الأمثال الشعبية تُعد جزءًا مهمًا من التراث العربي، إذ تحمل في طياتها خلاصة حكم وتجارب الأجيال السابقة، فهي ليست مجرد كلمات مأثورة، بل تُستخدم في الحوار اليومي للتعبير عن المواقف والمشاعر بطريقة مختصرة وفعالة، ولكل مثل قصة أو موقف يعكس القيم والمعتقدات السائدة في فترة معينة من الزمن، مثل المثل الشهير «الباب يفوت جمل».

قصة المثل الشعبي الباب يفوت جمل

يُستخدم هذا المثل للتعبير عن رغبة في رحيل شخص غير مرغوب فيه بطريقة لبقة أو ساخرة، ويعود أصله إلى التراث العربي قصة وردت في كتابات المؤرخ ابن الجوزي في كتابه «كتاب الأذكياء»، تدور القصة حول حوار طريف بين أحمد بن محمد النيسابوري وصديقه أبي بكر في بغداد.

كان النيسابوري ضيفًا على أبي بكر، ولاحظ أن باب بيته ضيق جدًا، فقال له مازحًا: «يا أبا بكر، لو بنيت بابًا أوسع لكان أفضل للأصحاب»، فرد عليه أبو بكر: «إذا بنيت رباطًا للأصدقاء، سأجعل له بابًا يمر منه الجمل براكبه»، كانت هذه العبارة مجرد مزاح من أبي بكر، لكنه لم يكن يعلم أنها ستُصبح جزءًا من التراث الشعبي.

الباب يفوت جمل 

عاد النيسابوري إلى نيسابور، وعقد العزم على تحقيق هذا الحلم. جمع ثروته وقرر بناء رباط واسع في بغداد. بعد أن حصل على قطعة الأرض المناسبة، بنى المكان وحرص على جعل بابه كبيرًا بما يكفي ليمر منه جمل براكبه. وعندما اكتمل البناء، أتى النيسابوري إلى أبي بكر ومعه جمل على ظهره، وأدخله من الباب قائلاً: «كما وعدت، هذا الباب يمر منه الجمل».

معنى المثل في التراث الشعبي

منذ ذلك الحين، أصبح المثل «الباب يفوت جمل» يُستخدم للإشارة إلى شخص غير مرغوب فيه، أو للتعبير عن قدرة الباب (رمزيًا) على استيعاب رحيل من يُثقل على المكان أو الأجواء. يحمل المثل أيضًا إشارة رمزية إلى تجاوز المواقف الصعبة أو إفساح المجال للتغيير بطريقة سلسة، مما يعكس روح الدعابة والذكاء في التراث الشعبي العربي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الباب يفوت جمل المثل الشعبي قصة الباب یفوت جمل أبی بکر

إقرأ أيضاً:

حكم جديد من محكمة النقض حول امتداد عقود الإيجار القديم.. ماذا حدث؟

أصدرت محكمة النقض حكمًا قضائيًا مهمًا يضع إطارًا قانونيًا جديدًا يتعلق بامتداد عقود الإيجار وفقًا لنصوص القانون 6 لسنة 1997. 

هذا الحكم يؤثر على حقوق الورثة في عقود الإيجار بعد وفاة المستأجر الأصلي ويحدد الشروط التي يترتب عليها الاستفادة من امتداد العقد.

تفاصيل حكم الإيجار القديم 

بالاستناد إلى الطعن المقيد برقم 1936 لسنة 14 القضائية، أكدت محكمة النقض أنه لم يعد من حق جميع ورثة المستأجر الأصلي الاستفادة من امتداد عقد الإيجار، بل تم قصر هذا الحق على الورثة الذين يقومون بممارسة النشاط ذاته الذي كان يقوم به المستأجر الأصلي أثناء حياته. 

وبالتالي، فإن الورثة الذين لا يمارسون نفس النشاط لن يكونوا مؤهلين لتمديد العقد.

وتنص المحكمة على أن الامتداد القانوني لعقد الإيجار لم يعد حقًا مطلقًا كما كان في السابق. قبل تعديل القانون رقم 49 لسنة 1977، كان جميع الورثة يتمتعون بهذا الحق. لكن القانون الحالي يجعل الأمر مقيدًا بشروط معينة تتعلق بممارسة النشاط التجاري أو الصناعي أو المهني أو الحرفي.

ماذا يعني حكم النقض؟

يتضح من الحكم أن الامتداد القانوني لعقد الإيجار ينتهي بوفاة المستأجر الأصلي في حال عدم وجود ورثة يمارسون نفس النشاط. وبالتالي، إذا استعملت العين المؤجرة لأغراض غير تلك التي كانت تُمارس خلال حياة المستأجر، فإن حقوق الورثة في الاستفادة من العقد ستكون غير قائمة.

الجوانب القانونية لهذا الحكم وردت ضمن قضية تتعلق بنزاع بين وريث المستأجر الأصلي وورثة المالك حول إحدى المحلات. حيث استمر أحد الورثة في مزاولة النشاط، لكن المحكمة رأت أنه لم يُثبت بالمستندات أن هناك شخصًا آخر من الورثة يشارك في النشاط ذاته ويحمل نفس الصفة. 

وعليه، فقد رأت محكمة الاستئناف أنه لا يتوفر شروط الامتداد القانونية، مما أدى إلى الحكم بالإخلاء.

جدير بالذكر أن هذا الحكم من محكمة النقض يمثل توضيحًا هامًا للقواعد القانونية التي تحكم عقود الإيجار في مصر. بإصدار هذا الحكم، يؤكد المشرع على أهمية النشاط الفعلي عند النظر في امتداد عقود الإيجار، مما يستوجب على الورثة الانتباه إلى هذه الشروط لضمان حقوقهم القانونية.

مقالات مشابهة

  • طريقة عمل البيتزا الأصلية .. بهذه المكونات
  • أجلس عالما شيعيا مكانه… شيخ الأزهر يضرب المثل في التواضع والأخوة في مؤتمر الحوار
  • اكتشاف جديد يفتح الباب أمام التوصل إلى علاج طبيعي للتوحد
  • وزير التربية والتعليم: نتطلع لزيادة الاستثمارات اليابانية في القطاع بمصر.. ونواب: استكمال للتجارب الناجحة.. وسيفتح الباب لكي يكون هناك مجال أوسع للخريجين
  • القصة الكاملة وراء شائعة خطوبة نبيلة عبيد من منتج سعودي
  • زخور: لم يطرأ اي تغيير على قانون الايجارات
  • حكم جديد من محكمة النقض حول امتداد عقود الإيجار القديم.. ماذا حدث؟
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الانشغال بالتنبؤ بالمستقبل يفتح الباب للدجل
  • باق 12 يومًا.. تحذير هام لأصحاب عداد الكهرباء القديم قبل رمضان
  • ياسمين عبد العزيز: عمر الحب القديم ما يرجع