كيف تحاول الصين الفوز بسوق السيارات الكهربائية الأوروبية؟
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
سلّط تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ الضوء على الإستراتيجيات التي يتبعها صناع السيارات الكهربائية الصينيون في أوروبا، حيث تُعتبر القارة الأوروبية سوقا حيوية وطموحا لمصنعي السيارات الكهربائية في الصين، رغم التحديات المتزايدة التي يواجهونها.
التقرير يشير إلى أن أوروبا ليست فقط سوقا مربحة، ولكنها أيضا ساحة اختبار لطموحات العلامات التجارية الصينية في اقتحام الأسواق العالمية.
وفرض الاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية كبيرة على السيارات الكهربائية الصينية تصل إلى 45%، وذلك بناء على تحقيقات للمفوضية الأوربية خلُصت إلى أن الحكومة الصينية تقدم دعما للشركات المصنعة للسيارات الكهربائية.
ورغم تحذيرات بكين للشركات الصينية من إبرام اتفاقيات فردية مع الاتحاد الأوروبي، تدرس بعض الشركات نقل الإنتاج إلى أوروبا لتخفيف تأثير هذه التعريفات وفق بلومبيرغ.
"بي واي دي" إحدى الشركات الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية في الصين، تبنت إستراتيجية استباقية. مع تخصيص نائبة الرئيس التنفيذي لها، ستيلا لي، 60% من وقتها في أوروبا، توسعت الشركة بشكل كبير من خلال رعاية أحداث كبرى مثل بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، وإنشاء قاعدة صناعية كبيرة في المجر حيث تخطط لبناء مصنع للسيارات سيُشغل حوالي 10 آلاف عامل.
إعلانأما شركة "نيو" وهي علامة تجارية صينية بارزة أخرى في القطاع، استثمرت في صالات عرض فاخرة في جميع أنحاء أوروبا.
شركة نيو للسيارات الصينية أقامت معرضا في أمستردام، على سبيل المثال، يمتد على مساحة 2700 متر مربع ويعمل كمساحة متعددة الوظائف، تشمل العمل المشترك والمعارض الفنية والطعام والفعاليات الاجتماعية. ورغم هذه الاستثمارات، فإن مبيعات الشركة في أوروبا لا تزال متواضعة، ولم تحقق أرباحا بعد.
على الجانب الآخر، لم تتبع جميع الشركات الصينية نفس الاستراتيجيات اللافتة. شريك فولكس فاغن الصيني "إكس بينغ"، ركز في البداية على ميزات الذكاء الاصطناعي لسياراته ولكنه واجه عقبات تنظيمية تتعلق بالبرمجيات، مما دفعه إلى تغيير إستراتيجيته نحو التعاون مع وكلاء محليين وتقليل الاستثمارات في المتاجر المملوكة بالكامل وفق بلومبيرغ.
أوروبا أولوية إستراتيجيةوتذكر بلومبيرغ أن أهمية السوق الأوروبية لصناع السيارات الكهربائية الصينيين تزايدت خاصة بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا مقبلا للولايات المتحدة، مما جعل السوق الأميركية أقل إمكانية للوصول.
ووفقا للوكالة فإن الشركات الصينية تدرك أن النجاح في أوروبا ضروري لنموها على المدى الطويل، وهذا يتطلب بناء المصانع ومعالجة الفوارق الثقافية والتشغيلية، بدءا من تصميم واجهات السيارات الملائمة للمستخدمين الأوروبيين وإلى توفير يوافق أذواقهم.
وتشير الوكالة إلى عملاق البطاريات "كاتل"، الذي يؤسس مصنعه الأوروبي الثاني في المجر، بكونه تجسيدا لهذا النهج.
حيث صرح جايسون تشين، المدير الإقليمي للعمليات في "كاتل" لبلومبيرغ بأنه يجب "احترام السكان المحليين" وأن يكونوا "جيرانا جيدين" للنجاح في أوروبا.
إعلان توازن بين الطموح والحذرورغم تنوع الإستراتيجيات التي تنتهجها الشركات الصينية، يتفق الجميع على أن أوروبا سوق لا بد من الفوز بها. ومع ذلك، فإنهم يدركون تماما التحديات التي تفرضها التعريفات الجمركية والعقبات التنظيمية والاختلافات الثقافية.
وكما قال أحد المديرين التنفيذيين، فإن بناء وجود دائم في أوروبا يتطلب "سنوات أو حتى عقودا من الجهد المتواصل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات السیارات الکهربائیة الشرکات الصینیة فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
مسؤولة أوروبية تؤكد ضرورة معالجة جذور الكراهية ضد المسلمين التي تصاعدت مع حرب غزة
قالت منسقة مكافحة الكراهية ضد المسلمين في المفوضية الأوروبية، ماريون لاليس، إن مظاهر الكراهية ضد المسلمين في أوروبا تصاعدت بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدة أن هذه الظاهرة أصبحت تلقى "تطبيعًا" واسعًا في مختلف المجالات، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت المسؤولة الأوروبية، في تصريحات لوكالة الأناضول على هامش مشاركتها في منتدى أنطاليا الدبلوماسي المنعقد جنوبي تركيا، إنها تتطلع إلى لقاء المشاركين الذين يعملون على مكافحة "الإسلاموفوبيا".
وأشارت إلى أن الهجمات التي تشنها "إسرائيل" على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ساهمت في تنامي مشاعر العداء للمسلمين في أوروبا، معتبرة أن هذا التصعيد ناتج أيضًا عن تطبيع الكراهية في الفضاء العام، لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي.
مكافحة الكراهية تبدأ من التعليم
وشدّدت لاليس على ضرورة معالجة جذور الكراهية ضد المسلمين، بدءًا من تعليم الأطفال، ومراجعة صورة المسلمين في المناهج الدراسية والكتب التعليمية.
وأضافت: "ينبغي أيضًا تدريب الصحفيين، والنظر في كيفية إدارة وسائل الإعلام، والتأكد من أن الأخبار تعكس واقع الغالبية العظمى من المسلمين".
ولفتت إلى أن عمليات حرق نسخ من القرآن الكريم التي شهدتها بعض الدول الأوروبية، لا تمثّل القيم الأوروبية، مشيرة إلى أن دولًا مثل السويد والدنمارك وهولندا اتخذت إجراءات لوقف هذه الانتهاكات.
كما أعربت عن قلقها حيال تزايد الهجمات التي تستهدف المساجد في أوروبا، داعية إلى أن يكون منتدى أنطاليا منصة قوية في مواجهة الاعتداءات القائمة على الدين واللغة والعرق.
وفي ختام حديثها، أكدت لاليس أنه من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات في الآراء حول الدين والسياسة، لكن "لا يمكن التحريض على الكراهية ضد المسلمين الذين يشكلون جزءًا لا يتجزأ من أوروبا"، مشيرة إلى أن تطبيق الإجراءات المتخذة لمكافحة كراهية الأجانب والعنصرية يُعد أمرًا مشجعًا.
والجمعة، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي "ADF2025"، والذي يُعقد بين 11 و13 نيسان/ إبريل الجاري، بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية وممثلين عن منظمات دولية.