مونيكا عياد: مصر والصين شراكة استراتيجية لمواجهة التحديات الإقليمية
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
في عالم تتسارع فيه التغيرات السياسية والاقتصادية، تبرز العلاقات المصرية الصينية كحلقة وصل حيوية تعزز التعاون بين الشرق الأوسط وآسيا.
وخلال الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للشباب ، ألقت الصحفية والباحثة مونيكا عياد، الأمين العام للعاملين بجريدة الوفد، كلمة تعكس عمق هذه العلاقات وتسلط الضوء على تحديات المنطقة.
وشددت خلال كلمتها على أهمية دور الشباب في بناء مستقبل مشترك، مما يعكس رؤية جديدة قائمة على التعاون والتفاهم بين الثقافات، وقالت :"أن المنتدي يهدف لتعزيز التعاون العربي الصيني لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار في الشرق الأوسط"
بدأت "عياد" كلمتها بالتعبير عن امتنانها لرئيس جمهورية الصين والحزب الشيوعي الصيني على تنظيم هذه المبادرة المتميزة، مشيرةً إلى أن المنتدى يمثل منصة حيوية لتعزيز العلاقات بين الصين والدول العربية. وأكدت أن الهدف المشترك هو "تقديم المساهمة الشبابية في بناء المجتمع العربي الصيني نحو عصر جديد".
سلطت "عياد" الضوء على التحديات الجيوسياسية التي تواجهها مصر، معتبرةً إياها رمانة الميزان في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت إلى آثار الحروب والنزاعات في السودان وغزة وليبيا، وتأثير التوترات في البحر الأحمر على قناة السويس، التي تُعتبر أحد المصادر الرئيسية للدخل للاقتصاد المصري.
على الرغم من هذه التحديات، أكدت ممثلة الوفد أن مصر تتعامل بحكمة ودبلوماسية لمنع انزلاق المنطقة إلى صراعات مدمرة، مشددةً على الدور المحوري الذي تلعبه الصين في دعم مصر من خلال تعزيز التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات.
شراكة استراتيجية
تحدثت" عياد" عن العلاقات التاريخية بين مصر والصين، مشيرةً إلى أنها بدأت في 30 مايو 1956 عندما أصبحت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. وأوضحت أن هذه العلاقات شهدت تطورًا مستمرًا في مجالات متعددة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد.
على الصعيد السياسي، أكدت عياد وجود تعاون وثيق بين البلدين في القضايا الدولية والإقليمية، حيث تدعم مصر سياسة "الصين الواحدة" وتؤيد جهود الصين لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
الاستثمارات الصينية في مصر
وذكرت عياد أن الاستثمارات الصينية في مصر شهدت نموًا ملحوظًا، حيث تُعتبر الصين أكبر شريك تجاري لمصر منذ 11 عامًا. وأشارت إلى مشاريع كبيرة، مثل بناء أطول مبنى في إفريقيا في العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى تنفيذ أول خط سكك حديدية كهربائي خفيف يربط بين القاهرة والعاصمة الإدارية.
كما تناولت الاستثمارات الصينية في تحديث شبكة الكهرباء، مما يعزز كفاءة الطاقة في البلاد، وتوسيع التعاون في المجالات التكنولوجية، وأضافت ان الاستثمارات الصينية بمنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، جعلت مصر رابع دولة كأكبر منتج للألياف الزجاجية في العالم، بالإضافة إلى مشاريع كبيرة لتحديث شبكة الكهرباء في مصر، مما يعزز من كفاءة واستدامة الطاقة في البلاد.
وأضافت أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث تعتبر مصر بوابة تجارية للصين في إفريقيا.
القضية الفلسطينية
في سياق حديثها عن الموقف العربي، أكدت "عياد " أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية للدول العربية. وأشادت بموقف الصين الداعم لحقوق الفلسطينيين ومبدأ حل الدولتين، معتبرةً أن هذا الموقف يتماشى مع الرؤية العربية للحل السلمي القائم على حدود 1967.
اختتمت " عياد" كلمتها بالتأكيد على العناصر المشتركة بين حزب الوفد المصري والحزب الشيوعي الصيني رغم اختلاف الأيديولوجيات ، مشيرةً إلى التاريخ العريق لكل منهما ودورهما في تحقيق الاستقلال الوطني. وأكدت أن كلا الحزبين يسعيان لتحقيق إصلاحات اجتماعية واقتصادية لتحسين حياة المواطنين، مما يعكس التزامهما بالتنمية المستدامة.
وفي هذا اللقاء سلطت ممثلة الوفد الضوء على أهمية تعزيز التعاون العربي الصيني، بما يساهم في مواجهة التحديات المشتركة وبناء مستقبل أفضل للمنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العلاقات المصرية الصينية الشرق الأوسط الوفد الاستثمارات الصینیة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
الرئيس الصيني: لدينا ثقة في تحقيق الصين لهدف النمو لعام 2024
الصين والولايات المتحدة الأمريكية.. قال الرئيس الصيني “شي جين بينج” اليوم الثلاثاء الموافق 10 ديسمبر، أن الصين لديها ثقة كاملة في تحقيق هدف النمو الاقتصادي هذا العام ومواصلة لعب دور أكبر محرك للنمو الاقتصادي في العالم.
وأضاف شي، إنه يأمل أن تعمل الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، مع الصين، وذلك وفقا لما نقلته لوسائل الإعلام الرسمية الصينية.
وقال لرؤساء المنظمات الاقتصادية الدولية الكبرى الزائرين، أنه لن يكون هناك فائزون في حروب التعريفات الجمركية والحروب التجارية والحروب التكنولوجية.
وكانت الصين حددت هدفا للنمو الاقتصادي بحلول عام 2024 عند نحو 5% هذا العام.
يذكر أن صادرات الصين نمت في نوفمبر بوتيرة أبطأ مقارنة بالشهر السابق بينما انكمشت الواردات على نحو غير متوقع في علامة مقلقة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم في الوقت الذي تجلب فيه العودة الوشيكة للرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مخاطر تجارية جديدة، حيث تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على البضائع الصينية في محاولة لإجبار بكين على بذل المزيد من الجهود لوقف تهريب المواد الكيميائية المستخدمة في صنع الفنتانيل.
وأظهرت بيانات الجمارك اليوم الثلاثاء أن الشحنات الصادرة نمت بنسبة 6.7% فقط في الشهر الماضي، وهو ما يقل عن زيادة بنسبة 8.5% في استطلاع أجرته رويترز لآراء خبراء الاقتصاد وارتفاع بنسبة 12.7% في أكتوبر.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الواردات تقلصت بنسبة 3.9%، وهو أسوأ أداء لها في تسعة أشهر، مما يحطم التوقعات بزيادة قدرها 0.3%، مما يبقي على الدعوات حية لمزيد من الدعم السياسي لدعم الطلب المحلي.
وقال ترامب في وقت سابق إنه سيفرض رسوما جمركية تزيد عن 60% على البضائع الصينية.