بوابة الوفد:
2025-03-18@12:56:55 GMT

«التربية».. الوجهة العملية للفلسفة

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

يُقدّم لنا "لالاند" في موسوعته الفلسفية مفهوم التربية (باليونانية: Παιδαγωγία – بالإنجليزية: education) بمعنيها العام والخاص ففي المعنى الأول يشير إلى أنها تقوم على تطوير وظيفة أو عدة وظائف تطويرًا تدريجيًا عن طريق التجربة والتدريب وتظهر من عمل الفرد ذاته، فهي بهذا عملية متجددة. أما المعنى الخاص فيتمثل في عمليات إجرائية يتم بها تدريب الأفراد عن طريق إبراز ميولاتهم وتشجيعهم على حمل عادات مجتمعهم، كما تعني تهذيب الحواس لدى الفرد في تقبل الإدراكات الحسية الجديدة لتنتظمَ مع باقي الظواهر النفسية لكل فرد.

عزيزي القارئ وبهذا المعنى تنطلق التربية من العام إلى الخاص أي من المجتمع إلى الفرد وتتجه نحو تهذيب الفرد وتنمية وظائفه الحسية والعقلية والنفسية، وحتى تؤدي وظيفتها على أكمل وجه تعتمد على التمرين فتربية الولد مثلا تتطلب ترويض ملكاته وتهذيب سلوكياته ليصبح صالحا في المجتمع، فهي بهذا المعنى ظاهرة اجتماعية تخضع لما تخضع له الظواهر الأخرى في تطوّرها، وهي ليست حكرًا علي المؤسسات التعليمية كالمدارس بل تشمل جهود المربي من أعمال ومهن تمارس في الشارع وفي السجون وفي المؤسسات الاجتماعية وفي الرّوض وتخص الأطفال والمراهقين وكل طبقات المجتمع بما فيها ذوي الاحتياجات الخاصة كالمعوقين والمتخلفين ذهنيًا.

ويقول بعض الفلاسفة وعلماء الأخلاق أن التربية هي:

- التربية هي فن قيادة وتوجيه الإنسان في بنائه وتعليمه.

- التربية تعني تنمية القوي البدنية والروحية للإنسان من أجل الوصول إلى الكمال المطلوب.

- التربية عمل يتولى الاتجاه إلى القيادة، ستهيل الرشد الإنساني والنفسي والفكري والمعنوي ومسؤولية جعل الإنسان اجتماعياً.

- التربية هي القيام بتغيرات في الفرد إلى مستوي الكمال.

- التربية هي البلوغ بالطاقات الإنسانية إلى درجة الكمال.

صديقي القارئ إن فلسفة التربية هي تطبيق للنظرة الفلسفية والمنهج الفلسفي على التربية، ذلك أنها تتناول تحديد مسار العملية التربوية وتنسيقها ونقدها وتعديلها في ضوء مشكلات الثقافة وصراعتها. من أجل تحقيق الاتساق والانسجام في داخلها مع سائر المؤسسات الاجتماعية، حيث تتضمن فلسفة التربية البحث عن مفاهيم تواجد الفرد بين المظاهر المختلفة للعملية التربوية في خطة متكاملة شاملة، وتتضمن توضيح المعاني التي تقوم عليها التغيرات التربوية، وتعرض الفروض الأساسية التي تعتمد عليها المفاهيم التربوية، وتنمي علاقة التربية بغيرها من ميادين الاهتمام الإنساني

واخيرًا، فإن فلسفة التربية مجال يُطبق الفهم الفلسفي في توضيح قضايا التربية، فهي تعني تطبيق المعتقدات والمبادئ التي تقوم عليها الفلسفة العامة في معالجة المشكلات التربوية، وتوجيه الجهد التربوي والعملية التعليمية بجميع جوانبها نحو غايتها النهائية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التربیة هی

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الأمانة في الإسلام تحمل المعنى الأشمل والأعم

قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، إن الأمانة في الإسلام تحمل المعنى الأشمل والأعم.

مفتي الجمهورية: الشريعة إلهية ثابتة .. والفقه اجتهاد بشري متغيرمفتي الجمهورية : يوم المرأة المصرية تكريمٌ لها ولدورها في بناء الوطن

وأضاف مفتي الجمهورية، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»،: "الحديث عن الأمانة حديث عن واحد من الأخلاق المهمة التي عرف بها الأنبياء"، لافتا: "البعض قد يعمل على تضييقها عندما يظن أنها تقتصر على جانب مادي فقط أو تتعلق بشق مالي".

وأشار: "الأمانة في المنظور الديني الإسلامي يتجاوز هذا الأمر ليشمل الأمانة بجميل أركانها وجميع شئونها، فالعلاقة التي تربط بين الرجل وأهله أمانة، والكلمة أمانة، والعلاقة التي تربط بين العبد وربه أمانة، والحفظ للمال أمانة".

مقالات مشابهة

  • وزير التربية والتعليم الأستاذ نذير القادري لـ سانا: تواصل الوزارة التنسيق مع الجهات المعنية، من أجل تذليل العقبات وتأمين المستلزمات الضرورية لضمان سير العملية الامتحانية وفق أعلى المعايير التربوية والتعليمية
  • تفكيك سطوة المعنى: من الدال إلى ما بعد المدلول
  • مجلس النقبيين الرمضاني: عام المجتمع يعكس فلسفة بناء الوطن
  • ما قدمه الجيش السوداني درس عظيم، ولكن ما قدمه الشعب السوداني درس أعظم
  • «وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الفرد والمجتمع».. ندوة توعوية بشبراخيت في البحيرة
  • صانداي تايمز: الجزائر الوجهة الأولى للهواتف المسروقة في بريطانيا
  • اجتماع موسع في وزارة التربية بشأن اراضي الملاكات التربوية
  • مفتي الجمهورية: الأمانة في الإسلام تحمل المعنى الأشمل والأعم
  • "فاهمني".. مشروع تخرج طالبات كلية الإعلام عن مهارات الذكاء العاطفي
  • مناهج التعليم