بعد مرور 13 عاما على العرض الأول لفيلم "هي" (Her)، الذي قام ببطولته خواكين فينيكس بصوته المميز لسكارليت جوهانسون، ومن إخراج سبايك جونز، أصبحت الفكرة الرئيسية للفيلم أكثر واقعية من أي وقت مضى.

فبينما كان يُصنف فيلم خيال علمي عند صدوره، تحوّل اليوم إلى انعكاس لحياة الجميع، حيث أصبحت تطبيقات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد أدوات معلوماتية.

فقد باتت تمثل أصدقاء مقربين، ومعالجين نفسيين، ومنصات للاعتراف بالأخطاء والهزائم، ووسائل للتغلب على الوحدة التي أصبحت جزءا من حياة الإنسان المعاصر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عروض عالمية وقصص إنسانية في مهرجان البحر الأحمر السينمائيlist 2 of 2"الروبوت البري" فيلم يُلهم الآباء ويتحدى ديزني وبيكسارend of list

ويروي الفيلم قصة ثيودور، الذي يجسد دوره خواكين فينيكس، وهو كاتب محترف يعمل على صياغة رسائل بالنيابة عن الآخرين، معبرا عن مشاعر وأفكار ليست ملكه. يعيش ثيودور في عزلة اجتماعية وعاطفية خانقة. ومع ظهور نظام ذكاء اصطناعي جديد ومبتكر، يندفع لاقتنائه على أمل الحصول على مساعدة تقنية. ولكن التجربة تتجاوز التوقعات. ويطلق النظام على نفسه اسم "سامنثا"، وتتحول تلك الآلة الصغيرة التي يحملها في جيبه إلى صديقة، ومعلمة، وحبيبة، لتصبح جزءا أساسيا من حياته اليومية.

الملصق الدعائي لفيلم "هير" Her (مواقع التواصل الاجتماعي) عزلة مختارة وعلاقات وهمية

منذ بداية الفيلم، بدا بطل القصة غارقا في رغبة دائمة للعزلة، بعيدا عن العلاقات الاجتماعية، مع إبراز واضح لنزعته الفريدة والغريبة من خلال اختيارات المخرج لتفاصيل ملابسه وألوانها وتصميماتها. وجسدت سامنثا دور المنقذ الذي انتشله من عزلته الطوعية.

ولكن بعد مرور سنوات على عرض الفيلم، لم يعد البطل استثناء، بل أصبح يمثل صورة نمطية لكل شخص يغرق في وهم العلاقات التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي. وأصبحت هذه المنصات جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء في التواصل أو العمل، وبات من الصعب الاستغناء عنها رغم أنها تعزز مفهوم العلاقات الوهمية، حيث يعتقد الفرد أنه محاط بمئات أو آلاف الأصدقاء، بينما هو في الواقع يعيش حالة من الوحدة المطلقة.

ويعمل ثيودور كاتب رسائل محترفا، يكتب لأشخاص لا يعرفهم، ويتقمص شخصياتهم، معايشا أفكارهم ومشاعرهم ومستحضرا ذكرياتهم. وتتسم حياته الشخصية بالروتين والانعزال، وكأنه فقد القدرة على الالتزام بواجبات الصداقة والحياة الاجتماعية بعد تجربة طلاق مؤلمة. ومع مرور الوقت، تتحول سامنثا بالنسبة له إلى عالم متكامل، تقدم له إشباعا عاطفيا واجتماعيا وإنسانيا، ليصبح وجودها محوريا في حياته

إعلان رسائل إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي

يشبه جوهر الحكاية ما يحدث حاليا مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي تتمتع بمستويات متطورة من الذكاء والاستقلالية وحس الدعابة، وتخفف الدردشة معهم من وطأة الوحدة التي تزايدت بعد وباء كورونا، بسبب اعتياد البشر على الانعزال وعدم التواصل البشري.

وتحولت العلاقات الافتراضية إلى بديل للعلاقات الاجتماعية وأصبحت التطبيقات أشبه برفاق الذكاء الاصطناعي، ويستثمر البشر في علاقاتهم بهذه التطبيقات بطريقة تتطلب مستوى كبير من الثقة والتوافق وحتى التكلفة المادية في بعض الأحوال.

تعزيز التواصل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي

يكمن السبب في قدرة هذه التطبيقات على التعلم المستمر مع كل تفاعل جديد. فكلما زاد استخدامها، أصبحت أكثر فهما للإنسان واحتياجاته، مما يعزز شعور المستخدم بأنها رفيق مطيع، يستمع دون أن يفرض عليه عبء التواصل المتبادل. وفي فيلم "هير" تتطور العلاقة بين ثيودور وسامنثا بشكل يعكس هذا المفهوم، حيث يجد نفسه مرارا متسائلا عن طبيعة العلاقة بينهما. وفي أحد المشاهد المميزة، يظهر ثيودور وهو يحمل الجهاز وكأنه يراقص حبيبته، ليصطدم بواقع غريب: علاقته هذه ليست سوى ارتباط بصوت افتراضي ينبعث من جهاز.

يختتم الفيلم بانفصال ثيودور عن سامنثا، حيث تغادر جميع أنظمة التشغيل في مشهد يبعث على الغرابة، مما يجبره على مواجهة واقعه مجددا. وفي لحظة مؤثرة، تقول له صديقته إيمي: "لقد حان الوقت للخروج إلى العالم"، يُختتم العمل بمشهد يجمع ثيودور وإيمي وهما ينظران من أعلى إلى المدينة، ليؤكد أن التواصل البشري الحقيقي هو ما يبقى في نهاية المطاف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

د. منى مكرم عبيد: المناظرات الطلابية تعزز الوعي الإعلامي في عصر الذكاء الاصطناعي

في اطار دعم جيل واع ، عقدت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة للجامعة العربية النسخة الثانية من فعالية "مناظرات تمكين الشباب من خلال الثقافة الإعلامية والمعلوماتية"، اليوم الاثنين، بمقر كلية اللغة والإعلام بالشيراتون ، و شهد الحدث حضور عدد من الشخصيات البارزة، في مقدمتهم الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية، والدكتور سامي طايع نائب رئيس الأكاديمية، والدكتور محمد النشار عميد كلية اللغة والإعلام،  إلى جانب دكتورة  منى مكرم عبيد القيادية بحزب الوفد، و الكاتب الصحفي إسلام عفيفي رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم.

قادة المستقبل
وأكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار أن الفعالية تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب وتعزيز قدراتهم في التفكير النقدي والحوار. وأوضح أن المناظرات توفر منصة مثالية للطلاب للتعبير عن آرائهم ومناقشة أفكارهم بحرية، مما يعزز من إبداعاتهم ويؤهلهم ليكونوا قادة المستقبل. 


وأشار إلى أهمية تعليم الطلاب كيفية إدارة المناظرات والتعامل مع الوسائل التعليمية والتكنولوجية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي. كما نبه إلى ضرورة تعزيز الوعي الوطني وضرورة مواجهة المعلومات المزيفة، خاصة في ظل الأوضاع السياسية المعقدة التي تشهدها المنطقة.


تستمر هذه الفعالية لمدة يومين، بالتعاون مع تحالف اليونسكو للثقافة المعلوماتية والإعلامية، وبمشاركة وزارة الشباب والرياضة ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري ،تتزامن هذه الفعالية مع الاحتفالات بالأسبوع العالمي للثقافة الإعلامية والمعلوماتية، الذي تنظمه اليونسكو في عام 2024، مما يعكس التزام الأكاديمية بتعزيز الوعي الإعلامي والمعلوماتي في المجتمع.


وأعرب عبد الغفار  عن فخره بنجاح الأكاديمية في تحقيق تقدمًا في نتائج النسخة الخاصة بالمنطقة العربية لتصنيف التايمز للجامعات 2024 بحصولها على المركز السابع محلياً والــ 46 عربياً من بين 351 جامعة. ، قائلًا: "نعمل على توفير بيئة تعليمية متميزة تتماشى مع المعايير العالمية تدعم تطلعات طلابنا وهو ما يعزز من موقع الأكاديمية كمؤسسة تعليمية رائدة".
المعلومات المضللة.

من جانبه، أكد الدكتور محمد النشار عميد كلية اللغة والإعلام على أهمية إقامة هذه المناظرات لتعزيز الوعي بين الشباب حول كيفية التحقق من المعلومات ومواجهة الأخبار الكاذبة. وأوضح أن الهدف هو تدريب الطلاب على النقد والانتقاء الجيد للأخبار، ليصبحوا مستهلكين نقديين للمعلومات.
وفي سياق متصل، أشار الكاتب الصحفي إسلام عفيفي إلى دور الأكاديمية في تقديم تعليم متطور يركز على الذكاء الاصطناعي، مما يساهم في إعداد شباب مؤهلين لمواجهة التحديات الإعلامية. وأكد على أهمية إدراك الطلاب للمخاطر الإعلامية، ودورهم في التصدي للأخبار المضللة.


وفي تصريحات صحفية على هامش الاجتماع أكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن الطلاب قدموا نموذجًا فريدًا خلال فعاليات “مناظرات تمكين الشباب من خلال الثقافة الإعلامية والمعلوماتية”، وأعرب عبد الغفار عن فخره بمستوى الطلاب في كلية اللغة والإعلام، مشيدًا بقدرتهم على الحوار والدفاع عن وجهات نظرهم.


وأشار عبد الغفار إلى أهمية الموضوعات التي تم تناولها، مثل كيفية إدارة المناظرات وتعزيز الحوار بين الرأي والرأي الآخر. كما تحدث عن دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، مؤكدًا أن هذه المواضيع تعد حيوية في زمن يتسم بتطور سريع للتكنولوجيا.
وقال: "الطلاب اليوم أظهروا قدرة رائعة على النقاش والتعبير عن آرائهم. إنهم يستحقون كل الدعم والاحترام، ويجب عليهم التمكن من التكنولوجيا والبيانات لضمان الشفافية والوضوح في النقاشات." وشدد على أهمية تطوير وعي الطلاب حول المعلومات المزيفة وتأثيرها على المجتمعات.

البحث والتحقيق
ومن جهتها أعربت د. منى مكرم عبيد، القيادية بحزب الوفد، عن أهمية المناظرات التي أجراها الطلاب في عرض وجهات النظر المختلفة وتدريبهم على البحث والتحقق من المعلومات. وأكدت أن الإعلام بحاجة ماسة إلى هذه المناظرات، خاصة في ظل التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، والتي قد تثير قلقًا بشأن إمكانية السيطرة على البشر أو استبدال وظائفهم.
وقالت عبيد: “نعيش في حالة من التخبط، حيث لا يعرف الناس ما هو المعلومات الصحيحة وما هو الأخبار المزيفة. الطلاب اليوم هم أكثر وعيًا من الكبار، بفضل حسهم الجديد واهتمامهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي. لذا، يجب علينا جميعًا أن نكون واعين لاستخدام هذه التكنولوجيا في التحقق من المعلومات”.


وأشادت عبيد بمستوى النقاشات التي شهدتها المناظرات، معربة عن أملها في أن يقوم حزب الوفد بتنظيم فعاليات مماثلة للصحفيين لتعزيز الحوار والتبادل الفكري. كما أكدت على أهمية أن تكون هناك مبادرات جماعية بدلاً من المبادرات الفردية، مشيرة إلى ضرورة وجود مشروع قومي يشمل دراسات تتعلق بواقع الإعلام في مصر.


واختتمت د. عبيد حديثها بالتأكيد على أهمية دعم الشباب المنفتحين على الأفكار الجديدة، مشيدة بدور الأكاديمية في توفير هذه المنصات للنقاش والتفاعل.

مقالات مشابهة

  • سامسونج تطلق واجهة One UI 7 لتعزيز الذكاء الاصطناعي
  • عطلة طلبة أبوظبي.. تجارب عملية في «الذكاء الاصطناعي»
  • افتتاح معرض فني روسي بتقنيات الذكاء الاصطناعي في أوبرا الإسكندرية غدا
  • "أثر الذكاء الاصطناعي على العمل المسرحي" ضمن منافسات مهرجان الكويت
  • البنتاغون يدعو لتسريع إدخال الذكاء الاصطناعي في القوات المسلحة الأمريكية
  • «سامسونج» تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تصوير الفيديو
  • جامعة الإمارات تطور مهارات الذكاء الاصطناعي
  • د. منى مكرم عبيد: المناظرات الطلابية تعزز الوعي الإعلامي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي في الإدارة التعليمية
  • رئيس جامعة الأزهر يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي