هل نجحت رسائل المعارضة السورية في طمأنة الأقليات؟
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
على نحو متسارع توسع قوات المعارضة سيطرتها على طول الخارطة السورية، منذ إطلاقها عملية ردع العدوان في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تمكنت خلال 10 أيام فقط من السيطرة على مدينتي حلب وحماة وأجزاء كبيرة من القرى المحيطة بهما.
وبالتوازي مع سيطرتها العسكرية حرصت الفصائل المشاركة في عملية ردع العدوان منذ الساعات الأولى لانطلاق العملية على إرسال عشرات الرسائل لطمأنة قوات النظام وتشجيعها على الانشقاق أو الاستسلام مقابل الأمان.
وتوسعت الرسائل لتشمل الأقليات كالأكراد والمسيحيين والإسماعيلية والعلويين والشيعة، حيث وجهت المعارضة عدة رسائل تطمئنهم بأن العمليات لا تستهدفهم، وقد نجحت هذه السياسة في التوصل لاتفاق انسحب بموجبه العشرات من قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني من حلب.
وكذلك توصلت قيادة عملية ردع العدوان لاتفاق مع وجهات مدينتي السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية، ومحردة ذات الغالبية المسيحية على تأمين السكان وتوفير كافة الخدمات لهم.
ولم تكتف فصائل المعارضة السورية بذلك، فقد حرص أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) القيادي في إدارة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية على طمأنة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأن "المواجهات الجارية في الشمال السوري لن تمتد إلى الأراضي العراقية، ودعاه لمنع تدخل الحشد الشعبي العراقي في ما يجري في سوريا.
إعلانوفي مقابلة مع قناة سي إن إن الأميركية قال الشرع إن هدف المعارضة إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتشكيل حكومة قائمة على المؤسسات ومجلس يختاره الشعب السوري، مؤكدا على الالتزام بحقوق الأقليات الدينية والعرقية.
رسالة إلى الحكومة العراقية#القيادة_العامة pic.twitter.com/GDPcg5xONC
— إدارة العمليات العسكرية (@aleamaliaat_ale) December 5, 2024
سوريا الموحدةويرى أحمد الدالاتي القيادي بإدارة العمليات المشتركة أن "هذه التطمينات ناشئة من جملة أمور أولها الإرادة الجازمة لدى فصائل المعارضة السورية باستمرار سوريا موحدة قوية بعيدا عن أية مشاريع تقسيمية فلطالما عاش أهلها بحالة تنوع ديني ومذهبي وطائفي من زمن الفتح الإسلامي الأول، حتى جاء آل الأسد وعبثوا بهذا النسيج وأوغروا الصدور ونشروا العداوة ونحن نرجو أن يذهب ذلك بزوالهم".
ويضيف في حديث للجزيرة نت: أما السبب الثاني فهو أن الشعب السوري عانى من ويلات اللجوء والتهجير وتركزت تلك الآثار على المكون السني ونحن لا نريد أن تتكرر تلك المأساة مع باقي مكونات الشعب.
أما السبب الثالث بحسب الدالاتي فهو أن حل المأساة السورية وحصول الاستقرار للشعب يقتضي إقفال كل أبواب الاضطراب فلا نريد فتح مواجع جديدة ولكل مواطن سوري حقه المحفوظ شرعا وعقلا وعرفا ومواطنة ولا يجوز المساس بتلك الحقوق إطلاقا.
وأكد أن رسائل كثيرة وصلت لقيادة المعارضة تؤكد التجاوب مع رسائل الطمأنة التي أطلقتها، مضيفا: "أظن أنها ستأخذ شكل الظاهرة ويتسع نظاقها بعد نشر بيانات التطمين الرسمية ومتابعة نماذج إيجابية للغاية من التعامل مع مدينتين عريقتين هما حلب وحماة".
وشدد الدالاتي على أن أهداف العملية العسكرية هي تحرير كامل التراب السوري من الأسد وعصابته فنحن نريد أن ينعم باقي أهلنا بنعمة الحرية والأمان بعيدا عن آل الاسد.
كلمة قيادي بفصائل المعارضة السورية للأهالي في جامع الروضة بمدينة #حلب#فيديو pic.twitter.com/zWDGOE9LYF
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) December 1, 2024
إعلان خطاب مختلفمن جهته، يقول المحلل السياسي أحمد الحسن إن فصائل المعارضة استفادت من التجارب الفاشلة التي حدثت في بداية الثورة بخصوص التعامل مع الأقليات والحاضنة الشعبية للنظام والفئات الصامتة في المجتمع السوري، حيث يتم إعطاء أهمية لهذه المجموعات وإرسال تطمينات لها حتى تنسجم مع مشروع الحل السياسي الدائم للأزمة السورية.
ويضيف في حديث للجزيرة نت: "لقد ركزت قيادات عملية ردع العدوان أو فجر الحرية على إعطاء خطاب مختلف سواء عبر إرسال رسائل بعدم وجود روح انتقامية وعدم وجود آلية حسم عسكري تجاه حاضنة النظام وخاصة الطائفة العلوية، أو عبر فتح الباب مجددا لتشجيع ضباط وجنود جيش النظام على الانشقاق، وكذلك عبر طمأنة دول الجوار وكذلك الدول التي تشعر بالقلق من مشروع المعارضة وحتى الدول الداعمة للمعارضة كان لها نصيب من رسائل الطمأنة".
ويعتقد الحسن أن فصائل المعارضة بما فيها هيئة تحرير الشام أصبحت تفكر بعقلية الدولة، ولا تفكر بعقلية الجماعة أو الفصيل، سواء كان هذا الفصيل إسلاميا أو ثوريا أو مناطقيا، وأصبح التفكير منصبا على مشروع التسامح وإسقاط مشروع بشار الأسد وعدم التعرض لباقي مكونات المجتمع، وكذلك إعطاء روح العودة إلى الحل السياسي.
ويؤكد أن ما يميز التحركات الحالية لقوات المعارضة، هو استباق النظام بخصوص المخاوف التي يعمل النظام على نشرها سواء المخاوف المتعلقة بالأقليات أو المخاوف المتعلقة بعدم القدرة على إدارة الدولة وتوفير الخدمات للناس.
ولفت الحسن إلى أنه رصد تجاوب المسيحيين في حلب لهذه التطمينات وقد رصدت وسائل الإعلام العديد من مظاهر الاحتفالات الدينية المسيحية في المدينة بعد أيام من سيطرة قوات ردع العدوان عليها، وكذلك باتت بعض الشخصيات في حاضنة النظام مثل فراس شهابي تتحدث عن الحوار الوطني أو الحل السياسي، وهذا الخطاب لم يكن موجودا سابقا.
إعلانوختم حديثه قائلا: "يجب ألا نهمل أن النموذج الموجود في إدارة إدلب ومناطق سيطرة المعارضة بات أكثر جاذبية من نموذج النظام في إدارة الدولة من الناحية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ومن وجهة نظري، فإن أهم استحقاق حالي أمام المعارضة هو قدرتها على الإدارة المدنية للمناطق التي وصلتها مؤخرا وإنهاء المظاهر العسكرية والفصائل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات عملیة ردع العدوان المعارضة السوریة فصائل المعارضة
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع السوري: النظام البائد استعمل الجيش لأطماعه وقتل الشعب
سرايا - قال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، الأربعاء، إن نظام بشار الأسد المخلوع استخدم جيش البلاد لخدمة أطماعه الشخصية ولقتل الشعب.
جاء ذلك وفق تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية سانا على حسابها بمنصة إكس.
وأضاف أبو قصرة: "لقد استعمل النظام البائد الجيش والقوات المسلحة لخدمة مآربه وأطماعه الشخصية، ولحماية نفسه وقتل الشعب السوري".
وأردف: "أكسب بذلك هذا الجيش سمعة سيئة وأصبح اسمه مدعاةً للخوف والوجل من الشعب السوري.. نعد بأننا سنعمل على إعادة الجيش إلى هدفه الأساسي حامياً للديار مدافعاً عن الشعب مدعاة للفخر".
وأكد قائلا: "إننا نسعى بكل جهودنا لترميم الفجوة بين القوات المسلحة والشعب السوري".
وكان أبو قصرة قد أعلن الإثنين، عن بدء جلسات مع الفصائل العسكرية، لانخراطها بالوزارة ووضع خارطة طريق تحقق استقرار البنية التنظيمية للقوات المسلحة.
ونقلت الوكالة عن أبو قصرة قوله أمس: "ضمن توجيهات القيادة العامة لإعادة هيكلة القوات المسلحة، وتنظيم الجيش العربي السوري، بدأنا جلساتٍ مع الفصائل العسكرية من أجل وضع خطوات لانخراطها بوزارة الدفاع".
ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، تقوم حكومة تصريف الأعمال السورية بالعديد من الخطوات الإصلاحية عبر إعادة هيكلة وتنظيم مؤسسات الدولة المختلفة، بما فيها الجيش والأمن.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1344
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 08-01-2025 05:05 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...