من فوائد الصلاة والسلام على النبي: اسمك يُعرض على رسول الله
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر، أنه من أروع الفوائد التي تترتب على الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم هي عرض اسم من يصلي عليه على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي فائدة عظيمة تفيض بركاتها على قلب المؤمن وتزيده قربًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فما أعظم هذا الشرف! أن يُذكر اسمك أمام الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا وتستشعر أن صلاتك عليه تصل إليه مباشرة، فتلك نعمة عظيمة.
واستشهدا مرزوق بالحديث الشريف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"أكثروا الصلاة عليَّ، فإن الله وكل بي ملكًا عند قبري، فإذا صلى عليَّ رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد، إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة."
وأضاف مرزوق: في هذا الحديث، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الله عز وجل قد وكل ملكًا عند قبره ليقوم بإبلاغه بكل من يصلي عليه. إن هذا المشهد يُبهر القلب ويجعله في حالة من الفرح والطمأنينة، إذ يُعرض اسم من يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عليه مباشرة، فيحدث تواصل روحي بين المؤمن ونبيه. فما أعظمها من فائدة! فالإنسان الذي يواظب على الصلاة على النبي يجد نفسه محاطًا بالبركة، ويشعر أن عمله هذا ليس مجرد قول وإنما هو سبب في ذكر اسمه عند الحبيب صلى الله عليه وسلم.
2. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعةوتابع مرزوق أنه من أعظم الأوقات التي يُستحب فيها الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هو يوم الجمعة، فقد ورد في الحديث:
"أكثروا عليَّ الصلاة في يوم الجمعة، فإنه ليس أحد يصلي عليَّ يوم الجمعة إلا عرضت عليَّ صلاته."
في هذا الحديث، يُحَث المسلمون على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو يوم مبارك تتنزل فيه الرحمة ويُعرض فيه عمل الأمة على النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا صلّى أحدهم عليه في هذا اليوم، فإن صلاته تُعرض عليه مباشرة، مما يزيد من فضل الصلاة عليه في هذا اليوم المبارك. فما أجمل أن يكون لنا شرف أن يُعرض اسمنا في هذا اليوم العظيم على النبي صلى الله عليه وسلم.
3. صلاة المؤمنين تعرض عليه في يوم الجمعة مع زيادة الفضلواستشهدا بما روى أبو داود عن أوس بن أوس قال:
"إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة. فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ."
في هذا الحديث، يُبَيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم فضل يوم الجمعة، ويحثنا على الإكثار من الصلاة عليه في هذا اليوم، لأن صلواتنا تعرض عليه في هذا اليوم المميز. وقد أضاف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قائلًا: "إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء."
هذه اللفتة تعني أن أجساد الأنبياء لا تُمَسّها الأرض بعد وفاتهم، وأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه رغم أنه في قبره، مما يساهم في تحقيق التواصل الروحي مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مبارك.
وأشار مرزوق أنه من خلال هذه الأحاديث، يظهر لنا كيف أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد عمل عابر، بل هي وسيلة لزيادة الأجر والتقرب إلى الله ورسوله. وهي أيضًا سبب لعرض اسم الشخص الذي يصلي عليه على النبي صلى الله عليه وسلم، مما يعزز علاقة المؤمن برسوله ويزيد من قربه الروحي إليه.
لذلك، فإن الإكثار من الصلاة عليه في أيام مثل يوم الجمعة له أجر عظيم وفضل كبير. من خلال هذا الفعل، نعيش في حالة من السمو الروحي، وتزداد حسناتنا، وتُعرض أعمالنا على النبي صلى الله عليه وسلم.
واختتم مرزوق أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي من أعظم الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها المسلم إلى الله ورسوله، ومن أبرز فوائدها أنها سبب لعرض اسم من يصلي عليه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا شرف عظيم للمسلم. إذا تأملنا في هذه الفوائد، أدركنا أن الصلاة على النبي ليست مجرد كلمات نرددها، بل هي وسيلة لزيادة الرصيد الروحي، ولتواصلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مرزوق النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على النبي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على النبی صلى الله علیه وسلم صلى الله علیه وسلم فی الإکثار من الصلاة علیه فی هذا الیوم فی هذا الحدیث الصلاة علی یوم الجمعة أن الصلاة یصلی علیه عرض علیه یصلی علی من یصلی عرض اسم
إقرأ أيضاً:
مفتي الديار المصرية السابق: الاجتهاد يبدأ من زمن النبي ويستمر لتشكيل التراث
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن التراث يمثل الميراث الفكري والثقافي الذي تناقلته الأجيال عبر العصور، موضحًا أنه ليس مجرد نصوص جامدة بل حصيلة اجتهادات العلماء التي تفاعلت مع الواقع المتغير.
وأشار إلى أن التراث يعد من أبرز عناصر تشكيل الهوية الثقافية للمجتمعات، وهو نتاج لتفاعل طويل مع الواقع والزمن.
الاجتهاد منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم: العقل دور أساسي في تطبيق النصوصوخلال مشاركته في برنامج "بيان للناس" على قناة الناس، أشار مفتي الديار المصرية السابق إلى أن حركة الاجتهاد بدأت منذ زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان الصحابة يجتهدون في غيابه ثم يعرضون اجتهاداتهم عليه لتقرّها أو يصوّبها، مما يعكس دور العقل في استيعاب النصوص وتطبيقها في الواقع المتغير.
وأضاف أن هذه المنهجية استمرت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتطورت عبر العصور لتشكّل التراث الذي نعرفه اليوم.
نقد التراث: ضرورة تحديث الفهم الديني بما يتلاءم مع التحديات المعاصرةوشدد الدكتور شوقي علام على ضرورة نقد التراث، موضحًا أن الهدف من هذا النقد ليس هدمه، بل إعادة قراءته وفهمه بما يتناسب مع متطلبات العصر، مع الحفاظ على الثوابت الدينية الأصيلة.
وأضاف أن حركة الاجتهاد يجب أن تظل مستمرة، حيث لا يمكن حصر الفهم الديني في إطار زمني محدد، بل يجب أن يتجدد ليلائم التحديات الراهنة.
التراث ليس ماضياً فحسب: عقلية نقدية منفتحة تضمن تطوره بما يخدم المجتمعوأكد مفتي الديار المصرية السابق أن التراث ليس مجرد ماضٍ ثابت، بل هو حاضر ومستقبل يجب التعامل معه بعقلية نقدية منفتحة تضمن الحفاظ على جوهره، وتطويره بما يخدم المجتمع والإنسانية، ويواكب المستجدات التي تطرأ على العالم.