في أمسية أدبية ممتعة، حلت الكاتبة والروائية رشا عدلى ضيفة بنادي كتاب مكتبة مدينة نصر العامة التابعة لجمعية مصر للثقافة وتنمية المجتمع، لمناقشة رائعتها الأدبية "أنت تشرق أنت تضئ " الصادرة عن دار الشروق والفائزة بجائزة كتارا المرموقة لفئة أفضل رواية عربية منشورة.

بدأت فعاليات اليوم بكلمة ترحيب ألقتها "نوال صالح" - رئيس قسم خدمات القراء، تناولت فيها نبذة مختصرة عن الضيوف ، مع ذكر لبعض أعمالهم.

ثم أدارت الناقدة ايمان منصور المناقشة حول العمل الأدبي والبناء الدرامي والتاريخى للرواية مشيرة إلى أهمية الحضارة المصرية القديمة وفترة التاريخ البطلمى والحضارة الإغريقية العريقية بتأيرها الواسع وعلاقتها بالحضارة المصرية القديمة.

إلى جانب تناول أسلوب الكاتبة المميز الذي يمزج بين التاريخ والواقع بروح إنسانية عميقة، فهي حقاً متفردة في الأسلوب والسرد والتشويق..وخلق عمل بعيد عن الجمود التاريخي ومفعم بالحياة.

ثم تحدث الدكتور / حسين عبد البصير – الكاتب والخبير في شئون الآثار، والذي استهل تقديمه بتحليل متعمق لفكر المؤلفة ومناقشة الجانب التاريخى للرواية وبورتريهات وجوه الفيوم مع تحليل متعمق لها، كما أضاف د. عبد البصير في حديثه شرحاً لأصول الحضارة المصرية وكيف تناول العديد من المفكرين والمؤرخين والفلاسفة والباحثين تلك الحضارة بالدراسة في إشارة إلى قوتها وعمق تأثيرها.

كما صحح د. عبد البصير في حديثه العديد من المفاهيم المغلوطة حول الحضارة المصرية في استجابة لتساؤلات بعض الجمهور من الحضور.

شهدت الندوة مداخلات عديدة من قبل الحضور، والذين أشادوا بالرواية وبأسلوب الكاتبة الفريد، بالإضافة إلى قدرتها على الربط بين شخصيات الرواية بكل سلاسة ويسر.

ومن جانبها، تحدثت رشا عدلي عن روايتها واهتمامها بدراسة الفن والتاريخ كما أشارت إلى الإلهام الذي دعاها إلى كتابة عمل أدبي مستوحى من وجوه الفيوم البديعة.

. حضر الأمسية رشا عصمت – رئيس قطاع البرامج و صابر رمضان – مدير تحرير جريدة الوفد، كما شارك عدد من الكتاب والكاتبات في الأمسية ومنهم الكاتبة/ وئام حمدى – الكاتبة / زينب عفيفى – الكاتبة / منى خليل – الكاتب / محمود أحمد فايز - الكاتبة / زيزت سالم – الكاتب/ سامح الجباس، الكاتب / كريم سليمان متولى، وأصدقاء المكتبة وعدد من جمهور ومتابعي الكاتبة.

ويُعد هذا اللقاء فرصةً رائعة لمحبي الأدب العربي للتواصل المباشر مع الكاتبة والتعمق في فهم روايتها التي تُعبر عن قضايا إنسانية واجتماعية بأسلوب ساحر.

في سياقٍ متصل؛ أوضح الأستاذ/ هاني عبد المريد - مدير المكتبة؛ أن نادي الكتاب الشهري يوفر منصة لمناقشة الكتب وتحليل مضمونها، مما يساهم في تعزيز الثقافة الأدبية والفكرية للقراء وتوسيع دائرة اهتمامهم بالأدب والثقافة، وأضاف عبد المريد أن لقاء الكتاب يعد فرصةً لاحتضان الإبداع الأدبي وتبادل الأفكار بين الكتاب والنقاد والجمهور.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رشا عدلي الحضارة المصریة

إقرأ أيضاً:

مصطفي بيومي .. الإنسان قبل الكاتب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى مساء الأحد، ٢ يناير، رحل عن عالمنا الكاتب الصحفى والأديب والناقد مصطفى بيومي، بعد صراع مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا غنيًا من الكتابات التى أثرت الصحافة والأدب العربي. لم يكن مجرد كاتب يملأ الصفحات بالحروف، بل كان روحًا تحب الحياة، تتأملها، وتكتب عنها بصدق وحب وحنين.

تشرفتُ بالعمل معه لأكثر من عشر سنوات، عرفتُه فيها إنسانًا قبل أن يكون كاتبًا، كان حنونًا، حساسًا، ناصحًا، وصديقًا حقيقيًا لكل من عرفه. لم يبخل أبدًا بنصيحة أو كلمة طيبة، ولم يكن يومًا مجرد رئيس فى العمل، بل كان أبًا وأخًا قريبًا للقلب.

كان للشتاء مكانة خاصة فى قلب مصطفى بيومي، كان يرى فيه دفئًا خاصًا رغم برودته، ربما لأنه فصل التأمل والهدوء، حيث يمكن للكاتب أن يختلى بأفكاره ويبوح بها على الورق. أما الموسيقى، فكانت السيدة أم كلثوم هى صوته المفضل، صوت يحمل عبق الماضى ورقى الفن، صوت يعبر عن مشاعره كما لو كانت كلماته.

لم يكن يمر يوم دون أن يحتسى قهوته المفضلة، كانت رفيقته الدائمة، تمامًا كما كان القلم والورق رفيقيه فى كل لحظة. لم تكن الكتابة مجرد مهنة له، بل كانت حياة، وكان يجد فى كل صفحة بيضاء عالمًا جديدًا يسكنه بإبداعه وأفكاره.

كان يعشق أدب نجيب محفوظ، كتب عنه كثيرًا، ناقش أعماله، وتعمق فى شخصياته، وكأنه كان يبحث فيها عن نفسه، عن فلسفته الخاصة، عن حبه للحياة رغم قسوتها. لم يكن مجرد ناقد لأعمال محفوظ، بل كان محبًا لها بكل تفاصيلها.

حتى فى أصعب لحظات مرضه، لم يستسلم مصطفى بيومي، ظل ممسكًا بالقلم، يكتب رغم الألم، يواجه الحياة بالكلمات، كأن الكتابة كانت علاجه، أو ربما كانت طريقته فى مقاومة النهاية.

كان إنسانًا نادرًا، صديقًا حقيقيًا لم يبخل يومًا بالنصيحة، حتى فى أدق تفاصيل حياتي. لم يكن يسأل عنى من باب المجاملة، بل كان اهتمامه صادقًا، نابعًا من قلب رقيق، كان دائم السؤال عن أحوالي، حاضرًا فى كل لحظة، يشاركنى الأفراح ويدعمنى فى الأوقات الصعبة.

كان يملك قدرة نادرة على الاستماع، وعلى أن يمنح كلماته طاقة من الأمل والتفاؤل، حتى فى أشد اللحظات قسوة. لم يكن مجرد رئيس عمل، بل كان أخًا، سندًا، شخصًا تعرف أنه مهما أبعده الزمن سيظل هناك، يسأل، يهتم، يشاركك همومك وكأنه يحمل جزءًا منها عنك.

رحيله ليس مجرد غياب، بل هو فراغ لن يُملأ، هو فقدان لصوت اعتدت سماعه، ولروح كانت دائمًا قريبة، تطمئن وتسأل وتمنح دون انتظار مقابل.

كان دائمًا أول المهنئين لى بعيد ميلادي، لم ينسَ يومًا، كان صوته يأتى محمَّلًا بالدفء، وكلماته تسبقها مشاعر صادقة لا تزيفها المجاملات. لكنه هذا العام لم يستطع، كان المرض قد أنهكه، وعندما حاولت الاتصال به لتهنئته بعيد ميلاده يوم ١١ ديسمبر، لم يكن قادرًا على الرد.

ولكن ردت عليَّ ابنته "نهى"، بصوت هادئ يحمل بين طياته الكثير، قالت لي: "بابا صوته تعبان ومش قادر يتكلم"، شعرت حينها بوجع لا يمكن وصفه، لكنه لم يكن وجع الغياب بعد، بل وجع العجز، أن أكون معتادة على سماع صوته فى هذا اليوم ولا أسمعه، أن أقول له "كل سنة وأنت طيب" ولا يرد عليَّ بنفس الحماس المعتاد.

لكننى لم أشأ أن أثقل عليه، كل ما استطعت قوله: "أنا بس بسأل عليه وعلى صحته، وبهنيه بعيد ميلاده.. ربنا يخليه لينا ويمد فى عمره وصحته." كنت أتمسك بأى أمل، بأى فرصة لأن يتجاوز المرض، لكنه كان أقوى هذه المرة، أقوى من كلماته، أقوى من صوته الذى أحببناه جميعًا.

رحل مصطفى بيومي، لكن روحه الطيبة ستظل باقية، صوته سيبقى يتردد فى ذاكرتي، وذكراه ستظل تعيش معى فى كل لحظة كنت أنتظر فيها اتصاله. 

رحمك الله يا أستاذ مصطفى، لن يكون عيد ميلادى كما كان بدونك، ولن يكون يوم ١١ ديسمبر مجرد تاريخ بعد الآن، بل يومٌ سيذكرنى دومًا بصديق كان يعنى لى الكثير، وستظل كلماتك وذكرياتك ونصائحك جزءًا لا يُمحى من حياتي.. رحمك الله يا أستاذ مصطفى، كنت كاتبًا عظيمًا، لكنك كنت إنسانًا أعظم.

مقالات مشابهة

  • "فضل الحضارة المصرية القديمة على العالم".. ندوة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
  • أستاذة علم مصريات: الغرب منبهر بالحضارة المصرية القديمة
  • مصطفي بيومي .. الإنسان قبل الكاتب
  • «أسرار أخطر فترة عاشتها مصر».. طبعة جديدة من كتاب «الصندوق الأسود.. عمر سليمان» للكاتب مصطفى بكري
  • محمد صبحي في مدينة زويل على هامش افتتاح معرض الكتاب .. صور
  • الفنان محمد صبحي يفتتح معرض الكتاب في مدينة زويل
  • أضواء غامضة تضيء سماء مصر وتثير التكهنات حول زيارة الكائنات!
  • دارة الملك عبدالعزيز تصدر كتابًا حول القطع الفخارية المكتشفة في مدينة تيماء
  • فرار مستر بيست من داخل أهرامات الجيزة.. اليوتيوبر الأشهر في العالم يستكشف الحضارة المصرية
  • أساطير أثروا تجربة المشاهدة.. التعليق الرياضي في مصر.. تاريخ عريق وحكايات لا تنسى