سياق اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
مصادر بريطانية تحدثت عن بعض ما دار في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية P3+2+2 بشأن ليبيا والذي عقد في لندن مؤخرا، والذي ضم دول كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا ومصر، بالإضافة إلى تونس والجزائر.
الاجتماع تم بدعوة من المملكة المتحدة، والتي تولي اهتماما خاصا بليبيا وتلعب دورا على صعيد توحيد الموقف الغربي تجاهها، بل وحتى محاولة ترتيب الأوضاع الداخلية في ليبيا بما يستجيب للمخاوف الغربية والتي في مقدمتها الوجود الروسي في البلاد.
الغاية من الاجتماع إعطاء دفعة لخطة المبعوث الأممي المكلف، ستيفاني خوري، لكسر الجمود السياسي ومحاولة تحقيق تقارب بين أطراف النزاع للتوصل لتسوية سياسية.
خطة خوري تقوم على العودة إلى طاولة الحوار بين الأطراف الرئيسية للأزمة للتوافق على ملف الانتخابات بعد النزاع حول قوانينه التي أصدرها مجلس النواب، وتشكيل حكومة جديدة مصغرة، والأمل، حسب مصادر مطلعة، أن تجرى الانتخابات مع نهاية العام 2025م.
خطة خوري تهدف إلى التوفيق بين مطالب أطراف النزاع، حيث يصر مجلس النواب على تشكيل حكومة جديدة كمطلب رئيسي للدخول في أي حوار تشرف عليه البعثة، فيما يرى الطرف الآخر (حكومة الوحدة وكتلة تكالة في المجلس الأعلى للدولة) ضرورة مراجعة قوانين الانتخابات واعتماد اتفاق بوزنيقة بالخصوص.
مما لا شك فيه أن اجتماع لندن سيعطي دفعة لخوري للمضي بثقة في خطتها، ويحدوها الأمل أن تحقق اختراقا كالذي وقع في أزمة المصرف المركزي، خصوصا وأن الاجتماع ضم أهم الأطراف الدولية والاقليمية المتدخلة في النزاع الليبي بثقل، خاصة تركيا ومصر. بمعنى أنه إذ اتفقت أنقرة والقاهرة على الحاجة لتقديم تنازلات من قبل حلفائها، فهذا يعني أن الحوار قد يحقق النتائج المرجوة.
الصد الرئيسي أمام تطور المسار السياسي وتحقيق أهداف خطة البعثة هي الجبهة التي يقودها عبدالحميد ادبيبة، والتي تمثل ثقلا سياسيا وعسكريا في العاصمة وحتى ضمن بعض أهم المدن كمصراتة والزاوية، خاصة إذا اتجه الحوار إلى التركيز على التغيير الحكومي دون وقوع تطور على مسار قوانين الانتخاباتوحتى النزاع الذي شهده المجلس الأعلى للدولة والذي انتهى إلى أن ينقسم المجلس إلى كتلتين برئاستين، لا يشكل قلقا كبيرا للبعثة والأطراف الدولية، حيث أنه لم يشكل عائقا أمام إدارة حوار أزمة المصرف المركزي والانتهاء إلى توافق حولها.
ستبقى إمكانية التوافق ونجاح الحوار رهنا للتفاهم بين الأطراف الدولية على شكل الحكومة ومن يترأسها، وعلى "البكج" الخاص بالانتخابات، والذي يعنى بحقوق الترشح والنقاط التي ميزت بعض المترشحين خاصة ممن لا يحق لهم الترشح وفق الأعراف الديمقراطية.
هناك المسار السياسي الأمني الموازي، والذي بدا أنه أكثر فعالية في دفع التوافق السياسي والتفاهمات بين أطراف النزاع إلى الأمام، والذي يجمع بشكل غير معلن ولا مؤطر بين فواعل من جبهة الشرق وأخرى من جبهة الغرب، وهو مرشح للعب دور لأجل الترتيبات الجديدة، ولا يستبعد أن تعتمد عليه البعثة والأطراف الدولية في محاولة تجاوز العراقيل أمام التسوية.
بالمقابل، فإن هذا المسار يمكن أن يشكل حاجز صد أمام أفكار البعثة اذا اتجه الحوار والتفاوض بعيدا في التغيير الحكومي، خاصة وأن بعض المكونات السياسية والاجتماعية وحتى العسكرية في الغرب تدفع باتجاه تغيير حكومي جذري.
ملجس النواب أعلن عن قائمة المرشحين لشغل منصب رئيس الحكومة، وهناك حديث عن أن رئاسة مجلس النواب لا تمانع أن يكون رئيس الوزراء من مصراتة، ويبرز اسم رجال الاعمال محمد المنتصر من بين المرشحين، والذي يلقى قبول ضمن فواعل في المدينة برغم كونه مغمور سياسيا.
الصد الرئيسي أمام تطور المسار السياسي وتحقيق أهداف خطة البعثة هي الجبهة التي يقودها عبدالحميد ادبيبة، والتي تمثل ثقلا سياسيا وعسكريا في العاصمة وحتى ضمن بعض أهم المدن كمصراتة والزاوية، خاصة إذا اتجه الحوار إلى التركيز على التغيير الحكومي دون وقوع تطور على مسار قوانين الانتخابات، وبالتالي فإن فرص نجاح خطة البعثة تعتمد على تقديم تنازلات مماثلة لتلك التي قدمتها جبهة الشرق في حوار أزمة المصرف المركزي فوقع التوافق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا ليبيا سياسة رأي اجتماعات بعثة أممية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تنخفض وسط تراجع المخاوف من النزاع السوري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، تراجعًا مع تلاشي المخاوف بشأن تداعيات الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بينما تلقت الأسواق دعمًا من تعهد الصين بتكثيف التحفيز الاقتصادي ما قد يعزز الطلب على النفط من أكبر مستورد للنفط في العالم.
وانخفضت عقود خام برنت 26 سنتًا بما يعادل حوالي 0.4% ليصل سعر البرميل إلى 71.88 دولار، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 30 سنتًا أو 0.4% لتستقر عند 68.07 دولار؛ وفق ما أورده موقع (إنفستنج) الأمريكي المختص في شؤون الاقتصاد والتداول.
بدوره، قال ياب جون رونج استراتيجي الأسواق في شركة "آي جي" للتداول والاستثمار، إن "التوترات في الشرق الأوسط تبدو تحت السيطرة مما دفع المشاركين في السوق إلى التسعير لمخاطر منخفضة على نطاق واسع من احتمال حدوث اضطراب كبير في إمدادات النفط بسبب توتر الأوضاع الإقليمية".
وكان المتمردون السوريون يعملون على تشكيل حكومة لاستعادة النظام بعد الإطاحة بالأسد، مع عودة البنوك وقطاع النفط للعمل اعتبارًا من اليوم ورغم أن سوريا ليست من كبار منتجي النفط، إلا أنها تتمتع بموقع استراتيجي ولها علاقات قوية مع روسيا وإيران، وقد يؤدي تغيير النظام إلى زيادة حالة عدم الاستقرار الإقليمي.
كما يركز السوق على احتمالية خفض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل، مما قد يعزز الطلب على النفط في أكبر اقتصاد عالمي.
ومن المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ختام اجتماعه في الفترة من 17 إلى 18 ديسمبر، ولكن ينتظر المتداولون معرفة ما إذا كانت بيانات التضخم هذا الأسبوع قد تعرقل هذا التوقع.
وقد تم الحد من التراجع في الأسعار بتوقعات إيجابية بشأن الاقتصاد الصيني، بعد التقارير التي تفيد بأن الصين ستتبنى سياسة نقدية "متحفظة" في العام المقبل، وهي أول خطوة لتخفيف موقفها المالي منذ 14 عامًا، بهدف تحفيز النمو الاقتصادي في أكبر مستورد للنفط في العالم.
وفي علامة إيجابية، أظهرت بيانات اليوم الثلاثاء أن واردات الصين من النفط الخام قفزت في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، محققة أول نمو سنوي في سبعة أشهر، حيث زادت مشتريات النفط بسبب انخفاض أسعار الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط وطلب التخزين.