خبير ألماني: ما يحدث في اليمن وسوريا يُعقد مشهد العلاقات الثنائية بين إيران ودول الخليج
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
قال خبير الطاقة والجغرافيا السياسية، توماس أودونيل، إن طبيعة العلاقة بين دول الخليج وإيران "أكثر تعقيدا" من مجرد الحديث عن العمق الجغرافي ودوره في تطوير العلاقة الاقتصادية بين الطرفين.
ونقلت الحرة عن أودونيل قوله إن دول الخليج ترفض طموحات إيران الجيوسياسية في المنطقة، "فالمعطيات الحالية تشير إلى أن النظام الإيراني يحاول الآن الهيمنة على المنطقة".
وأشار إلى أن غياب الهيمنة الإيرانية في الوقت الراهن، يتيح لدول الخليج أن تقيم علاقات اقتصادية مع طهران، مشيرا إلى أن تطورات الحرب في غزة ولبنان وما يحدث في اليمن وسوريا والعلاقات مع تركيا، عقدت مشهد العلاقات الثنائية.
بعثت السعودية وإيران على مدار الأسابيع الماضية بإشارات إيجابية تجاه بعضمها البعض وسط أزمات إقليمية متلاحقة، ما أثر تساؤلات عن السبب وراء رغبة ولي الهد السعودي في الميل نحو طهران.
وشهد حجم التجارة بين إيران ودول الخليج انتعاشا في السنوات الأخيرة رغم العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.
وحسب إحصائيات البنك الدولي بين عامي 2018-2022 بلغ إجمالي حجم التداول بين إيران ودولة الإمارات العربية 78 مليار دولار.
فيما بلغ إجمالي حجم التداول بين طهران وبغداد 37 مليار دولار، وبلغ حجم إجمالي التداول بين إيران وسلطنة عمان خلال تلك الفترة 5 مليار دولار، في وقت وصل إجمالي حجم التداول بين إيران والكويت إلى مليار دولار.
وبعد سنوات من الخلافات الجيوسياسية، انتعشت العلاقات بين طهران وأبو ظبي، وبلغت واردات إيران من الإمارات خلال عام واحد عشرين مليارات في حين صدرت إليها بضائع بأكثر من ستة مليارات.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن ايران السعودية دول الخليج الحوثي ملیار دولار التداول بین بین إیران
إقرأ أيضاً:
بين لبنان وسوريا.. تقريرٌ يكشف مسار العلاقة
نشر موقع "الحرة" تقريراً جديداً تحدث فيه عن مسار العلاقات اللبنانية - السورية وذلك بعد زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى دمشق، أمس السبت، ولقائه بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع. ويقول التقرير إنه "لطالما كانت العلاقات بين سوريا ولبنان معقدة، مليئة بالتحالفات تارة والتوترات في أحيان كثيرة، لكنها دخلت مرحلة جديدة بعد لقاء ميقاتي والشرع، السبت".ويلفت التقرير إلى أن هذه الزيارة هي الأولى التي يجريها رئيس حكومة إلى سوريا منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد والأولى لرئيس حكومة لبناني إلى البلاد منذ 15 عاما.
وبعد الاجتماع مع الشرع، أكد ميقاتي أن البلدين اتفقا على التعاون في تأمين الحدود البرية ومتابعة ترسيم الحدود البرية والبحرية.
وقال ميقاتي إن "ما يجمع بلدينا من روابط تاريخية وحسن جوار وعلاقات وطيدة ندية بين الشعبين هو الأساس الذي يحكم طبيعة التعاون المطلوب من البلدين على الصعد كافة".
وأضاف: "من واجبنا أن نفعّل هذه العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والندية والسيادة الوطنية"، مضيفاً أن "سوريا هي البوابة الطبيعية للبنان إلى العالم العربي، وطالما هي بخير، فإن لبنان بخير".
واعتبر ميقاتي أن عودة اللاجئين إلى سوريا باتت أمراً "ملحا لمصلحة البلدين"، مشيرا ألى أنه لمس من الشرع "استعدادا لمعالجة الملف بشكل حاسم وترحيبه بعودة كل مواطن سوري إلى وطنه".
وعلى "سلم الأولويات"، وفق ما قال ميقاتي، "ترسيم الحدود البرية والبحرية" بين البلدين، مشيرا إلى توجه لتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة الملف في وقت لاحق، بموازاة الاتفاق على المباشرة بـ"ضبط كامل للحدود وخاصة النقاط الحدودية غير الشرعية لضبط التهريب".
وقال الشرع من جهته إن "هناك الكثير من الأمور العالقة" التي "تحتاج إلى وقت كاف حتى ندخل في علاجها" بينها ترسيم الحدود، في حين أن أولوية إدارته في الوقت الراهن منصبة على الوضع الداخلي وفرض الأمن.
وأعرب الشرع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ميقاتي إثر اجتماع موسع، عن تطلع بلاده إلى بناء علاقات "استراتيجية طويلة الأمد" على وقع "مصالح مشتركة كبيرة جدا" بين البلدين، معتبرا أن انتخاب جوزاف عون رئيسا سيخلق "حالة مستقرة في لبنان".
ودعا إلى نسيان "ذهنية العلاقة السابقة" بين البلدين وأن "نعطي فرصة للشعبين السوري واللبناني لأن يبنيا علاقة إيجابية في المراحل المقبلة، مبنية على احترام وسيادة" الدولتين، مؤكدا أن بلاده "ستقف على مسافة واحدة من الجميع هناك وسنحاول ان نعالج كل المشاكل من خلال التشاور والحوار".
وعُرفت العلاقة بين لبنان وسوريا بأنها علاقة شائكة ومعقدة، حيث تجمع بينهما الجغرافيا والتاريخ والتداخل الثقافي، ولكنها أيضا مليئة بالصراعات السياسية والأزمات. يتشارك البلدان حدودا بطول 330 كيلومتراً غير مرسمة في أجزاء كبيرة منها. وجعل هذا الأمر الحدود منطقة سهلة للاختراق من قبل المهربين أو الصيادين وحتى اللاجئين.
وطوال عقود من الزمن، سيطر النظام السوري على لبنان بشكل غير مباشر، خاصة بعد دخول القوات السورية إلى البلاد في عام 1976 خلال الحرب الأهلية.
وقاد ذلك إلى هيمنة سورية على السياسة اللبنانية بشكل كبير، خصوصا في ما يتعلق بالقرارات الأمنية والعسكرية.
واستمر الوجود العسكري السوري في لبنان حتى عام 2005 رغم اعتراضات واسعة النطاق من قطاع كبير من اللبنانيين.
ويعتقد بول مرقص عميد كلية العلاقات الدولية في الجامعة الدولية للأعمال في ستراسبورغ أن زيارة ميقاتي لسوريا ستشكل "باكورة لعلاقات جديدة تؤسس لمرحلة قائمة على الاحترام المتبادل والسيادة المتكافئة".
ويقول مرقص لموقع "الحرة" إن هناك الكثير من التحديات التي تواجه العلاقات بين لبنان وسوريا وعلى رأسها ملف الاتفاقات الثنائية التي أبرمت تحت "الوصاية السورية".
بالإضافة لذلك، هناك ملف الحدود اللبنانية السورية المنفلتة وملف المخفيين اللبنانيين قسراً في سوريا، وفقا لمرقص.
ومع ذلك، فإن هذا التحول في العلاقات لن يكون سهلاً، وفي الوقت الحالي يمكن القول إن السلطة في كلا البلدين ناشئة.
وفي سوريا لم يمض على تسلم الإدارة الجديدة سوى شهر واحد، وجاءت على أنقاض حرب أهلية أنهكت البلاد لنحو 13 عاماً.
أما في لبنان فالأوضاع غير مستقرة كذلك، علماً أن تنفس الصعداء بعد انتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيسا للجمهورية، الخميس، بعد شغور في المنصب استمر أكثر من سنتين. من جهته، يقول رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة لموقع "الحرة" إن سوريا مقبلة على مرحلة انتقالية ولبنان أيضا يمكن القول إنه يمر بمرحلة انتقالية.
ويضيف: "في البداية يجب ترسيخ الأمن والاستقرار في البلدين ثم بعدها البدء ببحث القضايا الخلافية". (الحرة)