قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر، أنه من أروع الفوائد التي تترتب على الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم هي عرض اسم من يصلي عليه على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي فائدة عظيمة تفيض بركاتها على قلب المؤمن وتزيده قربًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فما أعظم هذا الشرف! أن يُذكر اسمك أمام الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا وتستشعر أن صلاتك عليه تصل إليه مباشرة، فتلك نعمة عظيمة.

1. عرض الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الملك

 

واستشهدا مرزوق بالحديث الشريف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"أكثروا الصلاة عليَّ، فإن الله وكل بي ملكًا عند قبري، فإذا صلى عليَّ رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد، إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة."
 

وأضاف مرزوق: في هذا الحديث، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الله عز وجل قد وكل ملكًا عند قبره ليقوم بإبلاغه بكل من يصلي عليه. إن هذا المشهد يُبهر القلب ويجعله في حالة من الفرح والطمأنينة، إذ يُعرض اسم من يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عليه مباشرة، فيحدث تواصل روحي بين المؤمن ونبيه. فما أعظمها من فائدة! فالإنسان الذي يواظب على الصلاة على النبي يجد نفسه محاطًا بالبركة، ويشعر أن عمله هذا ليس مجرد قول وإنما هو سبب في ذكر اسمه عند الحبيب صلى الله عليه وسلم.

2. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة

وتابع مرزوق أنه من أعظم الأوقات التي يُستحب فيها الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هو يوم الجمعة، فقد ورد في الحديث:
"أكثروا عليَّ الصلاة في يوم الجمعة، فإنه ليس أحد يصلي عليَّ يوم الجمعة إلا عرضت عليَّ صلاته."
 

في هذا الحديث، يُحَث المسلمون على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو يوم مبارك تتنزل فيه الرحمة ويُعرض فيه عمل الأمة على النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا صلّى أحدهم عليه في هذا اليوم، فإن صلاته تُعرض عليه مباشرة، مما يزيد من فضل الصلاة عليه في هذا اليوم المبارك. فما أجمل أن يكون لنا شرف أن يُعرض اسمنا في هذا اليوم العظيم على النبي صلى الله عليه وسلم.

3. صلاة المؤمنين تعرض عليه في يوم الجمعة مع زيادة الفضل

واستشهدا بما روى أبو داود عن أوس بن أوس قال:
"إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة. فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ."
 

في هذا الحديث، يُبَيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم فضل يوم الجمعة، ويحثنا على الإكثار من الصلاة عليه في هذا اليوم، لأن صلواتنا تعرض عليه في هذا اليوم المميز. وقد أضاف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قائلًا: "إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء."
هذه اللفتة تعني أن أجساد الأنبياء لا تُمَسّها الأرض بعد وفاتهم، وأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه رغم أنه في قبره، مما يساهم في تحقيق التواصل الروحي مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مبارك.

4. أهمية الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

وأشار مرزوق أنه من خلال هذه الأحاديث، يظهر لنا كيف أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد عمل عابر، بل هي وسيلة لزيادة الأجر والتقرب إلى الله ورسوله. وهي أيضًا سبب لعرض اسم الشخص الذي يصلي عليه على النبي صلى الله عليه وسلم، مما يعزز علاقة المؤمن برسوله ويزيد من قربه الروحي إليه.
لذلك، فإن الإكثار من الصلاة عليه في أيام مثل يوم الجمعة له أجر عظيم وفضل كبير. من خلال هذا الفعل، نعيش في حالة من السمو الروحي، وتزداد حسناتنا، وتُعرض أعمالنا على النبي صلى الله عليه وسلم.

 

واختتم مرزوق أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي من أعظم الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها المسلم إلى الله ورسوله، ومن أبرز فوائدها أنها سبب لعرض اسم من يصلي عليه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا شرف عظيم للمسلم. إذا تأملنا في هذه الفوائد، أدركنا أن الصلاة على النبي ليست مجرد كلمات نرددها، بل هي وسيلة لزيادة الرصيد الروحي، ولتواصلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون."

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مرزوق النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على النبي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على النبی صلى الله علیه وسلم صلى الله علیه وسلم فی الإکثار من الصلاة علیه فی هذا الیوم فی هذا الحدیث الصلاة علی یوم الجمعة أن الصلاة یصلی علیه عرض علیه یصلی علی من یصلی عرض اسم

إقرأ أيضاً:

أفضل العبادات وقت قيام الليل.. وذكر لا يرد قبل الفجر بدقائق

أفضل العبادات في قيام الليل، يكثر البحث عن أفضل العبادات في قيام الليل، حيث يعد الثلث الأخير من الليل وحتى طلوع الفجر من أوقات استجابة الدعاء التي يغفل الناس عنها ففيها موعد النزول الإلهي إلى السماء الدنيا.

ومن خلال التقرير التالي عن أفضل العبادات في قيام الليل، نبين مكانة الليل التي بينها الإسلام الحنيف.

أفضل العبادات في قيام الليل

الليل هو أفضل وقت جعله الله تبارك وتعالى للسكن والراحة، وخلاف ذلك فهو اختبار للعباد فمن أقام منه ولو دقائق كانت له حسنات ما يصعب حصرها، وقد ورد عن المولى عزوجل قوله:"االَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".

كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: "يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أحدثكم بمال لو أخذتم به لحقتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين". رواه البخاري.

كما جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر يحجون ولا نحج ويجاهدون ولا نجاهد وبكذا وبكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على شيء إن أخذتم به جئتم من أفضل ما يجيء به أحد منهم: أن تكبروا الله أربع وثلاثين وتسبحوه ثلاثا وثلاثين وتحمدوه ثلاثا وثلاثين في دبر كل صلاة".

وعن عبد الله بن عباس، أن رسول لله صلى لله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: "اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لى ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهى لا إله الا أنت).

أفضل العبادات في قيام الليل

ورد أن هناك أعمال فاضلة تجعل الإنسان قريب من ربه تعالى، فإذا ما مرت عليك هذه الخاطرة فى حياتك وأردت لها جوابًا فالجواب لها يكون من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فأول هذه الأمور التي يجب عليك أن تحرص عليها، الأمر الأول أن تكون من أهل الإيمان مؤمنًا بربك مصدقًا بنبيك عاملًا بما أمرت به لأن الله لا يقبل عمل رجل لا إيمان له حيث قال المولى عز وجل فى كتابه الكريم « وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا».

أما الأمر الثاني أن يكون عملك وفقًا لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم « قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »، والأمر الثالث هو الإخلاص فإنك إن لم تكن مخلصًا فإن الله سيقول لغير المخلص اذهب فطلب أجرك ممن عملت من أجله أما إذا كنت عملت من أجله فخذ الأجر والثواب من عندي هذه هي الأمور التي يجب أن تنتبه لها.

1-الاستغفار.

2- قراءة آية الكرسي.

3- قراءة سورة الإخلاص والمعوّذتين بعد الصلوات مرّةً واحدةً، إلّا بعد صلاة الفجر والمغرب فإنّهما تقرآن ثلاثة مراتٍ.

4-قول: "لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كُلّ شيءٍ قدير، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، ولا إله إلّا الله، ولا نعبد إلّا إيّاه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلّا الله مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون".

5- ترديد سيد الاستغفار.

6-الصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عشر مرّاتٍ.

7-سبحان الله وبحمده ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وصيّةٌ أخرى ذكر فيها ذكرًا مُخصّصًا يُردّد دُبر صلاة الصبح لفضله، وهو قول: "سبحان الله وبحمده" وتكراره ثلاث مرّاتٍ، فقد صحّ عن النبيّ -عليه السلام- أنّه خرج من عند زوجته جويرية -رضي الله عنها- وقد صلّى الصبح وتركها جالسةً تذكر الله تعالى، ثمّ عاد إليها وقد طلعت الشمس فوجدها على نفس هيئتها التي غادرها عندها، فلمّا رآها رسول الله كذلك قال لها: «لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ».

مقالات مشابهة

  • 13 رجب.. ذكرى  مولد “يعسوب الدين ” الإمام علي بن أبي طالب  عليه السلام
  • الاستغفار أم الصلاة على النبي؟ أيهما أفضل؟
  • محدثة مبتدعة.. خطيب المسجد النبوي يحذر من كل قربة ليس عليها دليل
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما جهر قوم بالمحرمات إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله.. ومحبة الله مشروطة بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم
  • دعاء يوم الجمعة المستجاب.. مكتوب وقصير
  • لماذا كان يقرأ النبي السجدة والإنسان في فجر الجمعة؟
  • من لزم الصلاة على النبي في ثاني جمعة من رجب .. نال ما تمنى
  • أفضل العبادات وقت قيام الليل.. وذكر لا يرد قبل الفجر بدقائق
  • الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين
  • السديس يحذر من رفع الصوت عند قبر النبي ويحث على الصلاة عليه ﷺ