بقلم : د. سمير عبيد ..

تمهيد:كيف بقي الحلبوسي قويا بعد اخراجه من رئاسة البرلمان بفضيحة، والحنث باليمين وهي جرائم يفترض يُحاكم عليها ومن ثم تمنعه من ممارسة العمل السياسي نهائيا.ولكن في عراق الصفقات كل شيء يسير بالمقلوب. فبقي الحلبوسي قويا لسببين رئيسيين وهما:
١- كونه عضو في المحفل العالمي ونذُكّر جماعة ذاكرة السمك من ” الشيعة ” كيف استقبل الحلبوسي عند اول بروزه في العراق ومن ثم سفره إلى أمريكا وكيف أطلقت له المدفعية بتدشين انتمائه للمحفل ( وأرادوه بديلاً لرئيس البرلمان اللبناني ” نبيه بري” الذي شاخ وكبر ليكون احد اعمدة المحفل في المنطقة)
٢-صفقات نوري المالكي أبقت الحلبوسي قويا و التي جميعها تقريبا ديناميت تدمير لقوة الشيعة ومنع بروز عراق موحد وبلا مشاكل.

وجميعكم تعرفون صفقة ” مالكي – حلبوسي” الأخيرة بصعود ” محمود المشهداني ” لرئاسة البرلمان وبمسرحية سمجة . مع العلم عندما يستقبل المالكي الحلبوسي يخاطبه ( اهلا بحزب تقدم العربي الاشتراكي ) اي يقول له انت ممثل البعث الجديد في العراق ( طيب إذا هو ممثل البعث الجديد كيف تتحالف معه بل تحالفت معه مرات ومرات ؟) وطبعا هذا الكلام يزعج المالكي والإطار وتهمهم جاهزة ضدنا ” بعثي ، عميل للوهابية ، خارج من الملة ” تعودنا عليها وعلى سذاجتها !
سياق الكارثة القادمة !
أولا :جميعنا راقبنا وشاهدنا ولازلنا نشاهد كيف استغلت تركيا ورئيسها اردوغان فترة نهاية حقبة ادارة بايدن وبداية قدوم ادارة ترامب فأعطى أوامره للمعارضة السورية المسلحة لتشن هجومها وتسقط حلب ثم المدن السورية الأخرى وتفرض واقعاً خطيراً للغاية باتَ يهدد دمشق ونظام بشار الأسد غير المأسوف عليه . بل اعطى اردوغان أشاره مهمة اول أمس للمعارضة السورية وهي بمثابة لا تتوقفوا عندما قال ” المعارضة السورية تتقدم والهدف هو دمشق ” وبالمناسبة ( فلو لم يحصل اردوغان على الضوء الأخضر من اسرائيل لِما فعلها واعطى اوامره للمعارضة السورية وزودها باحدث الأسلحة ) !..وللعلم ان طموحات تركيا ورئيسها اردوغان لن تتوقف عند تقسيم سوريا وتكون حصة الاسد لتركيا فحسب .بل عينه على العراق وسوف نكشف ذلك في السطور القادمة ادناه !
ثانيا : تفاجأ الجميع وطبعا باستثناء نوري المالكي بسفر ” محمد الحلبوسي” إلى الولايات المتحدة وبذخ الاموال على الشركات المتخصصة بصنع اللوبيات داخل المؤسسات الاميركية الفاعلة والكبيرة (الكونغرس، والمعاهد التخصصية، والجامعات ، وأجنحة الادارة ،ورموز منظمة الايباك … الخ “) وحصد بعض اللقاءات العلنية المهمة وطبعا هناك لقاءات سرية غير معلنة ” وهنا بيت القصيد” .
ويبقى السؤال الكبير وهو : لماذا جاء توقيت زيارة الحلبوسي إلى الولايات المتحدة وبهذا الزخم تزامنا مع انطلاق المعارضة السورية المسلحة في سوريا وبدعم تركيا والرئيس اردوغان والأخير هو من الداعمين جدا للحلبوسي في العراق خصوصا بعد تراجع خميس الخنجر بسبب العقوبات الاميركية وموضوع المسائلة والعدالة .. الخ !
إلى التفاصيل السرية !
أولا :هناك مخطط خطير للغاية ويتحمل نوري المالكي ومحمد شياع السوداني والإطار التنسيقي الشيعي المسؤولية التاريخية والاخلاقية في حالة حدوثه في العراق (ويبدو هو مسألة وقت )وطبعا هو الورقة السرية المتبقية بيد حليفتهم ايران!
ثانيا:
أ:-فبعد توغل المعارضة السورية المسلحة في المحافظات السورية بشكل سريع وبالأحرى ( بعد احتلال تركيا لسوريا عن طريق جيوشها الانگشارية ) فسوف لن تتوقف تركيا عند هذا الحد ولن تتوقف طموحات الرئيس اردوغان (خصوصا بعد نجاح الغرب بدفع الشر التركي صوب الشرق بدلا من اندفاعها نحو المانيا والنمسا وبلغاريا واليونان …. الخ ) فسوف تتحرك تركيا نحو العراق اي نحو مدينة الانبار ( لاقامة الاقليم السني في العراق ) وهنا سبب تزامن زيارة الحلبوسي إلى أمريكا لكي تنفتح المنطقة من السعودية نحو الأنبار نحو سوريا . والسؤال : هل ستحمي إسرائيل السعودية من المد الاخواني بقيادة اردوغان وتمويل دولة قطر ؟ .
ب:-وخصوصا عندما نجح اردوغان بخداع محمد السوداني عن طريق دولة قطر وجعلوه بموقع ( عبد السلام عارف ) أبان حكم عبد الناصر ” رايح جاي للقاهرة ويحصد الوعود من عبد الناصر على حساب مصالح العراق ” . فمن خلال استغلال السوداني مرر اردوغان توغله العسكري في ضواحي مدينة دهوك العراقية. وبالمناسبة فلقد قال اردوغان المحتال للقيادة الكردية في العراق ان توغلنا في ضواحي دهوك هو لمنع ولادة دولة علوية جديدة بهذه المنطقة !
ماهي الاهداف الاستراتيجية لتركيا ؟
١-تدمير المشروع الاستراتيجي الإيراني ” الفارسي” الذي خُطّطَ ان يكون ( طهران ، بغداد، دمشق ،بيروت البحر المتوسط)….وتدمير جميع المعامل السرية الإيرانية في حماة وحمص، واجتثاث الانتشار الإيراني في سوريا وطبعا جميعها اهداف اسرائيلية اميركية نفذها اردوغان لهم !
٢-ومحاولة حصار القوات الروسية وإرباكها بهدف اخراجها من سوريا وهذا تطرب له امريكا !
٣-وايقاف حلم الدولة الكرديه في سوريا
٤-واعادة اللاجئين السوريين الذين اصبحوا يشكلون صداع لحزب العدالة ورئيسه اردوغان!
٥- والاهم الهدف الاستراتيجي الخفي و هو:
مد انبوب الغاز من قطر الى اوربا عبر اقليم الأنبار ثم سوريا ثم تركيا ومنه لأوربا والهدف هو ضرب الغاز الروسي وانهاء جميع الطموحات الإيرانية . ومن هنا جاء الضوء الاخضر الاميركي لأردوغان ليعطي اوامره للمعارضة السورية المسلحة ( الجيوش الانكشارية ) للسيطرة على المحافظات السورية وضرب جميع العصافير والاهداف في سوريا !
ماهي الفائدة الاسرائيلية الآنية ؟
إسرائيل كسبت نقاط استراتيجية من توغل المعارضة السورية المسلحة فهي وبكل صمت دخلت على الأراضي السورية وبدأت تقضم بها سراً ، واحتلت مساحات شاسعة لاقامة “منطقة عازلة” حسب اذاعة الـ BBC.والهدف هو إحاطة الجولان بمنطقة عازلة وشاسعة وكذلك الوصول لاهداف استراتيجية داخل سوريا . والاهم اصبح اردوغان بخدمة اسرائيل وفي المستقبل هو الذي سيوصلها إلى السعودية !
ماهو القادم ؟
١-القادم حتى الطفل العراقي بات يعرفه وهو انهاء حكم الفصائل والمليشيات والأحزاب المتحالفة معها والتي جميعها حليفة لإيران. ويتحمل مسؤولية ذلك الاطار الشيعي الفاشل سياسيا والذي سلم الدولة إلى المليشيات وايران .
٢-إيران من جانبها تحاول دعم ولادة اقليم سني في العراق. لكي تحاول فرض اقليم شيعي في جنوب العراق . وسوف تقنع حلفاءها الشيعة بخوض معركة وجود وبعد تغرير شيعة العراق انهم مستهدفين من السفياني المزعوم ومن الوهابية ومن السلفية ويجب ان يقاتلون حتى الموت ( وان حدث ذلك سوف يقضون علم الشيعة العراقيين ) وفي آخر المطاف سيهرب الشيعة نحو ايران والقسم الاخر سيسفر قسرا في حالة خسارة هذه المعركة التي تريدها إيران في جنوب العراق.
٣-ولكن الله تعالى بالمرصاد وسوف يُجند من يدعم العراق ويقويه، ويمنع هذا السيناريو التركي الإيراني الخطير والبغيض والذي يريد تقسيم سوريا والعراق والذي هو خدمة مجانيّة لمشاريع إسرائيل الكبرى !.
سمير عبيد
٧ ديسمبر ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات للمعارضة السوریة المعارضة السوریة السوریة المسلحة فی العراق فی سوریا

إقرأ أيضاً:

المعارضة السورية أبلغت تركيا بخطة الهجوم قبل 6 أشهر

أكدت مصادر مقربة من المعارضة السورية أن الفصائل المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري، أبلغت تركيا بخططها للهجوم قبل 6 أشهر، مشيرة إلى أنه تم الحصول على موافقة ضمنية من أنقرة.

وأنهت المعارضة السورية يوم الأحد أكثر من 5 عقود من حكم عائلة بشار الأسد بعد عملية عسكرية خاطفة بدأتها قبل أسبوعين، سيطرت خلالها على مدينة حلب وصولا إلى العاصمة دمشق، في تحول مفاجئ وصادم في مسار الصراع السوري المستمر منذ 13 عاما.

وتعد تركيا الداعم الرئيسي للمعارضة السورية منذ بدء الحرب في البلاد، رغم تصنيفها هيئة تحرير الشام "منظمة إرهابية". لكن هيئة تحرير الشام سعت في السنوات الأخيرة إلى إعادة تأهيل صورتها وإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها في إدلب.

وبحسب المصادر، اعتمد الهجوم على تقاطع مصالح بين الفصائل المعارضة وتركيا، فقد تخلت أنقرة عن محاولاتها للتفاوض مع الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بعد رفضه عروضها السياسية، ووجدت في العملية فرصة لتغيير المعادلة على الأرض دون تدخل مباشر.

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي مطلع قوله إن خطة المعارضة المسلحة -عملية "ردع العدوان"- هي من بنات أفكار هيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع، المعروف أيضا باسم أبو محمد الجولاني.

إعلان ضعف النظام وحلفائه

نجحت المعارضة في استغلال لحظة ضعف النظام السوري وحلفائه، حيث تزامن الهجوم مع ظروف مثالية تجلت في:

جيش الأسد المنهك: قال مصدر مقرب من النظام السوري إن الجيش كان يعاني من فساد واسع النطاق ونقص في الإمدادات تسببا في انهيار سريع أمام تقدم المعارضة. وأضاف المصدر أن الروح المعنوية للقوات الحكومية انهارت في العامين الماضيين، وذلك ما جعلها عاجزة عن مواجهة الهجوم الأخير. ضعف حلفاء النظام: انشغال روسيا بالصراع في أوكرانيا، وتراجع النفوذ الإيراني نتيجة الانسحاب الجزئي لحزب الله من سوريا بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان. وأكدت مصادر مطلعة أن حزب الله بدأ بسحب قواته من سوريا تدريجيا منذ العام الماضي لدعم عملياته ضد إسرائيل. وهذا الانسحاب، الذي تزامن مع مقتل زعيم الحزب حسن نصر الله في سبتمبر/أيلول الماضي، ترك فراغا كبيرا في صفوف قوات النظام. وقال أحد قادة المعارضة إن انسحاب حزب الله أتاح الفرصة لخوض معركة عادلة مع النظام. تركيا في صدارة المشهد

ومع نجاح العملية، تبدو تركيا الآن القوة الخارجية الأكثر تأثيرا في سوريا. وبجانب دعمها للفصائل المعارضة، استهدفت أنقرة عبر الجيش الوطني السوري -المعروف "بالجيش السوري الحر"- السيطرة على مناطق كردية في الشمال السوري.

ويرى محللون أن تركيا حققت مكاسب إستراتيجية كبيرة، منها تقليص نفوذ الأكراد وإضعاف الدور الإيراني في سوريا.

أما واشنطن، التي كانت على علم بالدعم العام الذي تقدمه تركيا للمعارضة، فقد نفت علمها بأي موافقة تركية صريحة على العملية.

وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إن تخلّي روسيا عن الأسد أسهم في سقوطه، مضيفا أن موسكو "لم يكن عليها حمايته منذ البداية". أما إسرائيل، فقد أشادت بدورها في إضعاف حزب الله، معتبرة أن عمليتها ضد الحزب أسهمت في تغير المشهد السوري.

إعلان

واستطاعت المعارضة السورية المسلحة السيطرة على مدنية دمشق وحماة وحمص، مما جعل النظام غير قادر على استعادة تماسكه. ويرى خبراء أن سقوط الأسد يعكس مدى ضعف الدولة السورية بعد سنوات من الحرب.

مقالات مشابهة

  • العراق أكبر مستورد للمعكرونة من تركيا خلال 11 شهرا
  • رئيس الحكومة السورية المؤقتة يوجه نداء للسوريين في تركيا
  • الصحافة الايرانية: تركيا تربح سوريا بعد استثمار مفيد في المعارضة السورية
  • ترقبوا التقسيمات الجديدة : سوريا لتركيا .. وليبيا إلى روسيا !
  • مدير الكرة بالمنصورة يكشف كواليس واقعة أحمد شاهين مع علاء نوح.. وعقوبة اللاعب المنتظرة
  • تركيا.. هل يخرج أردوغان الرابح الأكبر من الأزمة السورية؟
  • عودة آلاف العائلات السورية إلى وطنها من تركيا
  • تفسير حلم الأحجار الكريمة والذهب في المنام.. وعلاقته بالشرف والهيبة
  • لـ 12 يناير.. حجز النطق بالحكم على أحد المتهمين بقضية «فتنة الشيعة»
  • المعارضة السورية أبلغت تركيا بخطة الهجوم قبل 6 أشهر