الشباب العربي والصيني يرسمون ملامح مستقبل مشترك في ظل التحديات العالمية
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
في ظل تحولات جيوسياسية متسارعة وتحديات عالمية متزايدة، انعقدت في مدينة تشوهاي الصينية الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب، حاملةً على عاتقها آمالاً عريضة في رسم ملامح مستقبل مشترك قائم على التعاون والتفاهم.
ريهام سويلم نائباً لرئيس الاتحاد العربي للقوس والسهمالمنتدى الذي جمع نخبة من الشباب العربي والصيني، لم يكن مجرد منصة لتبادل الأفكار والخبرات، بل جسراً للتواصل الحضاري ونافذةً على مستقبل العلاقات العربية الصينية.
أكدت كلمات المسؤولين الصينيين على أهمية دور الشباب كحراس للسلام وبناة للمستقبل، فيما شدد المشاركون العرب على عمق العلاقات العربية الصينية وتوافق الرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية. "إعلان تشوهاي"، الذي تم اعتماده في ختام المنتدى، يمثل خارطة طريق للتعاون المستقبلي، ويعكس التزام الطرفين ببناء مجتمع مشترك قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. يبقى السؤال الأهم: هل سينجح هذا الجيل الشاب في ترجمة الطموحات إلى واقع ملموس، وتحويل التحديات إلى فرص لبناء مستقبل أفضل؟
أشاد الممثلون المشاركون في الدورة الثالثة للمنتدى الصيني-العربي للسياسيين الشباب، بمبادرة الحضارة العالمية التي اقترحتها الصين. وأكد المشاركون على أهمية المنتدى في تعزيز ثقافة السلام، لا سيما في ظل احتدام الصراعات في مناطق مختلفة من العالم.
بعد عشرة أيام من الحوارات المكثفة والنقاشات البناءة حول سبل تعزيز التعاون بين الجانبين، اختتمت الصين فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب، وشارك في المنتدى، الذي نظمته الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ولجنة الحزب لمقاطعة قوانغدونغ، نحو 200 ممثل من 21 دولة عربية، بالإضافة إلى وفد صيني رفيع المستوى.
ركز المنتدى على تعزيز التبادل الثقافي والسياسي بين الشباب العربي والصيني، وتعميق الفهم المشترك للتحديات والفرص التي تواجه الطرفين في ظل المتغيرات العالمية الراهنة. وأكد المشاركون على أهمية المنتدى في ترسيخ ثقافة السلام، خاصة في ظل تصاعد الصراعات في مناطق مختلفة من العالم.
وفي كلمته الافتتاحية، دعا ليو جيان تشاو، رئيس الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الشباب العربي والصيني إلى أن يكونوا "حراساً للسلام والأمن، ومعززين للمنفعة المتبادلة والتبادلات الحضارية". وأشار إلى التوافق الذي توصل إليه قادة الصين والدول العربية خلال الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في مايو الماضي، والذي طرح فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ "الأطر الخمسة للتعاون" لرسم مستقبل العلاقات الثنائية.
وأشاد المشاركون العرب بمبادرة الحضارة العالمية التي أطلقتها الصين، معبرين عن تقديرهم للسياسات الصينية الداعمة للقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. كما أدانوا التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية، مؤكدين على أهمية التعاون مع الصين من أجل إصلاح النظام العالمي وبناء عالم أكثر عدلاً.
وفي حديثه عن النزاعات وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، أعرب محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، عن أهمية تعزيز الشراكة بين العرب والصين. وأكد أن العالم اليوم يحتاج إلى نظام عالمي أكثر عدلاً، بعيدًا عن الهيمنة والاستعمار. وشدد على ضرورة تكاتف الجهود العربية والصينية لإصلاح النظام العالمي، محذرًا من التدخلات الخارجية في الشؤون العربية التي تخلق عدم الاستقرار في المنطقة.
واعتبر اشتية أن التعاون مع الصين يمكن أن يسهم في دعم حقوق الفلسطينيين، مشيدًا بموقف الصين الثابت في دعم القضية الفلسطينية ومبدأ حل الدولتين. كما دعا إلى تعزيز التعاون العربي الصيني لمواجهة التحديات المشتركة.
ومن جهته أكد أحمد سعد الدين، وكيل أول مجلس النواب المصري، على عمق العلاقات العربية الصينية. وأشاد بمواقف الصين الداعمة للقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن هذه السياسات تعكس التزام الصين بالمبادئ الإنسانية، وتعزز من فرص التعاون المستقبلي بين الجانبين.
وأكد سعد الدين أن الشباب العربي والصيني يجب أن يلعبوا دورًا رياديًا في تعزيز السلام والأمن، مشددًا على أهمية الاستفادة من التجارب المشتركة لبناء مستقبل مشترك.
ومن جانبه قال دينغ جيون، رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، إن العالم اليوم يمر بتغيرات غير مسبوقة، ولا تزال الهيمنة الثقافية والاستعمارية والعنصرية مترسخة، إذ ما زالت بعض القوى الكبرى تروج لنظريات "صراع الحضارات" و"تفوق الحضارة"، وتواصل بعض هذه القوى نشر مفاهيم مثلما يسمى بـ"التهديد الصيني" و"التوسع الصيني" و"الإسلاموفوبيا" وغيرها، بالإضافة إلى تضخيم صراعات الحضارات وتفوقها لإحداث الشقاق بينها، مضيفا أن بعض الدول تسعى لتشكيل "تحالفات قائمة على القيم" باستخدام روايات زائفة عن "الديمقراطية ضد الاستبداد"، مما يثير النزاعات الأيديولوجية بين الشعوب، وهذا انحراف خطير عن مسار التاريخ والتقدم الحضاري.
وشملت فعاليات المنتدي زيارات ميدانية لمواقع صناعية وتكنولوجية بارزة في تشوهاي، منها مصانع شركة جري الكتريك، وشركة ناينستار المحدودة، وشركة صناعة الطيران العام الصينية، بالإضافة إلى جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو، الذي يُعتبر رمزاً للتكامل والتعاون الإقليمي.
واختتم المنتدى أعماله باعتماد "إعلان تشوهاي للدورة الثالثة للمنتدى الصيني-العربي للسياسيين الشباب من أجل تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية"، والذي يرسم ملامح التعاون المستقبلي بين الشباب العربي والصيني في مختلف المجالات.
تضمن برنامج المنتدى زيارات ميدانية إلى عدة مواقع بارزة في مدينة تشوهاي، منها مصانع شركة جري الكتريك، وشركة ناينستار المحدودة، وشركة صناعة الطيران العام الصينية، جسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو الكبير، الذي يُعد رمزاً للتكامل والتعاون بين المناطق الثلاث. كما شملت الزيارات جولات في منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى، التي تُعتبر نموذجاً مصغراً لجهود الصين المستمرة في الإصلاحات الشاملة والمعمقة.
يعد المنتدى الثالث الصيني العربي للشباب منصة هامة لتعزيز التعاون والتفاهم بين الشباب من الصين والدول العربية، مما يسهم في بناء مستقبل مشترك ومستدام للطرفين. من خلال تبادل الأفكار والخبرات، يمكن للشباب أن يلعبوا دوراً محورياً في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السلام والأمن في المنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تشوهاي الصينية والخبرات جسرا تعزیز التعاون مستقبل مشترک على أهمیة
إقرأ أيضاً:
فوائد استراتيجية لمصر من زيادة الحصة: مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وتحفيز الاستثمار الأجنبي
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي القرار رقم 247 لسنة 2024 بالموافقة على زيادة حصة مصر في صندوق النقد الدولي بنسبة 50%، في خطوة تهدف إلى تعزيز الدور الاقتصادي للبلاد في المنظومة المالية العالمية، وتم نشر القرار في الجريدة الرسمية في عددها الصادر اليوم الخميس.
صندوق النقد: اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر يتيح صرف 1.2 مليار دولار صندوق النقد الدولي: مستعدون لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار صندوق النقد الدولي:الرسوم الجمركية الانتقامية في آسيا قد تقوض النمو عالمياً رئيس الوزراء ينفي طلب مصر زيادة شريحة القرض من صندوق النقد الدوليالتداعيات الاقتصادية لزيادة الحصة:
زيادة الحصة تعني تعزيز مساهمة مصر في رأسمال صندوق النقد الدولي، ما يمنحها مزيدًا من النفوذ داخل المؤسسة المالية الدولية، ويُعتبر هذا القرار جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز مكانة مصر الدولية في النظام المالي العالمي، حيث تعكس هذه الخطوة التزام مصر بتعزيز دورها في المنظومة الاقتصادية الدولية.
قوة التصويت وزيادة التمويل:
كل دولة عضو في صندوق النقد الدولي تمتلك حصة تُحدد بناءً على عوامل اقتصادية مثل الناتج المحلي الإجمالي وحجم التجارة الخارجية. وهذه الحصة تمنح الدولة حق التصويت في الصندوق وتؤثر على قدرتها في الحصول على التمويل. زيادة الحصة تعني أن مصر ستسهم بمزيد من الأموال، مما يعزز قوتها التصويتية ويتيح لها إمكانية الحصول على تمويل أكبر في حال الحاجة.
التزامات مصر نتيجة زيادة الحصة:وفقًا للاتفاقية، يجب على مصر دفع زيادة قيمتها 1.365 مليار دولار.
25% من هذه الزيادة ستدفع بالدولار أو العملات الأجنبية القابلة للتحويل.
75% المتبقية ستدفع بالعملة المحلية، وهو ما يقلل الضغط على احتياطيات النقد الأجنبي.
أهمية زيادة الحصة بالنسبة لمصر:قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن أهمية القرار تكمن في تعزيز الدور الدولي لمصر، حيث تمنح زيادة الحصة فرصة أكبر للمشاركة في صنع القرار داخل صندوق النقد الدولي، بما يعكس مصالحها الاقتصادية ويخدم الدول النامية. وأضاف أن هذه الخطوة تعني الحصول على تمويل أكبر، حيث تتيح لمصر القدرة على الوصول إلى تسهيلات مالية أكبر إذا احتاجت لذلك في المستقبل.
فوائد إضافية لمصر:
تعزيز الثقة الدولية: الزيادة تعزز صورة مصر كدولة ملتزمة بدورها في النظام الاقتصادي العالمي، مما يساهم في تحسين تصنيفها الائتماني وجذب الاستثمارات.
تقوية العلاقات مع صندوق النقد الدولي: القرار يساعد في تعزيز التعاون بين مصر وصندوق النقد الدولي، مما يتيح الدعم الفني والمالي لبرامج الإصلاح الاقتصادي.
التعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية: تعزيز الحصة يزيد من قدرة مصر على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وضمان وجود دعم مالي دولي عند الحاجة.
تحفيز الاستثمار الأجنبي: زيادة الالتزام الدولي يعكس استقرار السياسات الاقتصادية المصرية، مما يعزز ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري.