شاهد| أبرز المعلومات عن مشروع "دبي ووك"
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
شهدت إمارة دبي اليوم السبت الإعلان عن إطلاق مشروع جديد لتحويل الإمارة إلى مدينة صديقة للمشاة، فما هي أبرز ملامح المشروع؟
سيعزز المشروع التنافسية العالمية لإمارة دبي في مستوى مرافق المشاة والتنقل الفردي، وتحقيق أحد مستهدفات خطة دبي الحضرية 2040، وهو "مدينة العشرين دقيقة"، عبر توفير البنية التحتية للوصول لأكثر من 80% من الخدمات للسكان خلال عشرين دقيقة من التنقل، ودعم استراتيجية جودة الحياة 2033، وتحسين جودة حياة أفراد المجتمع، وتحويل دبي لمدينة صديقة للمشاة، وتحسين مستوى السلامة المرورية للمشاة وربط المناطق المختلفة مع مسارات المشاة الحالية، وإدخال العنصر الإبداعي والجمالي والثقافي في عناصر التنقل الفردية، إضافة إلى إبراز هوية المناطق المختلفة لتحسين المظهر الجمالي، وتجميل الميادين في إمارة دبي.3 مراحل لتنفيذ المشروع
ويتضمن المخطط الشامل لتطوير مسارات المشاة تنفيذ وتطوير أكثر من 6500 كيلومتر من مسارات المشاة، تكون مترابطة ومتواصلة على مستوى الإمارة، حيث سيجري تنفيذ 3300 كيلومتر مساراً جديداً للمشاة، وتطوير 2300 كيلومتر من المسارات الحالية حتى عام 2040، وكذلك تنفيذ أكثر من 900 كيلومتر من المسارات بعد عام 2040، وسيكون بدء التطبيق التجريبي للمشروع في الفترة من 2025 إلى 2027، وسيجرى تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل، تمتد من 2027 حتى 2040.
تنفيذ 110 جسوركما يتضمن المخطط تنفيذ 110 جسور وأنفاق للمشاة، لربط المناطق الحضرية، وأهمها جسر على شارع الاتحاد، يربط بين منطقتي النهدة والممزر، وجسر على شارع طرابلس، يربط بين منطقتي الورقاء ومردف، وجسر على شارع الخوانيج، لربط منطقتي مشرف والخوانيج، وجسر على شارع دبي ـ العين، يربط بين واحة دبي للسيلكون ودبي لاند.
ويسهم المشروع في تحقيق الربط الكامل بين مناطق الجذب والمرافق العامة ووسائل النقل المختلفة، مثل منطقة برج خليفة، ومركز دبي المالي العالمي، ومرسى دبي، وأبراج بحيرات جميرا، وكذلك ترسيخ الهوية والطابع الفني للمسارات، وتصميم هوية خاصة لكل منطقة، عبر أشكال وألوان وإنارة وتشجير مختلف، بحيث يشعر المشاة بالانتقال من منطقة إلى أخرى.
وروعي في المسارات تحسين بيئة المشاة، من خلال توفير العناصر التكميلية لتجميل المدينة، مثل تكثيف التشجير والتظليل على المسارات، واستخدام أنظمة الرذاذ لخفض درجة الحرارة على المسارات، وتوفير مسارات تفاعلية تشتمل على شاشات ولوحات ورسومات أرضية، وأجهزة رياضية وترفيهية، تشجع السكان والزوار على المشي، وتوفير الاستراحات والمساحات التجارية الاستثمارية، وضمان سهولة الوصول للمسارات ورفع مستوى السلامة المرورية، وتصميم نظام إرشادي نوعي، بتصميم مميز للعلامات الأرضية واللوحات الإرشادية، والإنارة المستدامة، والأرصفة المتكاملة، والأعمال الفنية، وإضافة المسارات إلى أنظمة الملاحة والتطبيقات الذكية.
#عاجل| #محمد_بن_راشد: ضمن خططنا لتطوير جودة الحياة في دبي، اعتمدنا اليوم مشروعاً جديداً لتحويل دبي لمدينة صديقة للمشاة .. سيتم تطوير 3300 كم من المسارات الجديدة للمشاة .. وبناء 110 جسور وأنفاق خاصة بالمشاة … ويتضمن المشروع الضخم - الذي يهدف أن يكون المشي جزءاً من نمط الحياة في… pic.twitter.com/vrDTCFCf1z
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) December 7, 2024مساحات خضراء
وستتضمن مسارات المشاة التي ستطبقُ في المرحلة الأولى، والبالغ طولها 17 كيلومتراً، وهي مسار الراس التاريخي في منطقة الراس والسوق الكبير، التي تعد من المناطق التاريخية والتراثية في الإمارة، ويبلغ طول المسار 15 كيلومتراً، منها خمسة كيلومترات على الواجهة المائية، ويشمل إعادة تأهيل 25 ساحة عامة، عبر توفير استراحات مظللة ومساحات خضراء وأماكن لعرض أعمال فنية وتراثية، وإعادة تأهيل مسارات الواجهة المائية عبر تصاميم بسيطة ومواد وألوان تتجانس مع هوية المنطقة.
مسار المستقبل
ويضم المشروع مسار المستقبل الذي سيجري تنفيذه في منطقة متحف المستقبل، ويشتمل على جسر أيقوني بطابع معماري مميز يتناسب مع طبيعة المنطقة، بطول كيلومترين وبعرض يتراوح بين ستة أمتار و15 متراً، يربط أماكن الجذب الاقتصادية وريادة الأعمال التي تغطي موقع مركز دبي التجاري العالمي، ومتحف المستقبل، وأبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومحطات المترو.
نماذج المسارات والمساحات
ويحتوي المشروع على مسارات تشمل ثلاثة نماذج؛ الأول المسارات السياحية والترفيهية، وتضم 112 كيلومتراً من مسار الواجهة المائية، و64 كيلومتراً من المسار الحضري، و124 كيلومتراً من المسارات الخضراء، و150 كيلومتراً من المسارات الريفية والجبلية، والنموذج الثاني، هو المسارات الداعمة للميل الأول والأخير، لتعزيز التنقل عبر وسائل النقل الجماعي، وتغطي 30 منطقة، أهمها مناطق الرقة، والخليج التجاري، والبدع، والمركز التجاري، والنموذج الثالث، هو مسارات الأحياء، وهي مسارات داخلية تخدم الأحياء السكنية، وتربطها بمناطق الجذب، ويغطي هذا النموذج 50 منطقة، وسيشمل في المرحلة الأولى ثلاث مناطق هي: البرشاء الثانية، والخوانيج الثانية، والمزهر الأولى.
البنية التحتية للطرق
وسيتم العمل على مشروع تطوير البنية التحتية للطرق في منطقة مسار المستقبل، ويشمل تطوير دوار المركز التجاري وشارع المستقبل، وتطوير دوار المركز التجاري، وتنفيذ جسور وأنفاق للمركبات بطول 6200 متر، وتحويل الدوار الحالي إلى تقاطع سطحي لتعزيز انسيابية الحركة المرورية القادمة في جميع الاتجاهات. ويخدم المشروع سبع مناطق سكنية وتطويرية، ويُقدّر عدد المستفيدين بنحو نصف مليون ساكن وزائر، ويسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية من 9000 مركبة في الساعة، إلى 12000 مركبة في الساعة، بنسبة زيادة 30%، كما يسهم في خفض زمن الرحلة من ثمان دقائق إلى ثلاث دقائق 18 ثانية.
تطبيق ذكي
وسوف يُطلقُ تطبيقٌ ذكيٌ، لتشجيع السكان والزوار على ممارسة المشي، عبر المشاركة ببياناتهم المتعلقة بالمشي، مثل المسارات التي يستخدمونها، ومعرفة عدد الخطوات ومدة المشي والمسافات المقطوعة، ومعلومات عن طبيعة المسار، والمرافق التي يشتمل عليها، ورأي المستخدمين فيه، وإمكانية حفظ المسارات المفضلة، ويوفر التطبيق معلومات شاملة عن شبكة مسارات المشاة في دبي، وأهم مميزات كل مسار مثل نقاط الجذب، والأعمال الفنية ومناطق الاستراحات، والفعاليات التي تقام بالقرب منها، إلى جانب جمع نقاط نظام الحوافز المكتسبة من المسافات المقطوعة: (Reward system)، والاستفادة من النقاط بخصومات أو برصيد في المحفظة الإلكترونية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات من المسارات على شارع
إقرأ أيضاً:
"القصيبي": الوضع فى اليمن كارثي بكل ما تحمله الكلمة
و"مسام" مفتاح الخلاص للشعب اليمني من كابوس الألغام
"الحوثي" زرعت الألغام في 18 مديرية من أصل 22
نزع 476,432 لغماً غير منفجرة وعبوة ناسفة من يونيو 2018 وحتى ديسمبر 2024
550 موظف فى 32 فريق تحت إشراف 30 خبيرا
بين الحقول الخضراء التي كانت يومًا رمزًا للحياة والأمل، تكمن قنابل خفية تحت التراب، تهدد حياة الملايين وتخنق أحلام المستقبل في اليمن، حيث الحرب ألقت بظلالها الثقيلة، أصبحت الألغام الأرضية كابوسًا يوميًا يعاني منه الأطفال والنساء والمزارعون على حد سواء. هذه الأدوات القاتلة لا تميز بين مدني وعسكري، فهي تزرع الموت بصمت في كل خطوة.
وسط هذا الواقع المؤلم، تبرز جهود نزع الألغام كعمل إنساني نبيل، يحمل في طياته الأمل لإعادة الأرض إلى أصحابها والحياة إلى طبيعتها. جنود مجهولون يخاطرون بحياتهم يوميًا لإزالة شبح الموت من تحت أقدام الأبرياء، ساعين لإعادة الأمان إلى وطن أنهكته الحرب.
ففي أرض اليمن، حيث امتزجت عراقة التاريخ بجمال الطبيعة، تركت الحرب بصماتها القاسية، وفرضت واقعًا مريرًا يثقل كاهل الملايين. بين جبالها وسهولها، لم تعد الحياة آمنة كما كانت؛ إذ أصبحت الألغام الأرضية تهديدًا يوميًا لكل من يعيش هناك. هذه الأدوات القاتلة، التي زرعت دون تمييز، حوّلت أراضي اليمن الخصبة إلى حقول موت صامتة، تنتظر أن تخطف أرواح الأبرياء في أي لحظة.
فلا يمر يوم دون أن نسمع قصة طفل فقد ساقيه أثناء اللعب، أو مزارع لم يعد قادرًا على العمل في أرضه خوفًا من أن تكون ملغومة. النساء، الأطفال، وكبار السن، كلهم يدفعون الثمن الباهظ لهذه الألغام التي لا تفرق بين من يمر فوقها. خلف كل حادثة هناك معاناة، وهناك أحلام تحطمت، ومستقبل توقف عند لحظة الانفجار.
لكن وسط هذا الظلام، هناك أبطال يعملون بصمت لتغيير هذا الواقع، إنهم رجال ونساء يخاطرون بحياتهم يوميًا لنزع الألغام، ليعيدوا الأرض إلى أهلها، ويمنحوا الأمل لأولئك الذين فقدوه. كل خطوة يخطونها هي تحدٍ جديد، وكل لغم يزيلونه هو حياة تُنقذ. هؤلاء الأبطال، الذين نادرًا ما يُسلط الضوء على جهودهم.
يقدم "الوفد" حوارًا استثنائيًا مع الأستاذ أسامة بن يوسف القصيبي مدير عام مشروع «مسام» لنزع الألغام – اليمن، ينقل لنا فيه صورة أعمق عن المأساة التي يعيشها اليمن بسبب الألغام، وعن الأمل الذي يولده العمل الدؤوب لنزعها، وعن المخاطر التي يواجهها، وعن التحديات النفسية والجسدية التي يتعرض لها، والجهود المبذولة لإزالة هذا الكابوس من حياة اليمنيين، وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يدعم هذه القضية الإنسانية الملحة.
التعريف بالمركز وأهدافه
ما هي الخلفية التي تأسس عليها مشروع "مسام"، وما هي رسالته الأساسية؟
- في البداية يجب الإشارة إلى حجم المعاناة التي يعيشها الإنسان اليمني بسبب علب الموت المتفجرة، الوضع على الأرض كارثي بكل ما تحمله الكلمة، فعندما تجد شعب كامل لدولة شقيقة يعيش رعب من خطر الألغام ويعاني ويلات ما تسببه من بتر وإعاقات وإزهاق لأرواح الأبرياء، وهنا جاء الدور السعودي استمراراً لجهود المملكة العربية السعودية ومكانتها العالمية والفعالة في الأعمال الإنسانية، ليكون بمثابة مفتاح الخلاص للشعب اليمني من كابوس الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي بشكل عشوائي، وجند المشروع لهذه الأهداف الإنسانية ثلة من الخبراء وفرق ميدانية مدربة ومدهم بأحدث التقنيات في مجال نزع الألغام، لبلوغ الهدف (حياة بلا ألغام) في الأراضي اليمنية.
كيف تصفون حجم وتأثير مشكلة الألغام في اليمن؟
- كما قلت لك، مشكلة الألغام هي كارثة إنسانية كبرى سيعاني اليمن منها لسنوات، وتحتاج لسنوات من العمل المتواصل، بالتأكيد أثرت بالفعل على البنية التحتية للدولة، ودمرت كل ما له علاقة بالحياة، مثل الطرق الرئيسية والمدارس والمساجد والمستشفيات وآبار المياه ومناطق الرعي، لا توجد منطقة سيطرت عليها ميليشيات الحوثي وخرجت منها دون أن تجعلها حقل للألغام، والأدهى من ذلك أن هناك العديد من المناطق التي قامت الفرق الهندسية لمشروع «مسام» لنزع الألغام- اليمن، بتطهيرها من الألغام، ثم مع اختلاف خطوط التقدم والانسحاب في الحرب التي دارت بين هذه الميليشيات الانقلابية والحكومة الشرعية وعودة سيطرة الحوثيين على بعض المناطق مرة أخرى قاموا بتلغيمها من جديد، ونحن واجهنا ذلك خلال عملنا منذ بداية المشروع في يونيو 2018م وحتى الآن.
ما هي الأهداف الاستراتيجية لمشروع "مسام" على المدى القصير والطويل؟
بكل تأكيد لدينا أهداف استراتيجية واضحة وثابتة تعمل فرق مشروع «مسام» لنزع الألغام – اليمن، طوال الوقت على تحقيقها، وأبرزها على سبيل المثال لا الحصر:
- نزع الألغام والذخائر والعبوات غير المنفجرة من كافة الأراضي اليمنية المحررة لتطهيرها وعودة الحياة فيها إلى طبيعتها.
- تعزيز عناصر السلامة في المناطق اليمنية المحررة، والتصدي للتهديدات المباشرة لحياة الشعب اليمني.
- تدريب وتأهيل كوادر وطنية يمنية على كيفية التعامل مع الألغام والذخائر والعبوات غير المنفجرة للمساهمة في إزالة خطرها عن الشعب اليمني.
- وضع آلية تساعد الفرق اليمنية العاملة في مجال نزع الألغام على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام والذخائر والعبوات الناسفة غير المنفجرة.
- تجهيز فرق محلية تتولى المعالجة الفعالة للمأساة الإنسانية التي تسببها كارثة الألغام للضحايا وأسرهم.
- وضع استراتيجية تمكن المجتمع اليمني من تحمل المسؤولية على المدى الطويل في سيناريو ما بعد الحرب للوصول إلى «حياة بلا ألغام».
العمليات والإنجازات
ما حجم المناطق التي تم تطهيرها من الألغام حتى الآن؟
- زرعت الميليشيا الحوثية الألغام في 18 مديرية من أصل 22 في المحافظة، وتعد محافظة تعز أكثر المحافظات اليمنية تأثرا بالألغام والعبوات الناسفة والذخيرة غير المنفجرة، وتأتي محافظة مأرب في المرتبة الثانية، تليها محافظة عدن في المرتبة الثالثة، بعد ذلك تأتي محافظات شبوة والجوف في المرتبتين الرابعة والخامسة.
وفي المرتبة السادسة تأتي محافظة الحديدة، وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها فرق «مسام» في المحافظة لتطهيرها من الألغام إلا أن مناطق كبيرة لا تزال ملغومة أغلبها لا تستطيع فرق «مسام» الوصول إليها بسبب سيطرة الحوثيين عليها.
تأتي بعد ذلك محافظات لحج والضالع والبيضاء وصنعاء وصعدة، حيث تعمدت الميليشيا الحوثية زراعة الألغام في كافة المناطق الحيوية التي ترتبط مباشرة بحياة المدنيين ومصادر
عيشهم، وركزت الميليشيا الحوثية في زراعتها للألغام على المناطق السكنية والطرقات العامة والأراضي الزراعية ومناطق الرعي.
هل هناك أرقام محددة لعدد الألغام التي تم نزعها منذ بدء العمليات؟
- بالتأكيد، فجميع فرقنا تقوم بعمل حصر أسبوعي ولدينا كذلك تقرير شهري، وجميعها تقارير تنشر في الإعلام العربي والدولي كذلك، وقد بلغ إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق مشروع «مسام» لنزع الألغام - اليمن في يونيو 2018م وحتى ديسمبر 2024م، عدد 476,432 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، بينما بلغ إجمالي مساحة الأراضي التي تم تطهيرها 63,378,671 (م2).
الرقم كبير وضخم بالتأكيد، ولكن مازال هناك الكثير من الألغام والعبوات المدفونة في باطن الأرض لا أحد يستطيع توقع حجمه، لكن فرقنا حتى تاريخ هذه المقابلة تمكنت من انتزاع أكثر من 476 ألف من علب الموت مقسمة إلى:
الألغام المضادة للأفراد: 6,690
الألغام المضادة للدبابات: 145,815
الذخائر غير المنفجرة: 315,747
العبوات الناسفة: 8,180
ما هي أبرز التحديات التي تواجه فرق العمل أثناء عمليات نزع الألغام؟
لم يحصل مشروع «مسام» على أي خرائط لزراعة الألغام، منذ بدء العمل حتى اليوم، ويعتمد على فرق المسح الميدانية وعلى المعلومات التي يتم جمعها من الميدان، وأيضا حوادث الانفجارات التي تحدث بشكل شبه يومي.
وبالإضافة إلى غياب الخرائط فهناك الكثير من التحديات التي تواجهها فرق «مسام»؛ مثل البعد الجغرافي، والمساحة، والزراعة العشوائية، وتطور الصناعة المحلية للألغام، ووجدت فرق «مسام» الألغام في مناطق من الصعب التصور بالعثور عليها، وكذلك استمرار زراعة الألغام بشكل مكثف من قبل المليشيا الحوثية.
هل يمكننا التحدث عن أبرز الإنجازات التي حققها المشروع في حماية المدنيين؟
مشروع «مسام» قدَّم تضحيات جسام وصلت حد فداء الإنسان اليمني بالنفس، فكل لغم أو عبوة يتم انتزاعها هي إنقاذ لروح من أرواح الأبرياء التي تزهقها علب الموت الغادرة، ولم تتوقف جهود مشروع «مسام» عند نزع الألغام والعبوات الناسفة فقط، بل امتدت يد «مسام» إلى الأعمال الإنسانية خارج إطار العمليات.
وانطلاقاً من السياسة الحكيمة التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين –أيده الله- في سبيل تقديم الدعم والعون للمحتاجين في كافة أنحاء المعمورة دون تمييز بين دين أو عرق أو لون، سعى مشروع «مسام» لنزع الألغام - اليمن، منذ اليوم الأول لعمله في الأراضي اليمنية إلى أن يكون مرآة تعكس ما عليه الإنسان السعودي من بذل وعطاء، فلم يتوقف عمل المشروع على مهمته الأساس المتمثلة في عمل إنساني نبيل، بل لبى نداء الإنسانية. وقد قدم «مسام» العديد من المساعدات للمواطنين اليمنيين، ومد يد العون للمحتاجين، ومن عاشوا ويلات الفظائع التي ترتكبها الميليشيات الحوثية في كل شبر تلوث بحضورها الدامي.
التعاون والشراكات
ما هي طبيعة التعاون بين "مسام" والجهات المحلية والدولية؟
- بالنسبة للجهات المحلية، هناك ترحيب واسع بالمشروع وعمله، وهناك أيضا تسهيلات من السلطات المحلية، وبالفعل يوجد لدينا تعاون وتنسيق دائم بين «مسام» والبرنامج الوطني اليمني للتعامل مع الألغام في وضع الخطط والبدء بتنفيذ العمليات في المناطق شديدة الخطورة لإزالة التهديد المباشر للسكان المدنيين، وتأمين تحركهم نحو مصالحهم ومعايشهم بصورة آمنة.
أما بالنسبة للجهات الدولية، فيعمل «مسام» بشكل مستقل، وتتحمل الحكومة السعودية التكاليف بالكامل لعمل المشروع وتمويله ودعمه، منذ اليوم الأول. وبفضل ما قدمه المشروع أصبح «مسام» جزءً من حراك إنساني عالمي، هدفه لفت انتباه العالم لحجم كارثة الألغام في اليمن ودعوته للانضمام لركب «مسام» في هذا الكفاح النبيل من أجل حياة آمنة من علب الموت المتفجرة، ومضى «مسام» على هذا النهج عبر خارطة تحركات وفعاليات ومشاركات وتنظيم ندوات والمشاركة في مؤتمرات، والانخراط في مناسبات عدة، من أجل إيصال صوت اليمن للعالم وإطلاعهم على حجم الدمار وحجم الهلاك في اليمن بسبب جائحة الألغام، وحجم المسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتق الضمير العالمي من أجل حل هذه المعضلة وعودة اليمن آمنا من الألغام بمختلف أشكالها وأنواعها المهلكة للحرث والنسل.
وعلى سبيل المثال في مايو 2024م شارك «مسام» في أعمال ندوة الجهود المبذولة في نزع الألغام وتأثيرها على السلام والأمن الإنساني التي تنظمها الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وقد ركزت الندوة على تبادل الآراء والخبرات الدولية وتعزيز العمل المشترك على الصعيد الدولي في مجال نزع الألغام، كما تسلط الضوء على الدور المهم لمشروعات وبرامج نزع الألغام في تعزيز الأمن الإنساني ونشر السلام. وكان «مسام» حاضرا في الدورة 57 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، التي عقدت في أكتوبر 2024م، وأشاد وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، خلال كلمته بالدور الكبير الذي يقوم به مشروع «مسام» لنزع الألغام - اليمن، مؤكداً على الأثر الإيجابي الهائل للمشروع في إنقاذ حياة المدنيين وإعادة استصلاح الأراضي الزراعية.
هل هناك مبادرات أو مشاريع مشتركة مع منظمات إنسانية لتوعية المجتمعات المحلية بخطر الألغام؟
-بالطبع هناك دائما حملات توعوية تقوم بها فرق المشروع لتثقيف وتعريف المواطنين بمخاطر الألغام وكيفية تجنبها من خلال التوعية المستمرة التي تشارك فيها فرق «مسام» بالتعاون مع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام «يمك»، وكذلك تقديم الدعم النفسي للمصابين والمتأثرين بالألغام لإعادة دمجهم مرة أخرى في المجتمع.
الجانب الإنساني والتوعوي
كيف يتم تقديم الدعم للضحايا الذين تعرضوا لإصابات بسبب الألغام؟
مشروع «مسام» مسؤوليته هي نزع الألغام، ولكن الجميع يرى على الأرض ما يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث بادر المركز إلى دعم تمويل برنامج الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في الجمهورية اليمنية لتقديم الخدمات الصحية بالمجان لذوي الاحتياجات الخاصة ولاسيما حالات البتر والمعاقين حركياً.
ما هي برامج التوعية التي ينفذها المركز لزيادة الوعي بمخاطر الألغام؟
هناك حملات توعوية في المدارس وأخرى الميادين العامة، وكذلك توزيع منشورات وعقد ندوات ووضع ملصقات، فلدينا إيمان أن التوعية جزء كبير من حل المشكلة لتفادي تفاقم الكارثة، وبالفعل لقد أصبح الشعب اليمني مدرك لمخاطر الألغام بشكل كبير.
هل لديكم خطط لدمج المجتمع المحلي في عمليات نزع الألغام أو الحماية منها؟
يجب أن أخبرك بشيء، يتكون طاقم مشروع «مسام» لنزع الألغام- اليمن، من 550 موظفاً، ولدينا 32 فريقاً تابعاً لمشروع «مسام»، يعملون على الأرض في جميع المحافظات الملوثة بالألغام، ويتكون كل فريق من كوادر وطنية يمنية، يعملون تحت إشراف وتدريب مستمر من قبل 30 خبيرا من الخبراء السعوديين والأجانب الذين يقومون بعمليات الإشراف والتدريب والتجهيز في جميع أنحاء الأراضي المحررة في اليمن من خلال غرف عمليات المشروع في مأرب وعدن.
التحديات والطموحات
ما هي أبرز التحديات التقنية أو اللوجستية التي تواجهكم؟
يستخدم الحوثيون التمويه في زراعة الألغام، ولمواكبة التطور الحوثي في صناعة وزراعة الألغام، تحصل الفرق بشكل دائم على تدريبات مكثفة بأشكال مختلفة وجديدة لنواكب الصناعة المحلية للألغام، ولقد فطن خبراء «مسام» لتلك الخدع والأساليب التمويهية، فعملوا على رصد ما يتم اكتشافه وتوثيق كل تلك الأساليب وبيان حقيقتها ومد فرق «مسام» في كل المواقع بما يتم اكتشافه أولَا بأول، والتعميم على الفرق بالإجراءات والاحتياطات اللازمة لمواجهتها.
ويقوم خبراء المشروع بمواجهة كل مستجدات الحيل المبتكرة من الحوثيين ومسايرتها بتحديث أساليب جديدة في كيفية مواجهتها وإزالة جميع مخاطرها مهما بلغت درجة التعقيد فيها، وينتظم عمل خبراء مشروع «مسام» باستمرار على مواكبة التغيرات الاستراتيجية التي يستخدمها الحوثيون في الألغام والعبوات الناسفة، ويقومون بتحديث أنظمة الكشف وتطوير أساليب التعامل معها مع القيام بموازاة ذلك بتدريب فرق المشروع على مواجهتها.
كيف تقيمون دور المجتمع الدولي في دعم جهودكم؟
على المجتمع الدولي إدراك الحجم الحقيقي للكارثة في اليمن، والضغط على المليشيا الحوثية للتوقف عن زراعتها للألغام، وتسليم الخرائط، فما زالت مليشيا الغدر والإرهاب الحوثية مستمرة في جرائمها دون أن تردعهم مخافة الله. وفي تقديري أنه قد حان الوقت لكي تتخطى المنظمات الدولية، والدول الكبرى، في مجلس الأمن عبارات الشجب والاستنكار، وأن ترتقي إلى مستوى المسؤولية لإيقاف هذا الإجرام!
ما هي رؤيتكم المستقبلية لمركز "مسام"، وهل لديكم خطط للتوسع في مناطق أخرى؟
- بدأ مشروع «مسام» عمليات نزع الألغام والقذائف والعبوات التي لم تنفجر من الأراضي التي تم تحريرها من قبضة الحوثيين منذ يونيو 2018م، ومازالت عملياته مستمرة حتى الآن، وحقق المشروع نجاحات كبيرة ساهمت في خلق مساحات آمنة للقيام بكافة الأنشطة الإنسانية وإعادة الإعمار وتدفع للسير قدما في تحقيق العيش بأمن وأمان في المناطق اليمنية التي تم تحريرها.
وهنا يجب الإشارة إلى أن «مسام» يعمل في المناطق المحررة فقط، لأننا مشروع إنساني وليس عسكري، وبالتالي إذا تحررت المزيد من المناطق، سنلبي نداء الواجب وبالطبع ندرجها في خطة التطهير.