على هضبة تلال في منطقة نائية من نيو مكسيكو، يبرز مسجد لامع مصنوع من الطين اللبن كمعلم مركزي لمجتمع إسلامي مخطط له تعود جذوره إلى نصف قرن مضى.

قد لا يكون منظر جبال روكي الجنوبية المنحدرة هو المكان الأكثر وضوحًا لوجود مسجد ومركز إسلامي، إذ يُشكل المسلمون أقل من 1% من سكان نيو مكسيكو الذين يبلغ عددهم 2.1 مليون نسمة، ولكن في عام 1979، أسس أمريكي اعتنق الإسلام هذا المجتمع، بمساعدة اثنين من الداعمين السعوديين، بالقرب من بلدة تاريخية نوبية تسمى أبيكيو، كان بنيامين فان هاتوم، وهو نجار هولندي يقوم بصنع ونحت الأبواب الرائعة ويعيش على فلسفة أن الأبواب يجب أن تظل مفتوحة، من بين أوائل المستوطنين الذين جاؤوا إلى هنا، برفقة زوجته رابعة،ومنزلهم الصغير بجانب النهر يحمل لافتات مثل "اصنع الشاي، لا الحرب" و"احذر من الأنا".

وفي المساء، يستمعون إلى الموسيقى الصوفية التركية.

المعماري المصري حسن فتحي

نقلًا عن موقع "THE NATIONAL"، صُمم المسجد الذي يقع في قلب المجتمع من قبل المعماري المصري حسن فتحي، الذي جلب حرفيين من إفريقيا لبناء مجمع على الطراز النوبي. وكان المشروع طموحًا: إذ كان يُتصور أن يضم المجتمع 1000 شخص يعيشون حول المسجد والمدرسة الدينية.

لكن هذا الحلم لم يستمر طويلًا. فبعد افتتاحه في عام 1982، واجه دار الإسلام أزمة تمويل في عام 1989. كان جزء كبير من التمويل للمركز التعليمي والمسجد يأتي من بنات الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، ولكن بعد وفاته في عام 1982، انقطع التمويل. كان لابد من إغلاق المدرسة، وبيع أجزاء كبيرة من الأراضي التي تم الاستحواذ عليها للحفاظ على المسجد في وضع البقاء على قيد الحياة. غادر معظم المستوطنين الأوائل بعد أن فقدوا سبل عيشهم.

 

لكن عائلة فان هاتوم بقيت واستمرت في بناء مسجد أصغر بكثير بجانب منزلهم، استمر دار الإسلام في عمله، حيث كان ينظم غالبًا برامج تدريبية على اليقظة الذهنية، ورش عمل للمعلمين، وبرامج مشابهة التي تجذب الناس من جميع أنحاء أمريكا.

زيارة حديثة لدار الإسلام

في زيارة حديثة لدار الإسلام، بدأ الحديث لا محالة عن انتخاب دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمستقبلي، الذي بدأ في فترته الأولى ما يُعرف بـ "حظر المسلمين" الذي منع المهاجرين من عدة دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.

تقول فاطمة فان هاتوم، ابنة بنيامين والباحثة التي تعمل على تاريخ المجتمع: "كنا مستعدين لفوزه لأن خطابه كان يبدو أنه يلقى صدى لدى الناخبين، ولكن ليس إلى الدرجة التي وصل إليها في النهاية."

العديد من العرب والمسلمين الأمريكيين الذين عادة ما يصوتون للحزب الديمقراطي لم يدعموا نائبة الرئيس كامالا هاريس هذا العام بسبب رفضها التحول عن دعم الرئيس جو بايدن لإسرائيل أثناء قصفها لغزة.

تقول فاطمة إن بعض العائلات في المجتمع تشعر بأنها في "مساحة فاصلة" - ما زالت تستوعب ما حدث للتو، وتقف بتردد على عتبة الإدارة الجديدة لترامب، منتظرة لترى ما إذا كان سيتبنى خطابًا معاديًا للمسلمين.

وقد دعم العديد من الأئمة والمسؤولين الأمريكيين المسلمين ترامب في الانتخابات، وهو قد عين حتى الآن اثنين من الأمريكيين العرب في إدارته، بما في ذلك رجل الأعمال اللبناني مسعد بولوس كمستشار للشرق الأوسط.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المسجد حسن فتحي المعمارى المصري دار الإسلام فی عام

إقرأ أيضاً:

الثنائي: خطاب القسم .. إصلاحي ولكن

وصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى قصر بعبدا بإجماع سياسي كبير تظهر في الدورة الثانية وترجم في صندوقة الاقتراع بـ 99 صوتا. وسبق الدورة الثانية، لقاء جمع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل مع العماد عون، خلص الى حصول الثنائي، وفق مصادره، على ضمانات حيال الحكومة وتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الاعمار ووزارة المال والتعيينات، ولذلك قررا السير بانتخابه، علماً أن أكثر من مصدر دبلوماسي كان أكد لـ"لبنان 24"مساء الأربعاء وصباح الخميس أن عملية الانتخاب حسمت وأن أحداً لن يستطيع التعطيل.   وضع الرئيس عون في خطاب قسمه خريطة طريق للمرحلة المقبلة، مقدماً رؤيته حول كيفية إدارة البلاد على كل المستويات، لكن مصادر مقربة من حزب الله وحركة أمل تقول: إنه ورغم أن الثنائي الشيعي يتوسم خيراً في الرئيس عون من ناحية مناقبيته وصدقه وثقته الكبيرة بوفائه بالتزاماته، إلا أنه ربما يكون قد شعر بشيء من عدم الارتياح ربطاً ببعض ماجاء في خطاب القسم الذي خلا من استخدام كلمة العدو الاسرائيلي واعتمد صياغة عامة تميل إلى المضمون الدبلوماسي في كل ما يتصل بالاوضاع الجنوبية من ناحية الاعتداءات والاحتلال الاسرائيلي والحدود دون أي إشارة لحق لبنان في الدفاع عن أرضه وحدوده عسكرياً، الأمر الذي يشكل، بحسب هذه المصادر، تحولاً في خطاب الدولة اللبنانية يختلف عما كان في العقود الماضية، كما أن تضمين الخطاب الدعوة إلى الحياد الايجابي هو موقف جديد في مسألة طالما شكلت خلافاً بين المكونات اللبنانية الأمر الذي يستدعي تفاهماً وطنياً حول دلالاتها ومضمونها.   إن تكرار الموقف حول حصرية السلاح بيد الدولة بالإضافة إلى الكلام عن استراتيجية دفاعية لتمكين الدولة من إزالة الاحتلال الإسرائيلي ورد عدوانه عن كافة الأراضي اللبنانية يندرج أيضاً، بحسب هذه المصادر، في إطار التحولات المستجدة في الخطاب الرسمي اللبناني، علماً أن خلفية هذا الموقف يمكن أن تفهم في سياق الانسجام مع ورقة الاجراءات التنفيذية للقرار 1701 وما تضمنته من التزامات لبنانية. لكن في مطلق الأحوال، إن هذه البنود التي وردت في خطاب القسم تحتاج، بحسب المصادر نفسها، الى نقاش في مجلس الوزراء لكي تكتسي الصفة الرسمية اللبنانية، انطلاقاً من أن السلطة التنفيذية يمثلها مجلس الوزراء مجتمعاً والذي قد يستدعي أيضاً حواراً وطنياً يتجاوز حدود صلاحية مجلس الوزراء.   أما باقي التوجهات والمواقف التي وردت في خطاب القسم، فهي اتسمت، بحسب المصادر ، بعمومية شديدة لا تتيح فهماً عميقاً ونهائياً لعقيدة الرئيس الجديد في إدارة الدولة، سوى أنها من حيث الاهتمامات واللغة والمقاربة ذات سمة إصلاحية تقترب كثيراً من الأدبيات التي سادت بعد حراك 17 تشرين 2019، خاصة لناحية التأكيد بقوة على استقلالية القضاء ومحاربة الفساد وتفعيل مؤسسات الرقابة الإدارية والقضائية والتشديد على أهمية الحريات والعدل واستعادة الموقع التقليدي للبنان الذي كان سائداً في ستينيات وسبيعنيات القرن الماضي.   كل ذلك، لا يلغي، بحسب هذه المصادر، بعض الأسئلة الإشكالية من قبيل الحديث عن تطوير القوانين الانتخابية دون أي ذكر للتمسك بالنظام النسبي أو الحديث عن حماية الودائع دون الإشارة لاستعادة الودائع، ومقاربة الرئيس في خطابه لموضوع المصارف دون أن يفهم أي وجهة محددة سوف تعتمد في معالجة مسار التعافي المالي والاقتصادي وتحديد المسؤوليات المترتبة على ذلك، كما أن الخطاب خلا كلياً من الالتزام بالإصلاحات التي تضمنها اتفاق الطائف وهو الموضوع الأكثر إشكالية ربطاً بمسار إصلاح الدولة وتطوير مؤسساتها وكذلك فإن الخطاب خلا من التعبير عن نية الرئيس الجديد عن إطلاق ورعاية حوار وطني في مرحلة التحولات الكبرى التي يمر بها لبنان والمنطقة.   وعليه ترى هذه المصادر أن كل هذه الملاحظات توجب على دوائر القصر التي تحيط بالرئيس عون استكمال خطاب القسم برزمة من التفاصيل التي تقدم مزيداً من التوضيحات بشأن السياسات الجديدة للعهد.   المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • برافو وزير التعليم، ولكن!‏
  • WP: ترامب يكره العولمة ولكن يبدو محبا للإمبريالية
  • السلطة الدينية
  • الثنائي: خطاب القسم .. إصلاحي ولكن
  • نـجـاح يـفـوق التوقعات.. ولـكـن !
  • الشكري: انتقدوا السياسة وممارسيها ولكن لا تقسو على النساء
  • خطبة الجمعة القادمة: التوعية بأهمية التعايش السلمي لاستقرار المجتمع
  • ذكرى عبد الفتاح بركة: عالِم الأزهر الذي حمل رسالة الإسلام للعالم
  • براءة ممثل إباحي مصري من تهمة الإساءة لقيم المجتمع
  • "ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".. موضوع خطبة الجمعة القادمة