بوابة الوفد:
2024-12-12@05:33:25 GMT

«التربية».. الوجهة العملية للفلسفة

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

يُقدّم لنا "لالاند" في موسوعته الفلسفية مفهوم التربية (باليونانية: Παιδαγωγία – بالإنجليزية: education) بمعنيها العام والخاص ففي المعنى الأول يشير إلى أنها تقوم على تطوير وظيفة أو عدة وظائف تطويرًا تدريجيًا عن طريق التجربة والتدريب وتظهر من عمل الفرد ذاته، فهي بهذا عملية متجددة. أما المعنى الخاص فيتمثل في عمليات إجرائية يتم بها تدريب الأفراد عن طريق إبراز ميولاتهم وتشجيعهم على حمل عادات مجتمعهم، كما تعني تهذيب الحواس لدى الفرد في تقبل الإدراكات الحسية الجديدة لتنتظمَ مع باقي الظواهر النفسية لكل فرد.

عزيزي القارئ وبهذا المعنى تنطلق التربية من العام إلى الخاص أي من المجتمع إلى الفرد وتتجه نحو تهذيب الفرد وتنمية وظائفه الحسية والعقلية والنفسية، وحتى تؤدي وظيفتها على أكمل وجه تعتمد على التمرين فتربية الولد مثلا تتطلب ترويض ملكاته وتهذيب سلوكياته ليصبح صالحا في المجتمع، فهي بهذا المعنى ظاهرة اجتماعية تخضع لما تخضع له الظواهر الأخرى في تطوّرها، وهي ليست حكرًا علي المؤسسات التعليمية كالمدارس بل تشمل جهود المربي من أعمال ومهن تمارس في الشارع وفي السجون وفي المؤسسات الاجتماعية وفي الرّوض وتخص الأطفال والمراهقين وكل طبقات المجتمع بما فيها ذوي الاحتياجات الخاصة كالمعوقين والمتخلفين ذهنيًا.

ويقول بعض الفلاسفة وعلماء الأخلاق أن التربية هي:

- التربية هي فن قيادة وتوجيه الإنسان في بنائه وتعليمه.

- التربية تعني تنمية القوي البدنية والروحية للإنسان من أجل الوصول إلى الكمال المطلوب.

- التربية عمل يتولى الاتجاه إلى القيادة، ستهيل الرشد الإنساني والنفسي والفكري والمعنوي ومسؤولية جعل الإنسان اجتماعياً.

- التربية هي القيام بتغيرات في الفرد إلى مستوي الكمال.

- التربية هي البلوغ بالطاقات الإنسانية إلى درجة الكمال.

صديقي القارئ إن فلسفة التربية هي تطبيق للنظرة الفلسفية والمنهج الفلسفي على التربية، ذلك أنها تتناول تحديد مسار العملية التربوية وتنسيقها ونقدها وتعديلها في ضوء مشكلات الثقافة وصراعتها. من أجل تحقيق الاتساق والانسجام في داخلها مع سائر المؤسسات الاجتماعية، حيث تتضمن فلسفة التربية البحث عن مفاهيم تواجد الفرد بين المظاهر المختلفة للعملية التربوية في خطة متكاملة شاملة، وتتضمن توضيح المعاني التي تقوم عليها التغيرات التربوية، وتعرض الفروض الأساسية التي تعتمد عليها المفاهيم التربوية، وتنمي علاقة التربية بغيرها من ميادين الاهتمام الإنساني

واخيرًا، فإن فلسفة التربية مجال يُطبق الفهم الفلسفي في توضيح قضايا التربية، فهي تعني تطبيق المعتقدات والمبادئ التي تقوم عليها الفلسفة العامة في معالجة المشكلات التربوية، وتوجيه الجهد التربوي والعملية التعليمية بجميع جوانبها نحو غايتها النهائية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التربیة هی

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء تحذر من السخرية والاستهزاء وخطورتهما على الفرد والمجتمع

السخرية والاحتقار أفعال محرمة في الشريعة الإسلامية لما تترتب عليهما من آثار خطيرة على الأفراد والمجتمع، وقد نهى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة عنهما صراحة. 

 

وأكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي ومنصاتها المختلفة ضرورة التزام المسلمين بالأخلاق الرفيعة التي دعا إليها الإسلام، والابتعاد عن السخرية بكل أشكالها.

النهي القرآني عن السخرية


استشهدت دار الإفتاء المصرية بقول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: 11].
وأوضحت أن هذا النص القرآني الكريم جاء لينهي صراحة عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، لما لهذه التصرفات من تأثير سلبي على الروابط الاجتماعية، كما أن السخرية قد تحمل في طياتها استخفافًا وقلة احترام للآخرين.

السنة النبوية تدعم النهي


من الأحاديث النبوية التي تؤكد هذا المعنى، ما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ» (رواه مسلم).
وأوضحت دار الإفتاء أن هذا الحديث يُبرز أن مجرد احتقار الإنسان لأخيه يُعدّ ذنبًا عظيمًا وشكلًا من أشكال الظلم الاجتماعي.

خطر السخرية على المجتمع


أشارت دار الإفتاء إلى أن السخرية والاستهزاء يؤديان إلى انتشار الكراهية والعداوة بين الناس، ويضعفان روح التعاون والمحبة في المجتمع. كما أن هذه التصرفات قد تكون سببًا في إيذاء مشاعر الآخرين وتحطيم ثقتهم بأنفسهم.

رسالة دار الإفتاء


اختتمت دار الإفتاء المصرية رسالتها بالتأكيد على أن الإسلام دين يدعو إلى احترام الآخرين، وحسن المعاملة، ونبذ كل ما يثير الفُرقة والكراهية. ودعت الجميع إلى الالتزام بأخلاقيات الإسلام التي تحقق السعادة الفردية والمجتمعية.

مقالات مشابهة

  • بالوثيقة.. تقديم إخبار للادعاء العام ضد وزير التربية بسب تهم فساد وتهديد للملاكات التربوية
  • بين الذاتي والمؤسساتي !
  • عاطف أبو شهبة وملاحظات حول فلسفة المسرح في العدد الجديد من "مسرحنا"
  • مكتوم بن محمد: ترسيخ مكانة دبي الوجهة الأبرز عالمياً في قطاع الخدمات المالية
  • رمضان عبدالمعز: فلسفة «الشكوى رقوة» كذب على الله
  • التيه والرشاد
  • الفردانية في ميزان الحياة: توازن بين الذات والمجتمع
  • صالون الأوبرا الثقافي يناقش فلسفة تصوير العدو في الفن المصري القديم
  • دار الإفتاء تحذر من السخرية والاستهزاء وخطورتهما على الفرد والمجتمع
  • صالون الأوبرا الثقافي يناقش فلسفة تصوير العدو في الفن المصري القديم بالمسرح الصغير