الجزيرة:
2025-03-14@21:32:59 GMT

هل نجحت رسائل المعارضة السورية في طمأنة الأقليات؟

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

هل نجحت رسائل المعارضة السورية في طمأنة الأقليات؟

على نحو متسارع توسع قوات المعارضة سيطرتها على طول الخارطة السورية، منذ إطلاقها عملية ردع العدوان في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تمكنت خلال 10 أيام فقط من السيطرة على مدينتي حلب وحماة وأجزاء كبيرة من القرى المحيطة بهما.

وبالتوازي مع سيطرتها العسكرية حرصت الفصائل المشاركة في عملية ردع العدوان منذ الساعات الأولى لانطلاق العملية على إرسال عشرات الرسائل لطمأنة قوات النظام وتشجيعها على الانشقاق أو الاستسلام مقابل الأمان.

وتوسعت الرسائل لتشمل الأقليات كالأكراد والمسيحيين والإسماعيلية والعلويين والشيعة، حيث وجهت المعارضة عدة رسائل تطمئنهم بأن العمليات لا تستهدفهم، وقد نجحت هذه السياسة في التوصل لاتفاق انسحب بموجبه العشرات من قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني من حلب.

وكذلك توصلت قيادة عملية ردع العدوان لاتفاق مع وجهات مدينتي السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية، ومحردة ذات الغالبية المسيحية على تأمين السكان وتوفير كافة الخدمات لهم.

ولم تكتف فصائل المعارضة السورية بذلك، فقد حرص أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) القيادي في إدارة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية على طمأنة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأن "المواجهات الجارية في الشمال السوري لن تمتد إلى الأراضي العراقية، ودعاه لمنع تدخل الحشد الشعبي العراقي في ما يجري في سوريا.

إعلان

وفي مقابلة مع قناة سي إن إن الأميركية قال الشرع إن هدف المعارضة إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتشكيل حكومة قائمة على المؤسسات ومجلس يختاره الشعب السوري، مؤكدا على الالتزام بحقوق الأقليات الدينية والعرقية.

رسالة إلى الحكومة العراقية#القيادة_العامة pic.twitter.com/GDPcg5xONC

— إدارة العمليات العسكرية (@aleamaliaat_ale) December 5, 2024

سوريا الموحدة

ويرى أحمد الدالاتي القيادي بإدارة العمليات المشتركة أن "هذه التطمينات ناشئة من جملة أمور أولها الإرادة الجازمة لدى فصائل المعارضة السورية باستمرار سوريا موحدة قوية بعيدا عن أية مشاريع تقسيمية فلطالما عاش أهلها بحالة تنوع ديني ومذهبي وطائفي من زمن الفتح الإسلامي الأول، حتى جاء آل الأسد وعبثوا بهذا النسيج وأوغروا الصدور ونشروا العداوة ونحن نرجو أن يذهب ذلك بزوالهم".

ويضيف في حديث للجزيرة نت: أما السبب الثاني فهو أن الشعب السوري عانى من ويلات اللجوء والتهجير وتركزت تلك الآثار على المكون السني ونحن لا نريد أن تتكرر تلك المأساة مع باقي مكونات الشعب.

أما السبب الثالث بحسب الدالاتي فهو أن حل المأساة السورية وحصول الاستقرار للشعب يقتضي إقفال كل أبواب الاضطراب فلا نريد فتح مواجع جديدة ولكل مواطن سوري حقه المحفوظ شرعا وعقلا وعرفا ومواطنة ولا يجوز المساس بتلك الحقوق إطلاقا.

وأكد أن رسائل كثيرة وصلت لقيادة المعارضة تؤكد التجاوب مع رسائل الطمأنة التي أطلقتها، مضيفا: "أظن أنها ستأخذ شكل الظاهرة ويتسع نظاقها بعد نشر بيانات التطمين الرسمية ومتابعة نماذج إيجابية للغاية من التعامل مع مدينتين عريقتين هما حلب وحماة".

وشدد الدالاتي على أن أهداف العملية العسكرية هي تحرير كامل التراب السوري من الأسد وعصابته فنحن نريد أن ينعم باقي أهلنا بنعمة الحرية والأمان بعيدا عن آل الاسد.

كلمة قيادي بفصائل المعارضة السورية للأهالي في جامع الروضة بمدينة #حلب#فيديو pic.twitter.com/zWDGOE9LYF

— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) December 1, 2024

إعلان خطاب مختلف

من جهته، يقول المحلل السياسي أحمد الحسن إن فصائل المعارضة استفادت من التجارب الفاشلة التي حدثت في بداية الثورة بخصوص التعامل مع الأقليات والحاضنة الشعبية للنظام والفئات الصامتة في المجتمع السوري، حيث يتم إعطاء أهمية لهذه المجموعات وإرسال تطمينات لها حتى تنسجم مع مشروع الحل السياسي الدائم للأزمة السورية.

ويضيف في حديث للجزيرة نت: "لقد ركزت قيادات عملية ردع العدوان أو فجر الحرية على إعطاء خطاب مختلف سواء عبر إرسال رسائل بعدم وجود روح انتقامية وعدم وجود آلية حسم عسكري تجاه حاضنة النظام وخاصة الطائفة العلوية، أو عبر فتح الباب مجددا لتشجيع ضباط وجنود جيش النظام على الانشقاق، وكذلك عبر طمأنة دول الجوار وكذلك الدول التي تشعر بالقلق من مشروع المعارضة وحتى الدول الداعمة للمعارضة كان لها نصيب من رسائل الطمأنة".

ويعتقد الحسن أن فصائل المعارضة بما فيها هيئة تحرير الشام أصبحت تفكر بعقلية الدولة، ولا تفكر بعقلية الجماعة أو الفصيل، سواء كان هذا الفصيل إسلاميا أو ثوريا أو مناطقيا، وأصبح التفكير منصبا على مشروع التسامح وإسقاط مشروع بشار الأسد وعدم التعرض لباقي مكونات المجتمع، وكذلك إعطاء روح العودة إلى الحل السياسي.

ويؤكد أن ما يميز التحركات الحالية لقوات المعارضة، هو استباق النظام بخصوص المخاوف التي يعمل النظام على نشرها سواء المخاوف المتعلقة بالأقليات أو المخاوف المتعلقة بعدم القدرة على إدارة الدولة وتوفير الخدمات للناس.

ولفت الحسن إلى أنه رصد تجاوب المسيحيين في حلب لهذه التطمينات وقد رصدت وسائل الإعلام العديد من مظاهر الاحتفالات الدينية المسيحية في المدينة بعد أيام من سيطرة قوات ردع العدوان عليها، وكذلك باتت بعض الشخصيات في حاضنة النظام مثل فراس شهابي تتحدث عن الحوار الوطني أو الحل السياسي، وهذا الخطاب لم يكن موجودا سابقا.

إعلان

وختم حديثه قائلا: "يجب ألا نهمل أن النموذج الموجود في إدارة إدلب ومناطق سيطرة المعارضة بات أكثر جاذبية من نموذج النظام في إدارة الدولة من الناحية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ومن وجهة نظري، فإن أهم استحقاق حالي أمام المعارضة هو قدرتها على الإدارة المدنية للمناطق التي وصلتها مؤخرا وإنهاء المظاهر العسكرية والفصائل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات عملیة ردع العدوان المعارضة السوریة فصائل المعارضة

إقرأ أيضاً:

المنظمة السورية للطوارئ قلقة من التضليل المتعلق بأحداث الساحل

أعربت المنظمة السورية للطوارئ عن بالغ قلقها إزاء حملة الإعلام المضللة التي تنشر أخبارا كاذبة عن أحداث العنف التي شهدتها منطقة الساحل السوري الأسبوع الماضي.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على منصة "إكس"، أمس الأربعاء، إنها تعرب عن بالغ قلقها حيال الحملة الإعلامية المضللة التي تهدف إلى تأجيج الفتنة الطائفية في سوريا من خلال نشر مزاعم كاذبة تتحدث عن استهداف ممنهج تمارسه الحكومة ضد الأقليات الدينية.

وشدد البيان على أن "أعمال العنف جرى تنفيذها من قبل فصائل مسلحة منفلتة"، وأن "القوى الأمنية كانت في طليعة الجهود الرامية لحماية السكان واحتواء الموقف في مواجهة محاولات فلول النظام السابق إثارة الفوضى وتأجيج الصراع الطائفي".

ولفت إلى أن "هذه الادعاءات تروج لها جهات مرتبطة بنظام الأسد وتضخمها بعض وسائل الإعلام، وتهدف إلى تشويه الحقائق الميدانية وعرقلة الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في البلاد".

رفض التحريض الطائفي

ودعا البيان جميع الأطراف إلى ضبط النفس ورفض كل أشكال التحريض الطائفي التي تسعى إلى تأجيج الصراع وإعادة البلاد إلى دوامة العنف.

كما أعرب البيان عن دعم المنظمة لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة وتعزيز المصالحة الوطنية وبناء مستقبل تسوده المواطنة المتساوية، بعيدا عن رواسب الماضي وصراعاته.

إعلان

وفي السادس من مارس/آذار الجاري، شهدت منطقة الساحل السوري توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية، ما أوقع قتلى وجرحى.

وإثر ذلك، استنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة سقط فيها قتلى من رجال الأمن والجيش والمدنيين، وانتهت باستعادة الأمن والاستقرار وبدء ملاحقة الفلول وضباط النظام البائد في الأرياف والجبال.

يُشار أنه بعد إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.

واستجاب عشرات الآلاف لهذه المبادرة، بينما رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.

ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية.

مقالات مشابهة

  • سوريا التي وقعت في الكمين
  • محلل إسرائيلي: الشرع يفسد خطط إسرائيل بشأن الأقليات في سوريا.. قد نعترف بحكمه
  • سوريا.. محافظ اللاذقية يتحدث عن تفاصيل أحداث الساحل ويوجه رسالة طمأنة
  • أبرز الفئات التي شملها قرار الداخلية السورية إلغاء بلاغات منع السفر
  • كحيلان: تم إلغاء المحاكم الاستثنائية التي سببت الآلام والمعاناة للشعب في زمن النظام البائد
  • المنظمة السورية للطوارئ قلقة من التضليل المتعلق بأحداث الساحل
  • ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
  • من أين يحصل فلول النظام على السلاح في الساحل السوري؟
  • مجلس الشورى يندد بجرائم الإبادة التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في الساحل السوري
  • وقفة أمام بقع الدم السوري..!