سامح محجوب: "ناقد ومشروع" حالة فكرية تستعيد روح مصر المبدعة
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
اعتدنا أن يكون النقد نافذة على الأعمال الأدبية والفكرية، وكأنه هو المحارب الأول في معركة الوعي، يسعى لإلقاء الضوء على كل منتج فكري يستحق، ويشير ببنان التقويم إلى نقاط العوار، هكذا يظل الخطاب النقدي عامل بناء أهم..
لكن، ها هنا ننطلق من كونه عينًا عُليا، ليتحول إلى موضع نقد بدوره، ذلك أن النقد في حدِّ ذاته عمليةٌ إبداعية، فنطالع العديد من الدراسات التي ظهرَت على الساحة النقدية تُقوِّمه، وتَندرج تحت ما يُمكن تسميته نقدَ النقد، منها على سبيل المثال كتاب «نقد الحداثة» ﻟ «حامد أبو أحمد»، وما قدمه «عبد العزيز حمودة» في كتابَيه: «المرايا المُحدبة» و«الخروج من التيه»، ويأتي كتاب «نقد النقد» ﻟ «دسوقي إبراهيم» إضافةً مهمة في هذا المِضمار؛ إذ ناقَش فيه النقد الحداثي في النص الشعري لشعراء النصف الثاني من القرن العشرين مثل: «صلاح عبد الصبور»، و«أمل دنقل»، و«محمود درويش»، و«عبد العزيز المقالح»، و«أدونيس»، من خلال قراءة الأعمال النقدية المهمة التي تَناوَلت هذه التجاربَ الشعرية، مثل أعمال «محمد عبد المطلب»، و«فاطمة طحطح»، و«صلاح فضل».
من هذا المبدأ انطلقت مبادرة "ناقد ومشروع"، التي أسسها الشاعر أحمد حسن، والتي تقوم من مبدأ وضع المشروع النقدي لناقد ما تحت مجهر المناقشة والنقد، وهو انتصار جديد لجنود يصولون في ساحات الإبداع، حاملين أمانة الكلمة، وعدالة الحكم.
وكانت أولى ندوات تلك المبادرة منذ شهر مضى، حيث ناقشت المشروع النقدي للدكتور سمير مندي.
وكعادته، يدرك بحسه الإبداعي لالئ ما خفي، فيمد لها يد الرعاية، فقد أعلن الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر، استضافة بيت الشعر لتلك المبادرة، تحت عنوان "لقاءات القاهرة النقدية"، وذلك إدراكا لأهمية ذلك المشروع الكبير، وحرصا منه على المشاركة فى دعمه، فمثلما اعتاد بيت الشعر أن يكون منبرا للمواهب الشعرية والنقدية، آل على نفسه إلا أن يكون نافذة أولى يطل عبرها ذلك المشروع النقدي الفريد، الذي أطلق فكرته الشاعر أحمد حسن، وحمل في البدء عنوان "ناقد ومشروع"، ليصبح الآن لقاء من لقاءات القاهرة النقدية، ولقاء تلو لقاء، تتعدد اللقاءات وتتباين الرؤى وتثرى العقول.
وفي تصريح للوفد، يؤكد الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر، أن المبادرة تعد بداية واعدة لمشروع ثقافي كبير سيعفينا جميعا من أن ننظر خلفنا بغضب، كما سيحفظ للأجيال القادمة نماذج فارقة ومضيئة يمكن أن تمنحها الثقة فى أن تكمل الطريق الطويلة نحو الحق والخير والجمال .
موضحا أن الندوة الاولى التي انطلقت هذا الأسبوع قد تناولت قراءات نقدية كاشفة وجادة حول مشروع نقدي مهم وجاد لمحمد عبدالباسط عيد، قدمها النقاد :
جمال العسكري،رشا صالح، سمير مندي محمد عليم، أحمد حسن، فى أمسية ثرية أمَّها حضور نوعي وكبير من مبدعي ومثقفي مصر والوطن العربي، واصفا تلك الندوة بأنها خلقت حالة فرح حقيقي عاشه بيت الشعر العربي مساء أمس الأحد وحالة فكرية كنا جميعًا فى أشد الحاجة إليها لنستعيد روح مصر المبدعة التي لطالما عبّدت الطرق أمام العقل العربي ليعرف ذاته ومن ثمّ يبدأ من جديد.
وفي تصريح سابق له للوفد، أكد الشاعر أحمد حسن مطلق الفكرة أن هدف هذه الندوات أو الأمسيات النقدية هو إلقاء الضوء على تجربة جيل الوسط من النقاد الشباب أو الذين تجاوزوا مرحلة الشباب، وفتح ممرات حوارية بين تجاربهم النقدية المتنوعة بحيث لا يبدو كل ناقد وكأنه جزيرة منعزلة تعمل بمعزل عن الآخرين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشاعر أحمد حسن سامح محجوب بيت الشعر بیت الشعر أحمد حسن
إقرأ أيضاً:
"العالم العربي من خلال فنون الاستشراق".. كتاب جديد للدكتور أحمد جمال عيد
صدر عن دار نشر البديل كتاب "العالم العربي من خلال فنون الاستشراق – جدلية الصورة والهوية"، للناقد والفنان الدكتور أحمد جمال عيد، والذي يتوغل في عوالم الصورة الشرقية كما رآها المستشرقون.
وقال الدكتور أحمد جمال مؤلف الكتاب أن المضمون له يفتح باب التساؤل: هل كانت تلك الريشات صادقة في انعكاسها، أم أنها صاغت هوية أخرى، مشوبة برؤى الآخر وأوهامه؟
وأضاف جمال أنه بين سطور الكتاب، تتجلى رحلة نقدية تتقاطع فيها الفنون والتاريخ، حيث يفكك المؤلف الرؤية الاستشراقية في الفنون التشكيلية، كاشفًا عن طبقات المعنى المتراكمة في تفاصيل اللوحات، متسائلًا عن الحدود الفاصلة بين التوثيق الفني والتوظيف الأيديولوجي.
يُعد الدكتور أحمد جمال عيد أحد أبرز الأسماء في مجال النقد الفني والتصميم الجرافيكي في العالم العربي، فهو قاص وفنان وناقد، وأستاذ مشارك في التصميم الجرافيكي، يشغل منصب مساعد عميد كلية الفنون والتصميم لشؤون الجودة والاعتماد، ورئيس قسم التصميم الجرافيكي بجامعة جدارا – الأردن بخطى واثقة بين الأكاديميا والإبداع.
وأصدر مؤلف الكتاب أكثر من 21 كتابًا تنوعت بين النقد والفن والأدب، ونشر أكثر من 80 بحثًا علميًا محكمًا في دوريات عالمية حاصل على الإقامة الذهبية فئة النوابغ والمبدعين من الإمارات، وجوائز أدبية وفنية مرموقة، منها جائزة الشارقة للإبداع العربي في النقد عام 2015، وجائزة أفضل باحث عربي متميز من اتحاد الجامعات العربية لعام 2024.
يأتي هذا الكتاب ليكون إضافة جديدة إلى المكتبة النقدية، حيث يضيء مساحات كانت مستترة في جدلية الصورة والهوية، فاتحًا الأفق أمام رؤى جديدة لفهم العلاقة بين الفن والتاريخ والاستشراق.
يشار إلى أن الكاتب كان قد صدر له مؤخرا كتاب "حين تسألني الأرض: لماذا أتيت؟"، عن دار الرحمة للنشر والتوزيع، والذي يقدم للقارئ تجربة أدبية مميزة تسبر أغوار الروح وتسائلها عن أعمق ما يعتريها من تساؤلات وجودية
ويتألف الكتاب من مجموعة من النصوص المنثورة التي تنبض بالشعرية العميقة وتفتح أبوابًا للتأمل والتفكر، تجمع النصوص بين الذكريات والفقد، بين الحب والغياب، وبين السؤال والجواب، لتصيغ رحلة أدبية وفكرية تتشابك فيها الحياة والموت في معانٍ إنسانية شديدة الثراء. يشكل الكتاب مرآةً تعكس أسئلة الروح الباحثة عن الحقيقة وسط أصداء الذاكرة.