الوحدة نيوز:
2025-01-11@08:50:38 GMT

عبدالباري طاهر: من جديد… ما يجري في سوريا

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

عبدالباري طاهر: من جديد… ما يجري في سوريا

 

يعتقد زعيم تحرير الشام الجولاني أحمد الشرع، أنه يأخذ بالثأر من جرائم حافظ الأسد في مجزرة حماة ضد الإخوان المسلمين عام 1982م.

تعرضت حماة لاستباحة قاسية ارتكبها نظام حافظ حينها، ولم يكن الإخوان المسلمون أبرياء مع ذلك، وكانت حماة وأهلها هم الضحية.

المنتقمون الآتون من القاعدة في أفغانستان، ومن الدولة الإسلامية (داعش) إرهابيون بامتياز، ولكنهم إرهاب مخلوق يوظفه إرهاب خالق ومخلوق لصالح الإرهاب والخالق الأكبر (أمريكا والاستعمار الغربي).

فأمريكا والاستعمار الغربي هم الصُنَّاع الحقيقيون للإرهاب، والتيارات السلفية سنيةً كانت أو شيعيةً، أكثر ضحايا الإرهاب، خالقهم الأكبر.

لم تتعظ هذه التيارات بحربها في أفغانستان، وما لحق بها بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي، ولم يعتبروا بالحصاد المر والثمار الكريهة التي جنوها باشتراكهم في حرب 1994 ضد الجنوب اليمني، ولا بالعواقب الوخيمة التي لحقت الدولة الإسلامية في العراق بالتنكيل بهم.

يعطي الإرهاب الأكبر لهذه التنظيمات كل الإمكانيات، ويهيئ لهم شتى الظروف؛ لارتكاب الجرائم والفظائع التي لا تخطر على بال، ثم يقوم بمعاقبتهم على جرائمهم التي وظفهم واستخدمهم لاقترافها؛ وهو ما حصل في العراق وسوريا للإرهابيين سنةً وشيعةً معًا.

تعرف هذه التنظيمات أنهم مصنفون كإرهابيين، وأنهم مستأجرون للقتل والتدمير، ثم يقتلون بعد أن يؤدوا المهمة المنوطة بهم.

فجأةً يتغير اسم الدواعش من إرهابيين إلى حركة معارضة تحت عنوان «هيئة تحرير الشام» ومفرداتها الكاثرة، وتتبنى التسمية الجديدة وسائل إعلام كلية القدرة وفائقة السيطرة، وتتلقف وسائل الإعلام أخبار المعارضة السورية.

صحيح أنَّ كراهية النظام السوري تكاد تشمل الشعب السوري كله، وأكثرهم كاره ومعارض لحكم الدكتاتور الصغير. حتى داخل هذه المنظمات الإرهابية يوجد آلاف من شباب وتيارات الربيع العربي، وضحايا التهجير، والمطرودون من وطنهم، وهم بالملايين.

المأساة أنَّ هؤلاء الإرهابيين الجلادين ضحايا. وأخس شيء أن يكون الإنسان جلادًا، وأقبح منه أن يكون جلادًا وضحية. الفاجع أنَّ هؤلاء الجلادين يدركون أو يعرفون جيدًا المصائر التي تنتظرهم في غير بلد.

أما الأخطر فعدم الاتعاظ من قِبَل هذه التنظيمات المتطرفة. فما جرى  في أفغانستان، وسوريا، والعراق، والعربية السعودية، لدعاة الوهابية المحكومين بالإعدام كسلمان العودة، وسفر الحوالي، وغيرهما من شيوخ الدعوة الوهابية، يجب أن يكون محل العظة والاعتبار، لكنَّ العظة العظيمة من التاريخ كما يقول أبو الفلسفة هيجل: إنه لا يتعظ به أحد!

دلالة القرآن الكريم أكثر حجة وأفجع: “ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه” (الأنعام: 28). فأصحاب الجحيم، وهم في قلب السعير، يتمنون العودة للحياة. ويرى الحق أنهم لو أجيبوا لعادوا إلى جرائمهم يقترفونها، ويبدو أنَّ هؤلاء السلفيين الجهاديين يجسدون مصائرهم في الدنيا.

لتركيا القيصرية، والسلجوقية، والعثمانية، وتركيا أردوغان، أطماع في بلاد الشام والعراق، شأن الكسروية الإيرانية والشاهنشاهية والٱيات التي لها مطامع في العديد من البلاد العربية والإسلامية، وبالأخص في العراق، وسوريا، ولكن تربط أمتنا العربية بتركيا وإيران علاقات الجوار والحضارة والتاريخ والثقافة، ولا شيء يربطنا بالاستعمار والصهيونية غير القهر والنهب والاستعباد. أمريكا وأوروبا الاستعمارية هم الأكثر حضورًا وتسيدًا مع وكيلهم الوحيد إسرائيل.

الخشية أن تتمكن المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» الموصومة بالإرهاب، من اجتياح مدن سوريا؛ فتنقض عليهم أمريكا، وإسرائيل، وأوروبا وأتباعهم من الحكام العرب، لإنقاذ سوريا من الإرهابيين (الدواعش).

في حقيقة الأمر المنطقة العربية كلها مهددة، حتى الحكم العربي التابع والمحايد مستهدف أيضًا للتدمير والتفكيك. فدمار المنطقة وتمزيق الأمة هو الأساس، والتوجه الآن نحو إعادة صياغة المنطقة وِفْق نظرية برنارد لويس، وما عبرت عنه كونداليزا رايس عن بناء شرق أوسط جديد؛ وهو أيضًا ما تبناه بيريز في كتابه «الشرق الأوسط الجديد»، وعبر عنه بصلف ونزوع مجنون للعنف ودعاوى خرافية نتنياهو في كتابه «مكان تحت الشمس».

ربما كان القادم الاستغناء عن خدمات الأتباع العرب. فترامب ونتنياهو هما السيدان الوحيدان، ولا ثقةَ بعربي حتى لو كان تابعًا.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

العزاوي: السوداني أكد من طهران أن العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور رائد العزاوي، مدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية وأستاذ العلاقات الدولية، أن زيارة السيد محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي تأتي في وقت مهم جدّا وحساس للغاية، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة على جميع الأصعدة.

 

وأوضح “العزاوي”، خلال لقائه التليفزيوني على شاشة العربية، أن الحال في المنطقة تحول وتغير والمنطقة أكملها تمر بتغيير كبير، ولذلك السيد السوداني من طهران حاول إيصال رسالة واضحة للقيادة الإيرانية عن طبيعة الأوضاع وضرورة استيعاب ما يحدث في العالم من حول إيران حتى يتداركوا الأمر سريعًا.

 

وأضاف العزاوي في رده على سؤال الإعلامية رشا نبيل، أن إيران تخشى تعرضها لضربات أمريكية جديدة خاصة بعد الضربات الإسرائيلية الماضية والتي أثرت بشكل كبير على مناطق حساسة في قلب إيران، مشيرًا إلى أن السيد السوداني أراد في زيارته أن يؤكد على أن العراق لن يسمح بأن يكون بوابة لتصفية الحسابات من خلاله.

 

وتابع:"إيران تخشى انهيار الخندق العميق جدًا والورقة الضاغطة على الغرب بقوة وهي العراق"، مشيرًا إلى أن إيران ترى من خلال المرشد الإيراني أن بقاء أذراعها في العراق وسوريا ولبنان خطوة أساسية في تثبيت نفوذيها.

 

وأشار إلى أن الرئيس الإيراني ووزير الخارجية لهما رؤية مختلفة عن المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي والذين هدفهم الأساسي هو الإنحناء لهذه العاصفة وعدم إعطاء فرصة للولايات المتحدة الأمريكية لتمرير السيناريو الذي بدأ من الفترة الماضية والتي ارتكزت على عمليات الاستهداف للفصائل المسلحة الموالية لايران.

مقالات مشابهة

  • آلاف العلويين يشيعون مدنيين قتلهم مسلحو تحرير الشام
  • العزاوي: السوداني أكد من طهران أن العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات
  • واشنطن: هيئة تحرير الشام ما زالت على قوائم الإرهاب
  • واشنطن: هيئة تحرير الشام لا زالت على قوائم الإرهاب
  • إدارة بايدن تقرر الإبقاء على تصنيف «تحرير الشام» جماعة إرهابية.. وتحيل الملف لترامب
  • إطلاق نار كثيف محيط الكلية البحرية بين فصيلين من تحرير الشام
  • البنتاجون: مهمتنا في العراق وسوريا تهدف إلى منع عودة تنظيم داعش
  • بايدن يبقي تصنيف "تحرير الشام" إرهابية.. ويترك القرار لترامب
  • واشنطن بوست: بايدن يبقي على تصنيف تحرير الشام منظمة إرهابية .. ويترك القرار لترامب
  • بايدن يبقي تصنيف "تحرير الشام" إرهابية.. ويترك القرار لترامب