ترامب يخطط لتغيير نظام الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خطة شاملة لتغيير الانتخابات الأمريكية.
وحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، قال ترامب بعد قبوله جائزة "الوطني لهذا العام"، في حدث نظمته قناة فوكس نيشن في لونغ آيلاند، الخميس: "نحن في حاجة إلى تصحيح الأمور في هذا البلد، بما في ذلك الانتخابات".Trump made the remarks while accepting the "Patriot of the Year" award at a Long Island event on Thursday.
وأضاف "سننفذ بأشياء كانت ضرورية حقاً لفترة طويلة، وسننظر في الانتخابات. نريد أن تكون لدينا بطاقات اقتراع ورقية، والتصويت في يوم من الأيام، وبطاقة هوية الناخب، وإثبات الجنسية".
وانتقد ترامب قانوناً صدر أخيراً في كاليفورنيا، يحظر على الحكومات المحلية إلزام الناخبين بتقديم أوراق هوياتهم عند الإدلاء بأصواتهم في الاقتراع. وقال: "لقد أقروا في كاليفورنيا قانوناً لا يسمح حتى بطلب بطاقة هوية الناخب. فكروا في هذا الأمر. إذا طلبت من الناخب بطاقة هويته، فإنك ارتكبت جريمة. سنعمل على تصحيح الأمور في البلاد بأكملها".
قوانين جديدةووفق المجلة، فإنها ليست المرة الأولى التي يقترح فيها ترامب تغيير الانتخابات. وفي خطاب ألقاه في جونستاون بولاية بنسلفانيا في أغسطس (آب) الماضي، اقترح التخلص من بطاقات الاقتراع بالبريد للتصويت الحضوري في نفس اليوم، وقوانين تحديد هوية الناخب.
وقال: "علينا العودة ونريد تغيير كل شيء. نريد أن ننتقل إلى بطاقات الاقتراع الورقية. نريد أن ننتقل إلى التصويت في نفس اليوم. نريد أن ننتقل إلى أوراق الجنسية، ونريد أن ننتقل إلى هوية الناخب. الأمر بسيط للغاية. نريد التخلص من التصويت بالبريد".
ووفقاً لمركز برينان، تستخدم 98% من المقاطعات في الولايات المتحدة بطاقات الاقتراع الورقية. ولكن منذ جائحة كورونا، شهدت الولايات المتحدة تحولات كبيرة في الانتخابات، حيث صوت عدد أكبر من الناخبين في وقت مبكر، أو بالبريد أكثر من أي وقت مضى.
التصويت عبر البريدوبذل ترامب جهوداً سابقة لمنع التصويت بالبريد، حيث رفعت حملته عدة دعاوى قضائية في 2020، لوقف العديد من التغييرات التي أجرتها الولايات لتسهيل التصويت بالبريد. كما وصف بطاقات الاقتراع بالبريد بـ "خطيرة" و"فاسدة"، مدعياً أنها ستؤدي إلى "احتيال انتخابي واسع النطاق"، وانتخابات "مزورة" في 2020. وألقى لاحقاً باللوم على بطاقات الاقتراع بالبريد في خسارته في انتخابات 2020.
ورغم انتقاده للتصويت عبر البريد، إلا أنه غيَر موقفه هذا العام، وشجع مؤيديه بنشاط على التصويت له مبكراً. وقال ترامب في بودكاست استضافه دان بونجينو: "أقول للجميع أن يصوتوا مبكراً". وجاء هذا التحول، في الوقت الذي سعى فيه ترامب إلى جذب الناخبين في الولايات الـ 7 المتأرجحة، والتي فاز بها جميعها.
أضرار محتملةوكشفت المجلة أن العودة إلى التصويت في يوم واحد، قد تضر بالناخبين الريفيين، خاصة في الولايات المتأرجحة التي فيها معدلات عالية من الناخبين المبكرين، والذين عبر عدد كبير منهم عن دعمه لترامب في الماضي.
كما سيؤثر ذلك بشكل غير مناسب على الناخبين ذوي الإعاقة، الذين تعززت مشاركتهم في التصويت في 2020، بفضل التصويت بالبريد.
وفي الوقت نفسه، قد تؤدي خطة ترامب التي تشترط "أوراق المواطنة" وبطاقات هوية الناخبين، إلى حرمان غير البيض من التصويت، حيث لا تتوفر لديهم مثل هذه الأوراق بسهولة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الانتخابات عودة ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية بطاقات الاقتراع التصویت بالبرید هویة الناخب التصویت فی
إقرأ أيضاً:
حوار جاد لتغيير آمن بديلا للقلق في مصر
ليس خافيا ما يعيشه أنصار السيسي وحتى بعض القوى المعارضة من حالة ترقب وقلق بعد عديد التطورات في المنطقة وأهمها طوفان الأقصى وتداعياته، وانتصار الثورة السورية وتداعياتها أيضا، حتى أن السيسي نفسه حاول لمرات عديدة التدخل بنفسه لتبديد أو تخفيف هذا القلق ببعض كلمات جوفاء دون جدوى.
وعلى رأي المثل "أراد أن يكحلها فأعماها"، فإن السيسي حرص أكثر من مرة على إطلاق رسائل الطمأنة للقلقين خلال زياراته ولقاءاته المتكررة والمتزايدة للأكاديمية العسكرية وغيرها من الكليات العسكرية بمناسبة وغير مناسبة، فتترس السيسي بالمؤسسة العسكرية وليس بالشعب هو عين القلق الذي يحاول تبديده لدى أنصاره. فالحاكم المطمئن غير القلق يتحرك بشكل طبيعي بين الناس، ويكون عنوان إقامته معروفا وليس مجهولا رغم مرور 12 عاما على انقلابه.
وحين يوجه نظام السيسي إعلامه ولجانه لتشويه الثورة السورية، والتركيز على صور القتل والسحل التي جرت مؤخرا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم هناك، في محاولة لتذكير المصريين بفضله عليهم إذ جنبهم هذا المصير، فإنه في الحقيقة يزيد الخوف والقلق لديهم من حيث يدري أو لا يدري، فأنصار النظام في مصر الذين حرضوا على الانقلاب، ثم على قتل المعارضين لهذا الانقلاب في مجازر لن تمحى من الذاكرة الوطنية، يشعرون أنهم سيكونون هدفا لردود فعل غير منضبطة حال حدوث تغيير، ولذا فإن الرسالة المبطنة لهم هي التمسك بهذا النظام والعض عليه بالنواجذ حتى يتجنبوا ذلك المصير، لكن ذلك لا يبدد القلق لديهم بل يزيده.
حين يوجه نظام السيسي إعلامه ولجانه لتشويه الثورة السورية، والتركيز على صور القتل والسحل التي جرت مؤخرا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم هناك، في محاولة لتذكير المصريين بفضله عليهم إذ جنبهم هذا المصير، فإنه في الحقيقة يزيد الخوف والقلق لديهم من حيث يدري أو لا يدريقوى سياسية مدنية لا تخفي قلقها أيضا من احتمالات تغيير يمكن أن يفتح الباب لتصفية حسابات، وإسالة دماء، وهي أيضا مذعورة مما حدث في سوريا، خاصة أن بعضها كانت داعمة لنظام بشار الأسد، أو أنها في خصومة أيديولوجية مع التيار الإسلامي عموما في المنطقة، وساهمت هذه القوى في نشر الذعر مما حدث في سوريا في معركة الساحل الأخيرة ضد فلول نظام الأسد، وإن وجب التنويه هنا لرفضي واستنكاري التام لجرائم القتل على الهوية التي تمت للعلويين، فانتماء الأسد أو معظم أركان حكمه لهذه الطائفة لا يبرر قتل المدنيين الأبرياء منها، وحسنا فعلت السلطة السورية بفتح تحقيقات لمحاسبة الجناة.
لا يمكن لعاقل تجاهل هذه المخاوف وهذا القلق، وبعضه مشروع، خصوصا لدى بعض الأقليات الدينية أو الثقافية، ولكن الاحتماء بحكم عسكري يستغل هذا الخوف لتعزيز قبضته لن يمحو هذه المخاوف وهذا القلق، لأنه يتغذى بالأساس عليه، كما أن احتماء النظام بقواه العسكرية والأمنية، وبنائه الأسوار حول عاصمته الإدارية أو قصور حكمه لحمايته، أو بناء المزيد من السجون لاعتقال معارضيه؛ ليس كافيا لتحقيق الأمن والاستقرار، أو الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية. وهنا نستحضر ما كتبه أحد الولاة إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) يطلب منه مالا كثيرا ليبني سورا حول عاصمة الولاية، فقال عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل ونقِّ طرقها من الظلم.
بدلا من تغذية المخاوف والقلق تعالوا بنا إلى حوار مجتمعي حقيقي، يطرح فيه كل طرف مخاوفه وهمومه، فليس صحيحا أن أطرافا بعينها فقط لديها مخاوف، بل إن كل الأطراف المنشغلة بالشأن العام لديها مخاوف من بعضها، إذن لنكن صرحاء ومباشرين في الحوار حول هذه المخاوف، ليس لمجرد الفضفضة أو البحث عن خلاص وأمان شخصي أو طائفي،كنت ولا زلت من دعاة الحوار الجاد المنتج، وليس حوار اللقطة والشكليات وتسديد الخانات، كنت ولا زلت مع حوار شامل لا يستثني أحدا وليس مع حوار مغلق على تيار أو مجموعات تشاركت في حدث واحد مثل 30 يونيو، كنت ولا زلت مع حوار تقوده أطراف موثوقة من الجميع، وليس مع حوار إذعان وتوجيهات عُلوية ولكن بحثا عن أمان للشعب كله، وللوطن كله، بحثا عن صيغة مقبولة للعيش المشترك، بحثا عن عقد اجتماعي جديد يحدد الحقوق والواجبات، والتحديات المشتركة، وسبل التنافس الشريف سياسيا واقتصاديا وثقافيا لصالح الوطن والمواطن.
كنت ولا زلت من دعاة الحوار الجاد المنتج، وليس حوار اللقطة والشكليات وتسديد الخانات، كنت ولا زلت مع حوار شامل لا يستثني أحدا وليس مع حوار مغلق على تيار أو مجموعات تشاركت في حدث واحد مثل 30 يونيو، كنت ولا زلت مع حوار تقوده أطراف موثوقة من الجميع، وليس مع حوار إذعان وتوجيهات عُلوية، ولذا فقد دعوت أكثر من مرة -وها أنا أكرر الدعوة- لحوار تقوده جهة موثوقة مثل الأزهر الشريف، أو بيت العائلة، أو لجنة مشتركة من النقابات المهنية، أو لجنة من شخصيات وطنية تحظى بقبول عام، وتقوم هذه الجهة الداعية للحوار بوضع أجندته، وتحديد مساراته، وتحدد توقيتاته، وتحدد قوائم المستهدفين بالحوار من كل التيارات، والفئات، من المصريين المقيمين داخل الوطن أو خارجه، لتكون النتيجة وثيقة تأسيسية جديدة، تضع الحلول والتوجهات العامة لإنقاذ الوطن، واستعادة اللحمة الوطنية، وتضع تقييما أمينا لما جرى خلال السنوات الماضية وكيف يمكن تجنبه مستقبلا، وترسم الحدود الدقيقة بين ما هو مدني وما هو عسكري، وما هو ديني وما هو دنيوي، وعلاقة هذا بذاك، كما تحدد الثوابت الوطنية التي يلتزم بها الجميع، ويمكن أن تكون الخطوة العملية العاجلة هي الإفراج عن السجناء السياسيين، والدعوة لانتخابات جديدة رئاسية وبرلمانية وفق ضمانات نزاهة كافية، وتنافسية حرة لا تستبعد أحدا.
إن حوارا وطنيا مجتمعيا حقيقيا هو الكفيل فعلا بطي صفحة العشرية السوداء، بكل مآسيها، والانتقال بمصر إلى الحكم المدني الرشيد، واستعادة مكانتها اللائقة في إقليمها وفي العالم، وبدخولها مرحلة جديدة من التنمية والحرية والاستقرار والرخاء.
x.com/kotbelaraby