الدكتور أحمد فؤاد هنو لـ"الوفد": الثقافة ليست مسؤولية الدولة فقط .. وكل محافظة تحتاج وجبة مختلفة
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
*قصور الثقافة تحتاج للتطوير من الداخل.. وانطلاق إذاعة مصر الثقافية قريباً
*لا أؤمن بمفهوم الاستدامة في العمل والمرونة بين قطاعات الثقافة مطلوبة
*أتمنى دعم وسائل الإعلام للحراك الثقافي.. *قصر ثقافة الفيوم يحتاج 200 مليون جنيه للتطوير
*توثيق التراث عبر منصات خطتي القادمة
تتعدد روافد وعوالم الثقافة، ولا خلاف على أن مفهومها واسع، ونشرها بين المواطنين مهمة ثقيلة، لا يستطيع القيام بها الدولة فقط، ولكن تحتاج إلى تضافر جهود الدولة مع المجتمع المدني.
بهذه النظرية يؤمن الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، الذي يحاول القفز على التحديات التي تحاصره، وتوفير الخدمة الثقافية لكل شخص يحيا على أرض مصر، إذ لا يعترف بالتعبير الذي انتشر منذ سنوات "محافظة حدودية" ولكن يرى أن كل المحافظات واحد، ومهمته هي العبور لكل الناس.
من يتابع أداء وزير الثقافة يكتشف أمرين: الأول أنه قليل الحديث لوسائل الإعلام، والثاني أنه يريد عمل بصمة خالد في الحياة الثقافية، من خلال المهرجانات ونشر الوعي المعرفي حول دور الثقافة، باعتبارها القوة الناعمة التي تساهم في الارتقاء بوعي ودائرة معارف المواطن المصري.الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة
ومؤخرًا، حرص الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، على إقامة مهرجان التحطيب في دورته الـ14، في محافظة الأقصر، بالتزامن مع ملتقى التصوير الدولي، وأحدثت هذه الفاعليات انتعاشة في الوسط الثقافي. وعلى هامش المهرجان حاورت "الوفد" وزير الثقافة حول فلسفته في العمل والرؤية المستقبلة والتحديات.. وإلى نص الحوار
ـ بداية ما المنهج الذي تعتمد عليه في إيصال الخدمة الثقافية للجمهور؟
أرى أن هذا السؤال فلسفي وواسع إلى حد كبير، ولكن لو تأملنا ما يحدث من فعاليات، سنجد أن كلها آليات الهدف منها الوصول للمواطن، فلا أعترف بكلمة "محافظة حدودية" كل المحافظات تستحق العناية والرعاية الثقافية، لذا نعمل من أجل بناء الإنسان، فهو محور العمل الثقافي.
ـ البعض يرى من هيئة قصور الثقافة فقط بريقها ..ما تعليقك؟
هيئة قصور الثقافة تحتاج للنهضة من الداخل، يجب أن تعود لعهدها القديم ولكن الأمر ليس سهلاً أيضًا فهناك تحديات كثيرة منها العامل المادي مثلاً.. هل تعلم أن قصر ثقافة الفيوم يحتاج إلى 200 مليون جنيه للتطوير، والعام القادم ربما تزيد هذه الميزانية وتصل إلى 300 مليون جنيه وهذه الأمور صعبة في الوقت حالي وليست سهلة كما يظن البعض.
ـ في رأيك ما الذي ينقصنا لإحداث نهضة ثقافية تليق بمكانة مصر وتراثها الحضاري الكبير؟
أرى أن العمل الثقافي ليس مسئولية الدولة فقط، ويجب أن يحدث تعاون بين المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، والجهات الحكومية من أجل العمل الثقافي.
ـ هل تؤمن بفكرة التنمية الثقافية المستدامة؟
لا توجد استدامة في الثقافة، من الممكن تطبيق الأمر في التعليم لكن تم تطبيق الأمر في الجانب الثقافي فهذا يعني حدوث رتابة.. أقصد من كلامي ربما يكون هناك استدامة للمكان للشكل الإداري مثل وجود قصر وموظفين، لكن الخدمة يجب أن تتطور من وقت لآخر حتى لا يحدث ملل ورتابة، كما قلت في موضع سابق.. من وجهة نظري الثقافة كائن حي ومتغير، وقادر على التعبير، هناك مصطلحات كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة وراح البعض يرددها دون التفكير في محتواها ومعناها.
ـ هناك من يرى أن نشر الوعي الثقافي مهمة ثقيلة ما تعليقك؟
بكل تأكيد المهمة ليست سهلة، في الماضي كانت هناك توسعات بشكل رأسي في بناء هيئات الثقافة، وسياستي التي أعتمد عليها هو التحرك بشكل أفقي، لكل محافظة وجبة ثقافية خاصة، أحرص على الوصول للجميع، وتقديم الخدمة الثقافية المناسبة.
ـ حدثنا عن علاقة هيئات الثقافة والاقتصاد، أو بمعنى آخر العائد الاستثماري من الخدمة الثقافية؟
في الماضي كانت هناك ميزانية محددة لكل هيئة أو قطاع، على سبيل المثال قصور الثقافة ربما تحصل على 55 مليون جنيه، وتمنح كل قصر مثلاً مليون جنيه، كانت هذه الفكرة سائدة، الأمر الآن تغير وأصبحت المرونة هي التي تحكم منطق العمل، وهذا يعزز القيمة التنافسية، بين كل القصور
ـ وماذا عن مشروع توثيق التراث والمخطوطات النادرة؟
مؤمن بأن الثقافة ملك لكل الناس، ويجب أن تكون متاحة للجميع، لكن أرفض الشكل القديم لنشر الوعي المعرفي، الخدمة أو المنتج الثقافي موجود ولكن الوسيط سيتغير، لذا نعمل على إطلاق منصة، تحتوي على الأغاني التراثية، واللوحات، وتكون متاحة للجميع في أي وقت، في ظل ظروف ارتفاع اسعار الورق والطباعة، أصبح من الضروري البحث عن وسائط جديدة تناسب روح العصر، ويكون لها تأثير كبير، لست ضد الكتاب حتى لا يفهم كلامي بصورة خاطئة، ولكن أرى أن تكلفته كبيرة وأنا أريد الوصول لكل الناس.
ـ الطموح في العمل أمر ضروري.. ما طموحاتك في هذه المرحلة؟
طموحي هو الحراك الثقافي، وأن يكون لدينا إنتاج غزير وكثير، والثاني هو ان يستفيد المتلقي من المنتج على كل المستويات، وأتمنى أن يتحول المتلقي إلى إنسان منتج للثقافة بعد ذلك.. أنا فنان تشكيلي وأرى أن زملائي عندما يقدمون شيئاً جيداً هم فقط الذين يشعرون به، يجب تخطي هذه الدائرة وأن تكون هناك مشاركة إيجابية من جانب المتلقي
.
ـ في رأيك كيف يتم إلقاء الضوء على المنتج الثقافي؟
الأمر هنا يتعلق بدور الإعلام، وزارة الثقافة تمتلك محتوى قوي جديد، ولكن اين دور الإعلام في الترويج لهذا المحتوى، هل تتخيل أن هيئة قصور الثقافة تقدم من 300 إلى 400 فعالية ولا يتم تسليط الضوء عليها، الإعلام مهم وضروي جداً، ودعمه المستمر سيخفف من حجم الضغط، ويجعل طريقي قصر في مهمة العبور للجمهور.
نحاول ايضا الاستفادة من وسائل الاعلام، ومؤخرا وقريبا سيتم إطلاق إذاعة الثقافة المصرية، وجاري عمل بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة والإذاعة المصرية بهدف نشر الخدمة الثقافية، والوصول لكل مواطن على أرض مصر.
ـ سؤال أخير.. ما آخر ملمح ثقافي تم إدراجه في قوائم التراث غير المادي في اليونسكو؟
توجد عناصر مختلفة فى قائمة التراث العالمى غير المادى بمنظمة اليونسكو، وذلك من أجل صون وحماية التراث الثقافى غير المادي ومنها السيرة الهلالية، التحطيب، النخلة، الأراجوز، الخط العربي، النسيج البدوي، رحلة العائلة المقدسة، وأخيرا السمسمية و الحناء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الخدمة الثقافية عوالم الثقافة مهرجان التحطيب الأقصر الوفد الدکتور أحمد فؤاد هنو الخدمة الثقافیة وزیر الثقافة قصور الثقافة ملیون جنیه
إقرأ أيضاً:
رئيس تسويق «الثقافية»: «العلمين الجديدة» أدت إلى انتعاش الإشغالات الفندقية
أكد محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، أن صناعة السياحة المصرية حققت إنجازات ملموسة خلال الـ10 سنوات الماضية بفضل الجهود التى بذلتها الدولة للحفاظ على تلك الصناعة المهمة بعد الأزمات التى عصفت بها، بداية من الأحداث التى مرت بها فى أعقاب ثورة يناير 2011، لافتاً إلى أن الدولة اتخذت خلال تلك الأزمات العديد من الإجراءات التى حافظت على القطاع السياحى والعاملين به.. وإلى نص الحوار:
ما تقييمك لجهود الدولة خلال الـ10 سنوات الماضية للارتقاء بالسياحة؟
- لن أكون مبالغاً إذا ما قلت إنه لولا الجهود التى بذلتها الدولة خلال تلك السنوات، لكانت تلك الصناعة المهمة فى طى النسيان، فقد مرت السياحة المصرية بأزمات غير مسبوقة خلال السنوات الماضية، بداية من أحداث الفوضى التى أعقبت ثورة يناير 2011، إضافة إلى عدد من الحوادث أثرت بالسلب على قطاع السياحة المصرى وعلى رأسها جائحة كورونا التى ضربت العالم وتسببت فى وصول نسب إشغال الفنادق آنذاك إلى صفر%، نهاية بالظروف الجيوسياسية التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط فى الوقت الجارى.
وكيف كان تعامل الدولة لعبور تلك الأزمات والحفاظ على صناعة السياحة؟
- تعاملت الدولة بحرفية شديدة خلال تلك الأزمات، واتخذت العديد من الإجراءات التى أسهمت فى عودة السياحة إلى سابق عهدها، فقد نجحت الدولة فى إنهاء مشكلة الفوضى فى الشارع والقضاء على الإرهاب، ما جعل السياح يُقبلون على زيارة المقصد السياحى المصرى من جديد، كما اتخذت العديد من الإجراءات التى حافظت على القطاع السياحى خلال تلك الأزمات، مثل إعفاء المنشآت السياحية والفندقية من بعض الرسوم وتأجيل سداد بعض المستحقات، فضلاً عن تدشين العديد من المبادرات المخصصة لدعم السياحة ولإجراء عمليات صيانة وتطوير بالفنادق والمطاعم السياحية، فضلاً عن صرف إعانات للعمالة السياحية التى تضررت خلال تلك الفترة.
هل ركزت جهود الدولة على تجاوز تلك الأزمات فقط، أم شملت النهوض بالسياحة؟
- عملت الحكومة خلال الـ10 سنوات الماضية فى خطين متوازيين، الأول هو تجاوز الأزمات والحفاظ على صناعة السياحة والعاملين بها، والآخر هو النهوض بتلك الصناعة من خلال العديد من الإجراءات التى تمثلت فى تحسين البنية التحتية من طرق ومطارات وموانئ، وإنشاء مدن سياحية جديدة، وتطوير المدن السياحية القائمة، وتدشين المشروعات السياحية الجديدة، وخلق أنماط سياحية جديدة، ما جعل القطاع السياحى يجتاز تلك الأزمات، ويحقق نمواً سنوياً فى عدد السياح والإيرادات التى تنافس فى الصدارة العالمية.
هل كان لمدن الصعيد السياحية نصيب من اهتمام الدولة خلال العقد الماضى؟
- بالتأكيد، فقد أصدرت الدولة قرارات خلال تلك الفترة بتحويل كل من الأقصر وأسوان إلى مدن سياحية خضراء تُطبق مبادئ السياحة المستدامة حفاظاً على الآثار الموجودة بهما، كما أنشأت الدولة خلال تلك الفترة العديد من المتاحف الإقليمية بمدن الصعيد، كما نفذت العديد من الاكتشافات الأثرية غير المسبوقة بتلك المنطقة، فضلاً عن افتتاح طريق الكباش وترميم العديد من المناطق الأثرية، ما جعل السياح يُقبلون على زيارة المدن السياحية بالصعيد ولا سيما الأقصر وأسوان، وقد باتت الأقصر خلال تلك الفترة واحدة من أهم المدن السياحية والأثرية فى العالم وفقاً لكل التصنيفات العالمية.
وماذا عن المجلس الأعلى للسياحة؟
- أعتقد أن رئاسة رئيس الجمهورية للمجلس الأعلى للسياحة تعبر عن الأهمية الكبرى التى توليها الدولة لصناعة السياحة، كما أن هذا المجلس يضم العديد من الوزارات والهيئات التى تتشابك أعمالها مع وزارة السياحة والآثار، ما يجعل حل أية أزمات تتعلق بالسياحة سهلاً ويسيراً، وقد أسهمت العلاقات الجيدة للقيادة السياسية مع كل دول العالم فى استمرار التدفقات السياحية إلى مصر.
جهود الدولة فى القطاععلى الرغم من أن أكثر من أن 95% من العمل السياحى يعود إلى القطاع الخاص، إلا أن المشروعات التى نفذتها الدولة خلال السنوات الماضية كانت السبب الرئيسى فى تحقيق الحركة السياحية الوافدة لمصر معدلات غير مسبوقة، حيث زار مصر العام الماضى نحو 14.9 مليون سائح كأعلى معدل للحركة السياحية فى مصر خلال عام واحد، كما أسهمت المدن السياحية الجديدة، مثل العلمين، فى إنشاء نمط سياحى جديد أدى إلى زيادة أعداد السياح الوافدين، فضلاً عن تحويل المدن السياحية إلى مدن صديقة للبيئة تطبق مبادئ السياحة المستدامة، الأمر الذى جعل من مصر قبلة للسياح من مختلف دول العالم، وتلك المنجزات نفذتها الدولة منفردة.