موهبة موسيقية فريدة تمتع بها الموسيقار الكبير عمار الشريعي، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2012 إثر إصابته بأزمة قلبية، فعلى الرغم من حرمانه من نعمة البصر منذ طفولته، إلا أنه نجح في ترك إرث زاخر من الألحان الموسيقية التي أبهرت جمهوره، وتركت بصمة مميزة في قلوب محبيه الذين لقبوه بأنه «الغواص في بحر النغم»، وتوجد ألحان لا تنسى لعمار الشريعي، ومن الصعب ألا تذكرك بموقف ما في الطفولة، أو بزمن مضى من الدراما والسينما.

ألحان لا تنسى لعمار الشريعي

مع دقات التاسعة مساء تتحول كافة العيون إلى الشاشة الصغيرة مستمتعين بوجبة درامية دسمة آنذاك، في الثمانينيات والتسعينيات وحتى بداية الألفية الثانية كان عمار الشريعي بموسيقاه مخلدا لتترات البداية والنهاية، وصنع بفنه العميق المعبر حالة من النشوة عند مشاهدة المسلسل، التي تركت بصمة مميزة في قلوب محبيه في جميع أنحاء العالم، ومن أنجح المسلسلات التى شارك الشريعى فى تخليدها بموسيقاه دموع فى عيون وقحة، رأفت الهجان، أرابيسك، امرأة من زمن الحب، الشهد والدموع وعفاريت السيالة، بالإضافة إلى ابنائي الأعزاء.. شكرًا، وزيزينيا.

نجح عمار الشريعي أيضًا في إضافة لمساته الموسيقية السحرية في العديد من الأفلام، إذ قدم الموسيقى التصويرية لمجموعة من الأفلام الناجحة أبرزها كتيبة الإعدام، حب فى الزنزانة، البريء، الشيطانة التي أحبتني، وليلة القبض على بكيزة وزغلول، وأبناء وقتلة، بالإضافة إلى فيلم كراكون في الشارع وابنتي والذئاب، كما شارك بألحانه فى مسرحيات إنها حقا عائلة محترمة، يمامة بيضا، الواد سيد الشغال، علشان خاطر عيونك.

بداية عمار الشريعي

يُذكر أن عمار الشريعي ولد في 16 أبريل 1948 بمحافظة المنيا، وتعلق بالموسيقى منذ الصغر وحفظ أول نوته موسيقية في المرحلة الابتدائية، وهو ما لفت نظر أسرته وكانت الأم هي الداعم الأكبر لتلك الموهبة، وفي عالم الموسيقى درس الموسيقار الراحل عمار الشريعي علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الموسيقيين الكبار بمدرسته الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصا للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى.

عمار الشريعي أبرز عازفي جيله

وأتقن العزف على عدد من الآلات الموسيقية أبرزها آلة البيانو والأكورديون والعود، وبدأ حياته العملية في مجال الموسيقى عقب حصوله على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس في عام 1970 إذ عمل كعازف لآلة الأورج وبزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله، وفق تقرير تليفزيوني عُرض على قناة إكسترا نيوز.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عمار الشريعي ألحان موسيقية موسيقى أفلام عمار الشریعی

إقرأ أيضاً:

بصمات جرائم لا تنسى في تاريخ أمريكا

 

 

حمد الناصري

 

ذاكرة الشعوب لا تُمحى بسهولة وجرائم الإرهاب ليست دائمًا من منظمات متطرفة؛ بل هي في أغلب الأحيان تأتي من الدول التي تُمارس الفوقية على الشعوب والحكومات وتستغل ضعفها أو تفككها.

ويُخبرنا التاريخ الأسود للثلاثي "إسرائيل. بريطانيا. أمريكا" بجرائم مُروعة ارتكبها ذلك الثالوث، سأذكر أمثلة قليلة منها وأولها جريمة الإبادة التي جرت بحق العُمانيين في زنجبار في يناير 1964م؛ حيث قام محور الحكومات الثلاثي بتنفيذ مُخطط انقلاب مشؤوم على الوجود العُماني والعربي في زنجبار بتخطيط رجل الأعمال الإسرائيلي اليهودي "ميشا فينسير" أسفر عن آلاف الضحايا ضاقت بهم السُبل في يوم أسود "أحداث سلطنة زنجبار 1964".

وبتلك المجزرة البشعة انتهى حُكم العُمانيين في زنجبار والذي دام لثلاثة قرون متصلة، منذ عهد دولة اليعاربة في القرن السابع عشر الميلادي إلى عهد دولة البُوسعيد في النصف الأول من القرن الثامن عشر، إلى تاريخ يوم 12 يناير 1964م الأسود.

وبتلك المؤامرة القذرة من تحالف أوروبي أمريكي على التواجد العُماني انتهت حُقبة ثلاثة قرون متصلة السيطرة العُمانية على زنجبار، وتذكر مصادر مُتعددة أنّ عدد قتلى مجزرة زنجبار من العُمانيين والعرب بلغ ما بين 12-20 ألف قتيل.

ورغم مرور قرون من الزمن على السيطرة العُمانية على شرق أفريقيا والتي كانت حقبة ذهبية في تاريخ القرن الأفريقي، بكل ما تحمله من معنى فقد كان الوجود والحضارة العُمانية مكسباً للشرق الإفريقي، وكان امتدادها من زنجبار إلى ممباسا وماليندي ومقديشو وأسمره إلى وسط أفريقيا، امتداداً لفترة مُزدهرة وعلاقات وثيقة بين العُمانيين والأفارقة كانت ولا زالت مضرب المثل على التَّواصل والمحبة بين الشعوب.

وقد استمرت مؤامرات أمريكا والغرب مجتمعًا لعقود طويلة، ارتكبوا خلالها أبشع الجرائم التي حاولوا كثيرًا طمس آثارها وطي صفحاتها من سجل التاريخ ومنها جريمة أرخبيل شاغوس التابع لجزر موريشيوس والتي حدثت في عهد الرئيس الأمريكي "ليندون جونسون" والذي تم خلالها للأمريكان السيطرة على الأرخبيل بعد إفراغه من سكانه، فما الذي فعلته أمريكا في تشاغوس؟

لقد قاموا بتنفيذ خطة مُرعبة لتهجير سكان أرخبيل تشاغوس في البداية وحين رفض السكان التهجير طوعًا، فرض الأمريكان والبريطانيون حصارًا اقتصاديًا وقطعوا الكهرباء والماء وداهموا الساكنين ونكّلوا بهم ومَثّلوا بأطفالهم واغتصبوا نساءهم ولما رضخ السكان ووافقوا على الهجرة أخذوهم في سُفن أمريكية وقتلوهم جميعًا ورموهم في البحر وحوّلوا شاغوس إلى قاعدة عسكرية تُعرف اليوم بقاعدة دييغو غارسيا.

والتاريخ أيضًا يُسطر لنا مأساة مَجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت في سبتمبر 1982 التي ذهب ضحيتها ما بين 1500-3000 فلسطيني من سكان تلك المخيمات في جنوب لبنان تم إعدامهم بطريقة بشعة أمام بيوتهم، ويُخبرنا التاريخ عن أحداث كثيرة ومريرة نتيجة لمؤامرات ودسائس حكومات تلك الدول وما صاحب تلك الأحداث من إبادة وتنكيل وتهجير للشعوب المُستضعفة.

وفي تكرار للأحداث المُؤلمة والمجازر المُروعة التي حفل بها التاريخ الدامي لسياسات الثالوث المشؤوم، تأتي الآن الجرائم المروعة في غزة، من تهجير وإبادة للأطفال والأبرياء وهدم للمنازل وتجويع وحصار اقتصادي ومنع المُساعدات وقطع الكهرباء والماء؛ بل وحتى قصف المُستشفيات وإعدام المُسعفين.

ولم يكتف الصلف الأمريكي بهذا الحد؛ بل سارع ترامب إلى مفاجئة العالم بأسره بخطته الجهنمية إثر عودته إلى قيادة أمريكا بجعل غزّة ملكية خاصة، لتصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"؛ فهي لا تصلح للسكن حاليًا ويجب إجلاء سكانها على حد قوله!!

خلاصة القول.. إنّ تكرار مثل تلك الجرائم الكبرى على أيدي أمريكا وبريطانيا وحليفتهم إسرائيل وأمام مرأى ومسمع العالم كله ومرورها مرّ الكرام بلا محاسبة ولا إدانة لهو دليل على سيادة شريعة الغاب في الارض.. وما يحدث في غزة المُحاصرة من جرائم يقشعر لها جبين الانسانية وأدانتها كل شعوب الأرض لهو أعظم دليل على تجرد تلك الحكومات من الإنسانية وتوحشها المُتمادي في سبيل تحقيق أهدافها المُريبة، وأنّ دولًا تقوم على النهب والسلب والتهجير والإبادة الجماعية هي دول شريرة وسيكون مصيرها الزوال كما زالت الإمبراطورية الرومانية والفارسية والمغولية وغيرها عبر الأزمان والتاريخ يُعيد نفسه والله غالب على أمره.

مقالات مشابهة

  • فى ذكراه.. عمار الشريعي ترك الكوشة فى ليلة زفافه.. اعرف السبب
  • ذكرى ميلاد عمار الشريعي.. حصد جائزة الحصان الذهبي 17 عامًا متتالية وهكذا وصف زوجته ميرفت القفاص
  • لتجنب الكراهية بين اللاعبين.. لعبة Marathon تلغي ميزة المحادثات الصوتية
  • رنا سماحة تنتصر قضائياً على طليقها.. وتعود إلى منزل الحضانة مع طفلها
  • جيناتنا مرتبطة بمدى استمتاعنا بسماع الموسيقى
  • الأوبرا تحتفل بذكرى ميلاد الموسيقار عمار الشريعي على المسرح الصغير
  • دار الأوبرا المصرية تستعد لإحياء ذكرى ميلاد الموسيقار الراحل عمار الشريعي
  • بصمات جرائم لا تنسى في تاريخ أمريكا
  • عمار الشريعي.. أعز الناس في احتفالية خاصة بدار الأوبرا المصرية
  • دار الأوبرا تحتفل بذكرى ميلاد الموسيقار عمار الشريعي