قلق أمريكي من تعاون صيني- روسي في القطب الشمالي
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذرت وزارة الدفاع الأمريكية"البنتاجون"من تصاعد التعاون بين الصين وروسيا في القطب الشمالي بما يرقى إلى وصفه بأنه تهديد جديد وحرج على كل المستويات،لافتة إلى أن مسئوليين عسكريين ومشرعين دعوا على مدى سنوات طويلة إلى ضرورة تكريس المزيد من الموارد لملاحقة بيئة التطورات المتسارعة في المنطقة القطبية.
وأطلقت نائبة مساعد وزير الدفاع لشئون القطب الشمالي والصمود العالمي "إريس فيرجسون" تحذيراتها في كلمة لها أمام "مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية" (سي إس آي إس)، من أن بكين ترصد بكثافة وعن كثب القطب الشمالي باعتباره مجالًا لتأكيد قوة الصين ولتأمين موارد اقتصادية لها.
وذكرت مجلة "ديفينس نيوز" المتخصصة في الشئون العسكرية اليوم "السبت" إن تلك المخاوف تضاعفت خلال الفترات الأخيرة بفعل أنشطة عسكرية متصاعدة في القطب الشمالي.
وعلى الرغم من انغماس روسيا منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام في حربها على أوكرانيا في فبراير 2022، فإنها ما زالت ملتزمة بتوجيه مواردها العسكرية والاقتصادية إلى المنطقة، في بعض الأحيان ترافقها الصين في تلك الجهود، وفق المجلة.
وبينت المجلة أن في صيف 2023، أجرت قوات روسية وصينية تدريبات عسكرية مشتركة في مضيق بيرينج، وهو ممر مائي استراتيجي يفصل بين روسيا وشبه جزيرة ألاسكا. ونُفذت تدريبات جوية مشتركة ودوريات قام بها خفر السواحل من الدولتين، ما أشاع حالة من عدم الارتياح في أوساط البنتاجون.
وذكرت فيرجسون "هذا النوع من مستويات التعاون العسكري المتصاعد يعد جديدًا"، وتابعت قائلة "بالتأكيد، إنه جديد داخل آلاسكا وحولها... وبالتحديد في الصيف الماضي... فبعد أن أطلقت وزارتنا استراتيجيتها (القطبية) مباشرة، رأينا قاذفات مشتركة تقوم بدوريات على الساحل."
وحلقت مقاتلات روسية على نحو خطير بالقرب من طائرة مقاتلة من طراز "إف-16" أمريكية في أجواء ألاسكا.
وأوضحت مسئولة البنتاجون أن طموحات الصين الإقليمية لا تقتصر على الحضور العسكري فحسب، بل مشروعات البحث العلمي، وغيرها من الأمور، التي فتحتها بكين كبوابة تدعي أنها محل اهتمام.
وألمحت إلى أن مثل تلك المشروعات قد تولد للصين مكاسب طويلة الأجل، بينما تسعى إلى زرع نفسها على بعد خطوات من أبواب أمريكا.
وقالت:"نحن بحاجة حقيقية إلى أن يكون لدينا رؤية واضحة بشأن بعض نواياها،والتفكير في المصالح طويلة الأجل وكيف يمكننا حماية مصالحنا بصورة أفضل"،وقالت "إن المصالح الاستراتيجية التي لديهم في المنطقة (القطبية).. أجبرتنا على الانتباه".
وتشير المجلة إلى أن منطقة القطب الشمالي تشهد تطورات متفاقمة أبعد نطاقًا بسبب احترار المناخ وارتفاع درجات الحرارة في الشمال التي زادت منذ عام 1979 بمعدلات أسرع أربع مرات من بقية مناطق العالم،ما تسبب في ذوبان قمم الجبال الجليدية والكتل الجليدية، وتسببت في فتح مسارات ملاحة مائية لم تكن متاحة وموجودة في السابق.
ويذكر مزيج من ارتفاع حرارة الهواء بواقع 9 درجات فهرنهايت بأزيد من المتوسط،وهبوب الرياح من الأراضي المحيطة، ومجاري المياه المتاخمة لـ"جرف ميلني الجليلدي"،قد تسببت في كسر جليدي بلغ حجمه نحو 80 كيلومترا، أو ما يزيد بـ20 كيلومترًا عن مساحة مدينة مانهاتن.
ولفت البنتاجون في"استراتيجية القطب الشمالي لعام 2024" إلى أن "ازدياد القدرة على الوصول للمنطقة أصبح سبيلًا لمنافسة استراتجية،ويتعين على الولايات المتحدة الاستعداد لمواجهة التحديات برفقة حلفائها وشركائها".
وقد أكدت استراتيجية وزارة الدفاع الأمريكية على أن إجراء تدريبات عسكرية متعددة الجنسيات،ومناورات دورية في القطب الشمالي،ومواصلة الحضور لتأكيد الاستقرار والدفاع عن الممرات وطرق الملاحة الدولية،جميعها سيعمل على تحقيق تلك المتطلبات.
تشير المجلة إلى أنه ليس من الواضح حتى الآن إلى أي مدى سيظل هذا المزيج من البيئة المعادية وغير المتوقعة ومدى تأثيره في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة،لكن مسئولة البنتاجون أكدت أنه - حتى الآن- على الأقل من منظور وزارة الدفاع، فإن الولايات المتحدة ينبغي لها أن تتحلى بالشجاعة واليقظة إقليميًا،وأن تعزز من علاقاتها مع حلفائها في شمال أوربا.
وقالت "لدينا سبعة شركاء منفتحو الفكر ويمتلكون قدرات عسكرية فائقة أيضًا وولاء جيوستراتيجي كبير معنا،وأجرينا تدريبات عديدة منذ زمن طويل في المنطقة،ولكننا ننظر إلى كيفية استخدام ذلك كعنصر ردع،بالعمل جنبًا إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصين وروسيا القطب الشمالي البنتاجون فی القطب الشمالی إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الأمريكي يتابع تدريبات مشتركة مع اليابان وأستراليا
أعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عن ثقته في القدرات العسكرية المعززة بين الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، وذلك أثناء متابعته للتدريبات المشتركة بين الدول الثلاث، اليوم الأربعاء، والتي أظهرت مدى تعاونهم الوثيق، في ظل تزايد التوترات بالمنطقة.
ويتواجد أوستن حالياً في اليابان لتأكيد أهمية التحالف بين الدول الثلاث، وعلى التزام واشنطن بالأمن الإقليمي.
وأشار أوستن أثناء متابعته لتدريبات "ياما ساكورا 87" الثلاثية، التي تجرى في معسكر أساكا التابع للجيش الياباني، على مشارف العاصمة طوكيو، إلى وجود المعدات والذخائر والأفراد اللازمين، وقال إن "هذه هي الأمور التي ستضمن النجاح، في حال واجهنا أي تحدي في ساحة المعركة".
Since 1982, the United States and Japan have trained together for more then 40 iterations of Exercise YAMA SAKURA. It was great to observe part of this year’s exercise at Camp Asaka, which features full participation from our Australian partners for the first time ever. pic.twitter.com/Jk9f3uQGA1
— Secretary of Defense Lloyd J. Austin III (@SecDef) December 11, 2024وتسعى اليابان، بموجب استراتيجية أمنية طبقت في عام 2022، إلى تعزيز عسكري سريع، بغرض زيادة قوة الردع لديها لمواجهة التهديدات المتزايدة من جانب الصين وكوريا الشمالية وروسيا، وقد عززت من التعاون الدفاعي، ولا سيما مع الولايات المتحدة وأستراليا.
وكان أوستن أشاد، الثلاثاء، خلال محادثاته مع مسؤولين يابانيين، بقوة التحالف الياباني الأمريكي في وقت يشهد تغيرات سياسية عالمية متسارعة، تشمل الاضطرابات التي تشهدها كوريا الجنوبية وسوريا.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن تعاون بلاده مع طوكيو وسول، جوهري من أجل الاستقرار الإقليمي.
وكانت تدريبات القيادة القائمة على السيناريوهات، بدأت يوم الجمعة الماضي، وتم لأول مرة دمجها مع تدريبات القيادة الحربية للجيش الأمريكي، وهو ما يجعلها الأكبر منذ انطلاقها في عام 1982، بحسب القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ويشارك أكثر من 7000 جندي من الدول الثلاث في مواقع متعددة، تشمل معسكر كينغون بجنوب غرب اليابان، لمحاكاة العمليات التي تتم على الجزر النائية، بالإضافة إلى العمليات الشاملة لعدة مجالات، والتي تتضمن الدفاع الفضائي والسيبراني، بحسب قوة الدفاع الذاتي البرية اليابانية. ومن المقرر أن تنتهي التدريبات يوم السبت المقبل.