فضل قراءة القرآن بين الفجر والظهر: بركة الوقت وأجر عظيم
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
في الحديث الشريف الذي رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ"، نجد دعوة نبوية عظيمة تشجعنا على الاستفادة من وقتنا في ما يرضي الله تعالى، هذا الحديث يحمل في طياته فضلًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا للمؤمنين الذين يخصصون وقتًا لقراءة القرآن الكريم بين صلاتي الفجر والظهر، حتى وإن كانوا قد غفلوا عن قراءته في وقت آخر.
في البداية، لا بد من الإشارة إلى أهمية الوقت بين صلاتي الفجر والظهر. إنه وقت يُعتبر من أوقات البركة، حيث يبدأ المسلم يومه مع الفجر، ويظل في حالة من الاتصال الروحي مع الله تعالى حتى صلاة الظهر. وتعتبر هذه الفترة فرصة ذهبية للمؤمن لتعميق صلته بالقرآن الكريم، سواء كانت قراءة يومية أو تلاوة لحزب من القرآن الذي قد يكون غفل عنه.
الدعوة إلى الاستمرار في القراءة رغم النومالحديث الشريف يعكس التيسير الذي يقدمه الإسلام للمسلمين في أمور العبادة، حيث يبيّن أن الإنسان لو نام عن جزء من القرآن (حزب أو جزء منه) ولم يتمكن من قراءته في وقته المعتاد، فإن تلاوته في الفترة بين صلاة الفجر والظهر تعوضه كما لو كان قد قرأه في الليل. ما أروع هذا التيسير الذي يجعل الله تعالى يستجيب لعباده بلطف ورحمه.
أجر قراءة القرآن في الليلالحديث لا يقتصر على التشجيع على القراءة فحسب، بل يُعد بمثابة وعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يقرؤون القرآن في هذه الأوقات. فقد جاء في الحديث أنه إذا قرأ المسلم في هذا الوقت، فسيُكتب له الأجر كما لو أنه قرأه في الليل. والقراءة في الليل من أعظم الأوقات التي يتضاعف فيها الأجر، وقد ورد في الحديث الصحيح: "أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه صاحبه ولو قل". فهذا يدل على أهمية الاستمرارية في العبادة والقراءة في الأوقات التي يعمها الهدوء والسكينة، حيث يتفرغ العبد للعبادة.
تحفيز المسلم على الاستفادة من وقتهإن هذا الحديث يشجع المسلم على استثمار أوقات الفراغ وملئها بما ينفعه في الدنيا والآخرة. فما أجمل أن يخصص المسلم وقتًا صغيرًا بين الفجر والظهر للقراءة والتأمل في كلام الله، هذا الوقت الذي قد يبدو أقل من غيره، لكنه يحمل بركة عظيمة إذا أحسن المسلم استغلاله. وبهذا يتحقق الارتباط المستمر بالقرآن الكريم طوال اليوم.
القرآن الكريم: مصدر نور وهدايةالقرآن الكريم هو المصدر الأول للهدى والنور في حياة المسلم. إن القراءة اليومية له تُنير القلب وتُهذب النفس، وتُشعر المسلم بالقرب من الله تعالى. ولذلك، يحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على جعل القرآن جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، والتأكد من أن كل لحظة نعيشها تكون مملوءة بآيات الله تعالى. ومن خلال تخصيص أوقات ثابتة للقراءة، مثل الوقت بين الفجر والظهر، يحقق المسلم الاستفادة القصوى من هذا الكتاب العظيم.
خاتمة: تعميق العلاقة مع القرآننحن في حاجة دائمة إلى أن نعود إلى القرآن، نستشعر معانيه، ونتأمل في آياته، ونعيش في ضوء هدايته، إن القراءة في أوقات خاصة، مثل الفترة بين الفجر والظهر، تفتح أمامنا أبواب الأجر والثواب، وتُساهم في تقوية علاقتنا بكتاب الله. لذا، دعونا نحرص على استثمار هذه الأوقات المباركة، وأن نقرأ القرآن بانتظام، لأن الأجر في ذلك عظيم، والله سبحانه وتعالى لا يُضيع أجر من أحسن عمله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القرآن القران الكريم المسلم الدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن الکریم الله تعالى
إقرأ أيضاً:
عبادة إذا فعلتها يديم الله عليك نعمه.. الإفتاء توضحها
كشفت دار الإفتاء المصرية عن عبادة تديم عليك نعم الله، وقالت: إن هناك عبادة عليك فعلها إذا أردت أن يديم الله عليك الإنعام، وهى المداومة على صلة الأرحام.
وأشارت الى، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فهو لك» (رواه البخاري). ومعنى أَصِلُ مَن وصلك: أَمْنُنْ عليه بالإنعام جزاء صلته لرحمه.
صلة الرحم من أسباب البركة
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن صلة الأرحام من أهم أسباب البركة في الحياة واستمرار الرزق، مستشهدًا بقول الله تعالى: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم"، موضحًا أن قطيعة الرحم تؤدي إلى فساد الأرض وحرمان الإنسان من التوفيق والرحمة.
وأشار رئيس جامعة الأزهر السابق، خلال تصريحات تلفزيونية،، إلى أن من أعظم صور الظلم أن يُحسن الإنسان إلى أقاربه فيقابلونه بالإساءة، ومع ذلك، فإن الإسلام يحث على مقابلة السيئة بالحسنة، كما جاء في قوله تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
وأضاف أن النبي ﷺ أكد على خطورة قطيعة الرحم حينما قال: "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله"، مبيّنا أن الرحم ستقف يوم القيامة لتشكو من قطعها، وسينال القاطع عقوبته من الله.
وتابع أن صلة الرحم لا تقتصر على الأقارب فقط، بل تمتد إلى الإحسان إليهم وكف الأذى عنهم، مشددًا على ضرورة مراجعة الإنسان لنفسه وعلاقته بأهله، حتى يعيش حياة طيبة مملوءة بالبركة والتوفيق.
عقوبة قطع الرحم
- عدم قبول الله تعالى عمل الفرد؛ حيث إنّ الله تعالى لا يرفع له عمله.
- تغلق أبواب السماء أمام قاطع الرحم.
- عدم نزول الرحمة على قومٍ فيهم قاطعٌ للرحم.
- تعجيل العقوبة لقاطع الرحم في الدّنيا قبل الآخرة.
صلة الرحم تكون ب:
١- تبادل الزيارات.
٢- مشاركة الأفراح والأحزان.
٣- ردّ الأذى والسوء عنهم.
٤-تفقّد أحوالهم.
٥- إصلاح ذات بينهم عند وقوع المشاحنات والخصامات والبغضاء.
٦- احترام الكبير والعطف على الصغير.
٧- مساعدتهم ماديًّا ومعنويًّا.