جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-23@07:42:13 GMT

صراع "الريموت كنترول"!

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

صراع 'الريموت كنترول'!

 

الطليعة الشحرية

الشام بوابة المُستقبل، ومن يُسيطر عليها يُسيطر على قلب الشرق الأوسط، من يستقرئ تاريخ بلاد الشام قبل وبعد الميلاد سيُدرك تمامًا أنها الباب الذهبي لعبور الحضارات ومن يُسيطر عليها سيتحكم بجميع الممرات والطرق التجارية.

كانت بلاد الشام ولا زالت مسرحًا لصراع حضاري، فقد شهدت أحداثًا جسامًا، شكَّلت نقطة ارتكاز فاصلة للعديد من الصراعات، ومركز التقاء أهم الحضارات؛ منها الفرعونية والآشورية والكلدانية والفارسية والكنعانية والفينيقية والبيزنطية واليونانية والبطالمة والرومانية، ثم ورثتها الحضارة الإسلامية.

 

ما أشبه تجدد الصراع في سوريا بجهاز الريموت كنترول وكأنَّ إصبعًا خارجية توجهه، فقد تزامن إعلان فصائل المعارضة السورية بدء عمليات عسكرية ضد الجيش السوري، مع إعلان الهدنة بين إسرائيل ولبنان، ومن الغريب أنَّ إسرائيل لا تخشى على أمنها القومي من وجود جماعات جهادية على حدودها!

ويتجدد انقسام الآراء والأقوال بين داعمين ومؤيدين للصراع، ويثير هذا الانقسام التساؤل حول مدى ضعف الولاء والتحيز الطائفي والقبلي، باعتباره شريكًا في أي جريمة تقسيم مُحتملة؟

سيُواجه الشرق الأوسط عملية تغيير شاملة وكاملة، وهذا ما صرح به نتنياهو بعد اغتيال زعيم «حزب الله» حين أدلى بتصريح قال فيه إنَّ مقتله سيُؤدي إلى بروز شرق أوسط جديد. وهذا ما تسعى له الولايات المتحدثة بقيادة دونالد ترامب من "صفقة قرن جديدة" وبحلة جديدة بعيدًا عن صهره جاريد كوشنر. ولا يجب التغافل عن الصراع الاقتصادي بين قطبي القوتين العالميتين أمريكا والصين، فعندما شرعت الصين في وضع مشروع "الحزام والطريق" طرحت الهند مشروع الممر التجاري الذي سيوازي مشروع "الحزام والطريق الصيني" في التجارة العالمية والإقليمية، ليتمتع بقدرة عالية على التأثير في التوازنات الاقتصادية العالمية، ويُغيّر معالمها، ومعيدًا تشكيل خارطة التنافس لمناهضة ومنافسة المشروع الصيني.

طُرح المشروع في قمة مجموعة العشرين التي عُقدت في الهند، وأعلنت الولايات المتحدة رسميًّا عنه، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين الهند والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية. ويعرف المشروع باسم "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا"، ويروّج داعموه بأنه سيكون أفضل ممر اقتصادي، ليكون بديلًا، أو يقلل من أهمية مشروع "الحزام والطريق" الصيني.

قَلَبَ "طوفان الأقصى" الطاولة، وذلك أثناء انهماك المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين بإعداد وثائق المرحلة النهائية لتنفيذ مشروع "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا". فقد تسببت حرب غزة في إيقاف مشروع الممر وتأجيل كل الاجتماعات، كما أصبح الرأي العام العربي مُلتهبًا بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، واضطرت بعض الدول العربية المشاركة في الممر إلى تأجيل محادثات التطبيع مع إسرائيل.

في ظل هذه التحوّلات في موازين القوى والتحرك المفاجئ للروموت كنترول لكل تلك الفصائل والجماعات في سوريا يثير العديد من التساؤلات، هل الباب مفتوح لإعادة تشكيل المنطقة وهندستها؟ أم هي مسألة تمهيد لإعادة مخطط تقسيم سوريا إلى ثلاث دول بعد هدم المؤسسات وتمزيق الجيش وذلك وفق سيناريوهات مُستنسخة لما حدث في العراق وليبيا.

وبعيدًا عن العواطف، سوريا القلب والشرق الجسد، وهي بوابة العالم نحو المستقبل، فقد كانت معبر الحضارات قديمًا ومسرح المتصارعين، اتفقت النوايا على التحرير، ولكنها غير صافية.

بالمختصر.. إننا نشهد عملية جراحية استئصال أعضاء حيَّة، الهدف منها فصل المشرق عن المغرب والشمال عن الجنوب، وقد كان ذلك بزراعة كائن لقيط، ولتأمين وضمان حماية هذا الكائن  يجب توفير حماية روابط اقتصادية ويجب إضعاف ذلك الجسد، بانتزاع قلبه وتقسيمه إلى ثلاثة أقسام، ومن يقاوم ويعترض يُقتل بأيدي صديقِهِ!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تايمز: صراع على السلطة بالكونغو يهدد أطماع ترامب في المعادن

قال تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية إن عودة الرئيس الكونغولي السابق جوزيف كابيلا إلى الكونغو الديمقراطية تثير مخاوف من تصاعد الحرب الأهلية، وقد تقوض مصالح الولايات المتحدة والرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستفادة من ثروات الكونغو المعدنية.

وأشار التقرير إلى أن كابيلا، الذي تم عزله في 2019 بعد احتجاجات دامية، ادعى أنه عاد بهدف المساهمة في إنهاء الحرب الأهلية، ولكن شككت عدة مصادر حكومية في دوافعه وربطت تحركاته بالسعي لاستعادة السلطة.

محاولة انقلاب مرتقبة

وذكر التقرير أن كابيلا البالغ من العمر 53 عاما له قاعدة نفوذ قوية شرقي البلاد، خاصة في مدينة غوما التي تسيطر عليها حاليا جماعة مارس/آذار 23 المسلحة المدعومة من رواندا، حسب اتهامات الحكومة الكونغولية والأمم المتحدة.

وأوضح أن كابيلا يُعد حليفا للرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي تتهمه كينشاسا بدعم التمرد في شرق الكونغو، ولفت التقرير إلى أن عودة كابيلا جاءت بعد تقارير عن تواجده في العاصمة الرواندية كيغالي، ما عزز الشكوك بشأن تنسيقه مع السلطات الرواندية.

وقال المسؤول في الحزب الحاكم برنارد كابيتولا إن كابيلا يحاول تكرار ما فعله والده لوران كابيلا، والذي أطاح بالرئيس موبوتو سيسي سيكو بمساعدة متمردين في 1997، وحذر من أن "كابيلا لا يفهم أن للسلطة نهاية".

إعلان

وأكد التقرير أن السلطات الكونغولية ردّت على هذه التحركات بإيقاف حزب كابيلا السياسي، واتهمته بالتعاون مع رواندا وحركة مارس/آذار 23، كما بدأت إجراءات قانونية لمصادرة ممتلكاته بتهمة الخيانة العظمى.

وذكر التقرير أن رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي اتهم كابيلا صراحة بقيادة تمرد جديد هدفه الإطاحة بالحكومة، في وقت تشهد فيه البلاد تصعيدا عسكريا خطيرا.

ترامب وحرب المعادن

وأشار التقرير إلى أن عودة كابيلا تضع الاستثمارات الغربية في البلاد على المحك، خصوصا في ظل تحركات أميركية لعقد اتفاق مع كينشاسا بهدف تأمين المعادن.

وتعد الكونغو أغنى دول العالم بمعادن مهمة مثل الكوبالت والكولتان، والتي تُستخدم في صناعة الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية، وقد دفع تصاعد الصراع التجاري بين واشنطن وبكين إلى محاولة ترامب تأمين اتفاق مشابه لنموذج أوكرانيا، يقوم على منح الحماية الأمنية مقابل المعادن.

وأرسل ترامب مستشاره مسعد بولس في جولة بقارة أفريقيا لمتابعة اتفاق "المعادن مقابل الأمن" بين واشنطن وكنشاسا، إضافة إلى الضغط على حكومة كاغامي في رواندا لدفعها نحو السلام، وفق التقرير.

كما أشار التقرير إلى أن الصين لها مصالح ضخمة في الكونغو، وتتهمها واشنطن بامتلاك "احتكار فعلي" لقطاع التعدين في البلاد، ووفقا لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، فإن كينشاسا تخوض صراعها ضد المتمردين باستخدام طائرات مسيّرة وأسلحة صينية.

تعقيدات أمنية

وأضاف التقرير أن إريك برينس، مؤسس شركة بلاكووتر الأمنية الخاصة، والتي بيعت في 2010 بعد تورطها في قتل مدنيين بالعراق، يقود جهودا لدعم الحكومة الكونغولية أمنيا مقابل امتيازات في قطاع التعدين، ويعد برينس أحد المقربين من ترامب، ويمثل أحد أوجه التداخل الأمني والاقتصادي في الملف الكونغولي.

وأثار وجود مرتزقة أميركيين في البلاد قلقا واسعا، وعلّق المحلل السياسي دادي صالح لتايمز بأن "الدول الكبرى مثل روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، غالبا ما تستخدم المرتزقة في المهام غير الأخلاقية الضرورية، كي لا تضحي بصورتها العامة التي تسوّقها لشعوبها"، مضيفا أنه "من غير المؤكد أن يربح الشعب الكونغولي من طموح ترامب الاقتصادي".

إعلان

ووفق التقرير كثفت حركة مارس/آذار 23 عملياتها العسكرية منذ بداية عام 2025، واستولت على مدينة غوما في يناير/كانون الثاني، ما أسفر عن مقتل نحو 3 آلاف شخص، ونزوح قرابة 780 ألفا من المدنيين خلال 3 أشهر فقط.

وخلص التقرير بقلم المراسلان جاك دينتون من نيروبي وبنجامين سيفانزيري من بيني إلى أن الصراع في الكونغو أصبح ساحة لتقاطع المصالح الدولية بين الولايات المتحدة والصين ورواندا، مما ينذر بمزيد من التعقيد وعدم الاستقرار في واحدة من أغنى دول أفريقيا بالثروات الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • النصر يُعقِّد موقف دبا الحصن في «صراع البقاء»
  • المبادرة الوطنية الفلسطينية: إسرائيل لديها مشروع استيطاني احتلالي
  • صراع المعادن النادرة يفتح باب الاستعمار الجديد
  • صراع المعادن النادرة يفتح باب الإستعمار الجديد
  • بعد 28 سنة زواج.. صراع بين زوج وزوجته بسبب النفقات والمسكن
  • صحار يُشعل صراع البقاء بفوز مثير على السيب
  • سنغير وجه الشرق الأوسط.. نتنياهو يستبعد اندلاع حرب أهلية في إسرائيل
  • تايمز: صراع على السلطة بالكونغو يهدد أطماع ترامب في المعادن
  • عيد الفصح تحت القصف.. صراع لا يعرف الهدوء بين روسيا وأوكرانيا
  • صراع الجيران ينتهي بجريمة قتل مروعة في أوسيم