جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-27@19:53:02 GMT

صراع "الريموت كنترول"!

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

صراع 'الريموت كنترول'!

 

الطليعة الشحرية

الشام بوابة المُستقبل، ومن يُسيطر عليها يُسيطر على قلب الشرق الأوسط، من يستقرئ تاريخ بلاد الشام قبل وبعد الميلاد سيُدرك تمامًا أنها الباب الذهبي لعبور الحضارات ومن يُسيطر عليها سيتحكم بجميع الممرات والطرق التجارية.

كانت بلاد الشام ولا زالت مسرحًا لصراع حضاري، فقد شهدت أحداثًا جسامًا، شكَّلت نقطة ارتكاز فاصلة للعديد من الصراعات، ومركز التقاء أهم الحضارات؛ منها الفرعونية والآشورية والكلدانية والفارسية والكنعانية والفينيقية والبيزنطية واليونانية والبطالمة والرومانية، ثم ورثتها الحضارة الإسلامية.

 

ما أشبه تجدد الصراع في سوريا بجهاز الريموت كنترول وكأنَّ إصبعًا خارجية توجهه، فقد تزامن إعلان فصائل المعارضة السورية بدء عمليات عسكرية ضد الجيش السوري، مع إعلان الهدنة بين إسرائيل ولبنان، ومن الغريب أنَّ إسرائيل لا تخشى على أمنها القومي من وجود جماعات جهادية على حدودها!

ويتجدد انقسام الآراء والأقوال بين داعمين ومؤيدين للصراع، ويثير هذا الانقسام التساؤل حول مدى ضعف الولاء والتحيز الطائفي والقبلي، باعتباره شريكًا في أي جريمة تقسيم مُحتملة؟

سيُواجه الشرق الأوسط عملية تغيير شاملة وكاملة، وهذا ما صرح به نتنياهو بعد اغتيال زعيم «حزب الله» حين أدلى بتصريح قال فيه إنَّ مقتله سيُؤدي إلى بروز شرق أوسط جديد. وهذا ما تسعى له الولايات المتحدثة بقيادة دونالد ترامب من "صفقة قرن جديدة" وبحلة جديدة بعيدًا عن صهره جاريد كوشنر. ولا يجب التغافل عن الصراع الاقتصادي بين قطبي القوتين العالميتين أمريكا والصين، فعندما شرعت الصين في وضع مشروع "الحزام والطريق" طرحت الهند مشروع الممر التجاري الذي سيوازي مشروع "الحزام والطريق الصيني" في التجارة العالمية والإقليمية، ليتمتع بقدرة عالية على التأثير في التوازنات الاقتصادية العالمية، ويُغيّر معالمها، ومعيدًا تشكيل خارطة التنافس لمناهضة ومنافسة المشروع الصيني.

طُرح المشروع في قمة مجموعة العشرين التي عُقدت في الهند، وأعلنت الولايات المتحدة رسميًّا عنه، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين الهند والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية. ويعرف المشروع باسم "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا"، ويروّج داعموه بأنه سيكون أفضل ممر اقتصادي، ليكون بديلًا، أو يقلل من أهمية مشروع "الحزام والطريق" الصيني.

قَلَبَ "طوفان الأقصى" الطاولة، وذلك أثناء انهماك المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين بإعداد وثائق المرحلة النهائية لتنفيذ مشروع "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا". فقد تسببت حرب غزة في إيقاف مشروع الممر وتأجيل كل الاجتماعات، كما أصبح الرأي العام العربي مُلتهبًا بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، واضطرت بعض الدول العربية المشاركة في الممر إلى تأجيل محادثات التطبيع مع إسرائيل.

في ظل هذه التحوّلات في موازين القوى والتحرك المفاجئ للروموت كنترول لكل تلك الفصائل والجماعات في سوريا يثير العديد من التساؤلات، هل الباب مفتوح لإعادة تشكيل المنطقة وهندستها؟ أم هي مسألة تمهيد لإعادة مخطط تقسيم سوريا إلى ثلاث دول بعد هدم المؤسسات وتمزيق الجيش وذلك وفق سيناريوهات مُستنسخة لما حدث في العراق وليبيا.

وبعيدًا عن العواطف، سوريا القلب والشرق الجسد، وهي بوابة العالم نحو المستقبل، فقد كانت معبر الحضارات قديمًا ومسرح المتصارعين، اتفقت النوايا على التحرير، ولكنها غير صافية.

بالمختصر.. إننا نشهد عملية جراحية استئصال أعضاء حيَّة، الهدف منها فصل المشرق عن المغرب والشمال عن الجنوب، وقد كان ذلك بزراعة كائن لقيط، ولتأمين وضمان حماية هذا الكائن  يجب توفير حماية روابط اقتصادية ويجب إضعاف ذلك الجسد، بانتزاع قلبه وتقسيمه إلى ثلاثة أقسام، ومن يقاوم ويعترض يُقتل بأيدي صديقِهِ!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حماس تدين عدوان إسرائيل على سوريا وتطالب بوقف عربدتها

أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، توغل إسرائيل بريا في ريفي درعا والقنيطرة وقصفها ريف دمشق الجنوبي، مطالبة بوقف "العربدة الإسرائيلية" بالمنطقة.

وفي الساعات الأخيرة، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتنفيذ غارات على العاصمة دمشق مساء الثلاثاء، مهددا بأن "أية محاولة من قبل قوات النظام السوري للتمركز في المنطقة الأمنية جنوب سوريا سيتم الرد عليها بالنيران".

وقالت حماس في بيان "ندين بأشد العبارات العدوان الصهيوني الإجرامي على أراضي الجمهورية العربية السورية، والتوغل البري لجيش الاحتلال الفاشي في ريفي درعا والقنيطرة، إضافة إلى القصف الجوي الذي استهدف جنوب دمشق".

وأضافت "نعد العدوان اعتداء سافرا على السيادة السورية، واستمرارا لسياسة العربدة التي ينتهجها كيان الاحتلال ضد الدول العربية".

ودعت حماس الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه "الجرائم الصهيونية المتصاعدة"، واتخاذ موقف جاد للجم إسرائيل، والتصدي لاعتداءاتها المتواصلة على دول وشعوب المنطقة.

كما طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذا العدوان، ومحاسبة قادة الاحتلال بوصفهم مجرمي حرب، على جرائمهم وانتهاكاتهم المتكررة للقانون الدولي.

إعلان

ومساء الثلاثاء، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية منطقتي الكسوة بريف دمشق وإزرع بدرعا جنوب سوريا بـ4 غارات على الأقل.

والأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي قرب تل أبيب "نطالب بجعل المنطقة إلى الجنوب من دمشق منزوعة السلاح (..) لن نسمح للجيش السوري الجديد بالانتشار في هذه المنطقة، كما لن نقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، على حد زعمه.

ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا واحتلت المنطقة السورية العازلة، كما شنت غارات جوية دمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.

وبسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.

مقالات مشابهة

  • مصر تشن هجوما حادا على إسرائيل بسبب “اعتدائها” على سوريا
  • إسرائيل: آلاف من مقاتلي حماس والجهاد في سوريا يستعدون لجبهة حرب جديدة
  • مبعوث ترامب: إسرائيل سترسل فريقا للدوحة أو القاهرة للتفاوض
  • الأهرام ويكلي: انحياز ممنهج في الإعلام الغربي لصالح إسرائيل ضد فلسطين
  • سياسي أردني: تهجير الفلسطينيين مقدمة لإعادة هندسة الشرق الأوسط
  • أبو الغيط يدين اعتداءات إسرائيل على سوريا ويعتبرها استفزازا  
  • إسرائيل تنفذ غارات جوية على جنوب سوريا
  • حماس تدين عدوان إسرائيل على سوريا وتطالب بوقف عربدتها
  • جثة وضعت بجوار راكب خلال رحلة طيران قطر.. والمسافر يعلق
  • إسرائيل توضح الرسالة من وراء شن غارات على سوريا