لاجئون سوريون في تركيا يتوقون للعودة الى بلادهم
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
اسطنبول"أ ف ب": أمضت وفاء عمر ثمانية أشهر في سجن سوري في العام 2014 ولجأت بعد الافراج عنها إلى اسطنبول، وهي الآن تشعر بحماسة كبيرة لفكرة أنها قد تتمكن من التنزه قريبا في شوارع دمشق.
وتقول هذه المرأة الأربعينية "منذ أسبوع يتملكني شعور جميل جدا، وفي الأمس بكيت طويلا" وهي على ثقة بأن التقدم السريع لفصائل المعارضة في سوريا سيفضي إلى "حل سياسي" حتى قبل أن يصل القتال العاصمة دمشق.
على غرارها، يعيش نصف مليون لاجئ سوري في اسطنبول كبرى المدن التركية. وقد لجأ ما مجموعة ثلاثة ملايين سوري إلى تركيا هربا من الحرب التي قضى فيها نصف مليون شخص منذ العام 2011.
تفكر وفاء عمر في مرحلة أولى أن تقوم "برحلات ذهاب وإياب" إلى دمشق لأن إحدى بناتها انضمت للتو إلى جامعة في اسطنبول. إلا أن الكثير من العائلات ستسعى في غضون أشهر قليلة للعودة نهائيا إلى سوريا على ما تؤكد.
لطالما نظرت وفاء عمر التي أدخلت السجن بسبب منشورات لها عبر فيسبوك مناهضة للسلطات السورية، بريبة إلى زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي يقود تحالف فصائل المعارضة الذي يشن الهجوم الحالي ويريد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتقول المدرّسة المنخرطة في جمعية لمساعدة النازحين، "في البداية كنت ضده لكن الآن أحبه كثيرا لأنه نجح في ما فشل الجميع في تحقيقه. يقوم بعمله الآن وسينسحب لاحقا".
وعلى بعد شوارع قليلة، في حي فاتح حيث للجالية السورية وجود كبير، يرى محمد عامر الزكور أيضا أن الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، "تغير كثيرا".
ويقول المهندس المدني البالغ 58 عاما وهو من مدينة حلب "من الطبيعي ان أحن إلى وطني". وهو يتابع عن كثب التطورات الميدانية مع التقدم السريع لفصائل المعارضة التي سيطرت على حلب (شمال) وحماة في الوسط وباتت على أبواب حمص في الوسط أيضا، ضمن الهجوم الذي في 27 نوفمبر.
أضاف "شخصياً ممكن أن أعود بسهولة لأتابع عملي كمهندس مدني وأشارك في بناء سوريا المستقبل بإذن الله، ولكن أجد صعوبة في إقناع أبنائي الذين تربوا في تركيا وذكرياتهم في تركيا وثقافتهم تركية بالعودة معي"، متابعا "أبنائي أصبحوا أتراك. أنا عربي أحن إلى بلدي ذكرياتي هناك أصدقائي هناك عملي هناك تجارتي هناك تركتها".
ويرجح أن تنظر الحكومة التركية بعين الرضا الى عودة أعداد كبيرة من اللاجئين لبلادهم، في ظل تنامي مشاعر مناهضة للسوريين في الآونة الأخيرة.
وتوقع وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا الأربعاء حصول تدفق اللاجئين للعودة في حال تمكنت الفصائل المعارضة من الامساك بالمدن التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة، مع اعتباره في الوقت عينه أنه لا يزال من المبكر الإسراع الى ذلك.
ويبدي عدد من السوريين ثقتهم بأن وقت عودتهم لديارهم بات قريبا .
ويقول الشاب محمد ناعس (20 عاما) الذي يشرف على متجر للعائلة في المدينة التركية "خلال بضعة أيام سينتهي الأمر. ما لم تتم الاطاحة به ، سينسحب من تلقاء نفسه، ليست لديه خيارات أخرى".
ويضيف الشاب الذي يتحدث التركية بطلاقة "نصفنا (في إشارة للسوريين) باتوا على شفير العودة.. والنصف الآخر سيعودون بعد حين أو آخر لأن لا مكان يعوضنا عن وطننا".
ولا يبدي الشاب أي تردد في التخلي عن حياته في تركيا التي وصلها وهو لمّا يزل في الثامنة من العمر.
ويوضح "أمضيت هنا وقتا أطول مما أمضيت في سوريا، لكن عاداتنا وتقاليدنا هناك. يحدثنا أهلنا دونما توقف عن ذكرياتهم الجميلة في البلاد".يضيف "نريد أن نعود لنتمكن من أن نعيش ما رووه لنا".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
أردوغان يكشف مصير السوريين في تركيا
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن عملية عودة السوريين لبلادهم بدأت. أما من يرغبون في البقاء بتركيا، فهم ضيوفنا، مهاجما المعارضة التركية على خلفية سقوط نظام بشار الأسد.
وأكد الرئيس التركي في كلمة خلال المؤتمر الإقليمي العادي الثامن لحزب العدالة والتنمية الحاكم، في ولاية ساكاريا شمال غرب تركيا، أن قيادات المعارضة التركية، كانوا يسألون دائما ماذا تفعل تركيا في سوريا؟
أقول لهم، هل عرفتم الآن، لماذا تركيا في سوريا، ولماذا كانت هذه مواقفها.. وأين هو قائد سوريا/الأسد حاليا؟.. وأين هم المعارضة الذين دعمناهم نحن؟
وأضاف: "مدن حلب، والشام، وحماة، وحمص، تماما مثل غازي عنتاب واسطنبول وباقي المدن التركية.. ولو لم يتم تقسيم المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، لكنا لا زلنا في بلد واحد".
وقال أردوغان: "سنكمل طريقنا في محاربة الإرهاب والقضاء عليه".
ولفت إلى أن عملية عودة السوريين لبلادهم بدأت بعد التغييرات الأخيرة.. والسوريون الذين يرغبون في البقاء بتركيا، فهم ضيوفنا وسيبقون فوق رؤوسنا.
وقال: "السجون السورية في عهد نظام الأسد، تظهر بوضوح حجم الظلم الكبير الذي مارسه نظام الأسد بحقهم.. الجواب عن سؤال لماذا لم يعد السوريون لبلادهم طوال السنوات الماضية، هو ما رأيناه في السجون السورية من مشاهد، والتي كانت مسالخ بشرية وأماكن تعذيب كبيرة."
وتابع أردوغان: "بشار الأسد فر من سوريا بعد كل هذا الظلم".
وأكمل: "أنا أسأل الآن، زعيم المعارضة التركية، لماذا كنت تدعم الأسد وتريد اللقاء به، وهو يمارس كل هذا الظلم ضد شعبه"، وقال: "المعارضة التركية تفكر دائما بمصلحتهم الخاصة، وليست لديهم قضية، وانطلقوا من مفاهيم مسممة، ونترك الأمر لشعبنا، فإما أن يختار هذه العقلية التي لا تفهم شيئا بالسياسة، أو أن تختار السياسة التي تختار القيم السامية".
وقال أردوغان إن "الرد الأمثل، على من يتغاضى الثورة في سوريا، ويمجد عهد الأسد، هو السجون تحت الأرض في دمشق".
وتابع: "لقد استوفينا متطلبات قانون الأخوة لدينا، من خلال أخذ إخواننا السوريين تحت أجنحتنا، واحتضانهم.. لم نفعل ذلك عن طريق الشكوى، ولكن عن وعي بأننا أنصار للمهاجرين".
وأضاف: "تركيا، تطرق الأبواب الجديدة، وتستغل الفرص الجديدة المتاحة لها، مع القرن الثاني للجمهورية التركية، نحن على أعتاب حقبة جديدة.. وبطبيعة الحال، ليس كل شيء مفروشا بالورود، فلا تزال لدينا مشاكل يجب حلها، وعقبات يجب التغلب عليها".
وشدد الرئيس التركي على أنه "بينما نتعامل مع المشاكل الحالية، فإننا ملزمون بإظهار الإرادة لتقييم الفرص المتاحة أمام بلدنا".