قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن استئناف قطر لدورها وسيطا في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة جاء بعد مرحلة من الاتصالات المستمرة مع مختلف الأطراف رغم التحديات السابقة.

وأوضح في مقابلة مع قناة الجزيرة أن هناك أجواء جديدة تعكس تحولا في الطرح مع ظهور لغة واقعية على طاولة المفاوضات تعبر عن وجهة نظر الأطراف، مع إبقاء التفاؤل الحذر حيال التوصل إلى اتفاق.

ولفت المتحدث باسم الخارجية القطرية إلى أن قرار تجميد المفاوضات في السابق كان نتيجة غياب الجدية لدى الأطراف المعنية، لكن الاتصالات لم تتوقف، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تشهد وجهات نظر وأفكارا جديدة قيد النقاش.

وعن طبيعة المرحلة الحالية، قال الأنصاري إن العنوان الذي وضع منذ البداية هو "التفاؤل الحذر"، إذ يدفع التفاؤل نحو بذل كل ما يلزم لإنهاء الأزمة، مع التحفظ تجاه العقبات الميدانية التي تعوق التوصل إلى اتفاق.

وأشار إلى أن قطر لن تغلق بابها أمام أي أفكار تُطرح، لكنها لن تُستخدم لتسويق موقف سياسي معين.

ليست جوهرية

وفي تعليقه على تصريحات رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أثناء منتدى الدوحة بشأن الخلافات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، أكد الأنصاري أن الخلافات بالفعل ليست جوهرية، لكن ما يوقف التوصل إلى اتفاق هو تقديم مصالح سياسية ضيقة على القضايا الإنسانية.

إعلان

وانتقد ربط دخول المساعدات أو وقف آلة القتل بمواقف سياسية ضيقة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هناك لغة واقعية تسود المفاوضات منذ فترة، ويبقى الوصول إلى اتفاق هو التحدي الرئيسي.

وبشأن المقترحات المطروحة حاليا، أوضح الأنصاري أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن تفاصيل محددة، لكنه أكد أن قنوات الاتصال تبقى مفتوحة، وأن النقاشات مستمرة مع جميع الأطراف المعنية لتطوير رؤية مشتركة تخدم تحقيق الاستقرار.

وعن تأثير المرحلة الانتقالية في الإدارة الأميركية على المفاوضات، قال الأنصاري إن قطر لديها خبرة طويلة في التعامل مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، مدركة طبيعة النظام الديمقراطي وفترات الانتقال السياسي في الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن بلاده تواصل العمل مع الإدارة الحالية حتى اللحظة الأخيرة، مع الحفاظ على قنوات الاتصال مع الفريق الانتقالي للإدارة القادمة، لضمان استمرار الحوار حول إنهاء الأزمة.

فرصة ضائعة

وفيما يخص الملف السوري، أكد الأنصاري أن النظام السوري لم يستغل الفرصة التاريخية للمصالحة مع شعبه، مما أدى إلى تراكم الأزمات وتصاعد التوترات الأمنية في البلاد.

وأوضح أن قطر مستمرة في دعوة النظام للاستجابة لمبادرات جنيف وقرارات الشرعية الدولية، وتعمل على خفض التصعيد بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية، لضمان تحقيق تطلعات الشعب السوري بأسرع وقت.

كما أشار الأنصاري إلى أن قطر كانت منخرطة منذ البداية في دعم الشعب السوري والتخفيف من معاناته، مؤكدا أن الاجتماعات المنعقدة على هامش منتدى الدوحة تمثل فرصة للخروج بمواقف موحدة عربيا ودوليا تسهم في إنهاء التصعيد وإبعاد شبح الحرب عن سوريا.

وفي تعليقه على التطورات الإقليمية، حذر الأنصاري من أن استمرار الأزمات في غزة وسوريا قد يؤدي إلى حالة انهيار إقليمي شامل، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإيقاف آلة الحرب وضمان معالجة الأزمات بشكل تدريجي يحقق السلام والاستقرار في المنطقة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى اتفاق إلى أن

إقرأ أيضاً:

أردوغان: هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية بسوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية في سوريا، في الوقت الذي تمر فيه المنطقة بأوقات صعبة.

وأضاف، خلال كلمة له أمام البرلمان التركي اليوم الأربعاء، أن هناك من يحاول استغلال ما يحدث لفلول النظام في سوريا بهدف تخريب مشاعر الأخوة والاستقرار في تركيا.

يُشار إلى أنه بعد إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.

واستجاب عشرات الآلاف لهذه المبادرة، في حين رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.

ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة على القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية، خلّفت مئات القتلى من الطرفين.

كما قالت وزارة الدفاع السورية إن قواتها أعادت السيطرة على مناطق بالساحل شهدت "اعتداءات غادرة" على الأمن العام، ونفذت عمليات تطويق محكمة ضيقت فيها الخناق على من تبقى من عناصر فلول النظام المخلوع.

إعلان

مقالات مشابهة

  • هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة: عدم التوصل لاتفاق قريب سيؤدي لموت المحتجزين
  • بعد صراع 40 عاماً.. أرمينيا وأذربيجان تعلنان التوصل لاتفاق سلام
  • باحث: اجتماع وزراء الخارجية العرب بالدوحة يدعم شرعية مفاوضات واشنطن وحماس
  • رويترز: أمريكا شجعت قسد على إبرام اتفاق مع النظام السوري الجديد
  • لماذا منحت إدارة ترامب الضوء الأخضر لاتفاق الشرع وقسد؟
  • إيران: أي محاولة لإجبارنا على التوصل لاتفاق جائر مصيرها الفشل
  • باحث في الشأن السوري: لا توجد مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف حتى الآن
  • إشكالية "نزع سلاح حماس" عقبة في طريق اتفاق غزة
  • أردوغان: هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية بسوريا
  • عاجل | هيئة عائلات الأسرى للوفد الإسرائيلي المفاوض: لا تعودوا دون التوصل لاتفاق يعيد كل المحتجزين فورا ودفعة واحدة