من المُستفيد من سقوط الدولة السورية؟!
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
أحمد بن محمد العامري
ahmedalameri@live.com
تُواجه المنطقة العربية تحديات كبيرة مع استمرار الصراعات السياسية والجيوسياسية التي تُغذي الفوضى وتقوض استقرار الدول. وفي هذا السياق، يبرز التساؤل حول التداعيات المحتملة لسقوط الدولة السورية، وما الذي قد يترتب عليه من نتائج وتأثيرات؟.
من هو المستفيد من هذا السقوط؟ وما هي الأهداف التي تُحرك القوى الإقليمية والدولية في هذا الإطار؟
من وجهة نظري أرى سقوط الدولة السورية سيُؤدي إلى ولادة كيان هش يُبنى على أسس مُحاصَصَة مذهبية أو دينية أو طائفية أو مناطقية، مما يُشكل تهديدًا للاستقرار في المنطقة برمتها، ويُعزز من احتمالية ظهور نظم سياسية ضعيفة تُعاني من الانقسام وتعدد الولاءات الخارجية.
هذا السيناريو المأساوي يُشبه إلى حدٍ بعيدٍ ما شهدناه من تجارب سابقة في الصومال والعراق وليبيا واليمن، حيث أُثرت الولاءات الخارجية وتباين المصالح على النظم السياسية، وأثَّرت سلبًا على تماسك الدولة الوطنية.
أؤمن بشدة بمشروعية مطالب المواطنين السوريين المُتعلقة بتحسين ظروفهم المعيشية وضمان مستوى أفضل من الحياة، من خلال توفير الخدمات الأساسية وتعزيز فرص العمل وتطوير البنية التحتية. كما أؤكد أهمية التعددية السياسية كمنهج يُعزز من مشاركة جميع فئات المجتمع السوري في عمليات صنع القرار، ويضمن توزيعًا عادلًا للفرص والموارد في المجتمع.
ومع ذلك، في ظل الظروف الحالية وما تشهده المنطقة من صراعات وتدخلات خارجية، وفي سياق التطورات الجيوسياسية الراهنة، أرى أنه من الضروري الدفاع عن شرعية الدولة السورية ومساندتها في مواجهة الحملات التي تُنفذ عبر قوى صهيو-تركية وصهيو-صليبية، والتي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتقويض سيادة سوريا.
إنَّ مواجهة هذه المؤامرات لا تتطلب الدعم العسكري والسياسي فحسب؛ بل أيضًا تستلزم فهمًا عميقًا لخطط القوى الخارجية التي تُحاول فرض أجنداتها على المنطقة من خلال الفوضى وتقسيم الولاءات. وهنا يأتي دور التمسك بمبادئ السيادة والهوية الوطنية كحجر أساس لمواجهة هذه التحديات، يظل السؤال المُحوري المطروح حول "من المستفيد من سقوط الدولة السورية؟!" يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية تُعكس الصراعات المتشابكة في المنطقة والتدخلات الخارجية الساعية إلى تحقيق أجنداتها على الأمن القومي العربي.
وأخيرًا، يبقى الأمل معقودًا على الحكمة والشجاعة في اتخاذ القرارات التي تُسهم في إنهاء المُعاناة وإعادة البناء وتحقيق التعايش والاستقرار في سوريا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الخارجية النيابية: التعامل مع الحكومة السورية ما زال بحذر
آخر تحديث: 10 فبراير 2025 - 2:17 مبغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، النائب الإطاري عامر العامري، اليوم الاثنين، أن الحكومة العراقية لا تزال تتعامل بحذر مع النظام السوري الجديد، انطلاقًا من مصالحها الأمنية وغيرها من الاعتبارات.وقال العامري، في تصريح صحفي، إن “ما حدث في سوريا من تغيير للنظام هو شأن داخلي، وإن السياسة الخارجية للعراق تقوم على مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، كما ترفض أي تدخل خارجي في الشأن العراقي”.وأضاف أن “الحكومة العراقية تتبع نهجًا حذرًا في التعامل مع النظام السوري، وفقًا لمصالحها الأمنية والسياسية”، مشيرًا إلى أن “دعوة سوريا لحضور مؤتمر قمة بغداد تعكس الواقع السياسي الراهن في المنطقة”.وأوضح أن “دعوة سوريا لحضور قمة بغداد تمثل انعكاسًا لواقع الحال”.