أكاديميون يدعون إلى تعزيز التعاون بين المغرب والصين في مجال الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
دعا مشاركون في جلسة علمية التأمت مساء أمس الجمعة بالمكتبة الوطنية بالرباط، إلى تعزيز التعاون بين المغرب والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، خدمة للتنمية المستدامة.
وسلط المتدخلون في جلسة علمية حول «التعاون الدولي من أجل ذكاء اصطناعي في خدمة التنمية المستديمة»، نظمتها جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، الضوء على أهمية التعاون والاستفادة من التجارب والخبرات في مجالات الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين نمط حياة المواطنين في المجتمع، في ظل التحديات المختلفة التي يشهدها العالم.
وفي هذا الإطار، دعا الأستاذ الجامعي ورئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية، ناصر بوشيبة، إلى بلورة حلول تستجيب لاحتياجات المجتمعات، مبرزا إسهام الذكاء الاصطناعي في تعزيز النمو الاقتصادي على الصعيد العالمي، وفي زيادة الإنتاجية بنسب كبيرة، وذلك بفضل المزايا الهائلة التي تتيحها برمجيات الذكاء الاصطناعي.
واستعرض بوشيبة، في هذا الصدد، عددا من مشاريع الشراكة بين المغرب والصين، والتي تبرز مساهمة الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية المستدامة، مشددا على أهمية دراسة النماذج التي تم تنفيذها في الصين للاستفادة منها بالمغرب.
وأبرز أن الشراكة المغربية الصينية تعززت ومن شأنها تمكين المغرب من الاستفادة من خبرات الصين، لاسيما في مجالات مهمة مثل استكشاف المعادن، وتديبر الموارد المائية، والطاقات المتجددة، موضحا أن استخدام تطبيقات التكنولوجيا الذكية يمكن أن يسهم في تسريع التنمية الاقتصادية وتحسين جودة حياة المواطنين.
من جانبها، عرضت الممثلة العامة بالمغرب لشركة BEJING GS TECHNOLOGY، يي يوان هاو، نموذجا «لمدينة ذكية»، يهدف إلى الحفاظ على السلامة العامة وتعزيز التنمية المستدامة، وذلك عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتطرقت يوان هاو إلى مختلف الإشكاليات التي يمكن تجاوزها من خلال نموذج «المدينة الذكية»، لا سيما في مجالات الأوبئة والأمراض، وحالات الكوارث الطبيعية والصناعية، مشيرة، في هذا السياق، إلى أن هذا النموذج سيمكن من تقليص عدد الإنذارات الخاطئة في المدينة بنسبة 90 في المائة، والرفع من إمكانية تحديد الاختلالات بنسبة 95 في المائة، فضلا عن إنجاز خطط عمل في حالات الطوارئ بشكل فوري.
من جهته، توقف الأستاذ بالجامعة الدولية بالرباط، وسيم كراكشو، عند إسهامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، مبرزا الحاجة الملحة إلى تطوير بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتمكين فئات واسعة بالمغرب من الاستفادة منها بغية تحسين نمط عيشها.
واستعرض، في هذا السياق، بعض أوجه التعاون بين مختبر الأبحاث في الجامعة الدولية بالرباط وشركاء آخرين في العديد من المجالات، لاسيما ترشيد استعمال المياه لمواجهة معضلة الجفاف، من خلال استخدام «زراعة ذكية» تتيح تحديد ما تحتاجه النبتة من مياه ومواد عضوية، وهو ما من شأنه توفير الموارد المائية والطبيعية والرفع من المردودية.
ويندرج هذا اللقاء العلمي في إطار النسخة السادسة للإكليل الثقافي، الذي تنظمه جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتسعى هذه الدورة، التي تنعقد تحت شعار « ربط الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي من أجل تنمية مستديمة»، إلى تحديد كيفية الاستفادة من الثورة التكنولوجية لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
ويلتئم في هذه النسخة السادسة خبراء وباحثون وصناع قرار، من داخل وخارج المغرب، لمناقشة أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف القطاعات، وتسليط الضوء على التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي وسبل مواجهتها مع الحفاظ على القيم الإنسانية والتراث الثقافي.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی مجالات فی هذا
إقرأ أيضاً:
انطلاق أعمال القمة الدولية حول الذكاء الاصطناعي في باريس
بدأت في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الاثنين، أعمال القمة الدولية حول الذكاء الاصطناعي التي تجمع قادة سياسيين وآخرين في مجال التكنولوجيا، على أن تستمر يومين وتتناول تنظيم هذه التكنولوجيا التي أحدثت ثورة سريعة في كثير من المجالات بينما تحاول كل دولة الإفادة منها.
وقال غيلبرت هونغبو المدير العام لمنظمة العمل الدولية، خلال المؤتمر "سيكون للذكاء الاصطناعي تأثير على عالم العمل"، مضيفا "إنه أمر نتحدث عنه منذ فترة"، داعيا إلى إعداد العمال بشكل أكبر لهذه التطورات.
وأكدت آن بوفيرو، المبعوثة الخاصة للرئاسة الفرنسية إلى القمة، التي ترأسها الهند ممثلة برئيس وزرائها ناريندرا مودي، "حان الوقت للانتقال من الخيال العلمي إلى العالم الحقيقي في ما يتعلق بتطبيق الذكاء الاصطناعي".
وأضافت في-في لي المتخصصة في مجال الكومبيوتر والباحثة في جامعة ستانفورد الأميركية "علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كان بإمكاننا إنشاء ذكاء اصطناعي يكون قوة من أجل الصالح العام".
يشارك في هذه القمة الدولية الثالثة، حول الذكاء الاصطناعي، حوالى 1500 شخص، بينهم نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس ونائب رئيس الوزراء الصيني تشانغ غوتشينغ ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.
كما يوجد قادة قطاع التكنولوجيا أمثال سام ألتمان من شركة "أوبن إيه آي"، مبتكر "تشات جي بي تي"، وسوندار بيتشاي، المدير التنفيذي لشركة "غوغل"، وداريو أمودي، رئيس شركة "أنثروبيك" الأميركية الناشئة.
يناقش المجتمعون فرص هذه التكنولوجيا ومخاطرها من خلال طاولات مستديرة ستتطرق إلى "الهجمات الإلكترونية وسلامة المعلومات"، و"الذكاء الاصطناعي والعلوم" و"مستقبل العمل".
تبحث الجهات الفاعلة الرئيسية في القطاع مسألة الإدارة العالمية للذكاء الاصطناعي، بهدف السيطرة على التجاوزات المحتملة له، من دون إعاقة تطوره.
"تقدّم أسرع وأقوى"
أعلنت تسع دول، بما فيها فرنسا، وجمعيات وشركات، أمس الأحد، إطلاق مبادرة تسمى "الذكاء الاصطناعي الحالي" (Current AI) من أجل "ذكاء اصطناعي للمصلحة العامة" باستثمار أولي مقداره 400 مليون دولار وبرعاية 11 من رواد قطاع التكنولوجيا.
يهدف هذا المشروع إلى تطوير إمكان الوصول إلى قواعد بيانات خاصة وعامة في مجالات مثل الصحة والتعليم، وتعزيز المزيد من الشفافية والأمان في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير أنظمة لتقييم الأثر الاجتماعي والبيئي لهذه التكنولوجيا.
ومن بين الإعلانات الأخرى المتوقعة، إعلان فون دير لايين عن حوالى عشرة حواسيب عملاقة واسعة النطاق مخصصة للأبحاث العامة أو مفتوحة للشركات الأوروبية الناشئة.
وهذه الحواسيب فائقة القوة ضرورية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها.
وأعلنت أكثر من 60 شركة كبيرة، اليوم الاثنين، إطلاق تحالف يهدف إلى جعل أوروبا "رائدة عالميا" في مجال الذكاء الاصطناعي وتبسيط الإطار التنظيمي الأوروبي "بشكل كبير".
وسيعرَض هذا التحالف، الذي أطلق عليه "مبادرة أبطال الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي" الاثنين، في قصر الإليزيه أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و15 رئيس دولة وحكومة أوروبيين آخرين ورئيسة المفوضية الأوروبية، وفق ما أعلن المروّجون له في بيان.
وقال ماكرون، خلال المؤتمر "نريد أن نتقدّم بشكل أسرع وأقوى بكثير"، كاشفا عن استثمار 109 مليارات يورو في مجال الذكاء الاصطناعي في فرنسا من جانب شركات خاصة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وتُعقد الثلاثاء جلسة عامة يشارك فيها رؤساء دول من حوالى مئة دولة.