سودانايل:
2024-12-12@02:00:28 GMT

قراءة نقدية لواحدة من مجموعة أعمال حسن موسى

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

قراءة نقدية لواحدة من مجموعة أعمال حسن موسى
‏I Love You With My Ford

إبراهيم برسي
٦ ديسمبر ٢٠٢٤

تتسم هذه اللوحة للفنان حسن موسى بأنها عمل فني بالغ التعقيد والجرأة، لا يُقرأ سطحه دون التوغّل في طبقاته الغنية بالرمزية والمعاني المضمرة.
اللوحة، المستوحاة من عمل فنان البوب الأمريكي جيمس روزنكويست
(James Rosenquist)
I Love You with My Ford،
و هي تشكّل نافذة مشرعة على عوالمٍ من التوتر والتناقض، حيث تتقاطع أحلام البراءة مع واقعٍ سياسيٍ متوحش، وتتواجه الأمنيات الهشة مع عنفٍ لا ينفك يتسرب إلى كل زوايا حياتنا.


تبرز اللوحة قوة تعبيرية عميقة تتجاوز حدود العناصر البصرية الظاهرة إلى مستويات رمزية وفكرية معقدة.
يمكن قراءة العمل الفني من خلال منظورين متكاملين: البنية التشكيلية والمضمون الرمزي.

من الناحية التشكيلية

يستخدم الفنان تقنيات متعددة تجمع بين الرسم والكولاج (Collage)، ما يضفي بعدًا بصريًا حيويًا متعدد الطبقات.
تعزز الخلفية الداكنة حضور الشخصية المركزية التي تبدو كمحور للسرد البصري.
الألوان المتناثرة على هيئة فراشات تشبه الأحذية المزخرفة، وأسماك منسوجة من أقمشة ذات نقوش تقليدية، تخلق تباينًا ديناميكيًا يعكس التوتر بين المألوف والغريب، أو بين العنف والبراءة.
كذلك، توزيع العناصر على اللوحة ليس عشوائيًا، بل يعتمد على توازن مدروس يدفع العين للتنقل بين التفاصيل دون فقدان التركيز على الجوهر.

من الناحية الرمزية

تتقاطع في هذه اللوحة ثيمات الهوية، الثقافة، والعنف.
البندقية التي تحملها الشخصية تبدو في صراع بصري ووجودي مع الفراشات والأسماك الموزعة حولها.
هذا التناقض بين رمزية الحياة (الفراشات والأسماك) وأداة العنف (البندقية) يفتح مجالًا للتأمل في قضايا معاصرة مثل الاستعمار، الحروب، وتأثيرهما على الفرد والمجتمع.
الشخصية المركزية، التي تحمل ملامح إفريقية بارزة، تبدو وكأنها أيقونة تمثل صراع الهويات بين الأصالة والحداثة، أو بين الثقافات المحلية والعولمة.
البندقية في يده ليست فقط أداة للعنف، بل أيضًا عبء ثقيل وتذكير دائم بالحروب التي تُحاصر الهوية وتُعيد تشكيلها باستمرار.

يكشف العمل عن حساسية حسن موسى في استحضار التراث الإفريقي ليس بوصفه مجرد موروث، بل كمعطى ديناميكي يعاد تشكيله في ضوء تحولات الواقع المعاصر.
استخدام الأقمشة التقليدية في الكولاج هو تذكير بأهمية الحرفية والتقاليد وسط عالم يزداد تشظيًا وتكنولوجية.
تنجح اللوحة في المزج بين جمالية التكوين وتعقيد الرسالة الفكرية. ومع ذلك، يمكن القول إن ازدحام العناصر قد يشوش قليلاً على المشاهد غير المتمرس، مما يجعل التفسير الأولي صعب المنال.
لكن هذا الغموض ذاته يعزز من قيمة العمل، حيث يحفز المشاهد على التعمق واستكشاف طبقاته المختلفة.

تظل اللوحة شاهدًا على براعة دكتور حسن موسى كفنان خلاق يمتلك أدوات الإبداع التي تمكنه من المزج بين المحلي والعالمي، وبين الجمالي والسياسي، ليقدم تجربة بصرية وفكرية ثرية.
في
I Love You With My Ford،
يرتقي موسى بالفن من مجرد تمثيل بصري إلى منصة فلسفية تُلامس أعماق القضايا الإنسانية.
اللوحة ليست مجرد شهادة على العنف السياسي، بل هي أيضًا حلم دفين بعالم أكثر إنسانية، حيث تُزهر الأمنيات المستحيلة رغم القسوة.
بهذا التوتر بين الجمال والقبح، بين الفوضى والنظام، بين الحلم والواقع، تؤكد اللوحة قدرتها على أن تكون عملًا خالدًا يتجاوز الحدود المكانية والزمانية.

zoolsaay@yahoo.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حسن موسى

إقرأ أيضاً:

قطعة نقدية ذهبية تحمل صورة بروتوس مقابل 2,09 مليون دولار

جنيف "أ.ف.ب": بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جدا تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2,09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف، على ما أعلنت دار "نوميسماتيكا جنيفنسيس" التي نظّمت المزاد.

وأفادت الدار في بيان بأنّ القطعة الذهبية بيعت بأكثر من 1,83 مليون فرنك سويسري، أي 2,09 مليون دولار بما يشمل العمولة، "لأحد هواة الجمع الأوروبيين".

وطُرحت القطعة بداية بـ845 ألف دولار.

وأشارت الدار إلى أنّ عملية البيع تمّت بعد "منافسة شديدة عبر الانترنت بين ثمانية مزايدين".

وكان مدير الدار فرانك بالداتشي، أكد لوكالة فرانس برس قبل بضعة أيام، أن هذه العملة الذهبية الرومانية، هي "قطعة من التاريخ" مرتبطة بالفصول الأخيرة من الجمهورية الرومانية.

ولفت إلى أنّ القطعة التي تزن ثمانية غرامات وحجمها مماثل لقطعة اليورو الواحد، سُكّت في 43-42 قبل الميلاد على أيدي "بروتوس وأصدقائه الذين اغتالوا يوليوس قيصر" في مارس 44 قبل الميلاد.

ويظهر على الجهة الأمامية من القطعة رأس بروتوس مكللا بأوراق الغار، في حين أن الجانب الخلفي منها يذكّر بانتصاراته العسكرية الأخيرة من خلال رموز حربية. وهذه القطعة هي واحدة من 17 عيّنة معروفة، بحسب دار المزاد.

وشرح بالداتشي أن إكليل الغار هو في الحقيقة علامة "لشخص يريد الترويج لنفسه كإمبراطور"، لافتا إلى وجود نقش IMP عليها، وهو يرمز إلى لقب (قائد الجيوش) الذي أصبح وراثيا في ظل الإمبراطورية.

وسُكَّت هذه القطعة النقدية قبل وقت قصير من معركة فيليبي الشهيرة التي خسرها بروتوس أمام مارك أنتوني وأوكتافيان وفي نهايتها "انتحر"، بحسب بالداتشي.

وسافرت القطعة عبر القرون، وتنقّلت من يد إلى يد، بعيدا من الأنظار.

وظهرت القطعة مجددا في خمسينات القرن العشرين عندما وردت في قائمة هاوي جمع خاص. ثم طُرحِت مرة أخرى في مزاد عام 2006 في زوريخ، حيث بيعت لجامع تحف خاص آخر مقابل 360 ألف فرنك سويسري.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: ماحدش يقدر يلعب مع مصر بفضل ربنا.. وقوة الجيش المصري ترعب إسرائيل
  • أخطر الأطعمة التي تدمر صحة الكبد
  • “ديلي ميل”: كيف تبدو شقق الأسد والمخلوف العشرين في موسكو
  • مدبولي: سنتخلص من الهيئات التي لا مجال للإصلاح فيها
  • قطعة نقدية ذهبية تحمل صورة بروتوس مقابل 2,09 مليون دولار
  • أحمد موسى يشيد بتجربة الأهرام إبدو: صوت حقيقي لمصر
  • تعرف على الشخصية التي اختارتها المعارضة السورية لتشكيل حكومة ” الإنقاذ ”  
  • رفع الأثقال 3 مرات أسبوعيا يجعلك تبدو أصغر 8 سنوات
  • بين التنظير والواقع- قراءة نقدية لمواقف د. عبد الله علي إبراهيم من قوى الثورة والقوى المدنية
  • 10 مليارات دولار تدفقات نقدية للصناديق المستثمرة في بيتكوين منذ فوز ترامب