شهدت المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا في الآونة الأخيرة تطورات عسكرية وأمنية كبيرة، كان أبرزها الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق محورية بالقرب من الحدود بين البلدين، وقد أسفرت هذه الهجمات عن تأثيرات ملموسة على الوضع الأمني والإنساني في المنطقة. 

وفي هذا الصدد، وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية، إن تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، حيث تواصل المحادثات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.

وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك إمكانية حقيقية للوصول إلى اتفاق بين الأطراف المعنية لوقف التصعيد العسكري، إلا أن عملية التوصل إلى هذا الاتفاق تتطلب التنسيق بين العديد من الأطراف الفاعلة.

وأشار الرقب، إلى أن تلعب كل من الولايات المتحدة وفرنسا دورا مهما في ملف المفاوضات، حيث يسعى كل منهما لتحقيق تهدئة شاملة في المنطقة. في الوقت نفسه، يشير المراقبون إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لن يوافق على التعديلات التي قدمها الجانب اللبناني في إطار هذه المفاوضات، إلا إذا تضمن الاتفاق عودة حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وضمان نشر قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني في تلك المنطقة.

التطورات العسكرية في لبنان 

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استهدافه لعدة محاور نقل تابعة لحزب الله بالقرب من الحدود بين سوريا ولبنان، مما تسبب في خروج معبر العريضة الحدودي من الخدمة، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية معبر جوسيه الحدودي في شرق لبنان، الذي يعتبر من النقاط الاستراتيجية في حركة النقل بين لبنان وسوريا.

وقد أثارت هذه الغارات ردود فعل محلية ودولية واسعة، حيث استهدفت إسرائيل محاور نقل تابعة لحزب الله في محاولة لتقويض قدراته العسكرية في المنطقة. في هذا السياق، شدد وزير النقل اللبناني علي حمية على أن الغارات استهدفت الجانب السوري من الحدود، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني على الحدود بين البلدين.

التطورات في سوريا 

من ناحية أخرى، استمرت التطورات في سوريا في التأثير على الوضع الإقليمي. فقد تجدد القتال في بعض المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري، بعد فترة توقف استمرت لأربع سنوات. ويُعتقد أن التصعيد العسكري الحالي يخدم المصالح الإسرائيلية بشكل كبير، في وقت تسعى فيه الفصائل المسلحة السورية إلى التقدم نحو مناطق جديدة شمال سوريا، وفي مقدمتها محافظة حمص.

وتأتي التحركات العسكرية لهذه الفصائل في وقت حساس للغاية، حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.

الهدنة في لبنان 

على الرغم من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 26 نوفمبر الماضي، واستمرار تطبيقه منذ 28 من الشهر ذاته، فإن الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق ما زالت مستمرة، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل 14 شخصا وإصابة 18 آخرين نتيجة الخروقات الإسرائيلية التي تجاوزت 140 خرقا منذ بدء سريان الهدنة.

كما أعلنت لجنة الإشراف الخماسية على وقف إطلاق النار عن عقد أول اجتماعاتها خلال الأسبوع الجاري، وضمّت اللجنة ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ولبنان، بالإضافة إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل" للإشراف على تطبيق الاتفاق.

المواقف الدولية 

وتواصل الولايات المتحدة وفرنسا العمل على تسهيل المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، حيث تسعى واشنطن إلى وقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. في المقابل، تعتبر الحكومة اللبنانية أن تعزيز دور القوات اللبنانية على الحدود مع سوريا يأتي في سياق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة بعد التقدم الذي أحرزته الفصائل المسلحة السورية في شمال البلاد.

ومن جهة أخرى، أشار المراقبون إلى أن الوضع السوري يعكس توجيه ضغوط إضافية على لبنان، خصوصا مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على مواقع استراتيجية في المنطقة، وبذلك يبدو أن الوضع الأمني في لبنان يتأثر بشكل مباشر بما يحدث في سوريا، حيث تساهم التطورات في سوريا في زيادة التوترات على الحدود اللبنانية-السورية.

وجدير بالذكر، أن المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا تشهد تطورات متسارعة ومعقدة، حيث يواجه لبنان ضغوطا على مختلف الأصعدة، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، ومع استمرار التوترات العسكرية والتهديدات الإسرائيلية، تبقى الأنظار متوجهة إلى قدرة الأطراف الدولية والإقليمية على التوصل إلى حلول دائمة لوقف التصعيد وضمان استقرار المنطقة.

و تواجه جهود التهدئة في لبنان تحديات، حيث يتوقع أن يتم التحريض من قبل بعض الأطراف لعرقلة استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في حال لم يتم التوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف المعنية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا لبنان غزة الاحتلال وقف إطلاق النار الولايات المتحدة الأمريكية وقف التصعيد العسكري المزيد المزيد الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة وقف إطلاق النار فی المنطقة التوصل إلى على الحدود إلى اتفاق بین لبنان فی سوریا فی لبنان

إقرأ أيضاً:

دعوات إسرائيلية للتحقيق في الفشل على الجبهة الشمالية مع لبنان

دعا الجنرال والخبير العسكري الإسرائيلي إسحاق بريك، إلى التحقيق في فشل الجيش على الجبهة الشمالية مع لبنان، مشيرا إلى أن "كبار القادة في الجيش عرفوا أن الحدود الشمالية غير مستعدة للدفاع، لكنهم ردوا بغطرسة وغرور وتهربوا من المسؤولية".

وذكر بريك في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أنه "في الأعوام 2008 و2019 تولى منصب المسؤول عن شكاوى الجنود، وضمن أمور أخرى، فحص وحقق في مئات القضايا النظامية في الجيش الإسرائيلي، مثل المنظومات القتالية، والمنظومات اللوجستية والصيانة ومنظومة التدريب ومنظومات التكنولوجيا والبنية التحتية العسكرية (..)".

وتابع قائلا: "قدمت للجيش تقارير عن كل التحقيقات، وطرحت فيها المشكلات التي وجدتها والحلول التي أوصيت بها"، مضيفا أن "الجيش قام بعلاج معظم المواضيع واستثمر في ذلك الكثير من الأموال، لكن بسبب الثقافة التنظيمية المعيبة فإن بعض المواضيع تم علاجها وتدهور مرة أخرى إلى الخلف".

ولفت إلى أنه في عام 2018 طلب منه وزير الجيش في حينه أفيغدور ليبرمان فحص جاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب في قيادة المنطقة الشمالية أمام حزب الله على الحدود مع لبنان، وأمام السوريين في هضبة الجولان، منوها إلى أنه قام بزيارة جميع مواقع الجيش على مستوى السرايا على طول الحدود مع لبنان وسوريا.

وأكد أن النتائج كانت صادمة للأسوأ، وكان هناك نقص مطلق في الجاهزية لشن حرب، سواء الدفاع أو الهجوم، مشيرا إلى أنه عرض النتائج القاسية على ليبرمان، وخلال ذلك قام باستدعاء رئيس الأركان في حينه غادي أيزنكوت، وقائد المنطقة الشمالية في حينه الجنرال يوئيل ستريك، لاستيضاح الأمور.



وأردف قائلا: "بدلا من قبول رئيس الأركان وقائد المنطقة الشمالية نتائج الفحص والإسراع إلى إصلاحها، حاولا التملص من النتائج القاسية، وتقديم مبررات كثيرة مختلفة خلال فترة خدمتهما، والأساس هو أنه لم يتم فعل أي شيء لتحسين الوضع".

وتطرق إلى زيارة مراقبة الدولة نتنياهو أنغلمان في تموز 2023، لفحص استعداد الجيش لمواجهة مع حزب الله، وقال إنّ "الوضع مقلق"، بسبب الإخفاق في جاهزية الجيش للحرب في قيادة المنطقة الشمالية على طول الحدود مع لبنان.

ولفت إلى أن هذا الفحص سبق هجوم حركة حماس، مشددا على أنه خلال سنوات تم إصدار عشرات التقارير التي تؤكد على عدم جاهزية الجيش للدفاع أو الهجوم في المنطقة الشمالية.

ورأى أن الفشل في الاهتمام بالحدود هو أمر مشترك بين الحدود الشمالية والحدود الجنوبية، مؤكدا أن "إسرائيل نجت بمعجزة فقط من كارثة على الجبهة الشمالية، مثلما حدث في الجنوب".

وتابع بقوله: "فشل 7 اكتوبر هو فشل مشترك بين الشمال والجنوب، والفرق في النتائج الصعبة يعود الى الحظ الكبير والمعجزة في الشمال. من هنا يجب إيجاد سبب الفشل على هذه الحدود".

وأشار إلى أن المسؤولين في الجيش حينما أدركوا أن الحدود الشمالية غير جاهزة للدفاع، فضلوا الاعتماد على المعجزات، وردوا بغطرسة وغرور وتهربوا من المسؤولية، حتى بعد حدوث الكارثة هم يعالجون فقط الأماكن التي حدثت فيها الكارثة ولا يقومون بإعداد الجيش للدفاع عن كل الحدود.

مقالات مشابهة

  • اتفاق أمريكي إيراني على جولة مفاوضات جديدة.. والبيت الأبيض: إيجابية للغاية
  • إصابة جندي صهيوني بجروح خطيرة على الحدود اللبنانية
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جندي بجرو ح خطيرة خلال "نشاط عملياتي" قرب الحدود اللبنانية
  • بذكرى الحرب اللبنانية.. سلام يحث على تطبيق بنود “الطائف” كاملة
  • قوة للاحتلال تخترق الحدود اللبنانية وتقتحم بلدة الوزاني
  • ترامب يعلن عن تقدم في مفاوضات إعادة الرهائن في غزة
  • إسرائيل وتركيا تفشلان بالتوصل إلى اتفاق حول منع التصعيد في سوريا
  • دعوات إسرائيلية للتحقيق في الفشل على الجبهة الشمالية مع لبنان
  • مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف التصعيد الإسرائيلي في سوريا
  • الأمم المتحدة: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية مرفوضة