قائد أمريكي: حوار التعاون المشترك أكد التزامنا مع العراق كشريك في الأمن
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
17 أغسطس، 2023
بغداد/المسلة الحدث: استعرض قائد عملية العزم الصلب في قيادة قوة المهام المشتركة في العراق وسوريا، الجنرال ماثيو ماكفارلين،دور أمريكا والعراق في القضاء على عصابات داعش الإرهابية، فيما رد على طبيعة تواجد القوات الامريكية ببغداد.
وقال ماكفارلين، في إيجاز خاص عبر الإنترنت، رداً عن أسئلة الصحفيين المشاركين: أتطلع إلى استعراض مستجدات حملة عملية العزم الصلب الرامية إلى ضمان هزيمة داعش الدائمة، وكذلك نتائج حوار التعاون الأمني المشترك الذي شاركت فيه الأسبوع الماضي في واشنطن العاصمة.
وأضاف: لقد أعاد حوار التعاون الأمني المشترك التأكيد على التزامنا كشريك في التعاون الأمني الثنائي مع العراق واهتماماتنا المشتركة في مجال الأمن الإقليمي، حيث شكل هذا الحوار حدثا تاريخيا ومحطة مركزية في مسار علاقات التعاون الأمني بين الحكومتين الأمريكية والعراقية.
وبين ماكفارلين: من وجهة النظر العسكرية، أكد الحضور على تواجد القوات الأمريكية في العراق ضمن دور غير قتالي وبناء على دعوة الحكومة العراقية، وذلك لتقديم المشورة والمساعدة وتمكين قوات الأمن العراقية في خلال معركتها ضد تنظيم داعش.
وأكد قائد عملية العزم الصلب، أن القوات العراقية حققت تقدما هائلا في السنوات القليلة الأخيرة على مسار تحقيق الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش، وهي تواصل بذل الجهود لمنع عودة ظهور تنظيم داعش.. لقد تم تحقيق هزيمة التنظيم عسكريا، ولكننا نعرف تمام المعرفة أن أيديولوجيته الخطيرة لا تزال تشكل خطرا وما زال التنظيم يطمح إلى استعادة نوع من القدرة العسكرية، لذا نواصل العمل مع قواتنا الشريكة في إطار مهمتنا المشتركة لضمان تحقيق هزيمة داعش الدائمة.
وأشار الى وجود الكثير من التحديات الإقليمية، على غرار الحاجة الملحة إلى التعامل مع النازحين والمعتقلين من داعش المتواجدين في شمال شرق سوريا حاليا وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية ودعم جهود إعادة دمجهم في مجتمعاتهم المحلية.
وتابع: سنطلق أيضا عملية منفصلة عن حوار التعاون الأمني المشترك تشمل التحالف الدولي لهزيمة داعش، وذلك بغرض تحديد كيفية تطور مهمة التحالف العسكرية بحسب العوامل والظروف، على غرار مستويات التهديدات والبيئة التشغيلية ومستويات قدرات القوات الشريكة.
وذكر ماكفارلين: يشدد الاستكمال الناجح لحوار التعاون الأمني المشترك على التزام بلدينا بشراكتنا عبر مجموعة كاملة من القضايا لتعزيز اهتماماتنا المشتركة في مجال الاستقرار الإقليمي والتعاون الأمني المتواصل.
وخلال الإيجاز، انتقل قائد عملية العزم الصلب، الى الإجابة على الأسئلة الموجهة اليه من الصحفيين العرب.
ـ هل تعتقد أن العمليات العسكرية وحدها هي الحل لهذه الظروف؟.
*الجنرال ماكفارلين: تمثل العمليات العسكرية المفتاح الرئيسي لهزيمة داعش ونحن نركز جهودنا على الناحية الأمنية العسكرية في إطار عملية العزم الصلب في قيادة قوة المهام المشتركة. تتمثل مهمة عملية العزم الصلب بتقديم المشورة والمساعدة لقواتنا الشريكة وتمكينها، ويتمحور عملنا مع قوات الأمن العراقية على دعمها وتوفير الأمن ضمن بلادها. توفر منظمات أخرى المساعدة في مجالات أخرى على غرار المساعدات الإنسانية للنازحين، وتساهم كافة هذه المنظمات في تحسين الوضع العام في المنطقة وتخفيف احتمال عودة ظهور الأيديولوجيات المتطرفة.
ـ ما الحد الذي قد يبلغه التعاون الأمني الأمريكي-العراقي وسط النفوذ الإيراني في العراق؟
*الجنرال ماكفارلين: لا شك في أننا نركز – أركز أنا والتحالف على هزيمة تنظيم داعش وتعاونننا الأمني مع قوات الأمن العراقية ويركز توفيرنا للمعدات والتمويل لمكافحة الإرهاب على تحقيق الهزيمة الدائمة لداعش. لن ندع الجهات الفاعلة الشائنة الأخرى المتواجدة في المنطقة تبعدنا عن مهمتنا الوحيدة المتمثلة بهزيمة داعش أو تصرف انتباهنا عنها. ندرك تماما أنه لا يزال ثمة تهديدات أخرى في العراق وسوريا ترغب في إيذائنا ونحن استباقيون لناحية حماية قواتنا لضمان مواصلة التركيز على هذه المهمة وإنجازها في نهاية المطاف.
ـ “هل انتهت مهمة التخلص من تنظيم داعش؟ وهلا تشرح ماهية إجابتك، سواء أجبت بنعم أو لا؟”
*الجنرال ماكفارلين: شكرا جزيلا على هذا السؤال. لا شك في أن تنظيم داعش لم يعد يسيطر على أي أراض وتكبد خسائر فادحة في صفوف قادته ومقاتليه، وما زلنا نشهد انخفاضا في عدد الهجمات التي يشنها التنظيم عاما بعد آخر، إذ انخفضت هذه العمليات بنسبة 65 بالمئة أو أكثر مقارنة بالعام الماضي. كان شهر رمضان الماضي الأكثر سلما في التاريخ الحديث بحسب زملائنا العراقيين. إذا يواصل التنظيم تراجعه، ليس لناحية سجل الهجمات فحسب، بل أيضا في كافة الفئات القابلة للقياس التي أعرف عنها، بدءا من التمويل والقدرة العسكرية وكافة الأرقام التي نتتبعها بشأن التنظيم.
ولكن ما زال ثمة مقاتلين متطرفين يطمحون إلى إعادة ظهور الخلافة أو إعادة بنائها. نحن نعمل بشكل وثيق مع نظرائنا العراقيين ونتبادل الاستخبارات لضمان تصدينا لأي إعادة ظهور محتملة أو أي تهديدات من مقاتلين تابعين لفلول التنظيم، ونعمل أيضا على الجهود طويلة الأمد، على غرار التعامل مع النازحين والمعتقلين من داعش المتواجدين في مرافق احتجاز في سوريا حاليا وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
ـ الرؤية المشتركة الخاصة بالمحافظة على السلام والاستقرار في المنطقة، وطبيعة الرؤية المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وحلفاء آخرين في هذا الجزء من العالم.
*الجنرال ماكفارلين: لا شك في أنني أركز على السلام والاستقرار في المنطقة من حيث جهودنا ودعمنا لقوات الأمن العراقية وحكومة العراق السيدة. أعتقد أننا نساهم في السلام والاستقرار الإقليميين من حيث بناء قدرات قواتنا الشراكة لضمان عدم عودة داعش إلى الظهور كتهديد، ليس في العراق فحسب، بل أيضا في سوريا، فقد رأينا ما يستطيع التنظيم فعله هناك بالنظر إلى ما حققه في العقد الماضي، وقد اضطر المجتمع الدولي والعراق إلى بذل جهود جبارة لاستعادة أراضي الخلافة وإحراز تقدم للوصول إلى هذه النقطة اليوم.
ولقد انخفضت الهجمات بنسبة 65 بالمئة كما سبق أن أشرت، وذلك مقارنة بالعام الماضي، ويعطيكم ذلك فكرة عن التقدم المتواصل عاما بعد عام.
ـ أشارت تقارير إلى أن واشنطن تنوي إجراء عمليات عسكرية غرب وادي الفرات في دير الزور. ما مدى دقة هذه التقارير؟ وكيف تنوون التعامل مع المواجهات الجوية المتكررة مع الطائرات الروسية في سوريا؟”.
*الجنرال ماكفارلين: إذا للإجابة على القسم الأول من السؤال، يواصل التحالف الدولي دعم شركائنا في المعركة ضد داعش في سوريا، أي قوات سوريا الديمقراطية التي تتولى قيادة المعركة.
وفيما يتعلق بالروس، لا شك في أننا لا نرحب بإجراءاتهم غير الآمنة وغير المهنية والتي تعرض قواتنا وقواتهم للخطر.
ونواصل التركيز الكامل على تنظيم داعش وإلحاق الهزيمة به، ويبدو لنا في بعض الأحيان أن الجهات الأخرى تركز علينا أكثر مما تركز على الإرهابيين الذين شنوا هجمات أكثر في الواقع في المناطق غير الخاضعة للتحالف. إذا نحن نركز على المناطق التي يسيطر عليها التحالف والاستقرار والأمن في هذه المناطق وندعم شركاءنا فيما يواصلون بذل الجهود لضمان عدم عودة ظهور التنظيم.
ـ هل تعد قوات التحالف لعملية عسكرية لقطع الطريق على القوات الإيرانية في شرق سوريا؟ وما رأيكم بعمليات داعش الأخيرة في المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام على مقربة من دير الزور؟
*الجنرال ماكفارلين: لا يعد التحالف أي عمليات عسكرية لقطع الطريق على أي جهة غير داعش. نحن نواصل التركيز على داعش وانعدام الاستقرار الذي قد تتسبب به حفنة من المقاتلين إذا استعادت السيطرة أو أعادت بناء عديدها لتشكل تهديدا أكبر. كانت آخر عملية عسكرية كبيرة لداعش في شهر كانون الثاني/يناير 2022 على سجن غويران، ولم يتمكن التنظيم من شن أي عملية مماثلة مذاك وأعتقد أن ذلك دليل صارخ على فعالية كافة الشركاء، بما فيهم قوات سوريا الديمقراطية في سوريا.
إذا نحن نركز على داعش، وقد بلغتنا تقارير عن هجمات أكبر شنها تنظيم داعش، وكان أحدها جنوب دمشق وآخر جنوب نهر الفرات في دير الزور استهدف فيه حافلة تقل جنودا في الجيش السوري. لم نشهد على أي عمليات كبيرة مماثلة في المناطق الخاضعة للتحالف، لذا من المقلق بمكان أن نشهد على هذه الهجمات الأكبر في خلال الشهر الماضي. نحن نراقب ذلك عن كثب ونأمل أن يتمكن النظام والجهات الأخرى من التصدي لتنظيم داعش في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ـ “بالنظر إلى القوة والتعاون مع العراق لمكافحة تهديد داعش، من الواضح أن التنظيم الإرهابي عاد للظهور في سوريا ومناطق أخرى. هل قدرات العراق الأمنية كافية لردع هذا التنظيم؟ ومتى يمكن اعتبار أن هذا التهديد قد تم تحييده بشكل فعال في العراق والمنطقة؟”.
*الجنرال ماكفارلين: نعم، شكرا على هذا السؤال. لا شك في أنني أقدر كيفية توصيفك للشراكة التي تجمعنا بقوات الأمن العراقية. إنها شراكة قوية مع قدر كبير من التعاون فيما نعمل معهم لتمكين قدراتهم وتطويرها حتى يتمكنوا من التصدي لتهديد داعش بشكل مستقل في نهاية المطاف. لقد أحرزوا تقدما كبيرا كما سبق أن ذكرت إذ يقومون ببناء قدراتهم، كما في مجال الاستخبارات والمراقبة واكتساب الهدف والاستطلاع على سبيل المثال، وقد شهدنا على إجرائهم عمليات مستقلة على مدى العام الماضي باستخدام القدرات العراقية فحسب لتحديد تهديدات داعش في العراق ومعالجتها والقضاء عليها.
وسنواصل دعم شركائنا العراقيين من خلال تقديم المشورة والمساعدة والتمكين ومساندتهم في تنمية هذه القدرات. نحن نعمل بشكل وثيق معهم وقد حددنا مجالات يركزون عليها ومجالات لضمان تمتعهم بالقدرة على إنجاز العمليات بشكل مستقل مع الوقت.
ـ السؤال: أعلن رئيس الوزراء العراقي مؤخرا، أو بالأحرى يوم الاثنين أن البلاد ليست بحاجة إلى أي قوات مقاتلة أجنبية وأنه سيتم التفاوض على العلاقة بين بغداد وقوات التحالف. وفي الوقت عينه، هددت جهات العراقية بمهاجمة قوات التحالف إذا لم تغادر العراق. هل سيطرأ أي تغيير على تواجد قوات التحالف في العراق وما ردة فعل التحالف على هذه التهديدات؟.
*الجنرال ماكفارلين: نحن متواجدون هنا بناء على دعوة الحكومة العراقية وغالبا ما أصف دورنا بالدور غير القتالي لجنودي وجنود التحالف وشركائنا وأي شخص يزورنا. نحن نمضي وقتنا في تقديم المشورة والمساعدة في توفير المعدات المطلوبة لقوات الأمن العراقية وضمان تمتعها بالقدرة على تحمل الأدوار القتالية، وهي تبلي حسنا في ذلك وتواصل إحراز تقدم لناحية إظهار المتطلبات القتالية لضمان الهزيمة الدائمة لداعش.
ولكن ثمة جهات أخرى تقوم بتوجيه تهديدات صريحة بمهاجمة قواعد التحالف عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونحن على علم بها. يراقب بعض من قواتنا ومستشارينا هذه التهديدات عن كثب وهم مستعدون للرد عليها، وتضمن قوات الأمن العراقية حمايتنا هي الأخرى. إذا نحن نراقب وسائل التواصل الاجتماعي عن كثب ونراقب أيضا الاستخبارات التي تصلنا من العراقيين ومختلف دول التحالف لضمان اطلاعنا وأخذنا الإجراءات اللازمة لحماية أعضاء التحالف المتواجدين هنا وقوات الأمن العراقية إذا ما تعرضت للتهديد.
إذا ثمة شراكة وطيدة ونحن نعمل معا عن كثب، ولكننا متواجدون هنا في إطار دور غير قتالي يختلف – نحن في سوريا في إطار دور قتالي، ولكن ينصب تركيزنا في العراق على شركائنا ومواصلتهم تطوير قدراتهم استعدادا للقتال طويل الأمد ضد تنظيم داعش.
ـ هل سيفكك التحالف مخيم الهول وما سيكون مصير القاطنين فيه؟
*الجواب: نعم، لا شك في أن مخيم الهول يشكل مصدر قلق أمني مع الوقت، ولو عاينا الظروف السائدة في هذا المخيم، لوجدنا أنه قد يساهم في الأيديولوجية المتطرفة. تعمل وزارة الخارجية الأمريكية مع نظيراتها في دول أخرى وتركز على تقليص عدد القاطنين هناك بغرض تحسين الظروف، لذا نحن ندعم وزارة الخارجية في جهدها هذا ونساعد في تسهيل إعادة النازحين من هذا المخيم إلى دولهم ومناطقهم الأصلية ومساعدة قوات سوريا الديمقراطية على ضمان أمن المخيم.
لقد شهدنا إذا تقدما ثابتا عند المساعدة في التدريب على حراسة الهول، وشهدنا أيضا انخفاضا في عدد الهجمات العنيفة. لم تحدث أي جريمة قتل هذه السنة مقارنة بالسنوات السابقة التي كانت عمليات القتل فيها تفوق العشرة. إذا نحن نشهد على إحراز تقدم وقد انخفض عدد السكان من 53 ألفا إلى 48 ألفا هذا العام، وقد انخفضت الأعداد بسبب استعادة الكثير من الدول الشريكة مواطنيها، بما في ذلك الحكومة العراقية. إذا نعتبر أن معالجة الظروف السائدة في هذا المخيم يمثل جزءا مهما من هزيمة داعش على المدى الطويل، وذلك لضمان توفير المساعدات الإنسانية وسيادة جو يتيح لقاطنيه الحصول على المساعدات المطلوبة.
ويتابع الجنرال ماكفارلين، حديثه: “هذا الإيجاز مهم، وأعتقد أن دوركم يتمثل بمساعدتي للوصول إلى قرائكم بالمعلومات الصحفية الضرورية لضمان فهم الجميع لماهية دور عملية العزم الصلب في قيادة قوة المهام المشتركة في العراق مع شركائنا العراقيين وفي سوريا، إذ يركز كافة الشركاء وهذا التحالف على ضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش”.
ويشير الى، أن ” حوار التعاون الأمني المشترك التاريخي في واشنطن الأسبوع الماضي أعاد التأكيد على التزام الولايات المتحدة والعراق بالعمل معا لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش ومواصلة الشراكة فيما نعمل معا من أجل الاستقرار والأمن الإقليميين، حيث تحرز قوات الأمن العراقية تقدما ملحوظا، إلا أن تهديد القوات الأمريكية وقوات التحالف لا يزال قائما وقد يكون التقدم والاستقرار اللذين نشهد عليهما هشين إذا ما عاينا ما يطمح داعش إلى تحقيقه، والذي كشف عنه النقاب في مناطق مختلفة من سوريا الشهر الماضي. لقد تكبد تنظيم داعش هزيمة عسكرية ولم يعد يسيطر على أي أراض، ولكن لا ينبغي أن ننام قريري العين، فأيديولوجيته الشريرة لا تزال قائمة وتبقى إعادة الظهور احتمالا”.
وبين الجنرال، أن “التقدم الذي نحرزه هنا مع شركائنا ومع قوات الأمن العراقية في هذه المعركة في العراق يشكل نموذجا لما نحاول تحقيقه في سوريا، ونواصل رؤية نتائج هذه الحملة في البيانات، وذلك من خلال انخفاض عدد الهجمات وفعاليتها عاما بعد عام. لذا نأمل أن نضمن الهزيمة الدائمة لداعش وأعتقد أننا وضعنا في خلال الحوار الأسبوع الماضي خطة لتطوير التحالف وما يقوم به وما يعمل عليه مع العراقيين بناء على التقدم المحرز والعوامل التي تحدثت عنها منذ قليل”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: قوات الأمن العراقیة قوات التحالف المشترکة فی لتنظیم داعش تنظیم داعش فی المنطقة فی العراق مع العراق على غرار فی سوریا مع قوات فی إطار إذا نحن داعش فی عن کثب على أی ل داعش
إقرأ أيضاً:
سفيرة الأناقة والتراث.. الدار العراقية للأزياء رحلة عبر التاريخ وهوية وطن
الدار التي أُسّست في عام 1970 لتكون نافذة تطل على عراقة الماضي وجمال الحاضر، من خلال تجسيد الأزياء الفلكلورية التي تحمل بين طياتها قصص الشعوب والحضارات المتعاقبة على أرض الرافدين، لم تقتصر مهمتها في بداياتها على استعراض هذا المخزون الثقافي الغني، بل كانت أيضا منصة لعرض أحدث صيحات الموضة المحلية والعالمية وإبراز إبداعات المصممين العراقيين.
لكن مسيرة هذه الدار العريقة لم تخلُ من التحديات؛ فبعد حرب الخليج الثانية عام 2003 عبثت يد الفوضى والنهب بمبناها، لتفقد بريقها مؤقتا، إلا أن إرادة البقاء والتجدد كانت أقوى، فقد أعيد إعمار الدار لتشهد فترة تحول أخرى، حين استضافت بين جدرانها وزارة الثقافة العراقية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"تحيا فلسطين" نصف قرن من نشيد مناهضة الحرب بالسويدlist 2 of 2“ماغما” نافذة على الفن العربي تجمع العالم في هانوفرend of listوفي نهاية المطاف، عادت الدار إلى جذورها، واستعادت هويتها تحت مسمى جديد: "الدار العراقية للأزياء"، لتترسخ مكانتها كأحد أهم معالم التصميم في العاصمة بغداد.
فاضل البدراني، الوكيل الثقافي لوزارة الثقافة والسياحة والآثار والمدير العام للدار العراقية للأزياء، يؤكد الدور المحوري للمؤسسة في الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية للعراق.
ويصف البدراني، في حديث للجزيرة نت، الدار بأنها "ليست مجرد مؤسسة ثقافية، بل هي تجسيد حي لجغرافية العراق وحضاراته العريقة"، مضيفا "بمسؤولية راسخة في قلب العاصمة بغداد، تسعى الدار للحفاظ على الذوق العام وإحياء الموروث الشعبي والتراث الغني لبلادنا".
ويشير البدراني إلى الريادة الإقليمية للدار، مستشهدًا بشهادات خبراء أجانب زاروا الدار وشاهدوا عروضها، مؤكدًا أنها "لا تقلّ شأنًا عن دور الأزياء العريقة في فرنسا وإيطاليا بل تتفوق عليها من حيث التأثير والفاعلية وحضورها في مختلف الفعاليات".
إعلانويسترسل المدير العام في وصف جوهر الأزياء العراقية، قائلا إنها "ترتكز في جوهرها على الحضارات القديمة والتراث الأصيل، وتحمل في طياتها بعدًا ثقافيا عميقا، فهي تمثل هوية ثقافتنا وذاكرة أمتنا، والآثار التي تجسدها هذه الأزياء هي شواخص حية من تاريخنا العريق".
يستعرض البدراني تاريخ الدار وإنجازاتها منذ تأسيسها وبدء نشاطها الفعلي، مؤكدًا أنها "حافظت على الهوية الأثرية والتراثية والحضارية لبلدنا على مدى عقود، وأسهمت في صون الذوق العام وقدمت إسهامات جليلة في إبراز الثقافة العراقية في المحافل الدولية والمحلية".
وبخصوص التحديات التي تواجه المؤسسة، يعترف البدراني بأن "التحديات المالية هي من أبرز الصعوبات التي تواجهنا، وهذا أمر طبيعي في معظم دول العالم. ولكن العراق مر بظروف استثنائية، خاصة بعد عام 2003 والاحتلال الأميركي، مما أثر بشكل كبير على المشهد الثقافي ومن ضمنه نشاطات الدار".
ومع ذلك، يشدد على أن "الدار العراقية للأزياء لم تتوقف قط عن أداء رسالتها الثقافية والحضارية".
وأكد استمرار فعاليات الدار، موضحًا أن "قسم العروض لدينا يقدم فعاليات متنوعة تستحضر عراقة الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية وحضارة الحضر في نينوى، بالإضافة إلى إحياء التراث العباسي وفترات النهضة التي شهدها العراق".
كما يشير إلى دور الأقسام الأخرى في الدار، مثل قسم الإنتاج الفني الذي ينتج "البدلات الحضارية والتراثية بأبهى صورها"، وقاعة الجوري التي تحتضن فعاليات متنوعة ومسرحًا كبيرًا، وقاعة الواسطي التي تستضيف معارض الفنون التشكيلية.
وأشار البدراني إلى فخر الدار بوجود "متحف فريد من نوعه هو متحف العروض، حيث يمكن للزائر أن يتجول بين معروضاته كأنه يعيش في كنف الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية والحضرية، بالإضافة إلى استعراضه لكافة الحقب الزمنية التي مر بها العراق، موثقًا بذلك تاريخنا القديم والحديث والمعاصر حتى يومنا هذا".
من جانبه، يبين خضر حماد، معاون المدير العام للدار العراقية للأزياء، الدور الحيوي للمؤسسة في صون التراث العراقي العريق وإبرازه على المستويين المحلي والدولي.
ويقول حماد للجزيرة نت إن "الدار العراقية للأزياء تعد من أهم المؤسسات التي تعمل بدأب على حفظ الحقب التاريخية المنصرمة للعراق، وذلك من خلال عروض الأزياء المتميزة التي تقدمها داخل البلاد وخارجها".
وأضاف أن هذه العروض "تجسد جمالية المراحل الزمنية المختلفة التي مر بها عراقنا الحبيب، عبر أزياء تحاكي الذوق العام وتلبي شغف المتذوقين للتراث والتاريخ".
إعلانوأوضح أن عمل الدار "لا يقتصر على إظهار التراث العراقي فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تسليط الضوء على الحضارة العراقية العريقة بأبعادها المختلفة، حيث إنها بحق مؤسسة بالغة الأهمية في الحفاظ على استمرارية إبراز هذه الحقب التاريخية والأثرية والتراثية المتنوعة لكل أطياف الشعب العراقي".
ويصف حماد الدار العراقية للأزياء بأنها "السفير الثقافي والتراثي للعراق"، مؤكدًا أن "تجسيد هذه الحقب التاريخية في عروض الأزياء التي تقدم خارج البلاد" يهدف إلى "تعريف شعوب العالم بتاريخ العراق وتراثه الغني، لتكون الأزياء نافذتنا الرئيسية نحو العالم، وجاذبًا أوليا للسياح الراغبين في استكشاف هذا التراث والتاريخ على أرض الواقع".
وأشار حماد إلى السجل الحافل بمشاركات الدار داخل العراق وخارجه، في دول أوروبية وعربية مثل الجزائر وتونس والإمارات وإيران، بالإضافة إلى إسبانيا وإيطاليا وغيرها، مثنيا على الكفاءات التي رفدت الدار عبر تاريخها، مؤكدًا أن "الدار تزهو اليوم بخبراء في التصميم والخياطة والتطريز يتمتعون بكفاءة عالية وخبرة طويلة في هذا المجال".
هدى سلمان داود، مديرة القسم الفني في الدار العراقية للأزياء، تسلط الضوء على "الجهود الدقيقة والمتقنة التي يبذلها القسم في إنتاج قطع فريدة مستوحاة من التراث والحضارة والفلكلور العراقي الأصيل".
وتوضح خلال حديثها للجزيرة نت أن "حوالي 90% من مراحل الإنتاج تتم يدويا، بدءًا بالتصميم وصولًا إلى التنفيذ النهائي، وهذا يجعل منتجاتنا ذات قيمة فنية وحرفية عالية لا يمكن مقارنتها بالقطع ذات الإنتاج السريع".
لكن هدى تشير إلى تحدّ يواجه القسم الفني، وهو "قلة عدد الفنيين المتخصصين لدينا"، معربة عن أملها في "توجه فئة من الشباب نحو العمل اليدوي والحرف الأصيلة التي نعتمد عليها في الدار، مثل التطريز اليدوي والآلي وغيرها من الأعمال التي تتطلب مهارات وخبرات متخصصة".
إعلانكما تطرقت إلى الحاجة إلى "الناحية المادية والدعم المعنوي اللازم لتطوير عمل الدار وتعزيز قدراتها الإنتاجية والفنية".
الفنان التشكيلي علاء جعفر الذي زار الدار أعرب عن "إعجابه العميق بما شاهده من معروضات الأزياء التاريخية والفلكلورية"، مؤكدًا "عراقة المؤسسة وقدرتها التنافسية العالية".
وقال جعفر للجزيرة نت "لقد لمست اليوم خلال زيارتي للدار العراقية للأزياء أن هذه المؤسسة عريقة بحق، وأن الأزياء المعروضة فيها لا تضاهي الموجود في الأسواق، بل أرى أنها تتفوق على الأزياء المستوردة بكثير، فالقطع المصنوعة هنا تتميز بصناعة يدوية دقيقة جدا وتستغرق وقتًا طويلًا في إنجازها".
ويرى جعفر أن "الدار العراقية للأزياء تستحق دعمًا حكوميا كبيرًا، فهي مؤسسة عريقة أُسست منذ أكثر من 50 عامًا"، مقترحًا "دعمًا ماديا فاعلا، بالإضافة إلى تطوير الكوادر العاملة فيها من خلال إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في دورات تدريبية متخصصة خارج العراق، واستقطاب خبراء عالميين على مستوى عالٍ لتدريب هذه الكوادر وتبادل الخبرات".