المسيرة التاريخية باتجاه دمشق…
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
إحدى أبشع وأفظع الأنظمة في التاريخ، التي تأسست على أساس الطائفية في الستينات، والتي استمرت منذ عام 1970، تتغذى بدماء الملايين، توشك على الانهيار.
نعم، بشار الأسد، الذي ينافس والده في القسوة، يختنق في دماء الأبرياء التي أسالها. فبينما كانت الدماء التي أراقها والده في ثلاثين عامًا تقاوم القتل، تجاوز بشار هذا العدد بشكل رهيب خلال أربعة عشر عامًا من القتل الجماعي الوحشي، ليتفوق عليه بشكل غير مسبوق.
كان عام 1963 نقطة التحول عندما بدأ حزب البعث بالسيطرة على الحكم في سوريا بعد الانقلاب، حيث كانت الأعضاء المؤسسون للجنة القيادة الوطنية للثورة تضم 12 بعثيًا و8 قوميين عرب. في السنوات التالية، تم تعيين العلويين (الذين يمثلون 12٪ من السكان) والإسماعيليين والدروز في المناصب العسكرية الحساسة، وتم تهميش السنة (الذين يشكلون 74٪ من السكان).
وقد تم قمع أي مقاومة سنية بعنف شديد. على سبيل المثال، في عام 1964، تم قمع التمرد الذي قاده الشيخ محمود حديد في مدينة حماة بشكل دموي. وفي عام 1982، دُمّرت مدينة حماة مجددًا بسبب محاولة تمرد أخرى، حيث تم قتل نحو أربعين ألف شخص في أقل من 26 يومًا. والآن، وبعد 42 عامًا، تم احتلال المدينة مرة أخرى من قبل المعارضين، بعد معركة محدودة.
كما قال الرئيس أردوغان في تصريحه بعد صلاة الجمعة أمس، فإن الهدف النهائي للمعارضين هو الوصول إلى العاصمة دمشق. نأمل أن يتم ذلك دون مزيد من الدماء أو الخسائر في الأرواح. ولكن من الواضح أن هذا ليس بالأمر السهل. بعد عام 2011، لعبت القوى الإمبريالية الإقليمية والدولية دورًا كبيرًا في تدمير سوريا، وأصبح من الضروري الآن إنهاء السياسات الخبيثة التي أدت إلى هذه الفوضى لضمان أن سوريا يمكن أن تستمر في طريقها بشكل مستقل.
ولكن، كيف سيكون ذلك؟ إيران وحزب الله اللبناني يصفون المعارضة السورية بالإرهابيين ويتهمونها بأنها تعمل تحت إشراف أمريكا وإسرائيل. ومن الواضح أن إيران تستخدم العلويين كحليف استراتيجي في سوريا لتعزيز توسعها الشيعي.
بعد عام 2012، بدأ النظام الإيراني في نقل أعداد ضخمة من الشيعة إلى المناطق الحساسة في سوريا، وهو ما يعتبر مصدر قلق كبير. وعندما تحركت المعارضة السورية في الآونة الأخيرة، عبرت إيران عن قلقها، وتوجه وزير خارجيتها إلى أنقرة ليعبر عن اعتراضاته، ولكن حظي برد حازم من وزير الخارجية التركي.
أما بالنسبة لروسيا، فهي أيضًا تمر بمشاكل داخلية، سواء بسبب الحرب في أوكرانيا أو الأزمات الاقتصادية، ولا تستطيع أن تقدم نفس الدعم العسكري الذي قدمته في الماضي. ومع ذلك، ستحاول روسيا الحفاظ على مكاسبها الاستراتيجية في سوريا. وفي الوقت نفسه، يترقب الشعب السوري سقوط هذا النظام الدموي ويأمل في تحقيق الاستقلال والسيادة على أراضيه بعد عقود من الاستبداد والظلم.
لقد دفع الشعب السوري ثمنًا باهظًا طوال تاريخ حكمه تحت الأنظمة الدكتاتورية التي لم تمنحه فرصة للإدارة الذاتية. وإن شاء الله، يحقق هذا الشعب، الذي تعرض للكثير من المعاناة، النجاح في إزالة هذا النظام الظالم. كما دعا الرئيس أردوغان إلى أن يكون هذا المسار التاريخي خاليًا من الحوادث، وإذا لم تتدخل القوى العالمية في هذه المسيرة، فإننا نأمل أن تثمر هذه الجهود عن نتائج إيجابية. ولكن من الصعب القول ذلك، في ضوء التهديدات المحتملة من أمريكا وإسرائيل، اللتين تسعيان إلى احتلال الأراضي السورية وإنشاء قواعد عسكرية جديدة.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا اخبار سوريا دمشق سوريا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا … إضاءات …نقلا عن عدة مصادر
سوريا … إضاءات …نقلا عن عدة مصادر …
هل كانت هناك صفقة ؟
الكيان ينتهز الفرصة !
صيدنايا … بين الوقائع الصادمة والتشويش !
شخصيا كنت أتوقع إسبوعين إلى ثلاث بعد سقط حماة لدخول دمشق ، ولكن تسارعت الوقائع كسقوط حجارة الدومينو وخلال ساعات شاهدنا سقوط دمشق دون قتال وذلك بإختفاء الجيش السوري وإختفاء القوى الأمنية بما فيهم حراسات السجون والدليل على ذلك حالة الفوضى والحيرة التي لازمت الإفراج عن سجناء سجن صيدنايا.
هل ما تم كان صفقة ؟
البعض يستغرب كيف بعد معركة حماة تبخر الجيش والمخابرات؟
لوحظ أن الجسم العسكري والقتالي المكون أساسا من الحاضنة المجتمعية والأمنية للنظام السابق سليم وقد غادروا المدن التي سقطت (حلب ، حماة ، حمص ، دمشق ) نحو مناطقهم الأصلية في جبال الساحل بسلاحهم وذخيرتهم.
إذن النظام الأسدي لم يسقط ولكنه توارى عن المسرح.
حزب البعث الحزب الحاكم لا يزال موجودا ويصدر في البيانات :
لم يصدر حتى الآن قرار بتجميد أو حل حزب البعث العربي السوري والحزب يصدر في التصريحات ورجالاته لا يزالون ممسكين بإدارة الدولة وملفاتها ويبدو للمتأمل في التمكين في سوريا أنه كان على محورين هما المحور الأمني والعسكري وهنا كان يتركز تمكين الحاضنة المجتمعية والمذهبية والمحور المدني وهنا كان تمكين الحاضنة الحزبية والموالين والمتعايشين.
الكيان ينتهز الفرصة .. فرصة غياب الجيش والدولة :
هناك غياب حالي للدولة والجيش وبطء في التفاعل مع الوقائع ، وقد انتهز الكيان الفرصة فأعلن ضم الجولان وبدأ سلسلة عنيفة ومتواصلة من الغارات لتدمير البنية التحتية العسكرية من المطارات والطائرات ومخازن الذخيرة إلى أصغر المتحركات لتحويل سوريا إلى دولة منزوعة السلاح وقد بدأ تدمير القدرات المدنية من مراكز أبحاث ومقر الجوازات والسجل المدني ، وكل هذا مقابل صمت عربي إلا احتجاجات خجولة هنا وهناك.
صيدنايا … بين الوقائع الصادمة والتشويش !
الحقيقة التي لاحظناها أن ما خرج من سجن صيدنايا صادم ومروع ، ولكن لا أستبعد أن موضوع صيدنايا كان واحدة من أدوات تشتيت الرأي العام عن ما يحدث في الجولان ولخبطة الأولويات بحيث تكون دعوات الثأر والإنتقام أولى ولو وصل جيش الكيان لدمشق فالعقول مشوشة والأفئدة تحترق بركام عقود من القهر جدد تفجيره من مكامنه صور فظائع سجن صيدنايا.
ومما يثير الشك في موضوع صيدنايا أن إطلاق سراح مسجونيه تم قبل وصول الثوار إليه وسيطرتهم عليه ووضعهم له تحت أدارتهم.
وتكشف بعض الفيديوهات العشوائية فمثلا عند إطلاق سراح النزيلات يقول لهم : يلا … روحوا وين مابدكم (إذهبوا حيث تريدون !) واللي مابدا تروح تقعد ( ومن لا تريد الخروج تظل هنا ).
وقد تم تدمير سجلات النزلاء والأدلة وبذلك لم تعد هناك بيانات عمن كان موجودا ومن خرج وتم إعدام مستندات النزلاء مما كان سيساعد على تتبع قضية المختفين.
بإختصار فإن وقائع سجن صيدنايا تمثل طمسا لتاريخ السجن والأدلة الجنائية.
كان الله في عون سوريا والسوريين.
#كمال_حامد ????