وزير الأوقاف: مصر نالت مكانة استثنائية في خدمة القرآن الكريم عبر العصور
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
افتتح وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، فعاليات المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم، والتي أُقيمت بمركز مصر الثقافي الإسلامي بمسجد مصر الكبير.
حضر الفعالية عدد من كبار الشخصيات، أبرزهم وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني ممثلًا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ومفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد، والدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء.
أكد الدكتور الأزهري في كلمته أن مصر لها علاقة فريدة بالقرآن الكريم، مشيرًا إلى أن الله تعالى ذكر مصر في القرآن صراحة خمس مرات، وتلميحًا أكثر من أربعين مرة، كما كانت أحداث عدة سور قرآنية تدور على أرضها، مثل سورة يوسف وسورة طه وسورة القصص.
وأضاف أن مصر نالت مكانة استثنائية في خدمة القرآن الكريم عبر العصور، سواء من حيث التلاوة أو التجويد أو الحفظ، حتى أصبحت تُعرف بـ"أمة القراء".
واستعرض الوزير أسماء عدد من أبرز قراء مصر الذين تركوا بصمتهم عالميًا، من أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ مصطفى إسماعيل، مؤكدًا أن المدرسة المصرية في التلاوة تمثل نموذجًا فريدًا يجمع بين الموهبة والصوت العذب وفنون الأداء.
كما أعلن الأزهري عن إطلاق وزارة الأوقاف مؤخرًا مشروع "دولة الكتاتيب"، والذي بدأ بقريتين في المنوفية بهدف إحياء دور الكتاتيب كصروح تعليمية تسهم في تعليم القرآن الكريم ونشر القيم النبيلة وبناء الهوية المصرية. وأكد أن هذا المشروع يأتي في إطار الجهود المتواصلة لترسيخ مكانة مصر كمنارة لخدمة كتاب الله.
المسابقة: رمزية المكان والرسالة العالمية
أشاد الوزير بالرمزية الكبيرة لإقامة المسابقة في مركز مصر الثقافي الإسلامي ومسجد مصر الكبير، موضحًا أن هذا الصرح يُجسد رسالة مصر في خدمة الثقافة الإسلامية والقرآن الكريم. ويشارك في المسابقة هذا العام محكمون بارزون من أكثر من 50 دولة، إلى جانب نخبة من المحكمين المصريين المميزين.
واختتم الدكتور الأزهري كلمته بالتأكيد على أن مصر ستظل منارة القرآن الكريم وراعية لكل من ينهل من علومه، مشيرًا إلى أن هذه المسابقة ليست مجرد حدث دولي، بل رسالة محبة وسلام للعالم بأسره.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رئيس مجلس الوزراء الدكتور أسامة الأزهري المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم وزير الأوقاف بمسجد مصر الكبير المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
طه الفشني.. كروان التلاوة والإنشاد الذي أبدع في خدمة القرآن
تحل اليوم السبت، العاشر من ديسمبر 2024، الذكرى الثالثة والخمسون لرحيل الشيخ طه الفشني، أحد أبرز أعلام التلاوة والإنشاد الديني في مصر والعالم الإسلامي.
وُلد الشيخ طه حسن مرسي الفشني عام 1900 في مركز الفشن بمحافظة بني سويف، وحفظ القرآن الكريم منذ صغره، ليتحول لاحقًا إلى أحد أعلام القراءة والتواشيح الدينية، تاركًا بصمة لا تُنسى في ذاكرة الفن الإسلامي.
نشأة وبداية مسيرة الفشني
بدأت موهبة الشيخ الفشني في الظهور منذ دراسته الابتدائية، حيث اكتشف ناظر مدرسته عذوبة صوته، ما دفعه لإسناد القراءة اليومية للقرآن إليه في طابور الصباح. التحق الشيخ طه بالأزهر الشريف لدراسة علوم القراءات، وحصل على إجازة علم القراءات من الشيخ عبد الحميد السحار، ليتمكن من الجمع بين علوم الدين وفنون التجويد.
كان للشيخ علي محمود، ملك التواشيح الدينية، دور محوري في تشكيل شخصية الفشني الفنية، حيث انضم الشيخ طه إلى بطانته وتعلم منه أصول الإنشاد والمديح. لاحقًا، أصبح زميلًا للملحن الكبير زكريا أحمد في فرقة التواشيح، مما عزز من مكانته كمنشد وقارئ مميز.
محطة الإذاعة المصرية
كانت الإذاعة المصرية نقطة تحول كبرى في مسيرة الفشني. ففي عام 1937، أُعجب رئيس الإذاعة سعيد باشا لطفي بصوته خلال إحدى الحفلات بحي الحسين، ليتم اعتماده كمقرئ من الدرجة الأولى الممتازة.
منذ ذلك الحين، بدأ الشيخ طه تلاوة القرآن عبر أثير الإذاعة، مما ساهم في وصول صوته إلى كل بيت مصري.
قارئ القصور الملكية
من بين أبرز المحطات في حياة الفشني، كانت دعوته لتلاوة القرآن في السرايا الملكية بحضور الملك فاروق.
ظل الشيخ يقرأ في قصري عابدين ورأس التين لمدة 9 سنوات، حيث كان الملك يستمع إليه بشغف خلال السهرات الرمضانية.
كما أهداه الزعيم جمال عبد الناصر طبقًا فضيًا ممهورًا بتوقيعه، في تكريم يعكس تقدير القيادة المصرية لمكانته.
إرث خالد وصوت لا يُنسى
وصف المتخصصون في فن التلاوة الشيخ طه الفشني بأنه صاحب صوت ملائكي عذب وقدرة على التنقل بين 17 مقامًا موسيقيًا بسلاسة نادرة.
ترك الفشني تراثًا ضخمًا من التلاوات القرآنية النادرة والتواشيح الدينية، التي لا تزال تُبث عبر الإذاعات المصرية والعربية، ليستمتع بها محبوه في جميع أنحاء العالم.
الرحيل
في يوم السبت، العاشر من ديسمبر عام 1971، رحل الشيخ طه الفشني عن عمر يناهز 71 عامًا، بعد أن قضى حياته في خدمة القرآن الكريم والإنشاد الديني.
وحتى يومنا هذا، يظل اسمه محفورًا في قلوب محبيه، وسيرته مصدر إلهام للأجيال القادمة.
طه الفشني ليس مجرد قارئ أو منشد، بل هو أيقونة فنية وروحانية تركت أثرًا خالدًا في وجدان الأمة الإسلامية.