أعلن الجيش السوري صباح السبت أنه نفذ “إعادة انتشار” في محافظتي درعا والسويداء في جنوب البلاد وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، غداة اعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان فقدان القوات الحكومية السيطرة على معظم محافظة درعا.

وأفادت وزارة الدفاع في بيان نقلا عن مصدر عسكري “قامت قواتنا العاملة في درعا والسويداء بتنفيذ إعادة انتشار وتموضع (.

.) بعد أن قامت عناصر إرهابية بمهاجمة حواجز ونقاط الجيش المتباعدة بهدف إشغال قواتنا المسلحة”.

وفقدت القوات الحكومية الجمعة السيطرة على معظم محافظة درعا بما في ذلك مدينة درعا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد عن انسحابات متتالية نفذتها قوات النظام في درعا ما مكّن الفصائل المحلية من السيطرة على أكثر من 90 في المئة من المحافظة.

وتُعدّ محافظة درعا التي شكّلت مهد الاحتجاجات الشعبية ضد السلطات في دمشق عام 2011، المنطقة الوحيدة التي لم يخرج منها جميع مقاتلي الفصائل المعارضة بعد استعادة قوات النظام السيطرة عليها في تمّوز/يوليو 2018، إذ وضع اتفاق تسوية رعته موسكو حدّا للعمليات العسكرية وأبقى على وجود مقاتلين معارضين احتفظوا بأسلحة خفيفة.

وشهدت مدينة درعا وريفها صيف 2021 تصعيدا عسكريا بين القوات الحكومية ومسلحين محليين، أعقبه خروج دفعة من المقاتلين الرافضين للتسوية بينما انضم آخرون الى صفوف الجيش برعاية روسيا.

وشكل مقاتلون محليون من فصائل معارضة سابقة وآخرون ممن أجروا تسوية مع النظام غرفة عمليات عسكرية في محافظة درعا.

وقال مراسل لفرانس برس في المنطقة إن عناصر من الفصائل تتولى السبت حماية الممتلكات العامة والمؤسسات المدنية بموازاة بث رسائل تطمين للسكان وحثهم على البقاء في منازلهم.

وفي محافظة السويداء المجاورة ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا، أخلى مسؤولون بينهم المحافظ وقادة أمنيون الجمعة مؤسسات ومراكز عدة، تزامنا مع سيطرة مقاتلين محليين على مراكز ونقاط أمنية وفق المرصد.

وذكر المرصد أن “محافظ المدينة وقيادات الشرطة والسجن وحزب البعث غادروا إداراتهم في مدينة السويداء، تزامنا مع سيطرة مقاتلين محليين على نقاط أمنية في ريفها”. وبثّت شبكة السويداء 24 الإخبارية مقطعا مصورا يظهر خروج عاملين من مبنى قيادة الشرطة وآخر لمقاتلين يحطمون صورة للرئيس بشار الأسد.

ولمحافظة السويداء خصوصيتها، إذ طوال سنوات النزاع، تمكّن دروز سوريا الى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا اجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الاجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.

وكانت مدينة السويداء شهدت منذ العام 2023 تظاهرات دورية بدأت احتجاجا على قضايا معيشية، سرعان ما تطورت إلى المطالبة بتغيير النظام واسقاط الرئيس بشار الأسد.

وكانت هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها بدأت في 27 تشرين الثاني/نوفمبر هجوما على القوات الحكومية انطلاقا من محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وتمكنت من السيطرة على مناطق واسعة وصولا إلى حلب (شمال)، ثاني أكبر مدن البلاد. وواصلت تقدّمها لتسيطر بعد أيام على حماة (وسط)، واقتربت من حمص (وسط) التي تربط دمشق بالساحل السوري، معقل الأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الرئيس بشار الأسد التي تحكم سوريا منذ خمسة عقود.

وبدأ النزاع السوري في منتصف آذار/مارس 2011 باحتجاجات شعبية ما لبث أن قمعها النظام. ثم تحولت نزاعا مسلحا. وإذا كان قوات الرئيس بشار الأسد خسرت في السنوات الأولى مساحة كبيرة من الأراضي السورية لصالح المقاتلين المعارضين، إلا أن التدخل الروسي والإيراني دعما لها ساعدها في استعادة أجزاء كبيرة اعتبارا من عام 2015.

وأوقعت الحرب أكثر من نصف مليون قتيل، فيما نزح أكثر من نصف الشعب السوري داخل سوريا أو إلى الخارج.

المصدر أ ف ب الوسومالسويداء درعا سوريا

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: السويداء درعا سوريا القوات الحکومیة السیطرة على محافظة درعا بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

القاهرة الإخبارية: انفلات السلاح في درعا والقنيطرة بسوريا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال خليل هملو مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من دمشق، إنّ محافظة درعا شهدت منذ 4 أيام مواجهات عنيفة وتحديدا في مدينة الصنمين وبعض مدن ريف درعا الشمالي، جراء وجود عناصر كانت تُحسب على القوات الحكومية السابقة، تتبع لأجهزة الأمن.  

وأضاف «هملو»، خلال رسالة على الهواء، أنّ هناك انتشارا كبيرا للسلاح في محافظة درعا جراء السلاح الذي كان موجودا لدى فصائل المعارضة التي سيطرت على درعا لحوالي 7 سنوات منذ اندلاع الثورة السورية في 15 مارس 2011، مشيرا إلى أنّ هؤلاء لا يريدون تسليم أسلحتهم.  
وتابع: «هناك سلاح كثير لدى الفصائل التي كانت مدعومة من الأجهزة الأمنية بالتحديد الأمن العسكري وأمن الدولة والمخابرات الجوية، وكان يطلق عليهم عناصر التسوية، إذ قاموا خلال الأيام الماضية بمواجهات واشتباكات»، لافتا إلى أنّ انفلات السلاح لم يكن موجودا في درعا فقط ولكن في محافظة القنيطرة أيضا خاصة بعد تعرض مواقع القوات الحكومية السابقة إثر انسحابها 7 ديسمبر الماضي.


وواصل: «لكن عندما دخلت إسرائيل إلى تلك المناطق أول ما فعلته هو جمع السلاح من المواطنين في المناطق التي أصبحت على سيطرتهم على طول الشريط الحدودي الجولان السوري المحتل».

مقالات مشابهة

  • ملقب بـ رجل روسيا في الجنوب ومنافس للشرع في سوريا .. من هو أحمد العودة مهندس التسويات؟
  • الجيش التركي يقصف سد تشرين بريف حلب شمال سوريا .. شاهد
  • “المركزي الصيني” يُجري عمليات إعادة شراء عكسية بقيمة 4.1 مليارات يوان
  • القاهرة الإخبارية: انفلات السلاح في درعا والقنيطرة بسوريا
  • ‏المرصد السوري: 37 قتيلا في معارك بين القوات الكردية والفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا
  • الجيش الأمريكي يقول إنه استهدف منشآت تخزين للحوثيين تحت الأرض
  • هل ستغادر السويداء “الدروز” المنظومة العربية وللأبد؟
  • تحذيرات من انتشار “حمى الأرانب” لدى البشر
  • وزير دفاع سوريا: الأسد استخدم الجيش لحماية نفسه وقتل شعبه
  • وزير الدفاع السوري: النظام البائد استعمل الجيش لأطماعه وقتل الشعب