تعد القضية الفلسطينية واحدة من أعقد القضايا في التاريخ لأنها لم تقتصر أثرها علي المنطقة العربيه فقط، بل أمتدت لتشمل العالم بأكمله، ومازالت فلسطين رمزا للنضال العربي ضد الظلم والاحتلال، حيث جاء العدوان الصهيوني المتواصل علي الشعب الفلسطيني ليضرب نموذجا فجا لإنتهاكات حقوق الإنسان وتعدي صارخ علي الإنسانية والقوانين الدولية، وفي الوقت الذي تستمر فيه تلك المجازروالحرب الدامية علي الشعب الفلسطيني تظل بل وتضرب مصر، بقيمتها التاريخية، ومكانتها الجغرافية والسياسية أعظم وأقوي نموذج للدفاع علي قضايا الأمة العربية، فنجدها ومنذ بداية المشروع الصهيوني في المنطقة أدركت مبكرا نوايا الإحتلال الصهيوني وأبعاده التوسعية، لتشمل زعزعه إستقرار المنطقه بأكملها وإضعاف القوي المركزية، وعلي رأسها مصر هذا الوعي المصري الإستراتيجي جعلها تتصدر للدفاع عن القضية الفلسطينية، وعن الأمن القومي العربي إنطلاقا من الإيمان الراسخ بأن وحدة العرب وقوتهم هو أقوي سلاح لمواجهه الاحتلال.
فنرصد في عجاله من أين جاءت في بداية الأمر غطرسة الشعب المختار (الصهيونية) لنعرف الأجيال الجديدة التاريخ الأسود لليهود لفهم الأيدلوجية الصهيونيه لتبرير الاحتلال والاستيطان يجب أن نعود إلى الجذور التاريخية والدينية التى تتمثل في، الجذور الدينيه للفكرة.
نشأة فكرة الشعب المختار في النصوص اليهودية القديمة، مثل التوراة، حيث تصور هذه النصوص بني إسرائيل علي أنهم شعب اصطفاه الله لتحقيق رسالته علي الأرض، ولكن سرعان ماتحولت هذه الفكرة بمرور الزمن من رسالة دينيه الي ايدلوجيه عنصرية تقدم اليهود كيان فوق الشعوب الأخرى.
تحويل الدين إلي أداه سياسية، فمع ظهور الصهيونيه في القرن التاسع عشر، تم إستغلال هذه الفكرة لتبرير مشروع استعماري سياسي.
فرعنه في السلوك والتصرفات، فظهرت غطرسة اليهود في التعامل مع الشعوب الأخري في ممارسات الاحتلال الإسرائيلي مثل استباحة الأراضي الفلسطينية، استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين، الترويج الدائم لفكرة تفوق اليهود عسكرياً وحضارياً علي العرب.
التضليل والتحريف التاريخي والديني، حيث عمد الإحتلال الي تزوير التاريخ وتضليل العالم بان فلسطين هي أرض (بلا شعب ) رغم وجود الشعب الفلسطيني الذي عاش علي تلك الأرض آلاف السنين.
الأطماع الاستعمارية، فكرة (الشعب المختار ) كانت أداه لتبرير الإستيطان والإنتهاكات والإحتلال الغاشم
الموقع الجغرافي لفلسطين.. إختارت الحركة الصهيونية فلسطين لأنها كانت تحت السيطرة العثمانية، مما جعلها هدفاً يمكن الضغط علي القوي الكبري للحصول عليه.
الدعم الإستعماري الأوربي وتمثل في وعد بلفور 1917، حيث وعدت بريطانيا اليهود بمساعدتهم علي إقامه وطن قومي في فلسطين، لكي يتماشي مع مصالحها الإستعمارية في المنطقة.
التواطيء الدولي، وذلك بعد الحرب العالميه الثانيه وخاصة مع تزايد إضطهاد اليهود في أوربا دعمت القوي الكبري
مثل بريطانيا والولايات المتحدة إقامه دولة إسرائيل في فلسطين.
ويأتي الدور الحيوي الذي لعبته مصر في دعم القضية الفلسطينية، حيث جسدت مواقفها عمق إلتزامها إتجاه القضية الفلسطينية منذ أن شاركت مصر بحرب 1948 مع الجيوش العربية، وعلى ما قدمته مصر من دعم متواصل لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإعتبرت قضية فلسطين قضية أمن قومى للدولة المصرية، وفى عهد الرئيس السادات عندما قامت مصر بتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل طالبت مصر بحل الدولتين وضرورة الإعتراف بالدولة الفلسطينية وتخلى إسرائيل عن الأراضى الفلسطينية التى إستولت عليها، وفى عهد الرئيس مبارك تم رفع شعار الأرض مقابل السلام وعقدت عدة إتفاقات لإحلال السلام، وإستمر الدعم بقوة للقضية الفلسطينية فى عهد الرئيس السيسي بإعتبارها قضية أمن قومى للسيطرة على الصراع وإيجاد حل عادل للقضية وإقامة الدولة الفلسطينية، حيث جاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والضفة الغربية بعد 7 أكتوبر 2023 فبرزت الجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كعامل حاسم فى تخفيف المعاناة عن أهالى غزة، فقامت مصر بالوساطة لوقف التصعيد الإسرائيلى مستفيدة من علاقاتها الدولية لتجنب سقوط المزيد من الضحايا، قامت مصر بتقديم العديد من المساعدات الإنسانية والطبية لقطاع غزة، كما أرسلت مصر قوافل ضخمة محملة بالغذاء والدواء فضلاً عن إستقبال الجرحى فى المستشفيات المصرية، وأمر الرئيس السيسي بفتح معبر رفح بشكل مستمر، تدخلت مصر لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية بين كافة الفصائل من خلال تقريب وجهات النظر وتحقيق المصالحة الفلسطينية، ودافعت مصر عن القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية فأكد الرئيس السيسي فى كافة خطاباته وتصريحاته أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب وأنه لن تنتهى الأزمة إلا بدولة فلسطين العربية وعاصمتها القدس، فكل يوم تثبت مصر أنها شريك حقيقى للشعب الفلسطينى، وأن القضية الفلسطينية هى صميم أولوياتها، وأنه لاسلام فى المنطقة بغير حل جذرى للقضية الفلسطينية.
وفى الختام فأن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية شعب يواجه الإحتلال بل قضية تمثل شرف وكرامة الأمة العربية بأسرها، وتكاتف العرب هو السلاح الأقوى فى مواجهة المحتل، حيث أن وحدتنا هى الطريق الوحيد لإعادة الحقوق المغتصبة، ودعم صمود الشعب الفلسطينى، فمسؤوليتنا تحتم علينا أن نترك خلافاتنا جانباً ونعمل معاً لكى نحقق الآمال بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، فلنجعل من وحدتنا قوة قادرة على كتابة مستقبل جديد لشعب يستحق الحرية والكرامة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين مقالات غزة القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
فلسطين والمؤرخون العرب
يستعرض الدكتور مولود عويمر في كتابه الصادر بعنوان «المؤرّخون العرب والقضية الفلسطينيّة»، عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة بالجزائر، جهود عدد من المؤرّخين العرب التي قدّموها للتعريف بالقضيّة الفلسطينيّة، وتسليط الضوء على تاريخ فلسطين المعاصر.
ويقول مؤلّف الكتاب في مقدمة هذا العمل البحثيّ «عادت القضيّة الفلسطينيّة إلى الواجهة بعد سنوات من النسيان والتيه، لقد صارت بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، الموضوع الأوّل والأخير لوسائل الإعلام المحلية والدولية، وأصبح حديث الناس في العالم عن سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعيّة التي يمارسُها الكيان الصهيوني، يوميًّا، على الفلسطينيّين في غزة في رابعة النهار، وفي ظلمات اللّيل».
ويضيفُ المؤلّف «يُسلّط هذا الكتابُ الضوء على تاريخ فلسطين المعاصر كما كتبه المؤرّخون الفلسطينيُّون والمؤرّخون العرب، ولا شكّ أنّه سيساعد كلّ من يهتمُّ بالقضيّة الفلسطينيّة على فهم منطلقاتها المتعدّدة، وأبعادها المختلفة، سواء على المستوى الفلسطيني، أو على مستوى امتداداتها الإقليميّة والدولية».
ويشتمل الكتاب على فصلين؛ أوّلهُما بعنوان «المؤرّخون الفلسطينيُّون والمسألة الفلسطينيّة»؛ وفيه تناول المؤلّفُ مسارات وأعمال عشرة مؤرّخين فلسطينيّين، رتّبهم بحسب تسلسل تاريخ ميلادهم، وهم محمد عزّة دروزة (1887/ 1984)، ود. عبداللّطيف الطيباوي (1910/ 1981)، ود. وليد الخالدي (1925)، ود. هشام شرابي (1927/ 2005)، ود. أنيس صايغ (1931/ 2009)، ود. خيرية قاسمية (1936/ 2014)، ود. أحمد صدقي الدجاني (1936/ 2003)، ود. سميح شبيب (1948/ 2019)، ود. ماهر الشريف (1950)، ود. بشير نافع (1952).
أمّا الفصل الثاني فجاء بعنوان «القضية الفلسطينيّة في كتابات المؤرّخين العرب»، وتناول المؤلّف فيه جهود مجموعة من المؤرّخين العرب الذين اشتغلوا على القضية الفلسطينيّة، كما شغلت بها كلُّ النخب العربيّة التي تضامنت معها بمختلف أشكال الإبداع، فناصرتها بالقلم والمال واللّسان.
ويؤكّد المؤلّف على أنّه اقتصر في الفصل الثاني على دراسة مؤرّخين من 8 دول عربية، على أن يعود في كتاب لاحق إلى جهود مؤرّخين آخرين، وهي الجزائر (ناصرالدين سعيدوني ويوسف مناصرية)، وتونس (عبد الهادي التيمومي)، وليبيا (علي عبدالله بعيو)، ومصر (عادل غنيم وصلاح العقاد)، وسوريا (أحمد طربين)، ولبنان (قسطنطين زريق وحسان حلاق)، والأردن (علي محافظة)، والعراق (وسام حسين عبدالرزاق).
كما اعتمد المؤلف على خطط منهجية للكتاب من أهمها تقديمُ نبذة مختصرة عن حياة كلّ مؤرّخ من هؤلاء المؤرّخين العرب عند بداية الحديث، بالإضافة إلى جملة تُعد خلاصة الجهد الذي قدّمه ذلك المؤرّخ في سبيل التعريف بالقضيّة الفلسطينيّة؛ إذ قدّم للمؤرّخ محمد عزة دروزة، على سبيل المثال، بفكرة (مؤرّخ في قلب معركة تحرير فلسطين)، والدكتور عبد اللطيف الطيباوي (حارس ذاكرة القدس)، والدكتور وليد الخالدي (حفرياتٌ في ذاكرة فلسطين وتاريخها)، وهكذا اجتهد الباحث في تقديم هؤلاء المؤرّخين ليُسهّل على القارئ العربي الوصول إلى لبّ الجهد الذي بذله كلّ مؤرّخ للتعريف بالقضية الفلسطينيّة.