رغم ارتفاعه 0.2% ..الذهب في أدنى مستوياته خلال 5 أشهر عند 1893دولارا
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
وصلت أسعار الذهب العالمي إلى أدنى مستوياتها منذ 5 أشهر مع بداية جلسة اليوم وذلك بعد تزايد البيع على المعدن النفيس بعد محضر اجتماع البنك الفيدرالي يوم أمس الذي أشار إلى استمرار التشديد النقدي لمواجهة التضخم، بينما يحاول الذهب اليوم التعافي وتعويض جزء من خسائره.
ويتداول الذهب الفوري اليوم الخميس وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1893 دولار للأونصة مسجلاً ارتفاع بنسبة 0.
منذ بداية الأسبوع انخفضت أسعار الذهب بنسبة 0.9% لتستقر التداولات الآن تحت المستوى 1900 دولار للأونصة، وهو ما يضع أهداف هابطة جديدة بالنسبة للذهب بالقرب من مستويات 1850 دولار للأونصة في حالة فشل الذهب في التعافي والعودة للاستقرار فوق المستوى 1900 دولار للأونصة.
وقد واجهت أسعار الذهب عمليات بيع قوية يوم أمس عقب صدور محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي أظهر تحيز لأعضاء البنك تجاه استمرار تشديد السياسة النقدية، وجاء قرار رفع الفائدة الأخير بمقدار 25 نقطة أساس لتصل الفائدة إلى نطاق 5.25% - 5.50% بأغلبية الأعضاء بينما فضل عدد قليل من الأعضاء تثبيت الفائدة.
مرونة الاقتصاد الأمريكي وتقبله لقرارات رفع الفائدة بشكل جيد ساهم في استمرار التضخم في التماسك وعدم استجابته القوية للسياسة النقدية للبنك الفيدرالي، وهو ما دفع أعضاء البنك إلى المطالبة باستمرار التشديد وإمكانية اللجوء إلى رفع جديد في أسعار الفائدة، وفق جولد بيليون.
وظهر في محضر الاجتماع أيضًا مخاوف بعض الأعضاء من أن الاستمرار في سياسة التشديد النقدي قد تدفع بأسعار الفائدة لمستويات قد تمثل خطورة على الاقتصاد، وهو ما يضعف الفيدرالي في مرحلة محاول تحقيق التوازن بين الاستمرار في التشديد وبين الاكتفاء ومراقبة التطورات.
وبشكل عام التوقعات الآن تشير أن اجتماع البنك في سبتمبر القادم لن يشهد رفع جديد في أسعار الفائدة، ولكن يظل الاحتمال قائم أن يلجأ الفيدرالي لرفع أخير للفائدة قبل نهاية العام وإن كانت احتماله ضعيف، ولكن المؤكد أن معدلات الفائدة ستستقر عند أعلى مستوياتها لفترة طويلة من الوقت قد تصل إلى منتصف عام 2024 وفقاً للتوقعات الأخيرة.
وكان لمحضر اجتماع الفيدرالي تأثير إيجابي كبير على مستويات الدولار الأمريكي الذي ارتفع يوم أمس لأعلى مستوى منذ منتصف شهر يونيو الماضي وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، حيث ارتفع المؤشر يوم أمس بنسبة 0.2% واليوم افتتح الجلسة على ارتفاع بنسبة 0.1% وسجل أعلى مستوياته قبل أن يبدأ في التراجع.
أما عن العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات فقد ارتفع ليسجل أعلى مستوياته منذ 10 أشهر عند المستوى 4.316%، بسبب استمرار التوقعات بالحفاظ على معدلات الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت.
والارتفاع القياسي في عوائد السندات الأمريكية زاد من الضغط السلبي على الذهب بسبب تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب استثمار لا يقدم عائد لحائزيه في الوقت الذي تشهد عوائد السندات مستويات قياسية، هذا بالإضافة إلى قوة الدولار الأمريكي التي تجبر أسعار الذهب على التراجع منذ كون المعدن النفيس سلعة تسعر بالدولار.
نظرة البنك الفيدرالي لنمو الاقتصاد الأمريكي تتغير والذهب يفقد فرصة جديدة
البيانات الاقتصادية الأفضل من التوقعات التي صدرت مؤخرًا عن الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى اعتدال سوق العمالة في الولايات المتحدة ساعدت توقعات البنك الفيدرالي أن تتغير بالنسبة لمستقبل النمو الاقتصادي.
الآن يرى البنك أن الاقتصاد الأمريكي قادر على تجنب الركود الاقتصادي حتى انتهاء دورة التشديد النقدي، ويرى الأعضاء أنه لن يشهد هبوط عنيف في النمو، بلى بدأت التوقعات تتغير حاليًا بإمكانية الاقتصاد الأمريكي أن يشهد نمو ولكن أقل من المستهدف.
وتعد هذه الأخبار والتوقعات سلبية بالطبع بالنسبة للذهب الذي يلعب دور الملاذ الآمن في أوقات الأزمات والركود الاقتصادي، وهو الدور الذي سيتخلى عنه بعد أن تراجعت توقعات الركود بالنسبة للاقتصاد الأمريكي.
ويظهر هذا بوضوح على سلوك المستثمرين خلال الفترة الأخيرة التي شهدت تخلي عن ضخ المزيد من الاستثمارات في أسواق الذهب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بالإضافة إلى خروج استثمارات كبيرة من سوق الأسهم ولكن كانت لصالح أسواق السندات وليس الذهب.
أكبر صندوق استثماري مدعوم بالذهب في العالم وهو صندوق SPDR شهد تراجع في حيازاته من الذهب لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ يناير 2020، كما لم يتم الإبلاغ عن أي تدفقات داخلة للصندوق منذ أواخر شهر يوليو الماضي.
وتقرير مجلس الذهب العالمي الأخير أظهر خروج استثمارات بقيمة 2.3 مليار دولار لتتراجع حيازة صناديق الاستثمار من الذهب بمقدار 34 طن خلال شهر يوليو الماضي، ليمثل هذا الشهر الرابع على التوالي من خروج التدفقات النقدية خارج صناديق الاستثمار وفقاً لتقرير مجلس الذهب العالمي.
ومنذ بداية العام، وحتى نهاية شهر يوليو خرجت استثمارات من الصناديق بمقدار 4.9 مليار دولار ما يقدر بـ 84 طن ذهب، ولكن مرونة أسعار الذهب خلال هذا العام ساعدت على ارتفاع الأصول المدارة في الصناديق بنسبة 2% لتصل إلى 215 مليار دولار، وفق جولد بيليون
أيضاً أسهم شركات الذهب والتعدين تشهد عمليات بيع مفتوحة فقد انخفض سهم شركة نيومونت المتداول في بورصة نيويورك والتي تعد مصنفة أكبر شركة للذهب والتعدين في العالم وسجل أدنى مستوياته منذ نهاية شهر أكتوبر من عام 2022.
واستمرت عمليات البيع المفتوح على سهم شركة نيومونت منذ 5 أسابيع متتالية، وسجل السهم انخفاض بنسبة 9% منذ بداية شهر أغسطس وحتى الآن.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جولد بيليون
إقرأ أيضاً:
الفيدرالي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة خلال أول اجتماع في عهد ترامب
قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية، تثبيت أسعار الفائدة بين 4.25 بالمئة و4.5 بالمئة.
وذكر بيان البنك، الذي نقلته قناة "CNBC عربية" الأمريكية، "بعد اجتماع هو الأول في هذا العام، لبحث مصير أسعار الفائدة".
وثبت أول اجتماع للفيدرالي في 2025، أسعار الفائدة عند مستوياتها من دون تغيير، عند نطاق بين 4.25 بالمئة و4.5 بالمئة، وفق المصدر ذاته.
وسبق أن تم خفض أسعار الفائدة 3 مرات متتالية باجتماعات أواخر العام الماضي، بإجمالي نقطة مئوية كاملة.
وبشأن الأسباب وراء قرار الإبقاء على معدلات الفائدة ثابتة، أفاد البنك بأن "المؤشرات الأخيرة تظهر أن النشاط الاقتصادي استمر في التوسع بوتيرة قوية، كما استقر معدل البطالة عند مستوى منخفض في الأشهر الأخيرة، وظلت ظروف سوق العمل قوية".
وفي وقت سابق الأربعاء، توقع استطلاع لـ CNBC عربية شمل 24 محللا، أن يواصل الفدرالي الأمريكي ثبيت معدلات الفائدة في نطاقها الحالي حتى النصف الأول من 2025،عقب خفضها على مدار ثلاثة اجتماعات في 2024، لحين تقييم تطورات الاقتصاد وتتبع مسار التضخم، وتداعيات سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بعض الدول منها الاتحاد الأوروبي والصين وغيرها.
ويعد ذلك أول اجتماع للبنك الفيدرالي بعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تم تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، إثر فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في نوفمبر 2024.
وتوقع الفيدرالي الأمريكي العام الماضي، أن يتم خفض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في 2025، و50 نقطة أساس أخرى في عام 2026.
وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بعد تخفيض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليرتفع 3.5 نقطة أساس إلى 4.421 بالمئة.
بينما ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.47 بالمئة إلى 107.41 بعد إعلان خفض أسعار الفائدة.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، خفض الفيدرالي أسعار الطائية لأول مرة منذ آذار/ مارس 2020، بمقدار 50 نقطة أساس لتستقر عند نطاق 4.75 - 5 بالمئة.
وفي تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، نفذ خفضا ثانيا على التوالي في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لتستقر حينها عند نطاق 4.5 - 4.75 بالمئة.
ومنذ تموز / يوليو 2023 حتى عشية اجتماع الفيدرالي في أيلول/ سبتمبر الماضي، سجلت أسعار الفائدة أعلى مستوياتها منذ عام 2001 عند نطاق 5.25 - 5.5 بالمئة.