الجزيرة:
2025-05-02@21:42:12 GMT

اكتشاف بنية معقدة صنعها النياندرتال في جبل طارق

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

اكتشاف بنية معقدة صنعها النياندرتال في جبل طارق

شهد كهف فانغارد في جبل طارق اكتشافا مهما يُظهر لأول مرة هيكلا فريدا من نوعه، استخدمه إنسان النياندرتال قبل نحو 60 ألف عام.

هذا الهيكل، الذي يبدو بسيطا عند النظر إليه، يمثل مثالا على التطور الفكري والتنظيمي لهذا النوع البشري القديم، وهو ما يؤكد قدرتهم على التعامل مع تحديات الطبيعة بأساليب مبتكرة.

يقول خوان أوتشاندو توماس، الباحث في قسم علم الأحياء النباتية، في كلية الأحياء، بجامعة مورسيا الإسبانية، والمؤلف الرئيسي للدراسة في تصريح للجزيرة نت: "كان الاكتشاف مفاجأة لأننا لم نتوقع العثور عليه في الموقع.

في الواقع، كان علينا انتظار النتائج الأولى من تخصصات مختلفة للتوصل إلى اتفاق حول حقيقة أننا كنا ننظر بالفعل إلى بنية صنعها إنسان نياندرتال".

من ناحية بيولوجية، فالنياندرتال أحد أقرباء البشر، الذين عاشوا قبل نحو 400 ألف إلى 40 ألف سنة مضت، انتشروا في شريط ضخم ممتد بين جنوب أوروبا حتى وسط آسيا.

وبحسب الحفريات التي وجدها العلماء لهم، فإنهم أقصر من البشر الحاليين مع أجساد ممتلئة بشكل أكبر وصدر أعرض، ومنذ اللحظة الأولى التي اكتشفت فيها حفريات النياندرتال الأول، قبل نحو قرن ونصف، ساد تصور بين العلماء يقول إنهم بشر الكهوف ذوو الطابع الحيواني، لكن يوما بعد يوم أظهر الباحثون أن هذا غير صحيح.

تصور العلماء عن شكل النياندرتال (رويترز) لمحة نارية من الماضي

تُظهر الأدلة أن النياندرتال استخدم هذا الهيكل لإنتاج القطران عن طريق تسخين نباتات معينة، مثل الصمغ الصخري، تحت ظروف خالية من الأكسجين. استُخدم القطران كمادة لاصقة لصنع الأدوات وربطها بأجزاء خشبية، مما يعكس مستوى عاليا من التنظيم المعرفي.

إعلان

ميز العمل النظري بين طريقتين للحصول على المادة اللاصقة، طريقة بسيطة وغير منتجة عن طريق حرق لحاء البتولا في الهواء الطلق، وطريقة أكثر تعقيدا تتطلب تسخين رقائق البتولا من دون أكسجين، أي استخدام قطع مدفونة من الخشب المسخن بالنار بحيث تفرز القطران بينما لا تحترق لأنها معزولة عن الأكسجين.

سواء استخدموا الطريقة المنتجة أو غير المنتجة، فإن لذلك آثارا كبيرة على تقييم قدرتهم المعرفية، إذ تتطلب الطريقة الأكثر تعقيدا درجة كبيرة من التنظيم والممارسة.

ولتأكيد هذا الاكتشاف، تعاون فريق مكون من 31 باحثا من مختلف التخصصات مثل علم الأحياء القديمة، والكيمياء الجيولوجية، وعلم الآثار. وتم استخدام أساليب متعددة لتحليل الرواسب في الهيكل المكتشف.

يوضح خوان في تصريحه: "يتوافق هيكل الموقد لدينا مع التوقعات من الدراسات النظرية على قطران البتولا التي تتطلب استخدام هياكل التسخين للحصول على القطران، وهي مادة لاصقة ثبت أن إنسان نياندرتال استخدمها".

انتشر النياندرتال في شريط جغرافي طويل يمتد من جنوب أوروبا حتى وسط آسيا (ويكيميديا) بدائيون أم متطورون؟

يُظهر هذا الاكتشاف أن النياندرتال لم يكونوا جماعة من البدائيين كما اعتقد العلماء في وقت سابق، بل تمتعوا بقدرات معرفية متقدمة مقارنة بعصرهم. ويشير استخدامهم لهذا الهيكل إلى درجات من التفكير المنطقي، والتخطيط المسبق، وفهم جيد لخصائص المواد الطبيعية.

يقول خوان في تصريحه للجزيرة نت: "إن استخدام إنسان نياندرتال للقطران كان معروفا بالفعل، ولكن في حالتنا، ما اكتشفناه هو البنية أو الطريقة التي تم الحصول على هذا القطران بها".

يفتح هذا الاكتشاف أبوابا جديدة لفهم تقنيات النياندرتال، ويقول خوان عن ذلك: "من المحتمل أن توجد هياكل مماثلة في مواقع أثرية أخرى بها سكان نياندرتال، رغم أننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان هناك المزيد في المنطقة أو في مناطق أخرى أكثر بعدا".

إعلان

ويضيف: "ونأمل من الآن فصاعدا، وباستخدام بنيتنا كمرجع أو نقطة انطلاق، أن نكتشف المزيد من الهياكل مثل تلك الموجودة في كهف فانغارد في مواقع أثرية أخرى".

إن هذا الاكتشاف يعيد تشكيل الصورة التقليدية لإنسان النياندرتال، فبدلا من النظر إليهم ككائنات بدائية، يبدو أنهم امتلكوا قدرا ليس باليسير من الفهم المتقدم للتقنيات الطبيعية، وهو ما يبرز قدرتهم على التكيف والإبداع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذا الاکتشاف

إقرأ أيضاً:

اكتشاف مثير: العلماء يحددون مركز الوعي في الدماغ!

شمسان بوست / متابعات:

الوعي هو جوهر الوجود البشري، لأنه القدرة على الرؤية والسمع والحلم والتخيل والشعور بالألم

أو المتعة أو الخوف أو الحب وغيرها، لكن أين يقع هذا الوعي تحديدا في الدماغ؟ سؤال لطالما حير العلماء والأطباء، وتقدم دراسة جديدة رؤى حديثة عن تلك المسألة.


في مسعى لتحديد أجزاء الدماغ المسؤولة عن الوعي، أجرى علماء الأعصاب قياسات للنشاط الكهربائي والمغناطيسي، بالإضافة إلى تدفق الدم، في أدمغة 256 شخصا في 12 مختبرا في أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا والصين أثناء مشاهدة المشاركين صورا متنوعة. وتتبعت القياسات النشاط في أجزاء مختلفة من الدماغ.

ووجد الباحثون أن الوعي قد لا ينشأ في الجزء “الذكي” من الدماغ، وهي المناطق الأمامية حيث تحدث عملية التفكير التي نمت تدريجيا في عملية التطور البشري، لكنه قد ينشأ في المناطق الحسية في الجزء الخلفي من الدماغ الذي يعالج الإبصار والسمع.

وقال عالم الأعصاب كريستوف كوك من معهد ألين في سياتل “لماذا كل هذا مهم؟”.

وكوك أحد المعدين الرئيسيين للدراسة المنشورة هذا الأسبوع في دورية (نيتشر) العلمية. وأوضح “إذا أردنا أن نفهم ركيزة الوعي ومن يملكها، البالغون والأطفال قبل اكتساب اللغة والجنين في الثلث الثاني من الحمل والكلب والفأر والحبار والغراب والذبابة، فنحن بحاجة إلى تحديد الآليات الأساسية في الدماغ…”

وعُرضت صور وجوه أشخاص وأشياء مختلفة على المشاركين في الدراسة.

وذكر كوك “الوعي هو الشعور الذي نحس به عند رؤية رسم محمصة خبز أو وجه شخص. الوعي ليس السلوك المرتبط بهذا الشعور، على سبيل
المثال الضغط على زر أو قول “أرى فلانا”.

واختبر الباحثون نظريتين علميتين رائدتين حول الوعي. بموجب نظرية “مساحة العمل العصبية الشاملة”، يتجسد الوعي في مقدمة الدماغ، ثم تنتشر المعلومات المهمة على نطاق واسع في جميع أنحائه.

أما بموجب نظرية “المعلومات المتكاملة”، فينبع الوعي من تفاعل أجزاء مختلفة من الدماغ وتعاونها، إذ تعمل هذه الأجزاء معا لدمج المعلومات المستقبلة في حالة الوعي.

ولم تتفق النتائج مع أي من النظريتين.

أين يقع الوعي؟
قال كوك متسائلا “أين توجد العلامات العصبية التي تدل على الوعي في الدماغ؟ ببساطة شديدة، هل هي في مقدمة القشرة المخية، أي الطبقة الخارجية من الدماغ، مثل القشرة الجبهية، مثلما تنبأت نظرية مساحة العمل العصبية الشاملة؟”.

والقشرة الجبهية الأمامية هي التي تجعل جنسنا البشري فريدا مننوعه، فهي التي تحفز العمليات المعرفية العليا مثل التخطيط واتخاذ القرار والتفكير والتعبير عن الشخصية وتعديل السلوك الاجتماعي.

ومضى كوك في تساؤلاته “أم أن علامات (الوعي) موجودة في المناطقالخلفية من القشرة؟”. والقشرة الخلفية هي المنطقة التي تحدث فيها معالجة السمع والإبصار.

وقال “هنا، تصب الأدلة بشكل قاطع في مصلحة القشرة الخلفية. إما أن المعلومات المتعلقة بالوعي لم يُعثر عليها في الأمام، وإما أنها كانت أضعف بكثير من تلك الموجودة في الخلف. وهذا يدعم فكرة أن الفصوص الجبهية، وإن كانت ضرورية للذكاء والحكم والاستدلال إلخ، لا تشارك بشكل حاسم في الرؤية، أي في الإدراك البصري في حالة الوعي”.

ومع ذلك، لم تتمكن الدراسة من تحديد ما يكفي من الاتصالات التي تستمر للمدة التي تستغرقها تجربة الوعي في الجزء الخلفي من الدماغ لدعم نظرية المعلومات المتكاملة.

وتوجد تطبيقات عملية لتكوين فهم أعمق لديناميات الوعي في الدماغ.

وقال كوك إن ذلك سيكون مهما لكيفية تعامل الأطباء مع المرضى في حالات الغيبوبة أو متلازمة اليقظة بلا استجابة، وهي حالة يكونون فيها مستيقظين ولكن لا تظهر عليهم أي علامات على الوعي بسبب إصابة دماغية أو سكتة دماغية أو سكتة قلبية أو جرعة زائدة من المخدرات أو  أسباب أخرى.

ومن بين هؤلاء المرضى، يموت ما بين 70 إلى 90 بالمئة بسبب اتخاذ قرار بسحب العلاج الذي يدعم الحياة.

وذكر كوك “مع ذلك، نعلم الآن أن حوالي ربع المرضى في حالة الغيبوبة أو … متلازمة اليقظة بلا استجابة يكونون واعين، وعيا خفيا، ومع ذلك لا يستطيعون الإشارة إلى ذلك”، في إشارة إلى بحث منشور العام الماضي في دورية (نيو إنغلاند) الطبية.

وأضاف “ستمكننا معرفة آثار الوعي في الدماغ من أن نرصد بشكل أفضل هذا الشكل غير الظاهر من ‘الوجود‘ دون القدرة على الإشارة”.

مقالات مشابهة

  • اكتشافُ المنطقة المسؤولة عن الوعي في الدماغ
  • اكتشاف مثير: العلماء يحددون مركز الوعي في الدماغ!
  • “سي القابضة” و”ميكروبوليس” تطوران بنية الذكاء الاصطناعي لـ “المدينة المستدامة 2.0”
  • اكتشاف مقبرة الملك إخناتون يعيد كتابة التاريخ.. ماذا وجد العلماء؟
  • هل يقبل الاستغفار إذا كان بنية تيسير أمر معين؟.. أمين الفتوى يجيب
  • تفكيك 90% من بنية حزب الله العسكرية جنوب الليطاني
  • حمدان بن محمد: نواصل تطبيق حلول مبتكرة لتوفير أفضل بنية تحتية في العالم
  • اكتشاف جثة شاب في واد بطنجة
  • مستشفى الملك فيصل نجح في أجراء عملية معقدة لطفلة حديثة ولادة
  • صلاح الدين.. اكتشاف قبور وهياكل عظمية وجِرار أثرية في موقع آشور