الدوحة- الوكالات

بدأ وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا اجتماعا في الدوحة لبحث الوضع في سوريا حيث سيطرت الفصائل المعارضة المسلحة على مناطق عدة في الأيام الماضية مع تراجع قوات الحكومة، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الإيرانية.

وتشارك الدول الثلاث في صيغة أستانا التي أطلقت قبل أعوام سعيا لإسكات صوت الأسلحة في سوريا، من دون أن تكون منضوية في المعسكر نفسه على أرض المعركة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم السبت إن موسكو تدعو إلى وقف فوري "للأنشطة العدائية" في سوريا، داعيا إلى الحوار بين الحكومة السورية و"المعارضة الشرعية".

وأوضح أنه من غير المقبول السماح "لمجموعة إرهابية" سورية بالسيطرة على أراضٍ في انتهاك لوحدة البلاد، معتبرا "هيئة تحرير الشام" في سوريا "جماعة إرهابية".

وأخلت القوات الحكومية السورية السبت بلدات تبعد حوالى 10 كيلومترات عن العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية الغربية، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إطار سلسلة انتاكسات منيت بها في الميدان.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بـ"انسحاب لقوات النظام من بلدات بريف دمشق الجنوبي الغربي على بعد 10 كيلومترات من العاصمة دمشق والسيطرة عليها من قبل مقاتلين محليين"، مضيفا أن "القوات الحكومية أخلت كذلك فرع سعسع للمخابرات العسكرية" في ريف دمشق والذي يبعد حوالى 25 كيلومترا عن العاصمة.

وقال حسن عبد الغني القيادي في الفصائل المعارضة التي تشن هجوما منفصلا في وسط البلاد، "قواتنا تتمكن من السيطرة على فرع سعسع في ريف دمشق، ويستمر الزحف نحو العاصمة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

في خطاب مسجل.. مسؤول إيراني كبير يقر بهزيمة كبيرة في سوريا

أقر جنرال إيراني كبير في خطاب مسجل، بـ”هزيمة ثقيلة”، لإيران بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وفق ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، الأميركية.

وقالت الصحيفة، “إن خطاب الجنرال بهروز إثباتي في مسجد بطهران، والذي نشره موقع “عبدي”ميديا الإخباري ومقره جنيف، الاثنين الماضي، ناقض تصريحات رئيس إيران مسعود بيزشكيان وغيره من كبار القادة”.

وفي 31 ديسمبر الماضي، ألقى إثباتي كلمة بعنوان “الإجابة على أسئلة حول انهيار سوريا” في مسجد وسط طهران، خاطب فيها ضباط الجيش ورواد المسجد.

وبدأت الكلمة بإعلان إثباتي، أنه “غادر سوريا على متن آخر طائرة عسكرية إلى طهران في الليلة التي سبقت سقوط نظام الأسد”، وانتهت بإجابته على أسئلة الحاضرين، وقدم خلالها “تقييمه الأكثر جدية للقدرة العسكرية الإيرانية في محاربة إسرائيل والولايات المتحدة”.

وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن إثباتي شغل منصباً في القوات المسلحة الإيرانية، مع سجل من الأدوار البارزة، بما في ذلك شغله لمنصب القائد العام لقسم الإنترنت في القوات المسلحة.

وأشرف إثباتي في سوريا، على العمليات العسكرية الإيرانية ونسق بشكل وثيق مع الوزراء السوريين ومسؤولي الدفاع ومع الجنرالات الروس، متفوقاً على القائد العام لفيلق القدس، الجنرال إسماعيل قاآني، الذي يشرف على شبكة الميليشيات الإقليمية المدعومة من إيران.

وقال إثباتي في الخطاب المسجل: “لا أعتبر خسارة سوريا شيئاً يدعو للفخر، لقد هُزمنا، وهُزمنا بشدة، وتلقينا ضربة قوية للغاية وكان الأمر صعباً للغاية”.

وكشف إثباتي أن علاقات إيران مع الأسد كانت متوترة لعدة أشهر، ما أدى إلى الإطاحة به، قائلاً إن “الرئيس السوري رفض طلبات متعددة للميليشيات المدعومة من إيران لفتح جبهة ضد إسرائيل من سوريا، في أعقاب الهجوم الذي قادته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023”.

وقال إثباتي: “قدمت إيران للأسد خططاً عسكرية شاملة حول كيفية استخدامها للموارد العسكرية الإيرانية في سوريا لمهاجمة إسرائيل”.

واعتبر إثباتي أن “سقوط نظام الأسد كان لا مفر منه في ضوء الفساد المستشري والقمع السياسي والصعوبات الاقتصادية التي تعانيها البلاد”، وقال إن الأسد “تجاهل التحذيرات بالإصلاح”، فيما اتهم روسيا، التي تعد حليفاً رئيسياً لطهران، بـ”تضليل إيران بإخبارها أن الطائرات الروسية كانت تقصف الفصائل المسلحة، بينما كانت في الواقع تسقط قنابل على حقول مفتوحة”.

وقال في هذا الصدد: “في العام الماضي، عندما ضربت إسرائيل أهدافاً إيرانية في سوريا، أغلقت روسيا الرادارات، ما سهل هذه الهجمات فعلياً”.

وتابع إثباتي خطابه، قائلاً إن إيران “ستبحث عن طرق لتجنيد رجالها في أي شكل قد تتخذه سوريا الجديدة”، مضيفاً: “يمكننا تفعيل جميع الشبكات التي عملنا معها على مر السنين، كما يمكننا تفعيل الطبقات الاجتماعية التي عاش رجالنا بينها لسنوات؛ يمكننا أن نكون نشطين في وسائل التواصل الاجتماعي ويمكننا تشكيل خلايا مقاومة”.

وأضاف: “الآن يمكننا العمل هناك كما نفعل في الساحات الدولية الأخرى، وقد بدأنا بالفعل”.

وعلى الرغم من تأكيداته بشأن تفعيل الشبكات، فإنه لا يزال من غير الواضح ما الذي تستطيع إيران أن تفعله واقعياً في سوريا، نظراً للمعارضة الشعبية والسياسية التي تواجهها والتحديات التي تلقاها في الوصول إلى سوريا براً وجواً.

وعندما سُئل عما إذا كانت إيران ستنتقم لاغتيال إسرائيل الأمين العام لجماعة “حزب الله” اللبنانية حسن نصر الله، أجاب بأن إيران “فعلت ذلك بالفعل”، في إشارة إلى وابل الصواريخ الذي أطلقته في الخريف الماضي.

وحول ما إذا كانت إيران تخطط لتنفيذ جولة ثالثة من الضربات المباشرة على إسرائيل، قال إثباتي إن “الوضع الآن لا يحتمل التعامل مع هجوم آخر على إسرائيل”.

وعندما سُئل عن سبب عدم إطلاق إيران صواريخ على القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، قال إن ذلك من شأنه أن يدعو الولايات المتحدة إلى شن هجمات انتقامية أكبر على إيران وحلفائها، مضيفاً أن “الصواريخ الإيرانية العادية وليس المتقدمة، لا تستطيع اختراق أنظمة الدفاع الأميركية المتقدمة”.

ورغم هذه التقييمات، قال إثباتي إنه “يريد أن يطمئن الجميع، بأن إيران وحلفاءها ما زالوا يتمتعون باليد العليا على الأرض في المنطقة”.

وبينما تتمتع إيران بخبرة العمل في العراق بعد الغزو الأميركي في عام 2003، بما في ذلك زرع الاضطرابات، فإن الجغرافيا والمشهد السياسي في سوريا يختلفان، ما يطرح المزيد من التحديات، وفق “نيويورك تايمز”.

وفي السياق، قال مهدي رحمتي، وهو محلل بارز في طهران وخبير في الشؤون السورية، في مقابلة هاتفية مع “نيويورك تايمز” إن خطاب إثباتي “أظهر أن بعض كبار المسؤولين كانوا منفصلين عن الدعاية الحكومية ويتحدثون بصراحة مع الجمهور”.

وأضاف: “يتحدث الجميع عن الخطاب في الاجتماعات ويتساءلون لماذا قال هذه الأشياء، وخاصة في منتدى عام، لقد شرح بوضوح شديد ما حدث لإيران وأين تقف الآن. بطريقة ما يمكن أن يكون بمثابة تحذير للسياسة الداخلية”.

بدوره، قال عضو إيراني في الحرس الثوري قضى سنوات في العراق كإستراتيجي عسكري إلى جانب كبار القادة، لم تذكر الصحيفة اسمه، إن تصريحات إثباتي بشأن تجنيد إيران لخلايا في سوريا “ربما تكون أكثر طموحاً من كونها عملية في هذه المرحلة”.

وأضاف: “في حين اعترف إثباتي بهزيمته الخطيرة، فإنه سعى أيضاً إلى تعزيز الروح المعنوية وتهدئة المحافظين الذين يطالبون إيران بالتصرف بقوة أكبر”.

من جانبه، قال مسؤول في الحرس الثوري، طلب عدم ذكر اسمه، إن سياسة إيران في هذا الشأن، لم تحسم بعد، مضيفاً: “إيران ستستفيد إذا انزلقت سوريا إلى الفوضى، لأن طهران تعرف كيف تزدهر وتضمن مصالحها في بيئة مضطربة”.

يشار إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي، قال في خطابين منذ سقوط الأسد إن “المقاومة لم تمت في سوريا”، وأضاف أن “شباب سوريا سيستعيدون بلادهم من المتمردين الحاكمين، الذين وصفهم بأنهم عملاء لإسرائيل والولايات المتحدة”، وفق وصفه.

وكان الرئيس مسعود بيزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي أكثر ميلاً إلى المصالحة، حيث قالا إنهما “يفضلان الاستقرار في سوريا والعلاقات الدبلوماسية مع الحكومة الجديدة”.

مقالات مشابهة

  • قرار تركي جديد بشأن دخول مزدوجي الجنسية إلى الأراضي السورية
  • أردوغان أولا.. إمام أوغلو يكشف عن رفض الإدارة السورية زيارة لوفد تركي
  • وزير خارجية إيطاليا يصل العاصمة السورية دمشق
  • في خطاب مسجل.. مسؤول إيراني كبير يقر بهزيمة كبيرة في سوريا
  • جنرال إيراني يعترف لأول مرة بتعرض بلاده لهزيمة إستراتيجية في سوريا
  • أنقرة تعتزم بدء رحلاتها الجوية إلى العاصمة السورية
  • بدء اجتماع نواب المعارضة في معراب
  • اجتماع بصنعاء يناقش مستوى أداء مؤسسات التعليم العالي الحكومية
  • فيديو.. رقصة الفرح في أولى رحلات الخطوط الجوية السورية بعد سقوط الأسد
  • مطار دمشق يستقبل أول طائرة ركاب قادمة من الدوحة بعد سقوط الأسد