صحف عالمية: معركة حمص حاسمة لتحديد مستقبل الأسد
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
تناولت صحف ومواقع عالمية التطورات الجارية في سوريا، وخاصة تقدم قوات المعارضة السورية المسلحة في مدينة حمص، بالإضافة إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة، واستمرار إسرائيل في عرقلة اتفاق وقف الحرب.
وكتبت "وول ستريت جورنال" أن "المعركة الدائرة من أجل السيطرة على حمص حاسمة لتحديد مستقبل الرئيس بشار الأسد، وهي اختبار لما إذا كانت روسيا وإيران راغبتين وقادرتين على التدخل لدعم دفاعاته المنهارة".
وأضافت الصحيفة أنه "إذا تمكنت قوات المعارضة من التقدم سيخسر الأسد آخر مدينة في الطريق نحو العاصمة، وسيكون معزولا عن القواعد العسكرية الروسية على ساحل البحر المتوسط".
وسلطت "فايننشال تايمز" الضوء على ما سمته تحذير السفارة الروسية في دمشق لمواطنيها الموجودين في سوريا، وعلقت بالقول إن "التحذير الصادر عن أقرب داعمي الأسد علامة على خطورة التهديد الذي تمثله المعارضة السورية على بقائه".
ووفق الصحيفة، فقد تحولت مساعي الأسد لإبطاء تقدم المعارضة نحو دمشق إلى أزمة متفاقمة.
وفي صحيفة "واشنطن بوست"، كتب روبين ديكسون أن "التقدم السريع لقوات المعارضة السورية يهدد واحدا من أكبر إنجازات الرئيس الروسي.. إذ تتزايد التساؤلات بشأن قدرة الرئيس فلاديمير بوتين على إنقاذ حليفه الأسد مرة أخرى".
إعلانورأى الكاتب أن "ما هو معرض للخطر بالنسبة إلى روسيا في سوريا ليس فقط هيبتها بل الانتشار العسكري المهم لها في منطقة شرق المتوسط".
وعن تطورات الحرب في قطاع غزة، أشار تقرير في صحيفة "الغارديان" إلى حديث منظمة الصحة العالمية عن تباطؤ شديد في إجلاء المرضى والمصابين من غزة بغرض تلقي العلاج.
وذكر التقرير أن رد الجيش الإسرائيلي على طلبات الإجلاء الطبي غالبا ما يتأخر شهورا، لافتا إلى أن العملية باتت أكثر تعقيدا منذ إغلاق معبر رفح .."وفي كل الأحوال لا تقدم السلطات الإسرائيلية أي تبرير لحالات الرفض على كثرتها".
وركز مقال في صحيفة "هآرتس" على تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لكل من يعرقل صفقة الإفراج عن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وتساءل المقال عما سيفعله ترامب "إذا علم أن إسرائيل هي من تعرقل الاتفاق".
ويشير المقال إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "أظهرت مرونة في السابق، وتتحدث التقارير عن استعدادها لإظهار مرونة أكبر في وقت لا تبدو فيه إسرائيل مستعدة لإنهاء الحرب والانسحاب من غزة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عاجل - "فيديو" يظهر قبر الرئيس الراحل حافظ الأسد بعد تعرضه للحرق من فصائل مُسلَّحة
في حادثة مثيرة ومؤلمة، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024 مقطع فيديو يظهر قيام فصائل مسلحة بإشعال النيران في قبر الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا. هذه الواقعة تأتي بعد عدة أيام من سقوط نظام بشار الأسد، وإعلان الفصائل المعارضة عن سيطرتها على دمشق.
الحادثة في بلدة القرداحة: حرق ضريح العائلة
يقع قبر حافظ الأسد في بلدة القرداحة، مسقط رأسه في محافظة اللاذقية، ويعد هذا الموقع رمزًا للعائلة الحاكمة في سوريا. الضريح يضم قبور العديد من أفراد الأسرة، ومن بينهم باسل الأسد، الابن الأكبر لحافظ الأسد، الذي كان يُعتبر وريثًا محتملًا للسلطة قبل وفاته في حادث عام 1994. القبر كان في الماضي مقصدًا للمؤيدين للنظام السوري الذين يزورون الضريح لتكريم الزعيم الراحل وتأكيد ولائهم للنظام.
في الفيديو الذي انتشر، ظهرت النيران مشتعلة حول القبر، ما يعتبره البعض إشارة رمزية لنهاية عصر طويل من حكم عائلة الأسد. أحد التعليقات على الفيديو جاء فيه: "نار الأرض ونار جهنم"، وهو تعبير يوحي بالانتقام من النظام الذي استمر في حكم سوريا بقبضة حديدية طوال أكثر من أربعة عقود.
التغيرات الميدانية والسياسية بعد سقوط النظام
لم تكن الحادثة مجرد رد فعل على حرق قبر حافظ الأسد، بل جاءت بعد أيام قليلة من سقوط نظام بشار الأسد، في تحول مفصلي شهدته سوريا بعد سنوات من الحرب الأهلية. في السياق نفسه، اجتمع وفد من قوات المعارضة مع شيوخ العشائر في منطقة القرداحة العلوية، وهي معقل مؤثر للنظام السوري، حيث عبر هؤلاء الشيوخ عن دعمهم للفصائل المعارضة في سعيها لتغيير السلطة. هذا اللقاء يشير إلى أن المعارضة السورية تسعى للاستفادة من الفراغ السياسي الذي أعقب سقوط النظام لتوسيع نفوذها في مناطق كانت تدين بالولاء لعائلة الأسد.
في خطوة أخرى، أفاد سكان محليون في القرداحة أن تمثال حافظ الأسد، الذي كان يُعد أحد الرموز البارزة للعائلة الحاكمة، قد تم إزالته قبل وصول وفد المعارضة. هذه الخطوة تمثل تغييرًا جذريًا في الوعي الشعبي تجاه رموز النظام السابق، وهي مؤشر واضح على بداية مرحلة جديدة قد تسعى فيها الفصائل المعارضة إلى بناء سوريا جديدة تتخلص من إرث حكم الأسد.
رسالة إلى المؤيدين والنظام
يشير حرق قبر حافظ الأسد إلى رسالة رمزية قوية من الفصائل المسلحة، التي ترفض أي رمزية تتعلق بحكم عائلة الأسد. هذه الحادثة، بالإضافة إلى إزالة التماثيل، تساهم في تعزيز فكرة سقوط النظام ودعوة لتغيير جذري في شكل السلطة في سوريا. يظهر أن الفصائل المعارضة تستغل الفراغ السياسي الذي نشأ بعد انهيار النظام لتوسيع نفوذها، وتوجيه ضربات رمزية لمؤيدي النظام في مناطق مختلفة.
تأثيرات مستقبلية على الوضع السياسي
من المتوقع أن يكون لهذه الحادثة تبعات كبيرة على المستقبل السياسي لسوريا. فمن جهة، قد تؤدي هذه الأفعال إلى تصعيد العنف والصراع بين الفصائل المسلحة وبين القوات الموالية للنظام، بينما من جهة أخرى، قد تشهد مناطق أخرى مثل المنطقة العلوية تحولًا في ولاء بعض العشائر التي كانت تعتبر نفسها حليفًا للنظام. هذه التحولات قد تؤدي إلى خلق توازنات جديدة على الأرض، وقد تزيد من تعقيد جهود الوصول إلى تسوية سياسية في المستقبل.
حرق قبر حافظ الأسد في القرداحة وإزالة تمثال الرئيس الراحل تمثل بداية مرحلة جديدة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. هذه الحوادث تساهم في تغيير المشهد السياسي والعسكري في البلاد، وتسلط الضوء على التحديات المستقبلية التي ستواجهها سوريا في ظل انقسامها بين القوى المتصارعة. قد يكون هذا التحول بداية لمرحلة مليئة بالتوترات والاحتكاك، وقد تؤثر بشكل كبير على شكل سوريا المستقبل.