صدفة تقود حكمة بحرينية في كرة السلة للشارة الدولية
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
في عام 2015، دخلت لاعبة كرة السلة البحرينية، فاطمة المتوج، دورة محلية في مجال التحكيم لتثقيف نفسها في قوانين اللعبة، لكنها لم تدرك بأن تلك المحطة ستكون نقطة تحوّل في مسيرتها الرياضية.
وأصبحت المتوج أول حكمة في تاريخ البحرين تحصل على الشارة الدولية في كرة السلة، بعد 8 سنوات من تحولها من اللعب إلى التحكيم، وفقا لما نقلته وكالة أنباء البحرين (بنا) عن الاتحاد البحريني لكرة السلة.
وفي حديثها لموقع قناة "الحرة"، قالت المتوج: "دخلت دورة تحكيم بالصدفة للتعلم فقط، لكن عندما اجتزت الدورة تعمقت أكثر بالمجال وأحببته، وطورت من نفسي كثيرا".
وأضافت: "لم أضع لنفسي هدفا في البداية، ولم أعرف ماذا سأفعل، لكن عندما استمريت في التحكيم لسنوات، أصبح هدفي أن أصل لمرتبة أفضل".
وأردفت قائلة: "شعرت بأن مستقبلي في التحكيم أفضل من اللعب"، وذلك بعد أن ارتدت قميص ناديي الأهلي والنجمة قبل دخولها سلك التحكيم.
"جيل جديد من الحكام الواعدين"وتشعر الحكمة الدولية البحرينية بالفخر بعد وصولها لهذا المستوى، قائلة إن ذلك نابع من "قيمة تعبها" خلال السنوات الماضية.
وتحظى كرة السلة بشعبية كبيرة في المملكة الخليجية الصغيرة التي تحتضن الأسطول الأميركي الخامس، ولديها دوري جماهيري قوي ومنتخب وصل مؤخرا للمرحلة النهائية من تصفيات أولمبياد باريس 2024.
وقال رئيس لجنة الحكام في الاتحاد البحريني لكرة السلة، محمد النعيمي، في تصريحات لموقع "الحرة"، إن الحكمة المتوج "أظهرت مستوى متطورا، استحقت على أثره نيل الشارة الدولية".
وتابع: "استطاعت المتوج إثبات نفسها كحكمة متميزة، وكانت تشارك في دوري السيدات وحتى مباريات دوري الرجال.. سيكون لها شأن في المستقبل".
واستطرد النعيمي: "من المتوقع أن تحصل (المتوج) على مباريات أكثر في الموسم المقبل. تحتاج أن تزيد من ثقتها بنفسها وتستمر على هذا المنوال".
وفي مجال دائما ما يرافقه الجدل الواسع، يواجه الحكام اعتراضات من قبل اللاعبين والجماهير على القرارات أثناء المباريات، لكن المتوج ترى أن ذلك لا يمثل عائقا أمامها.
وقالت إنها ستتعامل مع أي احتجاجات متوقعة ضد قراراتها في مباريات دوري الرجال "حسب اللوائح وقوانين كرة السلة".
وفي سياق متصل، قال النعيمي إن "المرأة البحرينية أثبتت كفاءاتها في الرياضة"، وأن اتحاده يعمل على "بناء جيل جديد من الحكام الواعدين من الجنسين".
كما أشار إلى أن لجنة الحكام باتحاد السلة البحريني، لديها "حكمات أخريات، سواء على مستوى الساحة أو الطاولة".
ويُعتبر المجتمع البحريني من بين الأكثر انفتاحا في منطقة الخليج. ووفقا لإحصائيات حكومية، شكلت المرأة البحرينية ما معدله 32 بالمئة من إجمالي القوى العاملة في الفترة من 2010-2019.
وفي الفترة ذاتها، شكلت 54 بالمئة من الإجمالي في الهيئات الحكومية. وهناك 4 وزيرات في الحكومة المؤلفة من 24 وزيرا.
كما احتلت البحرين المركز الثاني خليجيا والثالث بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير الفجوة بين الجنسين، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي خلال يونيو الماضي.
"المرأة فرضت نفسها"وتذهب المتوج في الاتجاه نفسه، بقولها إن "المرأة البحرينية فرضت نفسها بقوة في المجال الرياضي، سواء على مستوى الأندية أو الاتحادات الرياضية".
وأضافت: "المرأة أنجزت وحصلت على مراكز وأدوار عديدة، ولم تكتف بالتنافس، بل أصبحت اليوم حكمة ومدربة وإدارية أيضا. البحرين تدعم المرأة في كافة المجالات".
وكان نادي النجمة في البحرين قد تعاقد في الموسم الماضي مع امرأة، هي فاطمة رياض، لتكون مساعدة مدرب الفريق الأول لكرة السلة للرجال.
ومن النادر أن تدير امرأة في منطقة الخليج مباراة على مستوى الرجال، كما أن تدريب الفرق الرجالية غالبا ما يكون محصورا على الذكور، لأسباب كثيرة من بينها البيئة الاجتماعية المحافظة.
لكن المتوج تقول إن الدعم الرسمي يمكّن أي امرأة في البحرين من تحقيق أهدافها في أي مجال. وقالت: "سأستمر في تطوير نفسي، وأكون على أتم المسؤولية من أجل بلدي البحرين".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: کرة السلة
إقرأ أيضاً:
ماذا نريد من الحكام العرب؟!
حاتم الطائي
◄ "القمة العربية الاستثنائية" تنعقد وسط تحديات غير مسبوقة
◄ مخططات ترامب عربدة وإجرام في الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني
◄ إلى الحكام العرب: احفظوا كرامة الإنسان العربي ودافعوا عن فلسطين
الجميع يترقَّب يوم السابع والعشرين من فبراير الجاري؛ حيث موعد انعقاد "القمة العربية الاستثنائية" المقررة في القاهرة، والتي من المؤمل أن يشارك فيها عدد كبير من الحُكام العرب، لبحث مستقبل القضية الفلسطينية وما تتعرض له من مُهددات غير مسبوقة، في ظل حرب الإبادة الشعواء التي تعرض لها قطاع غزة، على مدار 15 شهرًا، تسببت في استشهاد أكثر من خمسين ألف شهيد وما يزيد عن مائة ألف مصاب، فضلًا عن تقديرات بآلاف الشهداء تحت الأنقاض، وآلاف آخرون زُجَّ بهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد زادت التهديدات بعد المقترحات الظالمة التي ما زال يطرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولم تعد محاولات تصفية القضية الفلسطينية ووأد تأسيس الدولة الفلسطينية المُستقلة، محل جدل أو نقاش؛ بل أصبحت فحوى مقترحات يُطلقها رئيس أكبر دولة في العالم، وبالطبع يتلقفها رئيس وزراء الاحتلال مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته الإرهابية، بكل ترحاب. وتصفية القضية الفلسطينية تعني -قولًا واحدًا- اندلاع حرب إقليمية لا يعلم أحد مداها؛ إذ لن تقبل الدول العربية، وخصوصًا دول الطوق، أن يتمدد الأخطبوط الصهيوني ليصل إلى تخومها القريبة جدًا، لأن الخطوة التالية ستكون التهام جميع الدول العربية، وتحقيق الوهم الصهيوني "من النهر إلى النهر"!
الطرح الترامبي الاستعماري لمستقبل قطاع غزة، تسبب في صدمة وذهول عربي وإقليمي ودولي، وقوبل برفض منقطع النظير، وبموقف عربي مُوحَّد قلّما نجده، رغم أن العرب يتفقون على ثوابت القضية الفلسطينية، لكن من المؤكد أن هذه المرة كانت الأشد اتحادًا وتآزرًا وتوافقًا في المواقف. وهذا تحوُّل إيجابي لا ينبغي تفويته، أو هدر قيمته المعنوية والعروبية الهائلة. فكما كانت غزة وحرب الإبادة سببًا في توحيد الرأي العام العالمي وكسب تعاطفه، وكشف حقيقة الإجرام الصهيوني وزيف الرواية الإسرائيلية الكاذبة بأن إسرائيل "ضحية" وأنها "مُضطهدة" من جيرانها العرب ومن الفلسطينيين، بل وحتى أكذوبة "الجيش الذي لا يُقهر" وأن دولة الاحتلال هي الدولة "الأكثر ديمقراطية" في محيطها الإقليمي. لقد تحطمت كل هذه الأكاذيب، وتلاشت في سماء غزة الكاشفة، وتجلت الحقيقة العارية بأن إسرائيل ليست سوى نمر من ورق، وتجسيد حقير لقوى الظلام والشر في العالم، وأنه كيان وهمي يقتات على دماء الأبرياء العُزل، وجيش جبان واهٍ لا يستطيع مواجهة أشاوس المقاومة الفلسطينية البواسل، الذين خاضوا مع جنود الاحتلال -وكثير منهم مرتزقة- أشرس المعارك من المسافة صفر، ورغم فارق التسليح الهائل، وتباين العدد والعتاد، إلّا أن هؤلاء الأبطال الفلسطينيين صدق فيهم قول المولى عز وجل: "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (الأحزاب: 23).
ورغم كل ما أصاب الشعب الفلسطيني من ويلات ودمار وتهجير على مر العقود الماضية، إلّا أنه أثبت صلابة منقطعة النظير، وبرهن على تمسُّكه بأرضه، حتى ولو كانت خرابات خاوية على عروشها، لم يتساءلوا "أنى يُحيي هذه الله بعد موتها"؛ بل سارعوا إلى العودة إلى ديارهم وأطلالهم المُدمّرة في شمال غزة، هرولوا سيرًا على الأقدام الحافية، بلا سيارات ولا وسائل نقل لمتاعهم المُمزقة والبالية، في مشهد أذهل العالم، ودفع البعض للتساؤل: لماذا يُقبل هؤلاء السكان الذين مزقتهم الحرب الصهيونية الإجرامية، على العودة إلى شمال غزة، رغم ما حلّ به من دمار وإبادة شاملة؟ والإجابة: أن هذه أرضهم، وصاحب الأرض لا يهجرها، بل يتمسّك بها ويتعهد بإعادتها إلى ما كانت عليه وربما أفضل. صاحب الأرض لا يهرع للاختباء في الملاجئ تحت الأرض كما يفعل المُحتل الإسرائيلي إذا ما دوت صافرات الإنذار، ولا يهرب -مثل المُحتل- في موجات هجرة عكسية إلى البلدان الأخرى التي جاء منها، لأن الفلسطيني يعلم علم اليقين أن على هذه الأرض عاش ومات أجداده، وسيعيش هو وأبناؤه وأحفاده من بعده عليها، مهما ألحق بها المحتل من دمار وخراب.
لذلك كان من العجب العُجاب أن يطرح الرئيس الأمريكي تلك الأفكار الشيطانية الفارغة من مضمونها، التي لا تعكس سوى رؤية ضحلة للقضية الفلسطينية، زاعمًا بكل كذب أنه يريد أن يرى الشعب الفلسطيني يعيش في أمان وسعادة لكن خارج أرضه، ومارس أعنف الضغوط سرًا وعلانية على مصر والأردن لكي يستقبلا سكان غزة، لكن الدولتين أعلنتا الرفض القاطع؛ بل أكدتا أن مثل هذه الأطروحات تُهدد أُسس السلام، والتي تعني اتفاقيات السلام التي أبرمتها مصر والأردن مع دولة الكيان المُحتل، ولذلك لم نبالغ عندما قلنا إن تنفيذ هذا المخطط يُنذر بحرب لا حدود لها.
لذلك المطلوب الآن وبصورة واضحة لا تقبل أي تأويل، أن يُعلن الحُكام العرب موقفًا راسخًا رافضًا لأي محاولات لتهجير سكان غزة وطردهم من أرضهم، وأن تكون عملية إعادة إعمار القطاع تحت الإشراف العربي، مع بقاء أهل غزة أرضهم. ونستبشر خيرًا بإعلان مصر أنها ستطرح رؤية واضحة المعالم لكيفية إعادة إعمار غزة مع ضمان استقرار السكان داخل القطاع، وما رشح من تسريبات حول تفاصيل هذه الخطة، يؤكد أن القاهرة جادة للغاية في تنفيذ إعادة الإعمار بمساعدة الدول العربية وعدد من الدول غير العربية، وتحديدًا من دول الاتحاد الأوروبي، والتي أبدى كثير منها موقفًا صارمًا تجاه ما يجري في غزة، وإدانتهم الشديدة لحرب الإبادة التي نفذها العدو الصهيوني بكل إجرام.
إن منطقتنا العربية والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، تمر بلحظة تاريخية فارقة، تستلزم وحدة الصف العربي، والعودة لما كان عليه العرب في يوم من الأيام، عندما اتحدوا لمواجهة إسرائيل في حرب 1973، كون قضية فلسطين من الثوابت التي لا يختلف عليها العرب ولا ينبغي أن يحيدوا عنها، لا سيما وأن قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة تدعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
ويقينًا نؤمن أن القمة العربية الاستثنائية سترفع أكبر "لا" في تاريخ العرب، رفضًا للتهجير جملة وتفصيلًا، ورفضًا للعربدة الصهيونية والأمريكية، ونأمل أن تدعم القمةُ محكمةَ العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية في قراراتها والإسراع بتطبيق حكم اعتقال نتنياهو باعتباره مجرم حرب، وفرض وقف فوري للعدوان على الضفة الغربية ووقف الاعتقالات لأبناء الشعب الفلسطيني، ووقف بناء المستوطنات اليهودية، والالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإعادة إعمار غزة، وتعويض أهلها عن العدوان الذي دمر حياتهم. وهنا نأمل أن يتعاون الحكام العرب لإنشاء صندوق إعادة إعمار غزة بقيمة 100 مليار دولار، تُشارك فيه جميع الدول المؤيدة للحق الفلسطيني، وإتاحة المجال أمام مشاركة الأفراد وأصحاب المليارات حول العالم، في هذا الجهد الإنساني المنشود.
ويبقى القول.. رسالة نوجهها إلى الحكام العرب الذين سيلتقون في قمة القاهرة، أن احفظوا كرامة الإنسان العربي، ودافعوا عن القدس الشريف، قدس الأقداس، وقفوا صفًا واحدًا في وجهة أعداء الإنسانية وزبانية الاستعمار الجديد، وتأكدوا أن نحو نصف مليار عربي و2 مليار مسلم حول العالم، يقفون وراءكم، يؤيدون موقفكم الداعم لفلسطين، فبيِّضوا وجوههم، وامنحوهم الأمل في عالمٍ أكثر إنسانية وأكثر عدالة وأقل ظلمًا.
وأخيرًا نقول: لا هجرة إلّا للقدس... لا هجرة إلّا للقدس... لا هجرة إلّا للقدس.
رابط مختصر