محمد بن عيسى البلوشي

تُشرق اليوم العلاقات العُمانية المصرية بنور جديد؛ إذ حلّت السيدة انتصار السيسي، حرم فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضيفة كريمة على سلطنة عُمان، في زيارة تُعيد إلى الذاكرة صفحات مُضيئة من تاريخ مشترك، امتزجت فيه رائحة اللبان العُماني بعبق الحضارة المصرية.

هذه الزيارة تأتي امتدادًا لجسور وُضعت حجارتها منذ أزمنة بعيدة، وتعززها زيارات سامية على أعلى المستويات، كان آخرها زيارة السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المُعظم- حفظها الله ورعاها- إلى مصر في مايو 2024، وزيارة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى القاهرة في مايو 2023.

هنا، في هذه الأيام المباركة، تتلاقى العيون والقلوب بين بلدين، جمعهما ليس فقط التاريخ؛ بل رائحة اللُبان الذي كان يسافر من موانئ ظفار كأنَّه رسول سلام يحمل في عبقِه قصصًا تُروى ولا تنتهي. هذا اللبان، الذي أبحر من موانئ سمهرم وخور روري، كان يصل إلى مرافئ مصرية عبر البحر الأحمر، ومن هناك كانت الجِمال تحمله في جرار فخارية إلى المعابد العريقة؛ حيث تختلط رائحته بطقوس الفراعنة، شاهدة على حضارة عريقة ووصل متين بين البلدين.

اليوم، وفي ظل هذه الزيارات المضيئة، يبرز حلم جديد: لماذا لا تُحاكى هذه القصة الحضارية العظيمة؟ لماذا لا تعود تلك السفن الخشبية لتسلك الطريق ذاته، وكأنها تسافر عبر الزمن، حاملة اللبان العُماني إلى المتحف المصري الكبير؟ هناك، يمكن لهذه القصة أن تروي للعالم أصالة اللبان ودوره في صنع جسور من المحبة والتعاون بين الحضارتين العُمانية والمصرية.

ليس اللبان وحده ما يمكن أن يعبر الزمن من عُمان إلى مصر. ثمة فرصة سانحة لإحياء هذا التاريخ عبر مشروع ثقافي مشترك، يبدأ من المتحف الكبير ويأخذ الزوار في رحلة تمتزج فيها الروائح بالألوان؛ حيث يمكن عرض منتجات اللبان العُماني، والعطور التي تتخللها روحه، إلى جانب منسوجات ظفارية تنطق بلسان الماضي وتروي كيف شكّلت التجارة هوية ظفار.

زيارة السيدة انتصار السيسي تأتي كتأكيد جديد على الأهمية التي توليها القيادتان الحكيمتان للعلاقات بين البلدين. هي لحظة تتلاقى فيها الأحلام مع الواقع، خاصة في ظل النهضة المتجددة التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- في عُمان، والرؤية المستقبلية لفخامة الرئيس السيسي في مصر.

في هذه اللحظات، يبدو التاريخ وكأنَّه يبتسم؛ اللبان العُماني، الذي لا يزال يفوح عبيره من جبال ظفار، يواصل حكايته، يُحلق برائحته فوق مياه البحر الأحمر ليصل إلى أرض الكنانة. إنها قصة لا تنتهي، قصة عبق يتخطى حدود الجغرافيا ليعبر الأجيال، كأنه شاهد على أنَّ الحضارات العظيمة لا تُبنى فقط بالحجر؛ بل بالعطر، وبالقصص التي تُروى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجناح العُماني يحصد جائزة أفضل جناح في سوق السفر العربي بدبي

"عُمان والعمانية": حصل جناح سلطنة عُمان المشارك في معرض سوق السفر العربي 2025 بدبي على جائزة أفضل جناح ضمن فئة أجنحة الدول المشاركة، نظرًا لتصميمه المبتكر الذي يعكس الهُوية الثقافية العُمانية التي تجمع بين الأصالة والطابع العصري. تسلّم جائزة الجناح العُماني معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة.

وقعت وزارة التراث والسياحة اليوم على هامش مشاركتها اتفاقية تعاون مع شركة "فلاي أديل" السعودية، لتعزيز الربط الجوي بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، ودعم تدفق السياح القادمين عبر خيارات سفر اقتصادية وفعالة ورفد الحركة السياحية إلى محافظة ظفار في موسم الخريف، واتفاقية تعاون أخرى مع شركة "المسافر" السعودية بهدف الترويج للمقومات السياحية في سلطنة عُمان واستقطاب مزيد من الزوّار عبر باقات وخدمات متكاملة بما يسهم في زيادة أعداد الزوار من المملكة العربية السعودية.

وعن الجائزة التي حصدها جناح سلطنة عمان أوضح أنور بن سعيد البلوشي مدير دائرة الفعاليات السياحية بوزارة التراث والسياحة أنها جاءت لما يتميز به الجناح من تقنيات حديثة وتصميم مبتكر يجسد الأصالة العُمانية بطابع عصري.

وأضاف أن جناح سلطنة عُمان شهد إقبالًا واسعًا من الزوار لما تقدمه أركان الجناح من خدمات سياحية ومنتجات تجذب الزوار.

يذكر أن سلطنة عُمان تختتم اليوم الخميس مشاركتها في النسخة الـ32 لمعرض سوق السفر العربي، والذي شاركت فيه بجناح يضم 37 شركة ومؤسسة سياحية وفندقية.

ومن جانب آخرشاركت غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة شمال الباطنة، ممثلةً بلجنة السياحة، في فعاليات معرض سوق السفر العربي 2025، الذي انطلق في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة أكثر من 2800 عارض من 161 دولة حول العالم. ترأس الوفد عبدالعزيز بن محمد العجمي رئيس لجنة السياحة.

شملت الزيارة عددا من رواد ورائدات الأعمال في قطاعي السفر والسياحة، وأكد العجمي أهمية المشاركة في هذا الحدث الدولي البارز، مشيرًا إلى أنها تمثل فرصة حقيقية للاطلاع على أبرز الفرص الاستثمارية العالمية في القطاع السياحي، ومحاولة جذبها إلى سلطنة عُمان بما ينسجم مع أهداف اللجنة واستراتيجية الغرفة لتعزيز التنمية الاقتصادية في المحافظة، كما تضمن برنامج الزيارة عقد سلسلة من اللقاءات المباشرة مع رجال الأعمال من مختلف الدول بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات.

وأعرب الأعضاء المشاركون عن إعجابهم بحجم المشاركة الدولية، التي تؤكد الأهمية المتزايدة للقطاع السياحي في دعم الاقتصادات الوطنية. واختُتمت الزيارة بعقد اجتماعات مع عدد من شركات السياحة الدولية، خاصة العاملة في إمارة دبي، تمهيدًا لتنظيم برامج زيارات وباقات سياحية متبادلة بين سلطنة عُمان والإمارات، مع التركيز على سياحة المغامرات التي تشهد اهتماما متزايدا من الزوار ومحبي هذا النوع من التجارب السياحية.

مقالات مشابهة

  • الرصد الزلزالي يسجل 16 هزة أرضية في العراق خلال الشهر الماضي
  • قائد الحرس السلطاني العُماني يكرم عددًا من المجيدين
  • سرد بصري للتاريخ العُماني في السينما الوثائقية
  • الجناح العُماني يحصد جائزة أفضل جناح في سوق السفر العربي بدبي
  • "ميتسوبيشي" تتعاون مع "الأولمبياد الخاص العُماني" لدعم الرياضيين الشباب
  • الجناح العُماني في معرض سوق السفر العربي بدبي يحصد جائزة أفضل جناح
  • وفد عُماني يتعرف على التجربة الإسبانية في زراعة والتبرع بالأعضاء
  • الطيران العُماني وخطة إعادة الهيكلة
  • "منتدى الأعمال العُماني التنزاني" يستعرض الفرص الاستثمارية الواعدة
  • جهاز الاستثمار العُماني يُطلق النسخة الثالثة من برنامج معتمد