمام بغرض ضم 60 في المائة من الضفة الغربية إلى الكيان المُحتل، تبدأ بفرض السيادة الصهيونية على المستوطنات اليهودية، وتكتمل بالسيادة على بقية أنحاء المنطقة.

وقال سموتريتش: “إن “إسرائيل” ستُغلق وحدة الإدارة المدنية للاحتلال في الضفة الغربية، بهدف ضم الضفة لإسرائيل، وإنه بحث هذا المخطط مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لتنفيذه خلال ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وفقًا لما نقله الإعلام الصهيوني أمس.

واعتبر إعلام العدو أن إغلاق وحدة “الإدارة المدنية” التابعة لجيش الاحتلال خطوة لتنفيذ مخطط الضم، بادعاء أنها “تقدم خدمات مدنية” لحوالي ٢٥٠ ألف فلسطيني في المناطق “C”التd تشكل مساحتها ٦٠ في المائة من مساحة الضفة الغربية، وتخضع لسيطرة مدنية وأمنية صهيونية بحسب اتفاقيات أوسلو.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان لها الليلة الماضية: “إن ما أعلنه وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، عن مصادرة نحو ٢٤ ألف دونم جديد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية لصالح الضم والتوسع الاستيطاني، يؤكد مضيّه في تنفيذ سياسة خطة حكومته الفاشية لبسط السيطرة على كامل الضفة الغربية ومنع إقامة الدولة الفلسطينية، ويؤكد بشكلٍ قاطع نوايا الاحتلال الاستعمارية، وإنكاره حقوق الشعب الفلسطيني”.

وأوضحت الحركة أن هذه القرارات الخطيرة والسياسة الاستيطانية المتصاعدة، والتي يرافقها تزايد جرائم واعتداءات المستوطنين على قرى ومدن الضفة، ستقابل بمزيد من الصمود وتصعيد المقاومة للخلاص من المحتل وتطهير الأرض والمقدسات، فثبات الشعب الفلسطيني سيفشل مخطط الضم والتهجير، مهما كلف ذلك من تضحيات.

بدوره طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحى فتوح، المجتمع الدولي بالتصدي للخطة الاستعمارية الخطيرة التي أعلنت عنها حكومة اليمين الصهيوني ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، والمتمثلة في الاستيلاء على ٢٤ ألف دونم من أراضي الضفة الغربية بهدف توسيع المستعمرات الاستعمارية العنصرية وغير القانونية.

من جهتها اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية، في بيان لها صباح اليوم، أن إعلان سموتيرش عن المخططات لإغلاق الإدارة المدنية في الضفة الغربية هو أحد الخطوات الخطيرة تجاه ضم الضفة وفرض السيطرة عليها.

وأضافت: إن “تصريحات المجرم سموتيرش المتوالية بشأن ضم الضفة يكشف حجم الخطر الداهم الذي يستهدف الضفة الغربية بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام”.. مؤكدة أن هذه الخطوات الإجرامية التي تستهدف القضية الفلسطينية العادلة برمتها تستلزم موقفاً فلسطينيا وحدويا يقوم على المقاومة لمواجهة تلك المخططات وإفشالها.

ودعت حركة المجاهدين جماهير الشعب الفلسطيني والمقاومين لتصعيد المواجهة مع قوات العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه المجرمين وإفشال تلك المخططات الإجرامية بإرادة شعبية ووطنية.

ويُشار إلى أن هناك نحو 600 ألف يهودي يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، و250 ألف فلسطيني يعيشون في البلدات والقرى المُحاطة بالمستوطنات ويخضعون لسيطرة الجيش والإدارة المدنية الصهيونية.

والخطوة التي يبادر إليها سموتريتش الآن هي إلغاء جهاز الإدارة المدنية ونقل جميع مسؤوليات الحكم في الضفة الغربية إلى الحكومة الصهيونية ووزاراتها ودوائرها الحكومية؛ ما يعني بشكل عملي ضمها إلى السيادة الصهيونية.

ولم تمض ساعات قليلة على إعلان سموتريتش مصادرة أكثر من 24 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية، حتى أصدر إعلاناً آخر بإغلاق ما تسمى “الإدارة المدنية” التابعة لجيش الاحتلال بهدف ضم الضفة الغربية، وهو ما يحقق هدفه بالقضاء ووأد حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة.

ويقول خبراء ومتابعون للشأن الصهيوني: “إن هذه الخطوة من قبل سموتريتش تُشكل نقلة نوعية في جهود كيان الاحتلال، التي تهيمن على مفاصل الحكم فيها الصهيونية الدينية المتطرفة؛ التي تسعى من وراء ذلك إلى تحقيق جملة من الأهداف السياسية والاستراتيجية، يقف على رأسها القضاء على حلم الفلسطينيين بإقامة دولة لهم على أراضيهم المحتلة”.

ويهدف كيان العدو وفق الخبراء والمختصين، إلى تحقيق أهدافه من خلال تكثيف الاستيطان وتوسيع انتشاره، بما يفضي إلى إقامة ما يسمى بالقدس الكبرى، التي تساوي مساحتها ما نسبته عشرة في المائة من مساحة الضفة الغربية.

ويأتي قرار المصادرة الصهيوني الجديد لأراضي الفلسطينيين، ليضُاف إلى مصادرة عشرات آلاف الدونمات منذ السابع من أكتوبر 2023 ولغاية اليوم.

ويركز العدو الصهيوني على ثلاث مناطق استيطانية أساسية وهي: “غوش عتصيون”، و”معاليه أدوميم”، و”أرئيل” باعتبارها ثلاثة أصابع استيطانية ممتدة في داخل حدود 1967 ككتل وليست مجرد مستوطنات صغيرة.

وقال رؤساء المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة عدة مرات: إن “الإدارة المدنية” ليست الجهة التي يجب أن تقدّم الخدمات لنصف مليون مستوطن يعيشون في الضفة.. فيما حاول اليمين الصهيوني المتطرف عدة مرات العمل على إغلاقها، لكن في كل مرة لم تكن هناك إمكانية حقيقية لذلك لأسباب مختلفة ومعقدة.

وكان سموتريتش، قد تعهد في وقت سابق بأن يكون “2025 عام السيادة الصهيونية” على الضفة الغربية المحتلة، وفق الإعلام الصهيوني.

وبموازاة الإبادة بغزة منذ السابع من أكتوبر 2023، صعّد جيش العدو الصهيوني والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أسفر عن استشهاد 805 فلسطينيين وإصابة نحو ستة آلاف و450، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.

فيما خلّفت الإبادة الصهيونية بغزة بدعم أمريكي أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الضفة الغربیة الم فی الضفة الغربیة الإدارة المدنیة العدو الصهیونی ضم الضفة

إقرأ أيضاً:

سموتريتش يدعو نتنياهو لعرض خطة ترامب على الكابينت

طالب وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اليوم الاثنين، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعرض خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي قطاع غزة على المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) للموافقة عليها، في وقت اعتبر فيه وزير إسرائيلي أن الإدارة الأميركية الحالية تمثل "فرصة تاريخية" لإسرائيل.

جاء ذلك في كلمته خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب "الصهيونية الدينية" برئاسته، وفق القناة السابعة الإسرائيلية الخاصة.

وجدد سموتريتش معارضته لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع غزة، وقال "مسؤوليتي هي تجاه دولة إسرائيل ومستقبلها وأمنها، وهذا يتطلب مني معارضة التخلي عن ملايين المواطنين في جميع أنحاء العالم الذين سيدفعون الثمن الباهظ والرهيب لمواصلة الصفقة"، وفق قوله.

وتابع "أتعرض لانتقادات شديدة بسبب موقفي، بما في ذلك التصريحات المؤلمة والقاسية من أهالي المحتجزين وغيرهم، ولكنني ثابت في معارضتي (للاتفاق)".

وفي معرض إشارته إلى الخطوات الممكنة لتحرير الأسرى المتبقين بغزة، قال سموتريتش "يجب أن نوقف نقل المساعدات الإنسانية إلى حماس بشكل كامل، ويجب احتلال غزة بشكل دائم منعا لوقوع مذبحة أخرى"، على حد قوله، في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

كما طالب باتخاذ إجراءات لتشجيع هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة بالتنسيق مع الإدارة الأميركية.

وخاطب نتنياهو قائلا "يجب عرض خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب (بشأن تهجير الفلسطينيين) على المجلس الوزاري السياسي الأمني (الكابينت) للموافقة عليها في أقرب وقت ممكن، من أجل الاستعداد للتحرك الفوري عند الانتهاء من المرحلة الأولى من الصفقة".

وزعم أن "هذه هي الطريقة الواقعية الوحيدة لإجبار حماس على الاستسلام ورفع الراية البيضاء والفرار من أجل حياتها، مقابل إطلاق سراح جميع المختطفين (الأسرى)، حتى آخر واحد".

وفي 4 فبراير/شباط الجاري، كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده "الاستيلاء" على غزة بعد تهجير الشعب الفلسطيني منه إلى دول أخرى.

ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني، فيما رحب نتنياهو بخطة ترامب معتبرا أنها "أول فكرة جديدة منذ سنوات".

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وعيد للضفة

وتطرق سموتريتش إلى العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة، وقال "يجب على سكان يهودا والسامرة (الاسم الذي يطلقه الاحتلال على الضفة) أن يعلموا أنه إذا استمروا في الإرهاب فإن مصيرهم سيكون مثل مصير غزة".

ومتباهيا بما ارتكبه الاحتلال من إبادة في القطاع، واصل مهددا "ستبدو طولكرم وجنين (شمال الضفة) مثل جباليا والشجاعية (بقطاع غزة). وستبدو نابلس ورام الله (بالضفة) مثل رفح وخان يونس (جنوب غزة)، وستتحولان أيضا إلى أطلال غير صالحة للسكن، وسيضطر سكانهما إلى الهجرة والبحث عن حياة جديدة في بلدان أخرى".

إعلان

وأضاف "سنعمل على تطبيق السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة، وبذلك نكون قد دفنا أخيرا خطر إقامة دولة فلسطينية في قلب إسرائيل وعززنا حزام إسرائيل الأمني".

وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش (رويترز) "فرصة تاريخية"

من جهته، اعتبر وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش، الاثنين، أن وجود الإدارة الأميركية الراهنة برئاسة ترامب تمثل "فرصة تاريخية" لتل أبيب من أجل ضم الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن كيش قوله "حان الوقت لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، واستغلال الفرصة التاريخية التي سنحت لإسرائيل بوجود الإدارة الأميركية الحالية".

وأوضحت أن حديث كيش جاء خلال لقائه رؤساء المجالس الإقليمية لمستوطنات الضفة الغربية، لبحث تعزيز الاستيطان ومستقبل الضفة في ظل وجود إدارة ترامب.

وأفادت بأن الاجتماع عقد في مكتب وزير التعليم، وحضره أكثر من 20 رئيس مجلس إقليمي.

كما نقلت القناة عن رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة الغربية يسرائيل غانتس إن "الإدارة الأميركية الجديدة تجلب معها فرصة تاريخية".

وشدد كيش على التزام حكومة نتنياهو بمواصلة تطوير وتعزيز الاستيطان، وضرورة فرض السيادة على الضفة الغربية.

وتابع: "نحن في فترة تاريخية قد تشكل واقعا للأجيال المقبلة. وإلى جانب التحديات التي تواجه إسرائيل، حان الوقت للعمل على تطبيق السيادة في الضفة وتعزيز الاستيطان".

ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، يتواصل العدوان الذي بدأه جيش الاحتلال الإسرائيلي بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما ما أدى إلى استشهاد 25 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ثم وسّع جيش الاحتلال عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه، حيث استشهد 5 فلسطينيين، بينما بدأ في 2 فبراير/شباط الجاري عملية أخرى في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، ويواصل عمليته في مخيم الفارعة.

إعلان

كما يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي عمليته العسكرية في مخيم نور شمس (شمال)، التي أسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين الأحد، بحسب وزارة الصحة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر حتى مساء الأحد عن استشهاد 910 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وبدعم أميركي، ارتكبت قوات الاحتلال بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يواصل عدوانه البربري على مدن وقرى الضفة الغربية
  • أونروا: العدو الصهيوني هجر نحو 40 ألف فلسطيني من شمال الضفة الغربية المحتلة
  • خلال 24 ساعة.. 27 عملاً مقاوماً فلسطينيا في الضفة الغربية
  • 49 شهيدا في الضفة الغربية منذ بدء العملية العسكرية الصهيونية
  • سموتريتش يدعو نتنياهو لعرض خطة ترامب على الكابينت
  • سموتريتش يهدد بتدمير مدن الضفة كما حدث في غزة
  • الأورومتوسطي يؤكد أن تهجير العدو الصهيوني لآلاف الفلسطينيين من الضفة جريمة إبادة
  • الأورومتوسطي: تهجير العدو الصهيوني آلاف الفلسطينيين قسرًا بالضفة إعادة إنتاج لجريمة الإبادة
  • العدو الصهيوني يجبر 30 ألف فلسطيني على النزوح من الضفة المحتلة
  • 23 عملاً مقاوماً ضد العدو في الضفة الغربية خلال 24 ساعة