ملاحظات أولية على الاتفاق بين لبنان وإسرائيل
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
د. عبدالله الأشعل **
من المُفيد أن نُبدى مُلاحظات أولية على الاتفاق كما تداولته الأطراف.
الملاحظة الأولى: أن الاتفاق يمثل انتصارا لحزب الله على إسرائيل ولكن نتنياهو حاول كعادة الصهاينة أن يظهر بمظهر المُنتصر فقال إنه قبل الاتفاق بعد أن أجهز على حزب الله ويتفرغ الآن لإيران ولحماس.
الملاحظة الثانية: أن الاتفاق عبارة عن مجموعة إملاءات أمريكية على الحكومة اللبنانية أملاً فى أن تتصارع مع "حزب الله" على أساس أن الاتفاق صيغ ووقع مع الحكومة اللبنانية؛ وهي ضمن اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق مع إسرائيل وأمريكا وتم استبعاد حزب الله كطرف فى الاتفاق وكان يجب أن يكون طرفا على أساس أن الصراع العسكرى بين الحزب وإسرائيل ولكن الحكومة اللبنانية هي المسؤولة دوليًا ومحليًا عن حياة سكان لبنان الذين ركزت إسرائيل على إبادتهم حتى يثوروا على الشيعة وحزب الله وإيران لصالح إسرائيل وحتى تحدث حرب أهلية في لبنان.
الملاحظة الثالثة: أن الاتفاق ألزم الحكومة بتنفيذ الاتفاق والقرار 1701 ولكنه لم يلزم إسرائيل بشيء سوى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في لبنان. ونذكر أنَّ حزب الله هو الذي حرر لبنان من إسرائيل دون أن يطلق الجيش طلقة واحدة وهو الذي ألزم إسرائيل حدودها تجاه لبنان وكان السبب في المحافظة على استقلال لبنان.
الملاحظة الرابعة: أن حزب الله له صفتان: عسكرية وهو أنه مقاوم وسياسية من حيث إنه يمثل الشيعة في مجتمع مغرق في الطائفية وهو جزء من التركيبة الطائفية والسياسية والحكم في لبنان. وتريد إسرائيل أن يتخلى عن المقاومة ويحتفظ بالصفتين الطائفية والسياسية، حتى تستقر إسرائيل وتنعم بالحماية الأمريكية والوسط العربي المجاور مع إسرائيل.
الملاحظة الخامسة: أن علاقة حزب الله بإيران مؤكدة وإيران ساهمت فى إنشاء الحزب وتتولى تسليحه، حتى يناهض إسرائيل عدوها الوجودي وحتى يدافع عنها مادام حليفاً لإيران ولكن الحزب فيما اعتقد أنَّه ليس تابعاً لإيران وهو ليس ذراعًا لإيران وتوجهه إيران وتملي عليه.
الملاحظة السادسة: إسرائيل مجموعة من اللصوص الصهاينة وفدوا إلى فلسطين لكي يبيدوا سكان المنطقة العرب بينما المقاومة تدافع عن لبنان نفسها ومن مصلحة كل مواطن لبناني أن يفخر بالمقاومة خاصة وأن لبنان الصغير فى مساحته الأبيّ فى عروبته تحمَّل كثيرًا لمجرد مجاورته لفلسطين الجريحة وإسرائيل تود أن يكون لبنان امتدادا لها، ومقاومته تتعرض للكثير من الضغوط وتأمل إسرائيل فى إبرام اتفاق كما فعلت مع مصر والأردن، علمًا بأن الصهاينة لا يحترمون عهدًا أو اتفاقًا.
الملاحظة السابعة: أن الاتفاق يهدف إلى إخضاع الدولة اللبنانية مقابل توقف أعمال الإبادة الإسرائيلية، والوقيعة بين الجيش وحزب الله وإسرائيل تملك الكثير من الوسائل لعمل ذلك.
الملاحظة الثامنة: إسرائيل تريد الجيش اللبناني أن ينزع سلاح حزب الله وتريد من دول في المنطقة أن تنزع سلاح حماس تأمينًا لإسرائيل الكبرى.
الملاحظة التاسعة: أن الولايات المتحدة هي التي تستخدم إسرائيل لإبادة العرب، ومع ذلك فهي ترأس لجنة ضمان التنفيذ وهي التي تمد إسرائيل بالسلاح وتخطط لها جرائمها وهي التي تقف بكل قواها لحماية إسرائيل من عقوبات المجتمع الدولي واستخدمت واشنطن الفيتو مرارا لصالح إسرائيل واستمرار الإبادة وهي التي أعاقت ولا تزال تعيق وقف إطلاق النار في غزة؛ فواشنطن لا تصلح وسيطًا ولا تصلح لأي دور وهي متهمة مع إسرائيل وبايدن مجرم حرب قبل نتنياهو.
الملاحظة العاشرة: انتهت إسرائيل وواشنطن من مرحلة الإبادة في لبنان وبدأت بالاتفاق المؤامرة على كل لبنان، ثم تربصت إسرائيل بالعائدين، فأرهبتهم وقتلت عددًا منهم وهي بكامل قوتها. وإذا أصرت إسرائيل علي نزع سلاح المقاومة فالأولى نزع سلاح المُعتدي وليس المدافع من الناحية القانونية.
الملاحظة الحادية عشرة: عجزت إسرائيل عن القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان، كما ظنت إسرائيل أنها قضت على نظرية وحدة الساحات، وأشاعت أن حزب الله ضحى بالساحات الأخرى ضد إسرائيل.
والرد على ذلك هو أن أننى أشك أن إسرائيل قضت على وحدة الساحات وقد ترك الأمين العام لحزب الله الباب مفتوحًا لاستمرار التضامن مع فلسطين ولكن بوسائل مرنة.
وأخيرًا.. أنهت إسرائيل مرحلة الحرب التي أنهكت جيشها واقتصادها ولطخت سمعتها وعرضتها للإحراج وهو نصر لحزب الله وبدأت إسرائيل بالاتفاق مرحلة تفجير لبنان ونجاح المؤامرة أو فشلها تتوقف إلى حد كبير على عقلانية كل الأطراف اللبنانية.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ولبنان تتفقان على مفاوضات لترسيم الحدود
اتفقت إسرائيل ولبنان، اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025، على إطلاق مفاوضات لترسيم الحدود البرية بين الجانبين ومعالجة ملف الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على لبنان، وفقًا لما أعلنته واشنطن وتل أبيب.
جاء ذلك عقب اجتماع عُقد في بلدة الناقورة اللبنانية الحدودية، في وقت سابق اليوم، بمشاركة ممثلين عن الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان، بحسب ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
وجاء في البيان أنه خلال الاجتماع "تم الاتفاق على تشكيل ثلاث مجموعات عمل مشتركة لمعالجة القضايا العالقة"، والتي ستتناول "النقاط الخمس التي تسيطر عليها إسرائيل جنوب لبنان، ومناقشة الخط الأزرق والمسائل الحدودية الخلافية، وملف الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل".
وأضاف البيان أنه "بتنسيق مع الولايات المتحدة، وكبادرة حسن نية تجاه الرئيس اللبناني الجديد (جوزيف عون)، وافقت إسرائيل على الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين"، كانوا قد اعتُقلوا خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
بدورها، أعلنت نائب المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، في بيان صدر عنها، أن الولايات المتحدة رعت المحادثات بين الجانبين بهدف "حل القضايا العالقة عبر الوسائل الدبلوماسية".
وقالت إن ذلك يشمل "الإفراج عن الأسرى اللبنانيين، والنقاط المتنازع عليها على طول الخط الأزرق، والمناطق الخمس التي لا تزال القوات الإسرائيلية منتشرة فيها". وأضافت أن "المباحثات بين الجانبين اختتمت اليوم في الناقورة، وأعقبها الإفراج عن خمسة أسرى لبنانيين".
وشددت على أن "جميع الأطراف ملتزمة بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذه بالكامل"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة "تتطلع إلى الإسراع في تشكيل مجموعات العمل الدبلوماسية لمعالجة القضايا العالقة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين".
الرئاسة اللبنانية: تسلّم 4 أسرى من إسرائيلفي المقابل، ذكرت تقارير لبنانية أن إسرائيل أفرجت عن أربعة أسرى لبنانيين كانوا قد اختُطفوا من الأراضي اللبنانية خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين، حيث نقلهم الصليب الأحمر الدولي إلى الجانب اللبناني في الناقورة.
وفي حين لم يصدر عن الجانب الرسمي اللبناني أي تعقيب على التفاهمات بشأن المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية؛ أكدت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية وصول الأسرى اللبنانيين المفرج عنهم إلى مستشفى في صور، جنوبي لبنان.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن "الصليب الأحمر تسلم معتقلين لبنانيين كان جيش العدو الإسرائيلي اعتقلهم أثناء الحرب على لبنان". وأفادت بـ"وصول الأسرى اللبنانيين المفرج عنهم إلى المستشفى اللبناني - الإيطالي في صور".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية في منشور على منصة "إكس" أن الرئيس جوزيف عون تلقى بلاغًا بتسلّم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت القوات الإسرائيلية قد احتجزتهم خلال الحرب الأخيرة، مشيرةً إلى أنه سيتم تسليم أسيرٍ خامس يوم غد، الأربعاء.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، أكثر من عام من المواجهات بين حزب الله وإسرائيل. وجاء الاتفاق بعد تصعيد إسرائيلي واسع النطاق في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث كثّفت تل أبيب هجماتها على مواقع الحزب واغتالت قادته وفي مقدمتهم أمينه العام، حسن نصر الله.
وبالرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، استمرت إسرائيل في تنفيذ ضربات داخل الأراضي اللبنانية، مدعية أنها تهدف إلى منع حزب الله من التعافي وإعادة تسليح نفسه أو إعادة تموضع قواته في الجنوب.
وتتطلب الهدنة من حزب الله اللبناني التراجع إلى شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب، وانتشار الجيش اللبناني في المنطقة لضمان ذلك.
ورغم انتهاء مهلة سحب إسرائيل لقواتها من جنوب لبنان بموجب وقف إطلاق النار في 18 شباط/ فبراير، إلا أنها أبقت على وجودها في خمس نقاط إستراتيجية في الجنوب اللبناني على امتداد الحدود، ما يخولها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية.
بن غفير ولبيد يهاجمان إطلاق مفاوضات لترسيم الحدود مع لبنان: "تعبيرٌ عن الضعف"وفي تعليقه على التفاهمات بين بيروت وتل أبيب، قال حزب "ييش عتيد"، إنه "عندما وقّعت حكومة يائير لبيد على اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي حافظ على المصالح الاقتصادية والأمنية لإسرائيل، أطلقت ماكينة التحريض التابعة لنتنياهو حملة هستيرية، نشرت خلالها أكاذيب قذرة، وحرضت واتهمت الحكومة بالخضوع لحزب الله".
وأضاف الحزب في بيان أنه "بعد عامين، وتحت ولاية نتنياهو، أقام حزب الله مواقع في الأراضي الإسرائيلية، ووقعت أكبر كارثة للشعب اليهودي منذ المحرقة، وتم إخلاء شمال البلاد وقصفه، والآن، رئيس الحكومة الذي باع للجمهور قصصًا عن الردع يدير مفاوضات بشأن الأراضي والإفراج عن إرهابيين إلى لبنان".
واعتبر "يش عتيد" أن "الحملات الدعائية والخطابات الصادرة عن مجموعة فاقدي العمود الفقري المحيطة بنتنياهو لن تخفي الحقيقة: الرجل الذي صرخ 'لن نتنازل عن شبر واحد' يتنازل عن كل شيء – فقط للبقاء سياسيًا واسترضاء دول العالم".
بدوره، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيتمار بن غفير، إن الحكومة الإسرائيلية "تواصل إظهار ضعفها"، معتبرا أنها "تقدم تنازلات غير مفهمومة للبنان تتضمن انسحابًا من خمس نقاط إستراتيجية".
وجاء في بيان صدر عن بن غفير أنه "من الصعب فهم سبب مواصلة الحكومة هذه التنازلات وتوقيع اتفاقية تعني عمليًا التنازل عن نقاط حيوية تسيطر على بلدات إسرائيلية شمالية"، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس ضعفًا مشابهًا لما جرى في قطاع غزة .
وأضاف بن غفير "بدلًا من الانسحاب، على الحكومة أن تفعل العكس تمامًا – أن توسّع سيطرتها على جنوب لبنان وتعيد الشعور بالأمن لسكان الشمال. حان الوقت لاستعادة الرشد!".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية السعودية تطالب بضغط دولي على إسرائيل لإعادة الكهرباء إلى غزة دون شروط أنصار الله: رفعنا الجاهزية وسوف نبادل حصار غزة بحصار إسرائيل ماركو روبيو: المحادثات مع حماس لم تؤت ثمارها الأكثر قراءة 80 ألف مصل يؤدون صلاتي العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى محدث: القمة العربية تتبنى الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة سوا تنشر نص البيان الختامي الصادر عن القمة العربية حماس تعلن ترحيبها بالخطة العربية لإعمار غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025