الجزيرة:
2025-01-11@06:21:37 GMT

هل سيتدخلون لإنقاذ بشار الأسد؟

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

هل سيتدخلون لإنقاذ بشار الأسد؟

دعت السفارة الروسية في دمشق رعاياها الجمعة 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إلى "مغادرة البلاد"، محذرة من الوضع العسكري والسياسي الصعب في سوريا.

هذا، وكان قد ذكر مصدر أميركي مطلع لوكالة بلومبيرغ الأميركية أن "روسيا ليست لديها خطة لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد، ولا تتوقع ظهور خطة ما دام الجيش السوري يواصل التخلي عن مواقعه".

في هذا السياق، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الخميس 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إن "روسيا تراقب الوضع من كثب في سوريا، وتقيّم انطلاقًا من الوضع على الأرض حجم الدعم اللازم لها في مكافحة المسلحين، والقضاء على تهديدهم".

دلالات كثيرة من الممكن أن يأخذ بها المتابع من الموقف الروسي، الذي من المفترض أن يكون أكثر حزمًا فيما خصّ الدفاع عن النظام السوري الذي فتح المجال للتواجد الروسي في المنطقة، وتحديدًا على شواطئ البحر المتوسط، في ميناء طرطوس. لكنّ الروسي بات يدرك أن القرار اتخذ بمصير الأسد الذي بات أمام حلّ وحيد هو الرحيل.

لم يكن الأسد قارئًا جيّدًا للرسائل التي وجهت إليه، لهذا وقع في أخطاء أقل ما يُقال عنها أنها سترسم نهايةً لحكمه في سوريا. فإن رفضه ضبط الحضور الإيراني وحلفائه في سوريا على رأسهم حزب الله، وإصراره على تصنيف معارضيه بالجماعات الإرهابية، دون ملاقاتهم في منتصف الطريق للتباحث على مستقبل البلد، كان خطأ سيكلّف النظام ثمنًا يدفع به استمراريته في الحكم.

إعلان

يجد البعض أن الأسد بات مهددًا بالرحيل عن دمشق، إذ لا تحتاج إلا قراءة هادئة للموقف الروسي من خلال حديثه عن عدم وجود خطة لإنقاذ الأسد، إلى التحركات الروسية، لا سيما الحديث عن مغادرة بعض مدمراتها ميناء طرطوس، والطلب من مواطنيها مغادرة سوريا، جميعها مؤشرات تعجّل الرحيل، وتدفع نحو الاستعداد إلى المرحلة السورية فيما بعد الأسد.

لكنّ السؤال الذي يطرح ذاته، هل سيكون للأسد من متّسع من الوقت ليقول وادعًا، وعلى متن أي مدمرة أم طائرة سيغادر البلاد؟

ما إن وضعت الحرب الإسرائيلية على حزب الله في لبنان أوزارها وانتهت بتسوية برعاية أميركية الأربعاء 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حتى أتت المفاجأة من الشمال السوري عندما قامت الفصائل المعارضة بشنّ هجوم واسع على محافظة حلب وغيرها من المحافظات. إذ أعلن الجيش السوري في وقت سابق أنه خسر حماة لحساب فصائل المعارضة التي دخلت المدينة.

"خربطات" الحرب في سوريا أتت على خارطة التوازنات في المنطقة التي رست منذ سنوات على "ستايكو" بين القوى الإقليمية الفاعلة في المنطقة. هذا ما أعطى استقرارًا بمكان ما للنظام السوري بقيادة بشار الأسد، حيث بسط نفوذه على ما يقدر بحوالي 60% من أراضي سوريا، بدعم روسي وإيراني واضح، رغم الخلافات بين القيادة الروسية والإيرانية التي ظهرت إلى العلن على نقاط كثيرة، لا سيما بعدما وضعت موسكو "فيتو" أمام طهران التي عمدت إلى فتح جبهة الجولان إسنادًا لحزب الله في لبنان.

تشظت الأوراق في سوريا وتطايرت من يد الأسد، أمام اللاعب التركي الذي أمل الرئيس رجب طيب أردوغان في أن "يتواصل تقدم مقاتلي المعارضة في سوريا من دون مشاكل". في دلالة على أن تركيا على ما يبدو غير منزعجة من الأحداث المتسارعة التي تصبّ لصالحها، بعدما ذهب النظام بعيدًا في خياراته، نحو فتح باب التواصل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تصنفها أنقرة بأنها جماعة إرهابية.

إعلان

يقدم الطيران الروسي دعمًا جويًا واضحًا للنظام السوري، ومن المستنظر أن تلعب القوى الداعمة لبقاء الأسد – ليس محبة فيه، بل لأنّه يجسد مشروعها في المنطقة وعلى رأسها إيران وفصائلها – دورًا في مساندة الأسد.

إذ أطلق رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، فالح الفياض، تصريحًا يعتبر فيه أن أمن واستقرار العراق مسؤولية الجميع، وأنه لا يمكن للعراق أن يغض النظر عما يحصل في سوريا.

أمور كثيرة سارعت في إسقاط ورقة الأسد، وفي جعله ورقة تفاوضية بيد موسكو، تبدأ من الموقف التركي المساند للفصائل والداعم لها، حيث إن روسيا تحتاج إلى أنقرة حليفة ثابتة معها في وجه الهجوم الغربي.

كما أن تركيا أبدت نيّة جيدة تجاه روسيا عندما رفضت مشاركة الغرب بفرض عقوبات على موسكو، وهي إلى الآن تقف حجر عثرة أمام تمادي حلف شمال الأطلسي تجاه روسيا. لهذا تجد موسكو أن من مصالحها تمتين العلاقة مع أنقرة حتى لو كلّف الأمر أن يكون الأسد رئيسًا لمحافظة دمشق، أو المساومة على رحيله مقابل ضمان مصالحها في المنطقة.

كان متوقعًا أن يشتعل الميدان في ظلّ تصاعد الحديث عن دخول الآلاف من حزب الله الحرب إسنادًا لبشار، مع أوراق تفاوضية على أكثر من طاولة مستديرة للاعبين الإقليميين، لتحديد مصير هذا الرجل الحاكم.

لكنّ ما لم يكن في الحسبان، هو التحول الذي قام به زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)، في إسقاط سرديات لطالما استخدمها النظام ومن معه، بإطلاق صفة الإرهاب على كل من يعارضه.

وفي مقابلة في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نشرت الجمعة 6 ديسمبر/ كانون الأول، أكد الجولاني أن هدف المعارضة هو كسر الأسد، وإقامة دولة المؤسسات، حيث قدّم مشروعًا أكبر لبناء سوريا، مؤكدًا أن الهيئة قد تتفكك في أي وقت، لأنها ليست غاية في ذاتها، بل وسيلة لأداء مهمة.

ضباب يسيطر على المشهدية في سوريا، ولاعبون كثر باتوا يتحركون في ساحة صراعها، مع الحديث عن دخول الدبابات الإسرائيلية بلدة القنيطرة السورية، لحماية حدودها في حال سقط النظام، ووصلت الفصائل إلى الحدود معها.

لهذا تبقى كافة الفرضيات مقبولة، حتى فرضية رحيل الأسد، حيث لن يجد يومها من يودعه أو يلوّح له يعِده بالعودة إلى سوريا مجددًا.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی المنطقة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

أردوغان: الأسد حول سوريا إلى مزرعة مخدرات.. وتركيا دفعت ثمنا باهظا

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، على تحويل رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، البلاد إلى "مزرعة ضخمة لإنتاج المخدرات"، مشيرا إلى أن أنقرة "دفعت ثمنا باهظا" جراء الحرب في سوريا.

وقال أردوغان في كلمة لها خلال فعالية لحزبه العدالة والتنمية بولاية دنيزلي جنوب غربي البلاد، إن "تحرر سوريا أسعدنا مثلما أسعد الملايين من أشقائنا السوريين. وهذا أمر طبيعي، لأننا كنا من أكثر الدول التي تأثرت سلبا من الصراع في سوريا، نظرا لحدودنا الممتدة 911 كيلومترا معها".

وأضاف  تركيا "دفعت ثمنا باهظا" جراء الصراع الدائر في سوريا، مشيرا إلى "الهجمات الإرهابية" التي تعرضت لها بلاده خلال السنوات الماضية، حسب وكالة الأناضول.

وانتقد أردوغان المعارضة التركية  بسبب مواقفها تجاه التطورات في سوريا، مبينا أنهم "لم يستوعبوا بعد" سقوط نظام البعث هناك، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن  المعارضة التركية "لا تسعدها مكتسبات البلاد السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية"، مشددا على أنه في الوقت الذي يشيد فيه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والعديد من قادة دول العالم بـ "النجاح الدبلوماسي والعسكري والدفاعي التركي في سوريا، فإن المعارضة تتنكر لذلك".


وبحسب وكالة الأناضول، فإن أردوغان وجه حديثه إلى رئيس حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، أوزغور أوزيل، متسائلا "ما الذي يزعجكم في تعالي الأدعية لتركيا في مساجد دمشق، وحماة وحمص ودرعا؟!".

وفي السياق، شدد الرئيس التركي على أن بلاده كانت على علم بما قامت به عائلة الأسد "من تحويل سوريا إلى مزرعة ضخمة لإنتاج المخدرات".

وأضاف أن "نظام الأسد حوّل أيضا السجون إلى مراكز للقتل والتعذيب، والإعدامات العشوائية، دون أن يستثني من ذلك النساء اللواتي تعرضن للقتل والاغتصاب أمام أعين أطفالهن".

وأشار الرئيس التركي إلى أن "التنظيمات الإرهابية مثل بي كي كي (حزب العمال الكردستاني) وداعش (تنظيم الدولة) استغلت حالة عدم الاستقرار في سوريا لتقوّي شوكتها، وساهم الدعم الأجنبي في تزويد هذه التنظيمات بآلاف شاحنات الأسلحة والذخائر تحت ذريعة مكافحة داعش".

وتلوح تركيا منذ سقوط بشار الأسد بشن عملية عسكرية على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" و"وحدات حماية الشعب"، وهذه تنظيمات تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تدرجه أنقرة على قائمة الإرهاب، في سوريا.

"تطهير سوريا أولوية"
وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "سيكون تطهير سوريا من الإرهاب أحد الأولويات الرئيسية لعام 2025، فالهدف الأول لجميع المنظمات الإرهابية العاملة في هذه المنطقة هو دائما تركيا".

وأضاف فيدان خلال مؤتمر صحفي، "قلنا مرارا إنه لا يمكننا التعايش مع هكذا تهديد بي كي كي/واي بي جي فإما أن تتخذ أطراف خطوات بحقه أو نحن سنفعل ما يلزم"، وفقا لوكالة الأناضول.

وشدد وزير الخارجية التركي على أن "نهاية الطريق باتت قريبة للتنظيم الانفصالي بي كي كي/ واي بي جي وامتداداته في سوريا"، مشيرا إلى أن "الوضع القديم بالنسبة للتنظيم وداعميه لم يعد من الممكن استمراره في ظل النظام الجديد في سوريا".

وتابع فيدان قائلا "من الطبيعي أن تخوض بلادنا حربا فعالة ضد الإرهاب، تركيا لديها القوة والقدرة والعزم على القضاء على جميع التهديدات، ويبدو أن نهاية الطريق أصبحت قريبة بالنسبة للتنظيم الانفصالي وامتداداته في سوريا".


وأضاف: "باعتباري أحد الأشخاص الذين عملوا بشكل مكثف على القضية السورية خلال السنوات الـ13 الماضية، كنا جميعا سعداء لرؤية هذه النتيجة، وأستطيع القول أن قصتنا مع سوريا بدأت للتو، ويواجه الشعب السوري في هذه المرحلة تحديات كبيرة ومتعددة، وفي مقدمتها إعادة إعمار البلاد".

أكمل فيدان حديثه عن الوضع السوري: "نعتقد أن العناصر التي تشكل المحور الرئيسي لسياستنا تجاه سوريا هي الاستقرار، أؤكد مرة أخرى أن المحور الرئيسي للسياسة الخارجية التركية هو السلام والتعاون والتضامن والازدهار، تركيا ليس لديها أطماع في أراضي أي دولة، وليس لديها أي أجندة خفية".

وعن استقرار المنطقة، أفاد فيدان "نقول دعونا نبني ثقافة التعاون والتنمية في منطقتنا، دعونا نترك وراءنا ثقافة الصراع، وثقافة الإيقاع بين بعضنا البعض ودفع المنطقة إلى الوراء، وثقافة دفع الشعوب إلى الفقر"، وفقا للأناضول.

وأردف: "نشكل سياستنا الخارجية في هذا الاتجاه، وهذا أيضا ما نتوقعه من جيراننا ودول المنطقة"، مشددا "سنحقق هدفنا في تركيا خالية من الإرهاب بطريقة أو بأخرى".

مقالات مشابهة

  • سلطة وحكومة الجولاني في سوريا تفرض حذراً إقليمياُ أبرزها الإمارات التي تتبع سياسة التريث
  • آخر رئيس وزراء يكشف الساعات الأخيرة لنظام الأسد وقرارات بشار التي دمرت الدولة (فيديو)
  • أردوغان: الأسد حول سوريا إلى مزرعة مخدرات.. وتركيا دفعت ثمنا باهظا
  • أردوغان: بشار الأسد حول سوريا إلى مزرعة مخدرات
  • السنوار الذي أسقط الأسد.. عن الجانب الصحيح من التاريخ
  • بعد الجدل.. إيران تكشف هوية ومصير العجوز "الغامض" في سوريا
  • سوريا بعد الأسد: فرصة للأردن أم تهديد لوجودها؟
  • وزير دفاع سوريا: الأسد استخدم الجيش لحماية نفسه وقتل شعبه
  • وزير الدفاع السوري: النظام البائد استعمل الجيش لأطماعه وقتل الشعب
  • مصير مسؤولي النظام السوري الهاربين إلى روسيا إقامة جبرية في مجمع خارج موسكو