الجزيرة:
2024-12-12@05:42:03 GMT

اكتشاف بنية معقدة صنعها النياندرتال في جبل طارق

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

اكتشاف بنية معقدة صنعها النياندرتال في جبل طارق

شهد كهف فانغارد في جبل طارق اكتشافا مهما يُظهر لأول مرة هيكلا فريدا من نوعه، استخدمه إنسان النياندرتال قبل نحو 60 ألف عام.

هذا الهيكل، الذي يبدو بسيطا عند النظر إليه، يمثل مثالا على التطور الفكري والتنظيمي لهذا النوع البشري القديم، وهو ما يؤكد قدرتهم على التعامل مع تحديات الطبيعة بأساليب مبتكرة.

يقول خوان أوتشاندو توماس، الباحث في قسم علم الأحياء النباتية، في كلية الأحياء، بجامعة مورسيا الإسبانية، والمؤلف الرئيسي للدراسة في تصريح للجزيرة نت: "كان الاكتشاف مفاجأة لأننا لم نتوقع العثور عليه في الموقع.

في الواقع، كان علينا انتظار النتائج الأولى من تخصصات مختلفة للتوصل إلى اتفاق حول حقيقة أننا كنا ننظر بالفعل إلى بنية صنعها إنسان نياندرتال".

من ناحية بيولوجية، فالنياندرتال أحد أقرباء البشر، الذين عاشوا قبل نحو 400 ألف إلى 40 ألف سنة مضت، انتشروا في شريط ضخم ممتد بين جنوب أوروبا حتى وسط آسيا.

وبحسب الحفريات التي وجدها العلماء لهم، فإنهم أقصر من البشر الحاليين مع أجساد ممتلئة بشكل أكبر وصدر أعرض، ومنذ اللحظة الأولى التي اكتشفت فيها حفريات النياندرتال الأول، قبل نحو قرن ونصف، ساد تصور بين العلماء يقول إنهم بشر الكهوف ذوو الطابع الحيواني، لكن يوما بعد يوم أظهر الباحثون أن هذا غير صحيح.

تصور العلماء عن شكل النياندرتال (رويترز) لمحة نارية من الماضي

تُظهر الأدلة أن النياندرتال استخدم هذا الهيكل لإنتاج القطران عن طريق تسخين نباتات معينة، مثل الصمغ الصخري، تحت ظروف خالية من الأكسجين. استُخدم القطران كمادة لاصقة لصنع الأدوات وربطها بأجزاء خشبية، مما يعكس مستوى عاليا من التنظيم المعرفي.

إعلان

ميز العمل النظري بين طريقتين للحصول على المادة اللاصقة، طريقة بسيطة وغير منتجة عن طريق حرق لحاء البتولا في الهواء الطلق، وطريقة أكثر تعقيدا تتطلب تسخين رقائق البتولا من دون أكسجين، أي استخدام قطع مدفونة من الخشب المسخن بالنار بحيث تفرز القطران بينما لا تحترق لأنها معزولة عن الأكسجين.

سواء استخدموا الطريقة المنتجة أو غير المنتجة، فإن لذلك آثارا كبيرة على تقييم قدرتهم المعرفية، إذ تتطلب الطريقة الأكثر تعقيدا درجة كبيرة من التنظيم والممارسة.

ولتأكيد هذا الاكتشاف، تعاون فريق مكون من 31 باحثا من مختلف التخصصات مثل علم الأحياء القديمة، والكيمياء الجيولوجية، وعلم الآثار. وتم استخدام أساليب متعددة لتحليل الرواسب في الهيكل المكتشف.

يوضح خوان في تصريحه: "يتوافق هيكل الموقد لدينا مع التوقعات من الدراسات النظرية على قطران البتولا التي تتطلب استخدام هياكل التسخين للحصول على القطران، وهي مادة لاصقة ثبت أن إنسان نياندرتال استخدمها".

انتشر النياندرتال في شريط جغرافي طويل يمتد من جنوب أوروبا حتى وسط آسيا (ويكيميديا) بدائيون أم متطورون؟

يُظهر هذا الاكتشاف أن النياندرتال لم يكونوا جماعة من البدائيين كما اعتقد العلماء في وقت سابق، بل تمتعوا بقدرات معرفية متقدمة مقارنة بعصرهم. ويشير استخدامهم لهذا الهيكل إلى درجات من التفكير المنطقي، والتخطيط المسبق، وفهم جيد لخصائص المواد الطبيعية.

يقول خوان في تصريحه للجزيرة نت: "إن استخدام إنسان نياندرتال للقطران كان معروفا بالفعل، ولكن في حالتنا، ما اكتشفناه هو البنية أو الطريقة التي تم الحصول على هذا القطران بها".

يفتح هذا الاكتشاف أبوابا جديدة لفهم تقنيات النياندرتال، ويقول خوان عن ذلك: "من المحتمل أن توجد هياكل مماثلة في مواقع أثرية أخرى بها سكان نياندرتال، رغم أننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان هناك المزيد في المنطقة أو في مناطق أخرى أكثر بعدا".

إعلان

ويضيف: "ونأمل من الآن فصاعدا، وباستخدام بنيتنا كمرجع أو نقطة انطلاق، أن نكتشف المزيد من الهياكل مثل تلك الموجودة في كهف فانغارد في مواقع أثرية أخرى".

إن هذا الاكتشاف يعيد تشكيل الصورة التقليدية لإنسان النياندرتال، فبدلا من النظر إليهم ككائنات بدائية، يبدو أنهم امتلكوا قدرا ليس باليسير من الفهم المتقدم للتقنيات الطبيعية، وهو ما يبرز قدرتهم على التكيف والإبداع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذا الاکتشاف

إقرأ أيضاً:

اكتشاف أسرار تخمير الأرز وصناعة الكحول لأول مرة بالصين

كشف علماء الآثار عن أدلة على وجود وصفة الأرز المتخمر تعود إلى حوالي 10 آلاف عام في موقع أثري بشرق الصين، مما يقدم رؤى جديدة حول أصل المشروبات الكحولية في آسيا.

يأتي هذا الاكتشاف من موقع "شاشان" الأثري في مقاطعة تشجيانغ الصينية، حيث يكشف عن السياق الثقافي والبيئي لممارسة تخمير الأرز في المنطقة وكذلك عن تطور الزراعة المبكرة في آسيا.

وفي الدراسة التي نُشرت يوم الاثنين في مجلة "PNAS"، إذ حلل العلماء 12 قطعة فخارية من المرحلة المبكرة لموقع شاشان، والتي تعود إلى حوالي 10 آلاف عام.

وقال جيانغ ليبينج، المؤلف المشارك للدراسة من معهد تشجيانح للموروثات الثقافية وعلم الآثار: "كانت هذه القطع الفخارية مرتبطة بأنواع مختلفة من الأوعية، بما في ذلك أوعية للتخمير، وأخرى للتقديم، والتخزين، والطهي، والتحضير."

وحلل الباحثون الرواسب من الأسطح الداخلية للأواني الفخارية، بالإضافة إلى الطين المستخدم في صناعة الفخار والرواسب المحيطة بها، وركزوا بشكل خاص على تحديد مصدر بقايا النباتات الصغيرة والفوسفات النشوية والفطريات في هذه العينات، مما كشف عن معلومات حول استخدامات الأواني وطرق معالجة الطعام التي كانت تستخدمها الشعوب القديمة في ذلك الوقت.

وعثر الباحثون على بقايا الأرز المدجن في رواسب الأواني الفخارية، بالإضافة إلى بقايا صغيرة من حبات النشا، والدموع المقدسة، وعشب الحقل، وعائلة التريتيكيا، والبلوط، وزهور الزنبق، وفقًا للعلماء.

وأشار ليبينج إلى أن "هذه الأدلة تشير إلى أن الأرز كان مصدرًا أساسيًا للموارد النباتية لشعب شاشان."

كما اكتشف علماء الآثار أن قش الأرز وأوراقه كانت تستخدم في إنتاج الفخار، مما يظهر الدور الأساسي للأرز في الثقافة الصينية القديمة.

وقد أظهرت حبيبات النشا علامات على التحلل والتجمد بواسطة الإنزيمات، وهي عمليات مميزة لعملية التخمير.

كما عثروا  على أنواع من الفطريات والخمائر، وهي عادةً ما تستخدم كمحفزات في طرق التخمير التقليدية.

وأظهرت بقايا الفطريات مراحل نمو مميزة للتخمير، وكان تركيزها أعلى بشكل خاص في الأواني الكروية مقارنة بأنواع الأواني الفخارية الأخرى التي تم اكتشافها في الموقع.

تشير هذه الاكتشافات إلى أن الأواني التي استخدمها الشعب القديم كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بوظائف محددة، وأن الأواني الكروية ربما تم إنتاجها خصيصًا من أجل عملية تخمير الكحول.

وقد تم تحليل الرواسب من الموقع كنماذج تحكم، ووجد أن لديها بقايا من النشا والفطريات أقل بكثير من تلك الموجودة في رواسب الأواني الفخارية.

بشكل عام، تؤكد هذه النتائج أن رواسب الأواني الفخارية كانت مرتبطة مباشرة بأنشطة التخمير.

تسلط هذه الدراسة الضوء على ظهور تكنولوجيا التخمير في ثقافة شاشان المبكرة كجزء لا يتجزأ من تدجين الأرز والمناخ الدافئ والرطب في تلك الفترة.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • اكتشاف أسرار تخمير الأرز وصناعة الكحول لأول مرة بالصين
  • اكتشاف تمثال وقطع أثرية خلال أعمال صيانة في أثينا
  • اكتشاف مذهل في البحر الميت يكشف سبب الانهيارات الأرضية
  • قضاء الحوائج وشفاء المرضى.. خالد الجندي يكشف فضل قراءة القرآن بنية التوسل
  • اكتشاف مذهل يعود إلى 37,000 عام في كهف مانوت.. هل كانت السلحفاة أول رمز ديني؟
  • خالد الجندي: قراءة القرآن بنية التوسل يشفي المرضى ويقضي الحوائج
  • وكيل بيطرية شمال سيناء: الاكتشاف المبكر للأمراض المعدية يسهل علاجة
  • ياسمين رئيس: شخصيتي في مسلسل «رقم سري» معقدة ومركبة
  • أفضل سورة تقرأ قبل صلاة الفجر.. اجعلها بنية قضاء الحاجة
  • هجوم المعارضة السورية: هل حصلت على ضوء أخضر من تركيا؟