في الحديث الشريف الذي رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ"، نجد دعوة نبوية عظيمة تشجعنا على الاستفادة من وقتنا في ما يرضي الله تعالى، هذا الحديث يحمل في طياته فضلًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا للمؤمنين الذين يخصصون وقتًا لقراءة القرآن الكريم بين صلاتي الفجر والظهر، حتى وإن كانوا قد غفلوا عن قراءته في وقت آخر.

الوقت بين الفجر والظهر: وقت مبارك

في البداية، لا بد من الإشارة إلى أهمية الوقت بين صلاتي الفجر والظهر. إنه وقت يُعتبر من أوقات البركة، حيث يبدأ المسلم يومه مع الفجر، ويظل في حالة من الاتصال الروحي مع الله تعالى حتى صلاة الظهر. وتعتبر هذه الفترة فرصة ذهبية للمؤمن لتعميق صلته بالقرآن الكريم، سواء كانت قراءة يومية أو تلاوة لحزب من القرآن الذي قد يكون غفل عنه.

الدعوة إلى الاستمرار في القراءة رغم النوم

الحديث الشريف يعكس التيسير الذي يقدمه الإسلام للمسلمين في أمور العبادة، حيث يبيّن أن الإنسان لو نام عن جزء من القرآن (حزب أو جزء منه) ولم يتمكن من قراءته في وقته المعتاد، فإن تلاوته في الفترة بين صلاة الفجر والظهر تعوضه كما لو كان قد قرأه في الليل. ما أروع هذا التيسير الذي يجعل الله تعالى يستجيب لعباده بلطف ورحمه.

أجر قراءة القرآن في الليل

الحديث لا يقتصر على التشجيع على القراءة فحسب، بل يُعد بمثابة وعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يقرؤون القرآن في هذه الأوقات. فقد جاء في الحديث أنه إذا قرأ المسلم في هذا الوقت، فسيُكتب له الأجر كما لو أنه قرأه في الليل. والقراءة في الليل من أعظم الأوقات التي يتضاعف فيها الأجر، وقد ورد في الحديث الصحيح: "أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه صاحبه ولو قل". فهذا يدل على أهمية الاستمرارية في العبادة والقراءة في الأوقات التي يعمها الهدوء والسكينة، حيث يتفرغ العبد للعبادة.

تحفيز المسلم على الاستفادة من وقته

إن هذا الحديث يشجع المسلم على استثمار أوقات الفراغ وملئها بما ينفعه في الدنيا والآخرة. فما أجمل أن يخصص المسلم وقتًا صغيرًا بين الفجر والظهر للقراءة والتأمل في كلام الله، هذا الوقت الذي قد يبدو أقل من غيره، لكنه يحمل بركة عظيمة إذا أحسن المسلم استغلاله. وبهذا يتحقق الارتباط المستمر بالقرآن الكريم طوال اليوم.

القرآن الكريم: مصدر نور وهداية

القرآن الكريم هو المصدر الأول للهدى والنور في حياة المسلم. إن القراءة اليومية له تُنير القلب وتُهذب النفس، وتُشعر المسلم بالقرب من الله تعالى. ولذلك، يحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على جعل القرآن جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، والتأكد من أن كل لحظة نعيشها تكون مملوءة بآيات الله تعالى. ومن خلال تخصيص أوقات ثابتة للقراءة، مثل الوقت بين الفجر والظهر، يحقق المسلم الاستفادة القصوى من هذا الكتاب العظيم.

خاتمة: تعميق العلاقة مع القرآن

نحن في حاجة دائمة إلى أن نعود إلى القرآن، نستشعر معانيه، ونتأمل في آياته، ونعيش في ضوء هدايته، إن القراءة في أوقات خاصة، مثل الفترة بين الفجر والظهر، تفتح أمامنا أبواب الأجر والثواب، وتُساهم في تقوية علاقتنا بكتاب الله. لذا، دعونا نحرص على استثمار هذه الأوقات المباركة، وأن نقرأ القرآن بانتظام، لأن الأجر في ذلك عظيم، والله سبحانه وتعالى لا يُضيع أجر من أحسن عمله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القرآن القران الكريم المسلم الدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن الکریم الله تعالى

إقرأ أيضاً:

أذكار المساء... حماية وبركة في دقائق معدودة

أذكار المساء..حماية وبركة في دقائق معدودة..أذكار المساء وأهميتها في حياة المسلم فضل أذكار المساء على حياة المسلم في الشريعة الإسلامية.

 

إقرأ أيضًا..هل يجوز قراءة سورة الكهف بعد المغرب يوم الجمعة؟

أذكار المساء أثر عظيم وفضل كبير على المسلم

 تعد أذكار المساء من الأعمال اليومية التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم لما لها من فضل كبير وآثار عظيمة على النفس.

 إذ تشكل هذه الأذكار حصنًا للمسلم من شرور الشيطان والمخلوقات، وتبعث في القلب الطمأنينة والسكينة. 

كما وردت نصوص كثيرة تبين فضل الذكر بشكل عام وأذكار المساء بشكل خاص، حيث قال الله تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" [الرعد:28].

 

تعرف على  فضل أذكار المساء

 ذكر الله من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، وقد بين الله تعالى في كتابه جزاء الذاكرين فقال: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ" [البقرة:152]. 

كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: 

"من قال حين يصبح وحين يمسي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة".

 

أذكار المساء إليك أبرز الأدعية وأذكار المساء وفضلها 

 تتنوع أذكار المساء بين قراءة آيات القرآن الكريم والدعاء.

 ومن أهم هذه الأذكار: 

1. آية الكرسي (مرة واحدة): من قالها حين يمسي أجير من الجن حتى يصبح. 

2. آخر آيتين من سورة البقرة: "آمَنَ الرَّسُولُ..."، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بهما في ليلة كفتاه".

 3. سور الإخلاص والفلق والناس (3 مرات): تقي المسلم من كل شر.

 4. الدعاء: "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ...". 

 

متى موعد ترديد أذكار المساء ؟

اختلف العلماء في تحديد وقت أذكار المساء، فبعضهم يرى أن وقتها يبدأ من العصر وينتهي بغروب الشمس، بينما يرى آخرون أنه يمتد إلى ثلث الليل. 

ومع ذلك، فإن الحرص على ترديدها في أول وقتها أفضل.

ترديد أذكار المساء عبادة يومية تمنح المسلم الطمأنينة والحماية من الشرور، وهي من الأسباب التي تعينه على الإيمان والتقرب إلى الله، لذا ينبغي المحافظة عليها بانتظام.

مقالات مشابهة

  • فضل قراءة سورة الإخلاص 11 مرة بعد الفجر.. داوم عليها 3 أيام لترى العجب
  • نبيلة عبيد: وحيد حامد صاحب دور عظيم في مسيرتي وافتقده جداً
  • في حال اختلاف الفتاوى.. كيف يختار المسلم الرأي الصحيح؟ المفتي يجيب
  • الإفتاء: القرآن أمرنا بالرجوع والتوبة عند ارتكاب الخطأ
  • أذكار المساء.. عبادة صغيرة بأثر عظيم في حياتك اليومية
  • أذكار المساء... حماية وبركة في دقائق معدودة
  • الإفتاء: اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين أمر منهي عنه شرعًا
  • لا صلاة لمن لم يقرأ فاتحة الكتاب..فهل من أدرك الإمام في الركوع صلاته باطلة؟
  • سورة الاستجابة.. سر تحقيق الدعوات وفتح الأبواب المغلقة
  • أعمال مستحبة قبل الفجر في شهر رجب.. عبادة مباركة وزاد للروح